رحمه الله تعالى

المعتزلة المعاصرة

أمين نايف حسين ذياب

Get Adobe Flash player

البحث في محتوى الموقع

احصائيات

عدد زيارات المحنوى : 539184

السلفية المعاصرة/القسم الثاني

موسوعة جدل الأفكار (2)

جدل مع السلفية المعاصرة/القسم الثاني

قراءة في منهج الإثبات

في سبيل إعادة بناء الوعي وتحقيق النهضة

( جدل حول السلفية المعاصرة )

القسم الثاني

يختص هذا القسم بالمنهج السلفي ؛ من حيث هو منهج ؛ قديما أو حديثا

قراءة في فكر السلفية من خلال منهج الإثبات

أمين نايف ذياب


بسم الله الرحمن الرحيم

((قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم))(الحجرات:14).

المشكلة

في الأمة مشكلة اخترعها المحدثون ، لا يوجد لـها في الإسلام [الكتاب والسنة] أو في العقل أصل أو فصل ، هي مسألة [الأسماء والصفات] ليس في العقل مسألة يمكن أن يطلق عليها هذا المسمى ، المسألة هي الإيمان بالعبارة المعروفة والتي تتكرر في الأذان للصلاة : [أشهد أن لا إله إلا الله] هي شهادة التوحيد ـ أي انفراد الله بمنتهى العظمة والكبرياء ـ فهو الله . وهو الخالق . وهو الرب . وهو المعبود . هذه الكلمات الأربعة دالة على ذات واحدة ، وانظر  أيها القارئ الكريم هذه الآية متمعنا بها ((إِنَّ [رَبَّكُمُ] [اللَّهُ] الَّذِي [خَلَقَ] السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ [وَالْأَمْرُ] تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ))(الأعراف:54) .

فلكل كلمة معناها الخاص بها ، فلا تتداخل المعاني فيها ، والمعلوم عقلا أولا أن الله لا يحويه الزمان ، إذ الذي يحويه الزمان يفهم على أمرين :

الأمر الأول : وجود زمان مطلق مع الله [ أي يوجد أمر وجودي غير مخلوق إذ هو مع الله هو الزمان] وهذا وصف له تعالى لا يصح أبدا إذ يثبت به احتياج الله .

الأمر الثاني : أن الذي يحويه الزمن هو المخلوق دون غيره . إذ صفة الخلق الوجود بعد العدم تعني أنه يحويه الزمن . فالزمن ليس له حقيقة ثابتة لذاته وإنما هو أمر نسبي .

والله تعالى لا يحيط به المكان ، فالمكان وهو الذهاب في الجهات الست ، أو التحيز بحيث يكون له ست جهات ، أو أي تعريف مهما كان للمكان ـ لا يجوز على الله تعالى ـ فالمكان في أي تصور ذهني لا يكون إلا لـمحدود تحده الجهة ، والمكان من حيث هو مكان لا يصح أن يكون مطلقا ، إذ يكون مشاركا لله تعالى في عدم الحدوث [القدم]  ولذلك قال الله تعالى في التنزيل : ((هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ))(الحديد:3) فالأول والآخر معا ينفيان الزمان ، والظاهر والباطن معا ينفيان المكان ولا معنى لهما إلا ذلك .

ونفي الزمان والمكان عن الله تعالى هو نفي للجسم ، سواء كان الجسم الذي تعتريه الآفات كجسم الأحياء كلها ، أو الجسم الذي لا تعتريه الآفات ؛ بل يحس به ؛ ولا يدرك بحاسة البصر كالهواء ، ومن هنا يظهر خطأ السلفية حين نفت عن الله الجسم الذي تعتريه الآفات ، وأثبتت لله تعالى جسما دون كيف لا تعتريه الآفات . هذا الكتاب بحث في المشكلة السلفية ، فقد ادعت أن فهمها وقولها في الأسماء والصفات هو عين الوحي ، ولذلك رتبوا عليه التكفير ، مع أنه في أبسط صوره هو فهم لمن فهم هذا الفهم أي ليس هو الوحي يقينا .

مقدمة الكتاب

هذا القسم يكشف الأسس المعرفية من حيث  مضمون المقال ، ومن حيث المنهج الذي استعملته السلفية  للوصول إلى تلك المضامين المنحرفة ، فهذا الكتاب بحث في الأساس الذي بنا عليه السلفيون أقوالهم ، ومن حق الأساس أن يتقدم ، لكن ظروفا  مصطنعة  أحاطت بالسلفية ، فجعلت هذه الظروف الشيخ الألباني حجة في علم الحديث ، وسيطر حكمه على الحديث على الذهن الإسلامي العام في مشرقه ومغربه ، وكان الشيخ في عمر متقدم ، يخشى فيه أن تأتيه منيته فيصدر الكتاب وقد غادر دنياه فيقول قائل : لو كان الشيخ حيا لما تجرأ مؤلف الكتاب على كتابة هذا النقد ، هذه هي الدواعي التي جعلت ما حقه أن يكون ثانيا أولا .

ما يجب أن يعلم ويفهم ـ حين قراءة هذا المكتوب ـ بطلان دعوى السلفية من كونها على منهج الصحابة ، وهم ـ إذ يدعون ذلك ـ يعمدون إلى سكوت الصحابة عن خوض هذه الأقوال ، وهذه مغالطة ذات شقين :

الأول : أن السكوت لا يعتبر دليلا . ولو كان السكوت دليلا لكان لزاما عليهم أن يسكتوا مثل ما سكتوا ، وهم لم يسكتوا عن ذلك .

والشق الثاني : إنَ الصحابة رضوان الله عليهم هم أهل اللسان العربي على السليقة ، أي لم يكونوا من أهل القاعدة ، فالصحابة يدركون أسرار اللسان العربي سليقة ، فلا يقولن قائل أن الصحابة وهي تسمع قوله تعالى : ((وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ))(يوسف:82) : لا يدركون الإيجاز في الآية ، فقد كان مستقرا في ذهن كل صحابي [بل كل عربي مع عدم إيمانه] أن المراد سؤال أهل القرية ، وليس سؤال ذات القرية ، ومثل ذلك قوله تعالى : ((حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً))(النساء:23) فكان الكل أيضا يعلم أن المحرم الزواج ممن ذكر وليس أكل طعامها أو الحديث مع ما ذكر فموضوع الآية هو تحريم الزواج لا غير ذلك ، أي يفهم المعنى المراد ، مع أنه غير مذكور ، وهذا ما يسمى بإيجاز الحذف ، ولم يفهم من تنـزل عليهم الكتاب الكريم  أن الحساب يقترب منهم بمفهوم الاقتراب الحسي من تلاوتهم قوله تعالى : ((اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ))(الأنبياء:1) وكذلك لم يفهموا من قوله تعالى : ((وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ))(التكوير:18) أن المراد أخذ المعنى على ظاهره ، فيثبتون للصبح تنفسا ، هو شهيق وزفير  بل فهموا أن المراد منه هو انتقال الناس مع الصباح ـ من نومهم في هدوء الليل ـ إلى صخب الحياة مع الصباح ، وكذلك فهموا معنى قوله تعالى : ((وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً))(الإسراء:72) فلم يفهموا من كلمة أعمى فقدان حاسة البصر بل فهموها فقدان الهداية ، وكذلك لم يفهموا من قوله تعالى : (( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ))(المائدة: من الآية 64) إثبات يدين له بل علموا أن المراد عطائه ليس غير . ولم يفهم أي صحابي مزاعم السلفية في مسألة الأسماء والصفات بأنها إثبات على ظاهر الكلمات ، والتحدي قائم للسلفية أن تأتي بدليل أو شبهة دليل يدلل على أن الصحابة كانوا على منهجهم ، هذه فقط عينة تكشف زيف الدعوى ، دعوى أنـهم على منهج الصحابة ولدينا منها مزيد .

