انفعال فاطمه سالم
بسم الله الرحمن الرحيم
انفعال فاطمة سالم
(1) تذكير
لابدَّ أنّ فاطمة سالم تذكر لقاءها مع كاتب هذا المقال وبالتحديد في المركز الثقافي الملكي في واحدة من الندوات وغالباً أنها حضرتها بدعوة بينما كاتب المقال حضرها بلا دعوة أي حضرها متطفلاً ويمكن ان تذكر او تنسى ولم يكن قد حاز كاتب المقال على شرف معرفتها فعرفت على نفسها بأنها هي التي تكتب باسم فاطمة سالم وأنها تقرأ ما اكتب وان ما اكتب قد حاز إعجابها وربما ضحك كاتب المقال سراً انه وجد معجبا به او معجبة به واذا ما تذكرت فاطمة سالم ذلك فان أمامها احتمالات ثلاثة لتفسير الردح والشتائم التي امتلأ بها مقالها الأخير في اللواء العدد 1268 الصادر يوم الأربعاء 1 جمادى أولى 1418هـ الموافق 2/9/1997م بعنوان حوار مع إحدى فصائل المليشيات الثقافية وهذه هي الاحتمالات.
(1) أن التمدح بالمقالات التي تنشر للكاتب هي من نوع النفاق الاجتماعي الرخيص وهو مجرد مجاملة لا تحتوي من الصدق شيئاً أي أنها كذبٌ.
(2) أن الشتائم الثقيلة الجديدة هي من نوع الانتقام للذات وهي بالتالي تنم عن شدة الانفعال مما افقدها تحري الرشد.
(3) أن تقول أن التمدح كان على وجه وأن الشتائم على وجه وهنا لابد من تذكيرها أن الكمال لله وحده.ولها الحق أن تدعي أنها لم تمدح وبالتالي تفقد الجرأة الأدبية لان الانفعال مسيطر عليها.
(2) المعتزلة وفاطمة سالم
الظاهر من مقال فاطمة سالم أنها صاحبة الحق باصدار شهادات من هو المعتزلي ؟ ومن هو مدعي الاعتزال؟ وهي هنا ترفض المعيار الذي أقامه المعتزلة لأنفسهم فادخلوا من هو على المعيار إلى ذكره في طبقات المعتزلة ومن ليس على المعيار إلى إخراجه من المعتزلة ومعيار المعتزلة كما هو معلوم الأصول الخمسة 1) التوحيد 2) العدل 3) المنزلة بين المنزلتين 4) صدق وعد الله وصدق وعيده 5) وجوب المر بالمعروف والنهي عن المنكر وكل ما هو فرع لازم على هذه الأصول لزوماً ضرورياً من عدم رؤية الله يوم القيامة وعدم استحقاق الشفاعة لاهل الوعيد إلى آخر ذلك ولم توضح السيدة المحترمة فاطمة سالم معيارها لمعرفة من هو على الاعتزال او من هو بعيد عن الاعتزال إلا بمثل هذه الأقوال.
(1) لكنا ظننا قد خاب حين طلع من بيننا رجل آخر يتحدث باسم المعتزلة ويلبس عباءتهم ويغني باسمهم وبالنيابة عنهم.
(2) وكنا على وشك احترام فكره وعقله لو أنه في حجم علم وفكر واصل او عبد الجبار او لو أنه يحترم عقله وعقولنا او لو أنه تلميذ من تلاميذ تلك المدرسة المحترمة.
(3) ولكننا للأسف أمام ظاهرة صوتية جديدة ليس لها من الاعتزال إلا الاجتزاء والاجتراء ودب الصوت وليس لها من فكر المعتزلة إلا ذلك الاسم المتكرر في كل ندوة ومحاضرة حول الفقيه المجدد لفكر المعتزلة ومواقفهم.
هذه النبذ الثلاثة منقولة دون أي اجتزاء من الفقرة الثانية من مقالها موضوع النقاش فهل من الممكن تقديم العون والمساعدة لمعرفة ما هي المعتزلة من خلالها ؟ هكذا بقيت المعتزلة وأفكارها غائبة وصوت الشتائم والردح هو الحاضر .
