رحمه الله تعالى

المعتزلة المعاصرة

أمين نايف حسين ذياب

Get Adobe Flash player

البحث في محتوى الموقع

احصائيات

عدد زيارات المحنوى : 533117

مرحى لعودة فاطمة سالم

بسم الله الرحمن الرحيم

مَرْحَى لِعَوْدة فاطمة سالم
"محاضرة عن علامات الساعة الكبرى باتحاد الكتاب غداً"

كان الظَّنُّ أَنّ فاطمة قد عادت إلى خدرها، فأراحت واستراحت، وتَنَفَّسَ الحقُّ الأبلج الصَّعَداء، لكن الظنَّ خاب، فإذا هي تعود عوداً غير أحمد، وكالعادة ولأنها في محل القرابة من حسن سالم، وجدت مكاناً مُميزا في صحيفة اللواء، وكالعادة أيضا، نَصَّبَتْ نفسها ولية أمر الأفكار والمفاهيم، والتوجيه لكيفية النقاش، وقدمت درساً في تربية الأبناء، وخاصة المليشيات الثقافية، لكن المشكلة أنّ هذه المربية القديرة، غايبة الطوشه، فكيف تولت التربية والتوجيه ؟ وهي (شاهدٌ ما شافش حاجة).

هل كانت المحاضرة عن اشراط الساعة؟ أو عن علامات الساعة؟ جريدة الدستور، وفي عددها رقم (10757)، الصادر يوم الأحد 29 ربيع الاول 1418هـ، الموافق 3 آب 1997م، أوردت الخبر التالي، في اسفل الصفحة الثالثة.

عمان- الدستور- يستضيف اتحاد الكُتَّاب والأُدباء الأردنيين، الدكتور مهيب صالح الحصان، لإلقاء محاضرة بعنوان علامات الساعة الكبرى -المهدي والمسيح- الساعة السادسة ن مساء غدٍ الاثنين، في مقر الاتحاد بالشميساني. انتهى خبر الدستور.

كان الاولى بالسيدة فاطمة سالم، أو السيد (ح س ي ن) أنْ يكون عندها بعض التأني في الكتابة، حتى يكون معروفاً أن المحاضرة عن اشراط الساعة، او عن علامات الساعة، واذا كانت السيدة أو السيد لا يفرق او لا تفرق بين الأشراط -وهي قد جاءت بنص القرآن القطعي- والعلامات المُدَّعى بها فهي كارثة.

ربما لم تعلم السيدة إشكالية العلامات، وإشكالية معانيها، وحقيقة أفكارها، ورفض بعض علماء المسلمين لكل هذه العلامات، او لبعضها، ويكاد يكون إجماع من علماء المسلمين، بل هو إجماع حقيقي، إن منكرها كلياً ليس كافراً، لابدَّ من تذكير السيدة فاطمة سالم أن البحث بالعلامات، لا بالأشراط.

هل فعلاً يا سيدة! أنّ قاعة الاتحاد تحولت إلى صراع، وشتائم، وقذائف نارية؟ ام أن الأمر كله من خيال السيدة، بناء على أوهام بل اختراع متعمد من قبل الأستاذ فخري قعوار، والذي شهد بلا حضور مثل فاطمة سالم ايضا، كلاَّ يا فاطمة سالم! ثم كلا يا فاطمة سالم! لم يحدث ذلك، وانما حدثت انفعالات وتشنجات، حدث مثلها في قاعات ومحاضرات مئات المرات، بل حدث تحت قبة البرلمان ا هو اشد منها، وليت السيدة الجليلة فاطمة سالم قرأت الموضوع، كما وثقته جريدة اللواء، ص22 نفس العدد الذي كتب فيه ولتدلَّ القارئ السيدة فاطمة سالم على الفقرة التي استنبطت منها، دعواها المزورة الملفقة !.

المرجو من السيدة فاطمة سالم أن تقرأ نص المحاضرة، فهل يمكن يا فاطمة سالم قتال اليهود وزوال دولة إسرائيل؟ والحصان يقول: إنّ قتال اليهود هو مهمة عيسى عليه السلام، فاليهود باقون ! باقون ! باقون ! حتى نزول عيسى عليه السلام ، ولا تخرجُ فاطمة سالم من المأزق هي والحصان، بأن المراد الإفساد الثاني لليهود، وإذا كان هذا هو الإفساد الأول، مع أن كل المفسرين السابقين على فاطمة سالم والحصان، قالوا بأن الافساديْن هما النفي لبابل على يد نبوخذ نصر، والثاني هو طرد تيطس الروماني لهم، الإفساد الأول تحولهم من عبادة يهوه أي الله الواحد إلى بعل، وانقسامهم دولتين، والإفساد الثاني قتلهم زكريا ويحيى ومحاولة صلب عيسى، وكل هذا قصص حدثت قبل الرسالة الخاتمة..

إذا كنتما أنت أيتها السيدة الجليلة والسيد الحصان، لا تثبتون ذلك ولكم دعوى أن وجود اليهود في فلسطين هو الإفساد الأول، فما هي عملية إخراجهم في هذا الإفساد الأول، وكيف تفهمين أيتها السيدة قوله تعالى {فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولا} وما معنى وكان وعداً مفعولاً آيتها السيدة.

دولة اليهود الآن لا علاقة لها لا بالدين اليهودي، ولا ببني إسرائيل، ولا بال عمران، فكل خطاب لليهود ورد في القرآن، إنما هو لنعتبر نحن المسلمين به، فدولة اليهود الحديثة هي دولة سياسية، وهي موجودة بأفاعيل السياسة الغربية، الدول العلمانية، والدول الملحدة، وزوالها حقيقة سياسية، فمنذ رسالة محمد صلوات الله عليه تحولت الساحة الأرضية، إلى ساحة مفاعلة سياسية، تكليفية، فدور الشرع الإسلامي فيها التكليف، أي الأمر والنهي، أي لا تتجلى على ارض الواقع حقائق كونية، وانما التزام بالإسلام، أو عدم التزام به، في الأمة والحضارة والدولة وامتلاك القوة.

هل علم مصطلح الحديث وما ترتب عليه من تصحيح وتضعيف وحكم بالوضع وجرح وتعديل كل هذا حقائق مقدسة في حياتنا؟ وهي ثابتة عند قوم ثباتاً بشرياً، أي اجتهادياً، ومرفوضة عند قوم، رفضاً بشرياً اجتهادياً، والأولى لا تنزه الله عن العبث والثانية تنزه الله عن العبث، الأولى تجعل القرآن شاهداً لمزوراتها، والثانية تبني رفض وقبول الحديث على القرآن الأولى تقول بان الإنسان مجرد ظرف للحدث والثانية تقول بفاعلية الإنسان في الحدث.

هل من يقول أن الله قادر؟ وانه عالم، وانه لا يفعل إلا لحكمة، وإنه لا يظهر المعجز على يد الكذابين، وانه تعالى كلّف الإنسان، وجعله في محل القدرة والاستطاعة على الفعل والترك، وان الله سيقلب النواقيس يوم البعث، فتتكور الشمس، وتنكدر النجوم، وتكون الجبال كالعهن المنفوش، ويبعث الله الأحياء مع أنهم تراب، هل هو يلغي قدرة الله أم أن قدرة الله لا تتجلى إلا بخرافات الحصان !