من الغرابة الإصرار العجيب عند السلفية على الباطل ، فبعد هذه المقدمة سيجد القارئ أنماطا من تسويغاتـهم للعدول عن الصراط المستقيم ، في إهمالهم للعقل كدليل ، هو الأصل ، وإلغائهم للمجاز في اللسان العربي ، إنَ إلغاء العقل يعني إلغاء الإسلام وتحويله إلى دين يرثه المسلم كما ورث النصراني واليهودي دينهما ، وإلغاء المجاز يعني إلغاء فهم القرآن ، فماذا بقي بعد ذلك ؟

فصل جديد من أقوال السلفية

خرجت السلفية على الناس بقول جديد بشأن المجاز،  وخلاصة القول الجديد : [لا مجاز في الصفات ، أما في غير الصفات فيوجد مجاز ] لكن قول الله تعالى في عربية القرآن الكريم ، ترد عليهم ذلك ، إن المجاز ليس بحثا في معنى الكلمة في القاموس أو في المواضعة ، بل هو بحث في معنى الكلمة في سياقها ـ أي في الجملة التي ترد فيها الكلمة ـ فكلمة يد في لسان العرب كمفردة من مفردات المواضعة هي اليد الجارحة المعروفة ، لكن قول العرب كما في شعر شوقي بقوله :

يد الشريف على يد الولاة علتْ   ونعله دون ركن البيت تستلم

فليس المراد اليد الجارحة بل المراد كما هو واضح نفوذه .


مقدمة أمام أقوال السلفيين وتعليقات

تشكل هذه الشذرات والتعليقات  التي ستقرئها بعد هذه المقدمة تمهيدا ضروريا ، والغاية منها معرفة السلفية من أقوالـها مباشرة ، أي سحب الغطاء الذي يتدثرون به أمام الناس ، فهم يزعمون أنهم لم يقولوا إلا ما قاله السلف ،  ولو صدّق القارئ هذه الدعوى فكان يجب أن يظهر في مدوناتـهم وأدبياتهم مجرد جمع مقالات السلف ، لكن القارئ لمقالاتـهم لا يجدهم قد جمعوا مقالات الخلفاء الأربعة ، أو أي أقوال لأي واحد أو جمع من الصحابة ، أو للتابعين ، أو لتابعي التابعين ، فالسلفية ليست على مقالات السلف الصالح أو الطالح من حيث الواقع ، هي من حيث الواقع مقالات لمعاصرين من قائمة علمائهم ، وقد بدأ منهم حديثا إطلاق اسم الأئمة عليهم فالألباني انتقل من وصف محدث الشام ؛ أو محدث العصر ؛ إلى الإمام . ومثله تمَّ نقل ابن باز وابن عثيمين إلى أنهما إمامان ، وتحول محمد بن عبد الوهاب من الشيخ ـ وهو اللقب الذي أطلق عليه من قبل ممن قبلوا فهمه ، بحيث أطلق على أحفاده اسم آل الشيخ ـ إلى الإمام ،  فمن الذي أوحى لهم بـهذا التغيير !!! من أسماءهم المشهورة إلى اسم الإمام . في الأكمة ما وراءها من هذا التغيير !!! بل قاموا بجمع الغثاء ـ الذي كان شيوخهم الذين توفوا حديثا يقولونه ـ  ضمن أشرطة الكاسيت أو غيرها ، إلى جمعها بمجلدات متعددة ومكلفة ، سموها الفتاوى على منوال فتاوى ابن تيمية ، وشيوع فقه الفتوى يدل على الهبوط الفكري وليس على الارتفاع . الحقيقة ظاهرة !!!.

هناك من أراد وخطط لوجود مدونة لمشهورين من السلفية شهرتهم حدثت بالاستصناع أي لم يشتهروا طبيعيا ، لتشكل المرجعية الشرعية والفكرية العليا للمسلمين ، بحيث تلغى المدونات التراثية القديمة ، وتصادر الاجتهادات الحديثة لغير هذه المراجع ، فظاهرة الأشخاص المراجع ـ كانت وما زالت هي التي تعمل في العقل الإسلامي تخريبا ـ وهي التي تمنع عودة الاجتهادات الصحيحة ، وإذ هذه المراجع هي محل التبني والدعاية من قبل المتنفذين ، يظهر في الحياة عدد جم عمله أنْ يعيد إنتاج مقالات هذه المراجع ، وهكذا يموت الاجتهاد ، وبموت الاجتهاد تظهر مجموعة المنشدين ، ينشدون أقوال هذه المراجع ، وهذا ما يحدث ويشاهد الآن بجلاء ووضوح . قال تعالى في من يتبع مثل هذا المنهج : ((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ))(التوبة:31) يرتكز المنهج السلفي بجملته لقول القائل : أنا أُثبت ما أثبته الله لنفسه ، تلك هي اللازمة التي يقدمونها حين البحث بما يسمونه مسألة الأسماء والصفات . [وهي مسألة لم يكن لها وجود أبدا في عهد النبوة وعهد الراشدين ، بل وعهد صدر الإسلام] إن المراد من هذا القول هو تسليط قول السلفية على كتاب الله ، وهو قول يراد منه تحريف كتاب الله عن طرائق فهمه ، وعن اللسان الذي تنزل به ، وهو غير قول القائل : إنَّ الله أضاف اليد إليه ، وأنا أفهم منها إثبات يد له تعالى ، فيجري النقاش في الفهم ، وأي فهم هو الحق ، وأنصح من يريد معرفة التحريف في منهج السلفية ، دخول موقع المعتزلة وهو(1) : www.almutazela.com،www.mutazela.cjb.net

(1) المواقع القديمة للمعتزلة زمن وجود ابو ياسر أمين نايف ذياب

وهما موقعا المعتزلة . وقراءة كتاب من سلسلة موسوعة جدل الأفكار [الكتاب الثاني بقسميه](1) ففيه الرد المسكت ، ويمكن أيضا قراءة المناقشة لعقيدة الرازيين ، وهي عين عقيدة التجسيم اليهودية ، وهي العقيدة التي يؤمن بـها كل من على منهج ابن تيمية ، وهو موصوف عند مناقضيه من المناهج ، من أشعرية وشيعة إمامية بأنه مجسم ، والحقيقة ، هو أنه لا يثبت التجسيم صريحا ، ولكن لازم قوله هو التجسيم ، مهما جرت محاولات للتهرب من ذلك . وهذه نصيحة أخرى مجانية وهي ضرورة قراءة كتاب حسن فرحان المالكي من السعودية ، واسم الكتاب هو قراءة في كتب العقائد ، المذهب الحنبلي نموذجا  وسلاما !!! سلاماً ! المعرفة مهما كانت تقوم على السلطان و البرهان والحجة والدليل .

(1) هذا القسم الثاني من الكتاب .... لا أعلم مراد الحج أمين نايف

السلطان

((قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ))(الأعراف:71) ((قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ))(يونس:68) ((مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ))(يوسف:40) ((مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ))(يوسف:40) (( أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ))(الصافات:156) ((الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ))(غافر:35) ((إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ))(غافر:56) ((إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى))(النجم:23) ((سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ))(آل عمران:151) ((سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُبِيناً))(النساء:91) ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً))(النساء:144) ((يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُبِيناً)) (النساء:153).((وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ))(الأنعام:81).((قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ))(لأعراف:33). ((وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً))(الاسراء:33). ((وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ)) (الحج:71).

الحجة

((وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ))(البقرة:150). (( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً))(النساء:165). ((فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ))(الشورى:15).

