رحمه الله تعالى

المعتزلة المعاصرة

أمين نايف حسين ذياب

Get Adobe Flash player

البحث في محتوى الموقع

مقالات ذات صلة

احصائيات

عدد زيارات المحنوى : 539197

السيرة الذاتية

 

سطور حول أمين نايف ذياب

أصل هذه السطور تعريف موجز جدا ، يلقيها أو يستعين بـها من كان يقدمني كمحاضر امام جمهور  المستمعين لمحاضرة لي ، ثم رأيتها موجودة في موقع المعتزلة دون أن تؤخذ مشورتي في ذلك ، بل كون اسم الموقع الأول موقع أمير المعتزلة لم يتم بمشورة مني ـ وإذ جرى تطوير الموقع أو بناء موقع جديد ـ طالب الفني السيد ...... وبإلحاح ضرورة تطوير السيرة ، وإحضار صورة ، وأعترف أنني ماطلته كثيرا فتعطل عمل التطوير مدة شهرين ، فهذه السيرة هي السيرة المعدلة ، وهي واقعي الحقيقي دون أية رتوش .

(1) ميلاد

في السابع والعشرين من شهر شباط عام 1931م وفي صباح يوم جمعة استقبل  أبوان بدويان مولودهما الثاني , كان عمر الأب 42 سنة والأم 20 سنة وهي الزوجة الرابعة (الواحدة ) لوالدي ذلك أن الوالد رحمه الله لم تجتمع على ذمته زوجتان ولم يطلق واحدة منهما فقد توفيت زوجاته الثلاث الواحدة تلو الأخرى ولم تعقب واحدة منهما إذا مات طفل الأولي والثانية صغيرين عقبت الثالثة بنتا كان لها فضل علي دللتني كثيرا وتوفاها الله في عز شبابها دون ال 18 سنة وكانت قد تزوجت وكانت حاملا فماتت هي وجنينها في المستشفى الإنجليزي عين المستشفى الذي سيكون لي معه قصة . القرية ناشئة حديثا هي قرية المنسي حيفا فلسطين ، وهي قرية ذات بيوت متفرقة تقع على سفح نـهاية سلسلة جبال من جبال فلسطين هي سلسلة جبال الكرمل ، والوالدان  أميان لكنهما مثقفان بالمعنى الحقيقي ـ وخاصة الوالد ـ الذي تدل عليه كلمة مثقف .

(2) طفولة

يجزم صاحب هذه السيرة الذي (هو أنا) ، أنه عاش حياته في سنوات عمره الأولى كطفل مرفه نوعا ما ، بل ويمكن القول بأنه مدلل ومحبوب بين أقاربه .

(3) مدرسة

وما أن جاء عام 1935م ولم يكمل السنة الخامسة من عمره حتى وجد نفسه يذهب إلى مدرسة  قريته الحكومية المفتوحة حديثا مع أخيه كطالب مستمع ، كان هو وأخوه يبلغان من العمر 5، 7 سنوات على التوالي بل اٌقل من ذلك يقينا ، في مدرسة حديثة جل طلابـها ممن يبلغ سنه العاشرة فما فوق وربما كان فيهم من قارب الاحتلام .

من الطرائف التي حدثت له وهو طالب مستمع ، أنه وقع منه قلم له فنـزل تحت المقعد ، فكان أنْ قام طالب من الطلاب وهم كبار كما علمتم ، فلكزه في جسمه فما كان مني إلا أن عضضت ساقه ، فانتفض فوجدت في ذلك العض هواية ، كلما كانت فسحة بين الحصص أنزل تحت المقاعد فأثير فوضى  هم يركلونني وأنا اعض سيقانـهم ، وانتشر الخبر في البلدة انتشارا واسعا .

لقد امتلك في يوم من الأيام شفرة من شفرات الحلاقة ، وكانت مقاعد الدراسة (بنك) حديثة جدا ومطلية بلون اسود لامع ، فأعملَ الشفرة في تلك المقاعد فوشى به واش ، فرفعه الأستاذ المرحوم محمد دواس خطاب فلقة ، كما كان شائعا في ذلك الزمان ، كان رد الفعل على فلقة الأستاذ أن تركت الحضور للمدرسة كمستمع وحتى لا يتوهم واحد ممن يزن الأمور بنظريات التربية الحديثة أنَّ هذا الأستاذ الكريم ينتمي إلى جيل العصا فللحقيقة هو أستاذ يستعمل العصا ويؤلم فيها شديدا ، والحق مع ذلك فإنه أستاذ حقا ، فرغم بلوغي الآن الثالثة والسبعون من العمر ، فله كل الإجلال حتى هذه اللحظة ، وله الرحمة فهو بحق أستاذي الأول ، من رعيل  الأساتذة الذين علموني ، تعلمت منه الكثير علما وسلوكا .