هل يمكن للسيدة فاطمة سالم أن تدل هذا المعتزلي الثقيل الظل البليد الفهم ؟ والموصوف بقلة علمه وضحالة أدلته وإسفاف خطابه عن كيفية التعامل وإمكانية الفهم لأحاديث علامات الساعة التي يظهر الله فيها المعجز لكذاب هو الدجال والتي لا يكون الإنسان فيها فاعلاً بل محل المفعولية مع بقاء التكليف! وإذا لم تكن هذه قضية معتزلية فما هي القضية المعتزلية إذن ؟ لماذا جاءت السيدة الجليلة الفاضلة عن الموضوع الأساسي؟ وهو علامات الساعة إلى شخصية الموضوع وتحويله من منهج التثبت في احاديث علامات الساعة وبعدها الحضاري إلى شتائم جلية واضحة لمعتزلي تافه ساقط لا يبادل الرأي بالرأي والحجة بالحجة.
تقول فاطمة سالم أنها تعرف أن بعض أدعياء الاعتزال لا يأخذون من المعتزلة غير الرفض لكل ما هو متحقق بالنص والسند والإجماع ولم توضح ماهية هذا المتحقق بالنص والسند والإجماع هل هو حديث الجساسة او حديث النواس بن سمعان او الأحاديث المتعلقة بابن صياد او أحاديث الملاحم والفتن لماذا تتهرب فاطمة سالم من المواجهة إلى الدعوى ؟ دون بيان حيثيات الدعوى أهذا هو الحوار؟
تقول السيدة فاطمة سالم شارحة منهج المعتزلة بعد ادعائها رفض المتحقق من النص: وغير التأويل المجتزأ والمتعمد لبعض النصوص التي لا تناسب منهجهم في الاستدلال.
عَمّن تتكلم فاطمة ؟ أعن المعتزلة الجدد ؟ أو عن المعتزلة القدماء ؟ هي تتكلم عن المعتزلة القدماء ! وهكذا انهارت كل المدائح التي قدمتها للمعتزلة فالمعتزلة في رأي فاطمة سالم إضافة إلى رفضهم كل ما هو متحقق بالنص والسند والإجماع فهم مؤولة للقرآن تأويلاً متعسفاً هنا يعود الأمر إلى موضوع الآيات المتعلقة بالله مثل اليد والعين والوجه والرؤية والكرسي والعرش والصراط والميزان والغضب والرضا والنسيان والنزول وغيرها فهل ترى السيدة العالمة الفاضلة عدم وجود مجاز في القرآن الكريم لماذا لا تفصح السيدة فاطمة سالم عن موقفها الواضح من قضايا المعتزلة في الفكر الإسلامي فتعلن انهم فرقة ضالة او تعلن انهم على الحق فيما توصلوا إليه من تفسير هذه الآيات على المجاز وانهم على الحق في تأسيسهم الفكر الإسلامي على التوحيد والعدل العقليين.
وتحشر السيدة فاطمة سالم موضوع عودتها للخدر مع أنها تعلم أنها معروفة لدي ومعروف الجندر Gender الذي تصنفت تحته وهي لا ترى دعوتها للخدر مع معرفة أنها معروفة أي في أي جندر Gender هي الا أنها تحاول التلبيس على الناس من أنها مدعوة كامرأة لأن تلزم الخدر فتغتنم الفرصة وتصرخ "فالخدر أليق بالشاذين فكرياً الذين أوشكت قاعات الندوات والمؤتمرات على لفظهم من فوق مقاعدها" بالله عليك من هو الشاذ فكرياً أهو الذي يكتب باسم أنثى؟ وهو يعلم أن طلب العودة للخدر هي من باب الإحراج ولا علاقة لها بموضوع المرأة والنظرة اليها فنظرة المعتزلة للإنسان لا من حيث هو جندر Gender معروفة ومعلومة ومع هذا يحدث هذا الصراخ! أم الذي اعلن حقيقته؟ الله يا زمان كيف يتحول الإنسان إلى لا إنسان ! .