البرهان

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً))(النساء:174).((وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ))(المؤمنون:117).((وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)) (البقرة:111).((أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ))(الانبياء:24).((أَمَّنْ يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ))(النمل:64).((وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كَانُوا يَفْتَرُونَ))(القصص:75).

العلم

((هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ))(آل عمران:66). ((وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً))(النساء:157). ((وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ))(الأنعام:100). ((وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))(الأنعام:108). ((وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ))(الأنعام:119). ((قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ))(الأنعام:140). ((وَمِنَ الْأِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))(الأنعام:144). ((سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ))(الأنعام:148). ((لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ))(النحل:25). ((وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً))(الإسراء:36). ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ))(الحج:3). ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مَنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ))(الحج:5). ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ))(الحج:8). ((وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ))(الحج:71). ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ))(لقمان:6). ((وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ))(لقمان:15). ((أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ))(لقمان:20). ((وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ))(الزخرف:20). ((وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ)) (الجاثـية:24). ((قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ))(الأحقاف:4). ((وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئا))(لنجم:28). ((كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ))(التكاثر:5).

مقالات سلفية

فقرة منقولة من كتاب مسائل الجاهلية لمحمد بن عبد الوهاب

إنَّ مخالفة ولي الأمر وعدم الانقياد له فضيلة ، والسمع والطاعة له ذل ومهانة ، فخالفهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمر بالصبر على جور الولاة ، وأمر بالسمع والطاعة لهم والنصيحة ، وغلظ في ذلك وأبدى فيه وأعاد .هذه الفقرة المنقولة كما هي من الكتاب المذكور ،- وقد جرى الاطلاع عليه من الإنترنت - شكلت الكارثة في حياة الأمة الإسلامية ولا تزال ، ذلك أنها تتناقض مع قوله تعالى : ((وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَّمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكَمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ))(هود113) .هذه المقولة للشيخ محمد بن عبد الوهاب تسربت إليه بسبب سلطة المذهب الحنبلي عليه وسلطة أهل الحديث ، فهناك تطابق تام بين : أهل الحديث ، والحنابلة ، وابن تيمية ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب {الوهابية} ، ومن بعد ما سمي الآن بالتيار السلفي ، فكلها ترد موردا واحدا هو الحديث ، وإن كان يعارض القرآن ، ويعاند المعقول ، وهم على ظاهرية وحالة نصية في الحديث ، فالمشكلة هي غياب القرآن واللسان العربي في فهم الأحكام .

من أقوال محمد إبراهيم شقرة

يقول في كتابه [رفع الجهالة والضرر عن مسألة القضاء والقدر]

كان الصحابة عربا لم تلتو العربية على ألسنتهم ، ولم يجفواْ قاموسها ، ولم يضلِّوا مسالكها البارة السليمة ، وجاء القرآن بـها ، وخاطبهم بألفاظها ومعانيها ، فأوفواْ به وبإعجازه على الغاية في المعرفة والإدراك والإحاطة ، فرعوه حق الرعاية ، وحملوه كما هو كلمات وحروفا وتراكيب  بألفاظه ومعانيه وأسلوبه ، ولم يرواْ في ذلك كله إلاَّ موافقةً ومطابقةً لما ألفوه في جاهليتهم العربية الخالصة من معان وألفاظٍ وتراكيبَ ، فلم يذهبوا بشيء مما جاءهم القرآن أبعد عما ألفوه . فإذا سمعوا الآية من القرآن ، أنزلوها على الألفاظ والكلمات التي تنضح بها ألسنتهم  فلا يجدون فرقا بين الكلمة من الآية ، وبين الكلمة نفسها من بيت الشِّعر أو الجملة التي يتحدثون بـها ، فالكلمة الواحدة في الآية أو في بيت الشِّعر أو في الجملة معناها واحد في أي موضع كانت هذه اللفظة ، إلاَّ أن يكون الاختلاف في المعنى ناشئا من اختلاف موضع اللفظة في سياق الآية أو الجملة أو بيت الشِّعر ، أما إذا كان السياق واحدا في كل موضع كانت فيه هذه اللفظة ، فلا يكون اختلاف في معنى هذه اللفظة على الإطلاق ، ولذلك كان صرف الكلمات عن معانيها المرادة منها بالتأويل لا يخطر لـهم على بال .

كم هي جرأة السلفية على الباطل ؟ !!! فهذا الشيخ محمد إبراهيم شقرة ، والمعلوم عنه أنه يدبج مقالاته ـ وتكون طافحة بالصور الأدبية ـ أنظر على سبيل المثال رسالته لصدام حسين حين قام بمعركته ضد إيران ، فقد قال فيها : [إن الكلمة لتعرى منك] فهل هذه الجملة على المجاز أم هي فعلا على الحقيقة ؟ فليقل الأديب الشاعر كيف تعرى الكلمة من صدام ؟ هل تخلع ملابسها ؟ بل المعروف عنه محاولاته العديدة لإثبات قدرته اللغوية التقعر باللسان العربي ، فهو يختار من الكلمات ما توصف بالغرابة ، فالعربية عنده هي لغة لا توسع لـها في مفرداتـها بالمدلول ، بل هي لغة حسية قاصرة ، مثل لغة الأقوام البدائية ، ولا شك أن الشيخ الأديب الشاعر قد قرأ العديد من القصائد والآيات ، فهل ألبس مفردات العربية كفنها ؟ وجعلها قاصرة على الاستعمال داخل سياج المعنى الحسي ؟ . يقول الشاعر مالك بن الريب وبالمناسبة فشاعرنا الأديب يكنى بأبي مالك !!! .

ألم ترني بعت الضلالة بالـهدى    وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا

وفي أبيات أخرى متفرقة من رائعته يقول :

تذكرت من يبكي علي فلم أجد      سوى السيف والرمح الرديني باكيا

فيا صاحبي رحلي دنا الموت           فانزلا برابـيـة إنـي مـقيم لـيالـيا

فقد كنت عطافا إذا الخيل أدبرت     سـريعا إلى الهيجا إلى من دعانـيا


شهادة سلفي من الأردن

أنا علاء الدين نجم يوسف العقرباوي أبو قصي

أعتقدُ أنَّ الله عزَّ وجلَّ في علاه : أنَّ الله يسمعٌ بِسَمْعٍ ، وأنَّهُ تعالى يُبْصِرُ بِبَصَرٍ وَأُثْبِتُ له جميع صفاته التي أثبتها لنفسهِ وعليه أوقع التوقيع التاريخ : عمان 20 رمضان 1423هـ.وهذا القول بـهذه الصورة ، اعتداءٌ على آيات الله تعالى بزيادة كلمتي سمع وبصر(1) فالله سميع أي مدرك للمسموع ، لكن القول : إنَّه سميع بسمع كلام غير موجود في القرآن ، وإنما هو لازم حسي ، فالسلفية حسية في إيمانـها ، وهذا خروج عن مضمون القرآن الكريم  ، فتفكروا يا أولي الألباب !!! إذ لم يقل تعالى غير أنه سميع بصير ولم يقل بسمع أو ببصر أو سامع أو مبصر .

(1)"خطاء في النقل" الصواب بسمع وببصر

أنماط أخرى من مقولات السلفيين

يقول السلفي عبد الله بن محمد الغنيمان في كتابه [شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري] ناقلا من مجموع الفتاوى على لسان أحمد بن حنبل ما يلي : " وضربنا لهم في ذلك مثلاً ، فقلنا أخبرونا عن هذه النخلة ، أليس لها جذع ، وكرب ، وليف ، وسعف ، وخوص وجـمار !  واسمها شيء واحد ! سميت نخلة بجميع صفاتها ! فكذلك الله " !!! .