رغم قصر جلوسي على مقاعد الدراسة فهي 10 سنوات ولكن لم ادرس من الفصول إلا للصف السابع الإبتدائي ، والسبب يعود لحوادث جعلتني انقطع رغما فقد انقطعت مرتين : مرة بسبب المرض ، ومرة لعدم وجود صف خامس  بعد الرابع في مدرسة البلدة ،  أتـممت هذه الدراسة الابتدائية في بلدتي ثم في أم الفحم وأخيرا في جنين وانقطعت عن الدراسة فحدث إذ انقطعت مواجهة سفر النكبة عام 1948م .

(4) ثورة 1936- 1939 م

قلت في فقرة سابقة أنني أجل أستاذي الذي ضربني فلقة ـ وأنا طالب مستمع ـ ، في العام الدراسي 1936-1937م صرت طالبا منتظما في الصف الأول وفي العام الدراسي 1937-1938 كنت طالبا منتظما في الصف الثاني ، علمنا هذا الأستاذ في الصف الثاني خطبا منسوبة لخالد بن الوليد أثتاء حروبه في الفتح الإسلامي ، عام 1938م استقر القائد الثائر يوسف سعيد أبو درة قائد الثوار في قطاع حيفا في بلدتنا ، يكون الثوار في النهار  في بيوت القرية ، ومع غروب الشمس يذهبون مشاة أو على الخيول لمهاجمة واحدة من مستعمرات اليهود في منطقة حيفا ، يننظم قائد الفصيل فصيله في خطوات عسكرية ، كان بيتنا واحداً من البيوت المهمة في إيواء الثوار نـهـارا ، إذ لوالدي علاقة في الثوار ، فهو عضو في لجنة (لنقل أنـها لجنة حكم محلي) ، وإذ يرتحلون مع المساء لـهجوم على مستعمرة بعد تمرينات تنظيمية من أمام بيتنا ، يضعني أبي الذي يفخر بابنه امام فصيل الثوار ، فالقي على الثوار خطبة من خطب خالد بن الوليد ، طفل لم يبلغ الثامنة بعد يخطب في الثوار ، كان لهذه الخطب ولا زال تأثير شديد في عقلي ونفسي ، فالفضل لله ثم لـهذا الأستاذ الكريم فقد تعلمت منه الخطب ، وحملني نفسه على مكتب معلم الصف أي مكتبه فيجعلني ألقي الخطب على الطلاب .