هل هذا الأمر من المهارة ام هو من الغباء المميت؟ ما هي ظاهرة المليشيات الثقافية ؟ أين هي ؟ ماذا تفعل؟ لماذا جاء هذا الوصف بعد محاضرة علامات الساعة مباشرة ؟ لماذا لم تجب فاطمة سالم على السؤال المحوري ؟ وهو هل علامات الساعة تخدم المسلمين ام هي في خدمة اليهود ؟ لماذا قفزت عن السؤال ؟ وهاجمت بلا هوادة. هل يمكن تذكيرها؟ أن القضية المطروحة هي قضية علامات الساعة وليس أي شيء آخر، وهي مطروحة لأنها مزورة على الرسولr ولأنها تخدم اليهود .
منذ عام 1986 أي بعد مرور أربع سنوات على الاجتياح اليهودي الوقح للبنان والصورة البشعة لمجزرة صبرا وشاتيلا والتنادي أن حيّ على الجهاد في أفغانستان لصالح الأمريكان كل هذا حاضر في ذهن الكاتب والكاتب وهو مسلم كان عضواً في حزب التحرير أي ليس قوميا ولا يسارياً ولا ليبراليا ولا إقليميا ولا هو يطلب جاها او مالاً وانما بقي يؤسس فكره على أساس الإسلام الإسلام لا غير فبحث وقرأ ووصل إلى أن الغثاء الإسلامي أي (الناس المسلمون) سببه انهيار العمارة الفكرية الاسلامية من داخلها بسبب مؤسسة علم الحديث لابد من تكرار علم الحديث لا سنة المصطفى صلوات الله عليه والكاتب يقول مثلما قال أبو حنيفة: أنّ سنة المصطفى صلوات الله عليه مقبولة على الرأس والعين علمنا بها ام لم نعلم عرفنا بها ام لم نعرف ولكن ومن الضروري الآن إضافة أن المصطفى صلوات الله عليه لا يقول الجور ولا يقول ما يخالف القرآن ولا يلغي المعقول الحسي الواقعي ولا يقول كلاماً يناقض بعضه بعضاً ولا يكون الكلام إلا بيانا لما أجمله القرآن من أمور عملية، أن مخدرات العقول قد زحفت مثل الجراد على عقول المتدينين فأفرغتها من وعيها وسُمي هذا الفراغ بالصحوة الاسلامية.
أخيراً يعقد آلاف المحاضرات آلاف الندوات عين التكرارات آلاف الأوراق مئات المحاضرين أي أن المحاضرين متكررون فضاق صدر هذه الحاضرات بكلمة لا يجوز أن تتجاوز الدقائق الثلاثة تلفت نظرهم إلى طريقة المعتزلة في فهم الإسلام فالمتاحُ للمعتزلة ليس شيئاً يذكر فلماذا الضجة المفتعلة ضد المعتزلة؟ وهم القلة القليلة حتى انهم على رأي البعض معتزلي واحد لا غير يضيق بهم صدر سيدتنا الجليلة الوقورة!
وختاماً
جاء في حديث من الأحاديث التي تدافع عنها فاطمة سالم الحديث رقم 409 ص348 من كتاب عقد الدرر الذي هو رسالة الماجستير للدكتور الحصان طبعة مكتبة المنار والحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه وهذا هو الحديث: وعن نافع قال لقي ابن عمر ابن صياد في بعض طرق المدينة فقال له قولاً أغضبه فانتفخ حتى ملأ السكة فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها فقالت له : رحمك الله ما أردت من ابن صياد؟ أما علمت أن رسول الله (ص) قال: (أنما يخرج من غضبة يغضبها) فحتى لا يخرج الدّجال من غضبة تغضبها فاطمة سالم اقول سلاماً ، سلاما ً.