[هل قال أحمد ذلك ؟ فإذا قاله فهو مجسم ، لا نزاع في تجسيمه ، إذ التجسيم هو الذهاب في الجهات ، أو إثبات الأبعاض ، أو كليهما . ومن المعلوم أن التجسيم كفر واضح لكن حين القول بأن الله جسم بلا كيف فهو فتح لباب الجهالات والجهالة هي باب الضلالة الأكبر] .

يقول عمر سليمان الأشقر في كتابه الأول [العقيدة في الله] من سلسلة [العقيدة في ضوء الكتاب والسنة] " ولله سبحانه وتعالى ـ يدان تليقان بجلاله وكماله ـ لا تشبهان شيئاً من يد المخلوقين " ، الأشقر يثبت الجوارح وينفي عنها الشبه وهذه قاصمة الظهر وتلاعب بالقرآن فالقرآن ينفي المثل والكُفْوَ عن الله تعالى قال تعالى : ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ))(الشورى: من الآية11). ((وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ))(الإخلاص:4). ومثل هذا الكلام لا علاقة له بالقرآن أبداً والسلفية في هذا القول يحرفون القرآن الكريم فليس فيه آية تنطق بأنَّ له تعالى يداً أو يدين أو أيدي ، وليس في القرآن نص يثبت الزيادة التي يأتون بها دائما للخروج من المأزق وهي القول تليقان بجلاله وكماله والأشقر هنا يتحدث عن يدين فأين كلمة الأيدي التي أضافها الله إلى اسمه ، القرآن أضافها له تعالى فهم يفهمون أنَّ لازم الإضافة الإثبات ومن المعلوم أنَّ القرآن أضاف له تعالى الكرسي والعرش والناقة والبيت والحبل فهل إضافة هذه تعني إثباتها صفات له تعالى ، فإذا شاغبوا بقولـهم هذه أعيان قائمة بذاتها . فالسؤال الذي لا يمكنهم الإجابة عليه هو إضافة الروح له تعالى . فهل لله تعالى صفة أسمها الروح ؟ .

فصل

في أحدث نقاش مع سلفيين ((أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ)) (الأعراف:195). قدم سلفي صغير في السن جاء مع مجموعة لنقاش معي حول مسألة الصفات هذه الآية مستدلا بها على أنه لم يستحق الأصنام العبادة لكونهم لا أرجل لهم ولا أيد لهم ولا أعين لهم فاستحقوا أن لا يكونوا معبودين وتعمد أن لا يذكر الآذان ففيها يقع في ورطة فالمعبود على رأيه يمكن بل يقول لا بد أن يكون المعبود له رجل وله أيد وله عين بناء على عدم وجود ذلك في الأصنام فعلة عدم استحقاهم العبادة هو فقدانهم [أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا] وفقدانهم [أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا] وفقدانهم [أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا] وسكت عن [آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا] وأضاف أنه عند ورود معبودين من الأحياء لم ينكر وجود الأرجل والأيدي والأعين بل أنكر صفات داخلية ـ هكذا قال ـ ((يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ))(البقرة:9).((فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ))(البقرة:10). ((اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ))(البقرة:15). ((مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ))(البقرة:17).

أرسل لي سلفي عبر رسائل الإنترنت هذه الأقوال بالعنوان المذكور

معنونا بعنوان هو [الشهب السلفية على أهل البدع والأهواء الردية]

ويحضر رأسا ـ قبل كل كلام ـ هل العنوان على المجاز ؟ أم هي شهب على الحقيقة ؟ وهم لابد قائلون أنها على المجاز . فلماذا يصرون على إلغاء المجاز في آيات الذكر الحكيم ؟ إن بدعة إنكار المجاز هي من باب المكابرة ؟ وقد فتح بابا واسعا للضلال عند السلفية ، فالمطلوب من السلفيين التوبة عن إلغاء المجاز .كيف يوظف السلفيون المقالات لدعواهم ؟ ويلاحظ دائما عدم وجود ارتباط بين القول والواقع الذي هم عليه ، وهذا الأمر ليس خاصة من خواص السلفيين ، بل هو سمة عامة عند كل مذهبي يلغي الاجتهاد ، يشترك في ذلك الشيعي والأشعري وغيرهم ، ولكن السلفية أكثر بروزا في هذا المضمار من غيرهم .

لكن ما هي قيمة الأثر والسؤال يتوجه إلى محورين في الأثر

الأول : مصدر الأثر قول قائل ، وليس هو ما جاء من الوحي أي ليس قرآنا ولا سنة . والمشكلة غير هذا في قضية من زعموا أنهم يقبلون أثره أنهم يزيفون آثارا ويزعمون أنه قائلها .

الثاني : عملية الاختيار ـ فمن زعم أنه أثري ـ فهو لا يقبل الآثار لمجرد وجودها ، بل يقبل آثارا توافق هواه ، حتى وإن كان صاحب الأثر من البعد عن ما سموه خير القرون كثيرا .

أقوال أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في البدع

والتحذير منها وشدة إنكارهم على المبتدعة ..

عبد الله ابن مسعود

(1) قال عبد الله ابن مسعود: "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم" رضي الله عن عبد الله بن مسعود فهو من خيار الصحابة . والتعليق على هذه الأقوال ،  تعتبر هذه الأقوال من الآثار ، أي ليس من الوحي ، ومع هذا فهي التي تشكل متراسا يتمترس به السلفيون ، لنشر أقوالهم الردية ، ونشر الجهالة الجهلاء ، و السير بدرب الضلالة العمياء ، والغي الذي هم عليه الموفي بأهله إلى النار ، هو من الذي نفى الإتباع ؟ ورفض الابتداع ؟ لكن دون تقليد لحبر أو راهب ، فكل من يقول قولا يطالب بالدليل ، ويطالب بأن يقدم طريقة استنباطه للمعنى من الدليل . أهم المعتزلة ؟ أم هم جماعة قال شيخ الإسلام ابن تيمية ؟ أي هم السلفية تحديدا بشكل خاص ، قال واصل بن عطاء في نقاش له لجعفر في بيت إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي :  .....(1).

(1) نص غير مكتمل.

الأثر

الأثر بقية الشيء ، ولذلك قيل عما بقي من مباني السابقين وحاجياتهم إنها أثارهم ، وقيل عما بقى مكان سيرهم انه أثرهم ، وإذ الأثر فيه بعض من الدلالة على نبأ السابقين ، وبالتالي حاول المحدثون جعل الكلمة مرادفة للسنة ، وبعضهم حاول أن يجعل الكلمة مختصة بما أضيف إلى الصحابي ، أو التابعي ، أو إلى عالم من العلماء السابقين ـ ممن أعطوه شهادة علمية ـ ولهذا وجد من يلحق باسمه كلمة الأثري ، وهو فعلاً أثري حقاً ، لأنه لا يسير على الحق ، بل على آثار قبلها بمعايير مكتوبة ، هي آثار أهل الكتاب ، بعد أن نسبها للرسول ، أو الأبرار من صحابته ، مع أن التحقيق الصحيح لا يجعها آثاراً لهم ، بل هي آثار زورت عنهم ، ومن هنا أشكلت على المسلمين سنة نبيهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ والسبب اختلاطها بغيرها .