(5) مرض

في عام 1938- 1939 كنت في الصف الثالث ، الثورة محتدمة شديدا رغم الضربة الشديدة التي وجهت لـها منذ 28/9/1938 ففي هذا اليوم كان أول طوق على البلدة يسمى عندنا طوق الحج حسن ، وتوالت الأطواق بلغت 9 أطواق ، كان والدي مطلوبا بذاته في هذه الأطوأق ، كان يتمكن من النجاة بلطف من الله ، كان لا ينام في البيت ينام في شعب الجبال في بيوت شعر لأهل الغنم ، لم أكن أرى الخوف والهلع والجزع يبدو منه ، تلك واحدة مما تعلمت على يديه ، ما ان حل شهر آذار شكوت ألما شديدا في رجلي اليمنى عند الركبة ، لم يشخص الأطباء مرضي ، الألم ممض يمنعني النوم وبدا في اليوم التاسع الورم في الركبة اليمني يوميا يزداد الورم ، وفي شهر نيسان 1939 م حملني والدي ومع أمي وعم لي على ظهر جمل ، بعد أن عمل على ظهره هودجا للتمكن من حملي مستلقيا على ظهري ، إذ الحركة تثير الألم أكثر ، كانت الرحلة باتجاه مستشفى إنجليزي تبشيري في الناصرة ، وإذ وصلت الرحلة المستشفى قامت طبيبة المستشفى في إجراء أول عملية جراحية في الفخذ ،  دون بنج خوفا من تأثير البنج علي . المباضع تعمل في رجلي بلا بنج إلا الموضعي ، كانت الطبيبة تتلقى مني كل أنواع الشتائم ، والطبيبة لا تعرف العربية ، الممرضات يعرفن سفاهة الشتائم فيضحكن ، والدي بين الفينة والفينة يدخل غرفة العمليات يشير لي بالعض على يده مشيرا أن لا أمارس الشتم ، ولم تنتج العملية ما هدفت إليه ، وهو إخراج الصديد الكثير المتجمع في فخذي فوق الركبة مباشرة ، لم استرح بعد العملية ، وفي اليوم الثالث من دخولي المستشفى أجريت لي العملية الثانية وبتخدير تام ، قيل لي أن الصديد الذي اخرج من ذلك الفخذ كان كثيرا جدا ، نمت مستريحا بعد ذلك وقد امتنعت عن الرد على من يسألني ، ولكن الغيار يوميا يؤلمني ويقوم بالغيار رئيسة الممرضات وهي إنجليزية ، قام بالعملية الجراحية الثانية الدكتور المدير العجوز باثكيت ، بعد العملية واستقرار وضعي صار يمازحني دائما كواحد من أبناء البدو قائلا بلهجة اجنبي : أين خرافك ؟ أين كلابك عو عو ؟ .  كانوا يأتونني بكتب صغيرة جدا لأقرأها كنت أقرأها ، مواضيعها وعظ مسيحي لم أكن انتبه لذلك ، ويوم الأحد يقيمون صلاة الأحد المسيحية ، يرافقها البيانو ومجموعة منشدين هم طاقم الممرضات ، كن يلبسن ثيابـهن العادية ، كل واحدة لون ثوبها يختلف عن الأخرى ،  الألوان شكلت كرنفالا جميلا ، أي يتركن ثياب التمريض البيضاء في الصدر والتنورة على القميص الأزرق المخطط بالبياض ، كانوا يعطونني الكتاب الذي منه ينشدون ، أتابع الإنشاد , كانت العناية الطبية فائقة جدا ، لكن وضع الجبس على رجلي يشمل كل القدم والساق والفخذ وقسما من الحوض ضايقني كثيرا ، فصار وضعي ليس جيدا ، وفك الجبس عن الرجل ، وتبين أن واحدة من العمليات وهي الثانية قد التحمت ولكن غيرمتمكن من تحريك رجلي ، انام على حال واحدة لا استطيع أن أتقلب ضايقني ذلك ، كان تشخيص المرض إلتهاب على العظم (غرغرينا) قالوا فارتعبت والدتي يمكن ان نضطر لقطع رجله ، خطر الغرغرينا زال والحال ليست جيدة ، أخرجني أبي من المستشفى مع ممانعة الطبيب وإدارة المستشفى ،في البيت وكان الصيف قد دخل كنا في الصيف نترك دار الحجر ونكون في بيت الشعر وضعت في الشق القسم من البيت الخاص بالرجال جاء شخص يمارس الطب العربي والتجبير فرأى رجلي المتيبسة التي أعجز عن رفعها تحريكها إلا بواسطة، وصف وصفة هي عجين مخلوط بالسكر ومدهون بالسمن يوضع على الركبة كلصقة وفي الصباح لتغيير اللصقة وجدت نفسي قادرا على حركة الرجل من ذاتها وتمر شهور الصيف وأنا كسيح في البيت وفي شهر 8/1939 م أعدت إلى عين المستشفى الذي اشترط على والدي لقبولي عدم إخراجي من المستشفى وتقليل زيارتي من قبله وقبل والدي شروطهم رغم احتجاجي .

