نقطة للنقاش
بسم الله الرحمن الرحيم
نقطة للنقاش
النقاش دون وضع نقطة أساسية ، منها يبدأ النقاش ، يعني عدم الرغبة بالوصول إلى الحق والحق أحق أن يتبع ، لذلك قال رسول الهدى محمد صلوات الله عليه في حجة الوداع : أيـها الناس إنّ لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم . يا له من قول عظيم من رسول كريم ! يأتيه البلاغ وحيا من جبريل عليه السلام فيبلغه دون زيادة أو نقصان ، ويخلق الله على قلبه البيان فيعرفه الناس منه صلى الله عليه وسلم : قولا ، أو فعلا ، أو إقرارا ، ذلك هو الإسلام كزيادة في التكليف ، وما قبل البلاغ والبيان ، ما يعلمه العقلاء من مدركات عقلية (مطالب الإيمان) ـ بواسطة النظر ـ وما يعلمونه من حُسن الحَسَن ، وقُبح القبيح ، بالوجوه الكاشفة لحسن هذا العمل أو سوءه .
لقد ابتليت الأمة بوعاظ سوء ، أباحوا لأنفسهم وضع معالم من عند أنفسهم ، جعلوها من باب الاحتياط ، لا من باب النظر في الدليل ، بل من الهوى والظن ، من جملتها النظر إلى الصورة ذلك أنـهم وقد رأوا أنفسهم تتحرك الشهوة لديهم من الحواس ، لا يضبطها الإيمان المستقر في العقول ، الذي يحدث طمأنينة في القلب ، والثلج في الصدر ، يذهب إيمانـهم لرؤية حسية لصورة ليست ذات حياة ، فيركضون إلى فعل الفاحشة ركض الهيم إلى الماء ، يجادلون في الباطل ليدحضوا به الحق ، ظنا أنـهم يحسنون صنعا قال تعالى فيهم : ((الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)) (الكهف:104).
والسؤال الذي لابد من الإجابة عليه هل يمتلكون في بيوتـهم تلفازات أم لا ؟ وهل رأوا قبل أيام دورة سدني ؟ إن قالوا نعم فقد ارتكبوا حراما حسب اجتهادهم ، وأن قالوا لا ، يسألون عن حكمهم على بقية الناس من المسلمين ، الذين رأوا ذلك ، وعن موقفهم من الحكومات التي أنفقت مال الأمة على هذا البث ، والناس تعلم موقف هؤلاء الوعاظ من منكر الحكام ، فهم عاجزون عن نقد الحكام ، وفي حالة سكوت تام عن الحالة التي عليها الجمهور ، من فقر يشتد عنفه على الأسر ، ومن مرضى لا يجدون الدواء ، ومن أطفال صغار تركوا مقاعد الدراسة ، طلبا للكفاح في سبيل العيش ، والمزيد عن ذلك : كرامة الأمة التي مرغها العدو بالوحل ، وكرامة الفرد التي ضاعت في دوائر السلطان .
إن من المستغرب أن لا يعي بعض الناس حقائق الوقائع [مناط الحكم] فالأحكام عندهم لا تتعلق بالاجتهاد ، يمتلكون الجرأة على تزييف الحقائق ، فيشادّون الدين في أمر ، ويتساهلون في آخر ، ولم يعلموا أن رسول الله وقد امتنع عن مباحات استعلاءا ورفعة ، فإنه لم يطلب من ابن عمر أن لا يستمع لزمارة الراعي ، ولم يمنع الراعي من مواصلة العزف على زمارته ، وقال : معلقا على النفر الذين تقالوا عبادات الرسول { فمن رغب عن سنتي فليس مني } وهناك الكثير يقال لمن يجعل الحق طلبته .
ختاما أعوذ بالله من الجهالات