ورٌوى(1) أن واصلاً دخل المدينة ونزل على إبراهيم بن يحيى فتسارع إليه زيد ابن علّي وابنه يحيى بن زيد وعبد الله بن الحسن وأخوته ومحمد بن عجلان وأبو عباد الليثي فقال جعفر بن محمد الصادق لأصحابه: قوموا بنا إليه ! فجاءه والقوم عنده أعني زيد بن علي وأصحابه فقال جعفر أما بعد فإن الله تعالى بعث محمداً بالحقّ والبيّنات والنذر والآيات وأنزل عليه ((وأولو الأرحام بعضهم أوْلّي ببعض في كتاب الله))، فنحن عترة رسول الله وأقربُ الناس إليه وإنك يا واصل : أتيت بأمر يفرق الكلمة وتطعن به على الأئمة وأنا أدعوكم إلى التوبة .

(1) أحمد بن يحيى بن المرتضى

فقال واصل : الحمد لله العدل في قضائه ، الجواد بعطائه، المتعالي عن كلّ مذموم ، والعالم بكلّ خفيّ مكتوم ، نهى عن القبيح ولم يقضه ، وحث على الجميل ولم يحُلْ بينه وبين خلقه ، وأنك يا جعفر وابن الأئمة شَغَلَك حبّ الدنيا ، فأصبحت بها كلفاً وما أتيناك إلا بدين محمد صلى الله عليه وآله وسلم وصاحبّيه وضجيعيه ابن أبي قحافة وابن الخطاب ، وعثمان وعلّي ين أبي طالب وجميع أئمّة الهدى فإن تقبل الحق تسعد به وأن تصدف عنه تبؤ بإثمك .فتكلم زيد بن علي فأغلظ لجعفر أي أنكر عليه ما قال وقال : ما منعك من اتْباعه إلا الحسد لنا، فتفرّقوا.

قلت(2) روى ذلك الحاكم وغيره والله أعلم بصحّتها. قال ابن يزداذ كان زيد بن علي لا يخالف المعتزلة إلا في المنزلة بين المنزلتين.ومن كلام جعفر بن محمد الصادق وقد سئل عن القدر ما استطعتَ أن تلوم العبد عليه فهو فِعله وما لم تستطيع فهو فعل الله، يقول الله للعبد لم كفرتَ ولا يقول لم مرضتَ، فلا نقول إن جعفراً أنكر على واصل القول بالعدل بل المنزلة بين المنزلتيْن إن صحت الرواية.(3)

(2) أحمد بن يحيى بن المرتضى

(3) من كتاب المنية والأمل في شرح كتاب الملل والنحل لأحمد بن يحيى المرتضى تحقيق توماس وولكر آرنولد طبعة دائرة المعارف النظامية بحيدر آباد الدكن 1902،أنظر ايضا فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة تحقيق فؤاد سيد طبعة الدار التونسية 1974 ص 239.

التعليق على ذلك : إن واصلا أوضح لجعفر انه يفهم الأمور على مسيرة معينة أي وفق نـهج ما جاء به النبي صلوات الله عليه مستأنسا بفهم الخلفاء الأربعة وغيرهم من أئمة الهدى ، فقوله هو امتداد للرسالة وليس إلغاء لـها ، وفهم من ساروا بهدي الرسالة متبعا ، مع الإنتاج ، أي ليس مجرد مقلد ، انظر قوله : [وما أتيناك إلا بدين محمد صلى الله عليه وآله وسلم وصاحبّيه وضجيعيه ابن أبي قحافة وابن الخطاب ، وعثمان بن عفَان وعلّي ين أبي طالب وجميع أئمّة الهدى فإن تقبل الحق تسعد به وأن تصدف عنه تبؤ بإثمك .]

عبد الله ابن عباس

(2) قال عبد الله ابن عباس: " البدعة أحب إلى إبليس من المعصية ". لا شك أن البدعة في الدين منهي عنها لكن ما هي البدعة ؟ تلك هي المشكلة فلو حدد السلفيون  بتعريف جامع مانع البدعة لكان لأمرهم وجهة ما ، أما وهم لا تحديد عندهم للبدعة اختلطت عليهم الأمور . هل البدعة في الأخذ بالمنجزات العلمية ؟ ما هي البدعة ؟ البدعة هي الزيادة في أحكام العبادات خاصة ، لكن هل هذا القول من ابن عباس ثابت ؟ كعادة السلفية انهم إذ يستشهدون بالأثر يقدمونه بلا سند ، مع إنهم يزعمون أنـهم أصحاب الإسناد بلا منازع ، ولا يقومون بتحديد مفهوم الأثر ليعلم من الذي وقع فيه . لكنهم لو استشهد عليهم من على غير منهجهم بمثل طريقتهم لأقاموا الدنيا وأقعدوها .

الامام ماللك

(3) قال الإمام مالك : "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا قد خان الرسالة لان الله تعالى يقول:((اليوم أكملت لكم دينكم)) فما لم يكن يومئذ دين فلا يكون اليوم دين" . هذا أثر منقول عن مالك دون سند من جهة ، ودون تحديد معنى البدعة ، من كلام مالك المنقول عنه  قوله : كل يؤخذ عنه ويرد إلا صاحب القبر هذا . حبذا لو طبقت السلفية هذا المنهج !!! مالك ولد سنة 93 هـ وتوفي سنة 176 هـ لكن السلفية تهاجم كما ترى أيها القارئ ـ كما هو مبين بالنص التالي فهم معبد للقدر وقوله بأنه لا جبر ، ومعبد صلب من قبل الظالمين سنة 80هـ أي معبد من حيث الزمن قبل ولادة مالك أي هو أقرب إلى ما سموه قرون الخيرية .  قال تعالى : ((وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ))(المطففين:1).

عبدالله بن عمر

(4) بلغَ عبد الله بن عمر أن معبد الجهني قد ابتدع بدعة القدر فكان يقول"انه لا قدر وان الأمر أنف" فقال ابن عمر: "أخبرهم أني برئ منهم وأنهم براء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبل منه حتى يؤمن بالقدر" .

الامام أبو حنيفة

(5) قال أبو حنيفة : " عليك بالأثر، وطريقة السلف، وإياك وكل محدثة فإنها بدعة".

الامام الشافعي

(6) قال الإمام الشافعي : حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في القبائل،ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام .جاء عن أيوب السختياني انه قال: قال لي سعيد بن جبير: رأيتك مع طلق (وكان مبتدعاً)، قلت: بلى، فما باله؟ قال: لا تجالسه فإنه مرجئ قال الحميدي {شيخ البخاري}: والله! لأن أغزو هؤلاء الذين يردون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أحب إلي من أغزو عدتهم من الأتراك وكان طاووس بن كيسان يحذر من معبد الجهني - القدري - باسمه ويقول: "احذروا معبد الجهني فانه قدري.

شيخ الاسلام ابن تيميه

(7) قال شيخ الإسلام ابن تيميه: "فإن بيان حال أهل البدع والتحذير منهم واجب باتفاق المسلمين فقد قيل للإمام أحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي{التطوع} ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع قال: "إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل.. وقال بعضهم لأحمد بن حنبل انه يثقل علي أن أقول فلان كذا وكذا، فقال رحمه الله:"إذا سكت أنت وسكت أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم  وكان إذا ذكر عنده الكرابيسي يقول: لايغرنك تنكيس رأسه، ذلك يقول كذا وكذا.. لا تكلمه ولا تكلم من يكلمه .. هتكه الله ..الخبيث. وكان شيخ السلام ابن تيميه يقول: " الراد على أهل البدع مجاهد". وقال يحيى بن يحيى: "الذب عن السنة أفضل من الجهاد قال الإمام أبو إسماعيل الصابوني وهو يصف أهل السنة والجماعة: "ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس فيه ولا يحبونهم ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم في الدين ولا يناظرونهم ......واتفقوا على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخزائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم والتقرب إلى الله بمجانبتهم ومهاجرتهم وقال شيخ الإسلام ابن تيميه عن الشيعة الروافض: "ولهذا كان الرفض أعظم أبواب النفاق والزندقة ... وانضمت إلى الرافضة الإسماعيلية والنصيرية {العلوية} وأنواعهم من القرامطة والباطنية والدرزية وأمثالهم من طوائف الزندقة والنفاق.