اجريت لي العملية الجراحية الثالثة وفي مكانين من الفخذ مختلفين في آن واحد ووضعت رجلي بعد ذلك في الجبس لكن من منتصف الساق إلى نـهاية الفخذ ولذلك لم يضايقني الجبس بقيت على هذه الحال مدة شهرين ونصف، فك الجبس وإذ فك وجدت نفسي قادرا على المشي فقال لي الممرض هل يمكنك المشي علي عكاز واحدة طبية جرب جربت فمشيت، بعد شهورأكثر من ستة وجدت نفسي قادرا على المشي على عكاز بدات لي علاقات مع المرضى أهمها علاقة مع عراقي اسمه عواد سائق في رجله الكثير من الكسور أثر تدهوره مع سيارته في منعطفات طبريا نزولا كانت رجله مرفوعة على لوح من الخشب ، عنده ثقافة في التاريخ ، كان يناقشني في التاريخ ، قلت سابقا إن لدواس الفضل في حصولي على ثقافة تاريخية واسعة حول الفتح الإسلامي ، فقد درسنا إياها كان يدرسنا ـ إذ لا وجود لكتاب مقرر في التاريخ ـ من تاريخ العرب والمسلمين لمحمد عزة دروزة ، وانضم إلينا طبيب يمني يعمل في المستشفى اسمه أحمد ، تخرج حديثا من بريطانيا ، متحول إلى مسيحي ، كان نقاشه مع عواد حول القضاء والقدر بين الإسلام والمسيحية ، والغريب أن الدكتور أحمد يري وجود الجبر في الإسلام ، بينما الجبر غير موجود في المسيحية ، شاركت رغم صغر سني في النقاش ، وكنت أشارك كل يوم أحد في صلاة الأحد ، بل نقلت ذات مرة لحضور الصلاة في الكنيسة في قلب مدينة الناصرة ، وفي صلاة الأحد في المستشفى يطلب إلي أحيانا إعادة قصة الوعظ في لغتي ،  إذ المستشفى في منطقة عالية من الناصرة تحيط به حديقة واسعة جميلة ، لقد حل في المستشفى ووضع في درجة خاصة أحد الآباء المسيحيين ، كانوا يطلبون مني الذهاب عنده كنت أذهب عنده ، وعند زيارة أبي لي في واحدة من المرات طلب أبي لمقابلة ذلك الخوري المسيحي ، وكان موضع الرعاية الشديدة في المستشفى ، عرض على والدي بصراحة التنازل عني وتركهم يتولون تعليمي ، لكن أبي رفض وعند عودته من الزيارة إليَّ  أخبرني بالقصة قائلا : إنـهم يريدونك لتكون مسيحيا !!! تلك القصة تركت في نفسي أثرا ، ومنها استطعت فيما بعد أن أكون على بينة من أمر كتاب التبشير والاستعمار لعمر فروخ ،غادرت المستشفى في شهر العاشر من سنة 1939 و كانت قد اعلنت الحرب العالمية الثانية في شهر 9/ 1939 وقد حدث قبل إعلان هذه الحرب أن دخل الثوار للمستشفى ليلة وقتلوا جريحا ، لفت نظري ذلك ، ومنها صار يدوام في المستشفى بوليس إنجليزي الجنسية لا يتكلم العربية ، حكايا كثيرة لفتت نظري في المستشفى ، ففي المستشفى قصص كثيرة للممرضات والمرضى والحوادث ، موت جريح بسبب مشاجرة في قرية كسال ، كيف تسلموا الجثة ببكاء وعويل ، عملية لقص تشويه خلقي إصبع سادس في قدم شاب ، كيف تعلق الأرجل والأيدي المكسورة ، طفلة صغيرة ماتت أمها  في المستشفى !! وتربى من قبل الـممرضات !! كانت تبلغ من العمر حوالي 3 سنوات ! مثلها طفل رضيع يحتفلون فيه وله عناية فائقة . حقيقة كان المستشفى مدرسة لي ، كنت اخرج لحديقة المستشفى على عصاي ، حاولت ذات مرة وأنا في الحديقة أن أتسلق شجرة تين لآكل منة تينها نبهتني رئيسة الممرضات (ألميترون) بعطف شديد وبلهجتها (هي انجليزية) أنني مخاطر . وجاء وقت الوداع للمستشفى ، فقد تقرر مغادرتي المستشفي ، بعد تمكنه من حماية جسمي من امتداد جرثومة الغرغرينا ، بل والشفاء منها في الركبة ، مع بقاء العملية الجراحية الرابعة مفتوحة ، تحتاج للغيار اليومي الذي كنت قد مرنت عليه ، وكان الوداع هو تصوير فوتغرافي بلغ عدة أفلام من قبل ألميترون ، في أوضاع وفي حالات متعددة ، مع والدي ؛ مع أمي ؛ وأنا آكل ، وأنا اسير على العكازة ، بل وأنا أسير بلا عكازة .