وقال عنهم أيضا: "الروافض هم أكذب طوائف أهل الأهواء{البدع} وأعظمهم شركا فلا يوجد في أهل الأهواء أكذب منهم ولا أبعد عن التوحيد منهم قال الإمام الآجري: ".... وبعد هذا نأمر بحفظ السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وقول أئمة المسلمين مثل مالك بن أنس والأوزاعي وسفيان الثوري وعبد الله بن المبارك والشافعي وأحمد بن حنبل ومن كان على طريقة هؤلاء العلماء، ونبذ من سواهم ولا نناظر ولا نجادل ولا نخاصم، وإذا لقي صاحب بدعة في طريق أخذ غيره وإن حضر مجلسا هو فيه قام عنه  قال الفضيل بن عياض: " من أتاه رجل فشاوره فدله على مبتدع فقد غش الإسلام" . وقال أيضا: "لا يمكن لصاحب سنة أن يمالئ صاحب بدعة إلا من النفاق". وقال: "من تبسم في وجه مبتدع فقد استخف بالإسلام..!". وقال إبراهيم بن مسرة: " من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام..!".قال ابن عون: "من يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع".

ولما قدم سفيان الثوري البصرة سأل عن الربيع بن صبيح قال: أي شيء مذهبه ؟ قالوا: ما مذهبه إلا السنة، قال: ما بطانته؟ قالوا: أهل القدر، قال: هو قدري !. قال الإمام البغوي: "وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن افتراق الأمة وظهور الأهواء والبدع فيهم، وحكم بالنجاة لمن اتبع سنته وسنة أصحابه رضي الله عنهم فعلى المرء المسلم إذا رأى رجلا يتعاطى شيئا من الأهواء والبدع معتقدا أو يتهاون بشيء من السنة أن يهجره ويتبرأ منه ويتركه حيا وميتا فلا يسلم عليه إذا لقيه، ولا يجيبه إذا ابتدأ حتى يترك بدعته ويرجع إلى الحق قال الإمام الشاطبي: "وأيضا فإن فرقة النجاة وهم أهل السنة مأمورون بعداوة أهل البدع والتشريد بهم والتنكيل بمن انحاش إليهم بالقتل فما دونه وقد حذر العلماء من مصاحبتهم ومجالستهم".

قال الإمام الذهبي: " أكثر السلف على هذا التحذير" .قال الإمام ابن بطة العكبري الخليلي عن أهل البدع: "هم أشد فتنة من الدجال وكلامهم ألصق من الجرب وأحرق للقلوب من اللهب فلا تجالسوهم" .قال الفضيل بن عياض: "من جلس مع صاحب بدعة فاحذره ومن جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد، آكل عند اليهودي والنصراني أحب إلي من أن آكل عند صاحب بدعة..!" قال شيخ الإسلام ابن تيميه: "فساق أهل السنة خير من عبّاد أهل البدع" .وقال أيضا: "فساد أهل البدع أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها إلا تبعًا، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء". وقال في موضع آخر: " وهذه حقيقة قول السلف والأئمة أن الدعاة إلى البدع لا تقبل شهادتهم ولا يصلى خلفهم ولا يؤخذ عنهم العلم ولا يناكحون فهذه عقوبة لهم حتى ينتهوا".قال الحسن البصري: " أترغبون عن ذكر الفاجر، اذكروه بما فيه كي يحذره الناس". وقال أيضا: "ثلاثة ليس لهم حرمة في الغيبة أحدهم صاحب بدعة الغالي ببدعته". قال الإمام ابن الجوزاء: " لأن يجاورني قردة وخنازير أحب إلي من أن يجاورني أصحاب الأهواء". وقال يونس بن عبيد: " لأن يصاحب ابني شاطراً{قاطع طريق} أحب إلي من أن يصاحب مبتدعاً". وقيل له ذات مرة : كيف أصبحت ؟ قال رحمه الله: أصبحت بشر .. وقعت عيني على مبتدع..!!".وقيل له أيضاً: إن ابنك الصغير يلعب بالطيور، قال: لعل ذلك يشغله عن مصاحبة مبتدع..!!. وهم القوم .. لا يشقى بهم جليسهم!.

مقدمة وتمهيد حول

مذهب أهل الإثبات [السلفية]

و

مذهب أهل التنـزيه [المعتزلة]

شذرات ومقارنات ولفت نظر

[ يزعم السلفيون أنَّهم يثبتون ما أثبته الله لنفسه من أسماء وصفات]

[إنَّها مقالة بـهذه الصورة أُريدَ بـها الباطل]

[فمقالاتـهم عين مقالات اليهود والنصارى]

[ السلفية تثبت لله تعالى جسما ، وإذ الأمر يوقعهم في ورطة ، لجأوا للمراوغة وهم يتقنونـها إتقانا عجيبا ، وحتى تدرك المراوغة وأنـهم يقولون بالجسم ، انظر في هذا الكتاب موضوع بعنوان " هل يجوز أن يكون الله جسماً " ].

[يزعم السلفيون أنـهم مع النص ، يدورون حيث يدور بـهم النص ]

[مقولتهم السابقة ليست صادقة ، ولا صحيحة ، إذ هم يمنعون الـمجاز الواضح بل يمنعون اعتماد الفهم على أساس اللسان العربي ، ولا يعتبرون دلالة التراكيب والسياق ، ويجعلون اللسان العربي يعبر عن الحسيات ، دون المعنويات ، وهذا ما وقع فيه اليهود]

[يدعي السلفيون أيضا أنّ المعتزلة تحديدا ، تَرُدُّ النصوص ، وهذا كلام باطل لا أصل له ]

[المعتزلة لا ترد القرآن ، ولكنها تفهمه على وجهه ، أي هل هو حجة ؟ أم هو زيادة حجة لزوال غفلة وبيان زيادة تكليف ؟ ويقبلون دعوة القرآن لاستعمال العقل من خلال النظر في الكونيات وخاصة : الظواهر الفيزيائية ، وموضوع علم الأحياء {البيولوجيا} والنظام الفلكي للكون  والنظر في العلاقات والمميزات الإنسانية ، كل ذلك للوصول إلى معرفة الله ، إنَّ المعتزلة ترى أنَّ عدم جعل العقل هو أول الحجج أدى إلى عدم معرفة الله على وجه التنـزيه ، فدخل من خلال هذه المناهج المختلة التجسيم والتشبيه اليهودي ، والمعتزلة لا ترفض الثابت من سنة أبي القاسم ـ صلوات الله عليه ـ حتى ولو كانت ظنية الثبوت ، ولكن المعتزلة تفهم القرآن حسب لسان العرب ، ولا تقبل تناقض النصوص مع بعضها] وهذا هو الدليل .

ما يؤكده المعتزلة بشأن إيمانـهم بالله تعالى جلت قدرته وعظمت آلاءه

(1) الكون المنظور وحده ، والتفكر فيه ، هو طريق الإيمان بالله عند المعتزلة إجماعا ، فالواجب الأول هو النظر . والنص مكانته ليس الدليل على موضوع الإيمان بالله ، بل موضوعه تحريك العقل الغافل للنظر في الكون ، ليصل إلى الإيمان بالله عن طريق النظر .

(2) الله تعالى : لا يحويه الزمان ، إذ هو خالق الزمان ، قال تعالى : هُوَ ((الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ))(الحديد: من الآية3) والقصد ليس الترتيب ؛ بل الدمج التام بين قوله : الأول والآخر ، وتفكر أيها القارئ الكريم في قوله تعالى جامعا بين الأول والآخر ما المراد من هذا الجمع ؟ أيراد منه فقط إثبات الأولية ـ أي مجرد التقدم على الموجودات ومن لا يؤمن بذلك يسير بغير هدى ، وهل ـ والأخروية ـ أي مجرد الأخروية في الموجودات ـ وماذا بعد هذه الآخروية ؟ هل ينتهي وجود الله ، وماذا بين هذه الأولية والأخروية ، ما هو الوصف الذي يجوز للسلفي أن يطلقه على الله تعالى ؟ أنظر وتفكر في ما يلي من خطبة واصل بن عطاء المنـزوعة الراء ، وقد ألقى واصل بن عطاء خطبته سنة 126هـ أمام عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ؛{والي العراق} للخليفة العدلي : يزيد الكامل بن الوليد بن عبد الملك ؛ ولم يسجل التاريخ أي اعتراض من قبل أحد على مضمون الخطبة . قال واصل رضي الله عنه : فلا يحويه زمان .

(3) الله تعالى : لا يحيط به مكان ، انظر خطبة واصل أيضا إذ قال : ولا يحيط به مكان ، فتدبر الأمر .

(4) إرادته الكونية ناجزة في الحال ، قال تعالى : ((إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ))(يّـس:82) . ولا يجوز لذهن واحد أنْ يظن ـ من منطوق الآية ـ نطق الله بصوت وحرف ـ تعالى الله عن ذلك ـ بل كن مجرد تعبير عن الوجود الكوني في الحال .

(5) قائم على خلقه قال تعالى :((اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ))(البقرة: من الآية255) والقيوم مبالغة في دوام ربوبيته لخلقه ورعايته لهم .

* إنَّ السلفية تنكر آيات النظر ، فالله عند السلفية لم يدل عليه العقل ، بل تارة يقولون دلت عليه الفطرة ، وأخرى يقولون دلَّ عليه الرسول ، وأحيانا يقولون نحن لا ننكر العقل ، بل نعتمده في الدليل على الله تعالى ، ومع هذا يهاجمون النظر ، وستجد أيها القارئ بعد هذه المقدمة كل  آيات النظر كما وردت في القرآن الكريم ، للتمعن والتدبر فيها ، قال تعالى : ((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ))(قّ:37) أي وعى المسموع وأدركه بعقله .

* يعتمدون في إنكار بناء الإيمان على النظر الاستشهاد(1) بحديث [ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء] ويأتون بالآية التالية لتشهد للحديث وهي قوله تعالى : ((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ))(الروم:30) .

(1) بالاستشهاد

والجواب على ذلك هو أن الحديث دال على عدم قدرة الفطرة على مقاومة التلقين ، وهذا يعني أن الفطرة وهي التكوين الشعوري داخل الفرد الإنساني من كونه يشعر بالعجز بسبب النقص والاحتياج الذي يدركه شعوريا من نفسه ، يتسائل شعوريا عن الأكمل ، ولهذا يلقنه أبواه دينه جوابا لهذا الشعور ، فهل هذا التلقين محل الرضا والقبول ؟ أم أن هذا التلقين محل التنديد ؟ فهل يقال تلقين الأبوين المسلمين لابنهما دينه محل القبول ؟ ومع أن الاستشهاد جاء من المسكوت عنه وليس المصرح به ، فهل في السكوت دلالة على قبول منهج التلقين ؟ الذي تباشره السلفية ، أم أن منهج التلقين ـ على أية حال ـ غير مقبول من الله تعالى ؟ ذلك هو الجواب الذي يحل هذا التساؤل وهو تساؤل  مشروع ((ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ))(الحشر: من الآية 14).

آيات طلب فيها الله تعالى النظر العقلي لكن السلفيون يلغونـها .

* "فَلْيَنْظُرِ الْأِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ" (عبس: 24). هل يقول السلفيون أن الآية تطلب من المكلفين مجرد تحديق العين الباصرة في الطعام فقط ؟ يراد منهم الجواب .

* "فَلْيَنْظُرِ الْأِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ" (الطارق: 5). هل يمكن أن يكون المراد غير تقليب الفكر في ظاهرة الوجود التكويني للإنسان ؟

* "أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ" (الأعراف: 185). هذه آية حاثة على نظر التفكر في الكون الذي يقع تحت الحس مباشرة والملكوت على وزن فعلوت ولا أدري هل هذا الوزن عربي أم هو وزن معرب والمراد بالملكوت السلطنة والعظمة والملك والآية حث على مد التفكير في الكون المتسع .

* "أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ" (قّ:6). هذه آية تحث على التفكر في السماء الواقعة في نطاق المشاهدة .

* "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ" (يوسف: 109). هذه آية انتقلت إلى طلب التفكر في الماضيين من الناس السابقين للدلالة على أن الناس على زوال فماذا بعد الزوال ؟

* "أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" (الروم: 9). وهذه آية مثل سابقتها في موضوع التفكر في من سبق من قوم دون تحديد من هم إذ قد ينطبق الوصف على أكثر من قوم والدليل قول الله تعالى ورسلهم صيغة جمع كان يمتلكون القوة ، وكان لهم في حركة الإعمار دور ، فجائتهم رسلهم لكنهم صدوا الرسول والرسالة من عند أنفسهم وليس من قدر الله فيهم فختم الآية بقوله "فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ"(العنكبوت:40).

* "أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً"(فاطر: 44).

* "أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ" (غافر: 21).

* "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" (غافر: 82).

* "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا" (محمد: 10).

* "أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ" (الغاشية: 17).

* "مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ" (المائدة: 75).

* "أنظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ" (الأنعام:24) .

* "قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ" (الأنعام:46) .

* "قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ" (الأنعام:65).

* "انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً" (الإسراء:21).

* "انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً" (الإسراء:48 ).

* "انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً" (الفرقان:9).

* "وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً" (طـه: من الآية97).

* "فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (الروم:50).

* "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ" (الأنعام:11).

* "وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" (الأنعام:99).

* "قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ" (يونس:101).

* "تلك هي آيات حاثة على النظر العقلي في الوقائع ، وما اعترى حياة الأمم السابقة للاتعاظ منها ، لكن كل هذه الآيات يضعها السلفيون ورائهم ظهريا  وبديلها قال شيخ الإسلام وقال تلميذه ابن القيم ، وهم في هذه الصورة يلغون القرآن ، ويلغون مفتاح فهم القرآن اللسان العربي ؛ الذي تنـزل به القرآن الكريم وقد أكد القرآن ذلك في الآيات التالية  قال تعالى :

* "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" (يوسف:2).

* "وقال أيضا : وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ" (الرعد:37).

* "وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً" (طـه:113).

* "قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ" (الزمر:28).

* "كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" (فصلت:3).

* "وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ" (الشورى:7).

* "إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" (الزخرف:3).

* "وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَاناً عَرَبِيّاً لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ" (الأحقاف:12).

* "وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ" (النحل:103).

* "بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ" (الشعراء:195).

* "وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ" (فصلت:44) .

إنَّ عروبة لغة القرآن أمر مقطوع به ، فهي معلومة مشاهدة ، وجاء النص لا ليؤكد عروبة القرآن وهي ثابتة ، بل ليقيم الحجة على العرب قبل غيرهم((كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ))(صّ: 29) فارتبط الفهم عقلا  ـ وحسب نص آياته ـ باللسان العربي ، فليقدم أهل السلفية علماء العربية منهم ، والعدليون يقدمون قائمتهم ، فأي القائمتين جعلت العربية نبراسها في فهم كتاب الله وسنة نبيه ؟ !!! .