دخلت المستشفى على ظهر جمل ، وتركته المرة الأولى وسيلة عودتي للبيت الأتان ، وعدت إليه على أتان في المرة الثانية ، ومثلما دخلته خرجت على أتان فرحا ، وفي الطريق عرجنا على السوق ، فاشتروا لي حطة ، قالت أمي لصاحب الدكان لتكن أغلى حطة ، كانت من الحرير الخاص ومع هذا ثمنها شلن فلسطيني !!! كما صرح صاحب الدكان هل تعلمون من هو صاحب الدكان أنه المرحوم صديق أبي السيد محمد ذيب الكيلاني والد الدكتور زيد الكيلاني صاحب مستشفى فرح الذي لم يكن مولودا بعد ، الله كم هي جميلة تلك الأيام !!! خرجت من المستشفى المدرسة . ولم يكن ذلك آخر عهدي بالمستشفيات ، فقد عدت للمستشفى الإنجليزي نفسه بعد مدة لعملية جراحية خارجية ، ثم لعملية جراحية في المستشفى الحكومي بحيفا متعلقة بالغرغرينا  صيف 1941 م فتكون العملية السادسة ثم في ربيع 1944م كانت عملية جراحية في عظم الفخذ من فوق إذ انتقلت له الغرغرينا في  المستشفى الحكومي في حيفا ثم عاودني الإلتهاب عام 1949م فعولج عند الطبيب خالد الأسير بالبنسلين وأخير في مستشفى الشهباء في نابلس وعاودني المرض مرة أخرى 1956 وعهدي في المستشفيات في شأن رجلي عام 1966 في مصر وكان الطبيب الذي عالجني في مستشفى خاص هو مستشفى عانوس في مصر من قبل أستاذ مادة العظام في كلية الطب جامعة عين شمس الأستاذ الدكتور محمد محرز ليكون دخولي المستشفيات بعدها وقد تكررت لأغراض أخرى هي أزمة التحسس القصبي عدة مرات ومرة لكسر في اليد ومرتين بسبب السائل الجاجي في العين أي ضغط العين .

(6) عودة للمدرسة مع تقطع

تركت المدرسة في الفصل الثاني من الصف الثالث ، عدت للبيت نفذت أمي نذرها ذبح خروف لوجه الله أن سار أمين على قدمه ! وجدت نفسي استطيع أن أذهب للمدرسة ـ مستعينا بعكازتي تحت الإبط ـ وصلت المدرسة استقبلت جيدا كان للفصل الذي انا فيه مجموعة درجات ، ليس للمدرسة آذن ، ينظفها الطلاب بالدور وفق جدول ، كنت قادرا على تسلق الدرجات ، لكن المرحوم أستاذي دواس بنفسه أصر على حملي هذه الدرجات ، خجلت كثيرا ، للأستاذ هيبة كبيرة في نفوسنا فكيف يحملني !!! الطريق بين الدار والمدرسة طريق ترابية ربما تبلغ 500 متر أو أكثر ، المشكلة في المطر تتحول الطريق ولعمق التراب إلى وحل شديد ، تغوص به القدم أكثر من 20 سم ، في أيام المطر أغيب عن الدراسة ، لم أكمل منهاج الصف الثالت فصرت معيدا للصف الثالت العام الدراسي 1939-1940 وضاعت هذه السنة من دراستي أيضا إذ لم أتمكن من المواظبة وتلتها سنة أخرى ضاعت هي  1940-1941 فكانت إعادة الصف الثالث 1941-1942 في هذه السنة كان مدير المدرسة أستاذ زراعي هو محمد الحاج خليل من لوبية قضاء طبريا ، علمنا هذا الأستاذ الجرأة الأدبية فقد كان مدرسة في الصراحة والنقد ، كان ممتلأ حماسا للوطن زار المدرسة يوم السبت يهودي هو سليم ، رئيس مستعمرة يهودية مجاورة ، وجه سؤاله للصف هل تقبلون بينكم طلابا عربا من جهات أخرى ؟ كان الجواب نعم . ثم هل تقبلون عربا مسيحيين ؟ كان الجواب نعم . فسأل السؤال الذي أراد الوصول إليه هل تقبلون هؤلاء الأولاد اليهود الثلاثة يقصد أولاده معكم سكت الصف كله . وإذ خرج سأل الأستاذ لماذا سكتم ؟ قلنا كنا نود أن نقول لا . فقال كان يجب قولها . فالرابع الإبتدائي 1942-1943م .

أرسلني أبي لأكمل دراستي في بدءً من الفصل الثاني في مدرسة أم الفحم  1943- 1944 وإذ لم يكن تدريس اللغة الإنجليزية موجود في مدرسة المنسي كان لا بد من إعادة الرابع وتركت الدراسة  في الأيام الأخيرة منه لدخول المستشفى  وإذ أعدته متأخرا فصلا بقيت بسبب ذلك أعاني ضعفا في اللغة الإنجليزية حتى اليوم .

عام 1944-1945م فتح في مدرسة المنسي الصف الخامس ، وكان على أبي أن يردني إليه ، إلا أن أبي اختار عدم ردي لمدرسة البلد ، لأكمل السادس في العام 1945-1946 والسابع في العام 1946-1947 في جنين مع وجودهما في مدرسة البلد ، وبعدها توقفت عن الدراسة ليحل على أهل بلدنا سِفْر الخروج يوم الثلاثاء 13نيسان عام 1948م أثر معركة قد فاتها عزم وزحف .

(7) سفر الخروج من 1948 وحتى اليوم .

لن افصل في سفر الخروج ، فالتفصيل يعني عرض القضية الفلسطينية بل قضية المسلمين كلها ، ولكن ساسجل نقاط لقد أسهبت في شرح مراحل طفولتي إذ أرى نفسي اليوم ماثل فيها وهي ماثلة في فهي الأساس .

عمل بأعمال شتى من صاحب بسطة إلى أجير في كازية .

تقدم عام 1953-1954 لامتحان المعلمين الأدنى ، دراسة في البيت وحصل عليه وشهادة الأدنى مؤهل يعامل معاملة الدراسة الثانوية لأغراض التعيين وليس له أية قيمة للانتقال للتحصيل الجامعي .

عمل مدرساً في الوكالة والحكومة والسعودية .

سجن عام 1957 لانتسابه لحزب التحرير وتتابع السجن 1959 ، 1970 ،1972.

مارس العمل التجاري فالمقاولات من 1973-1986م.

متزوج عام 1975م أي تزوج متأخرا  وله خمس أولاد اثنان ذكور وثلاث إناث.

لازال أولاده يتلقون العلم في الجامعات ومن تخرج منهم يستعد للتكميل في درجات العلم العليا خارج الأردن .

أثر في عقله ووجدانه اجتياح اليهود لبنان صيف 1982 كان أن انتقل من حزب التحرير إلى فكر المعتزلة داعياً له.

زاد الطين بِلّة انحياز العرب لأمريكا في حربها الضروس ضد العراق رغم كل الإحباطات فهناك إصرار لان تعود الأمة الإسلامية لتتسنم مركز القوامة على العالم بعد إعادة بناء عقلها على أساس فكر المعتزلة.

له مؤلفات بعنوان موسوعة جدل الأفكار صدر منها كتابان  وأربعة أُخر صُفت وأجيزت ويجري صف البقية الآن وقد أصدر كتابين من سلسلة أخرى سماها رسائل جدل الأفكار .

حاضر في أكثر من منتدى ، وله حضور مميز في المنتديات والندوات وورشات العمل إذ لابد له من مشاركة أو مداخلة فيها قاصدا لفت النظر إلى فكر المعتزلة .

وبعد ! فالحياة مدرسة تعلمنا ، ننفعل فيها ، وتفعل فينا ، ونفعل فيها ، فمن زعم أنه عاش في حياته ملاكا فقد افترى فرية كبرى ، ففي حياتي الكثير من الشقونة ، والمخالفة ، والسوء ، لو رددت إليها في زمني هذا غالبا لا أفعلها ، فلا يظن ظان أنني لم أرتكب إثما ، ولم أفعل ما كان يجب أن لا أفعله ، اللهم اني تائب عن سيئاتي اللهم فتجاوز عنها إنك سميع مجيب ! .

هذه المراحل أو المحطات في حياتي هي تاريخ حياتي قد علمتني الكثير ، ولا زلت وسأبقى طالبا إلى أن يضمني اللحد .

___________________________

انتقل الى ربه سبحانه يوم الخميس الخامس عشر من شهر حزيران لعام 2006