آيات متعلقة بطلب استعمال العقل

* "أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" (البقرة:75) وهذه الآية تصف واقع اليهود ، وقد وردت التحذيرات الشديدة من إتباع منهج اليهود ، لكن السلفية دخلت منهج اليهود من أوسع أبوابه ، ثم ادعت عكس ذلك تماما ، مع أنَّ لـهم كلام كثير يدل على أنـهم يفضلون منهج اليهود على منهج أهل التوحيد والعدل [ المعتزلة ] بل صرحوا به أكثر من مرة  .

* "أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ" (البقرة:44).

* "فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" (البقرة:73) إذ محل الإنكار كان البعث بعد الموت.

* "وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ" (البقرة: 76).

* "كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" (البقرة:242).

* "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْأِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ" (آل عمران:65).

* "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ" (آل عمران: 118).

* "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ" (الأنعام: 32).

* "قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" (الأنعام: 151).

* "فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ" (الأعراف: 169).

* "قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ" (يونس: 16).

* "يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ" (هود:51) .

* "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" (يوسف:2) .

* "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ" (يوسف:109).

* "لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ" (الأنبياء:10) .

* "أ ُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ" (الأنبياء :67) .

* "وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ" (المؤمنون: 80).

* "لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" (النور:61) . ومع أنَّ الآية متعلقة بأحكام شرعية لا يمكن معرفتها إلاَّ من خلال النص إلاَّ أنَّ التعقيب جاء بكلمة تَعْقِلُونَ .

* "قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ" (الشعراء: 28).

* "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ" (القصص: من الآية60).

* "وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ" (يّـس:62).

* "وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ" (الصافات: 138).

* "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمّىً وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" (غافر:67) .

* "إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" (الزخرف:3) .

* "اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" (الحديد:17).

* "وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ" (الملك:10) .

ليس معنى هذه الآية ؛ هو تقديم النقل على العقل ، كما زعم سلفية هذا العصر ، بل يعني قولـهم بلسان الحال لخزنة جهنم : لو كنا نسمع البلاغ ـ وخاصة الإنذار ـ ونحن في حالة طلب للحق ؛ أو نعقله متأملين ، لما وصلنا لهذه النتيجة ، وهي دخول النار . يبني سلفية هذا العصر مقالـهم هذا ـ على وهم أنَّ تقديم كلمة نسمع على كلمة نعقل ـ تعني تقديم السمع على العقل ـ وهب أننا قبلنا تقديم السمع على العقل ، فهل يعني ذلك إلغاء العقل ؟ أم هي ترتيب الأدلة ! ومع هذا فالآية لا علاقة لها بالترتيب ، فهي طلب تعقل المسموع ـ أي بناء المسموع على العقل ـ لا أكثر ولا أقل . آيات حاثة على النظر العقلي ، وآيات حاثة على البحث العقلي ، وأخرى على التفكر والتدبر والفهم والتذكر ، وكل ذلك لا يمكن وجوده بدون عقل ، وإذ غاب عقلهم ، تسلط الهوى والظن والموروث وقول الأحبار على آيات الله ، فهي ناطقة بما يريده أحبارهم ، ملغيين نص الكتاب ونص السنة وفهم بعض العلماء ، فهل يعقل أو يفهم ذلك عنهم ؟ .

* "وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ"  (العنكبوت:43) .

* "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" (البقرة:164) .

* "وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ" (البقرة:170) .

* "وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ" (البقرة:171) .

* "وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ" (المائدة:58) .

* "مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ" (المائدة:103) .

* "إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ" (الأنفال:22) .

* "وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لا يَعْقِلُونَ" (يونس:42) .

* "وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ" (يونس:100).

* "وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" (الرعد:4) .

* "وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" (النحل:12) .

* "وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" (النحل:67) .

* "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" (الحج:46) .

* "أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً" (الفرقان:44) .

* "وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" (العنكبوت:35) .

* "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ" (العنكبوت:63) .

* "وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" (الروم:24) .

* "ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" (الروم:28).

* "وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ" (يّـس:68) .

* "أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ" (الزمر:43) .

* "وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" (الجاثـية:5) .

* "إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ" (الحجرات:4) .

* "لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ" (الحشر:14) .


مقدمة من سؤالين

الشروح

الكلمة أو العبارة محصورة بين معكوفتين معوجتين هكذا { } هي شرح

الآيات محصورة بين هلالين مزدوجين مثل هذا (( ))

اسم السورة ورقم الآية محصور بين هلالين مفردين هكذا ( )

ما يراد لفت النظر إليه محصور بين معكوفتين هكذا [ ]

ما يراد الاهتمام به وضع تحته خط

(1) من أين جاء السلفيون بالقول : نثبت ما أثبته الله لنفسه ؟ أذلك من القرآن الكريم ؟ أم من سنة أبي القاسم عليه السلام ؟ أم ذلك قول الواعين من أهل القرون الثلاثة ؟ {القرون تعني الأجيال } أم الأمر ـ أي موضوع الإثبات ـ قالت به السلفية اعتمادا على قاعدة في اللسان العربي المبين ؟ أم هو قول الـمُحَدِّثين الأثريين السلفيين ـ وظهر هذا القول متأخرا ـ بعد ظهور مشكلة الأسماء والصفات ؟ مع ملاحظة أنَّ القرون الثلاثة  تنتهي ب 107 هـ ، إذا كان حساب القرن من بداية الوحي ، و ب 120 هـ ، إذا كان حساب القرن أي الجيل من بداية الهجرة . {من معاني كلمة القرن الجيل "أي الأقران"وهي هنا تعني الجيل} فكلمة الإثبات التي ينتحلونـها بدعة في الدين واللغة لا تسعفهم بـمرادهم ، لكن الإثبات الذي يرددونه ، هل هم يريدون منطوق النص ؟ إنْ كان هذا مرادهم ، فليس هناك مسلم يتلاعب بالنص ، المسألة إذن تكمن في فهم النص ، وهذا ليس  فهما بل تلبيسا وتدليسا  فعليهم ترك الفهم لأهل هذا الفن ، فأهل اللسان العربي هم القادرون على فهم النصوص .

(2) من أين جاء السلفيون بكلمة الصفات إضافة إلى الأسماء ؟ مع أن القرآن الكريم وسنة نبي الهدى لم يذكرا كلمة الصفات ، بل قال الله تعالى في أكثر من آية : ((سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ))(الأنعام: من الآية100) ((فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ))(الأنبياء: من الآية22) ((سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ))(المؤمنون: من الآية91) ((سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ)) (الصافات:159) ((سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ)) (الصافات:180) ((سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)) (الزخرف:82) .

* ويتفرع عن هذا السؤال ما يلي : كيف جعل السلفيون أسماء الجوارح صفاتٍ له تعالى ؟ وكيف يغالطون ؟ !!! إذ بعد إثبات اليد يعمدون إلى نفي الكيف والمثل عن : اليد ، والإصبع  والوجه ، والعين ، والقدم ، والساق ، والجنب عنها ، مع أنَّ الله تعالى نفى الكيف والمثل عن الذات ، وليس عما ابتدعته السلفية من صفات ؛ سموها الخبرية ، وهو أمر مبتدع لتسويغ  مقالات اليهود قال تعالى : ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ))(الشورى: من الآية11) وقال تعالى : ((وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ))(الإخلاص:4) .

* بعد أنْ جعل السلفيون الله جسماً ـ تعالى عما يقولون ـ عمدوا إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام  فشانوه شينا عجيبا ، فهم لا يخافون الله !!! فقد أثبتوا أنَّ رسول الله(ص) فَاخَذَ عائشة ؛ {أي مارس معها الجنس دون الإيلاج}  وكان عمرها ست سنوات !!!!!!!!! وقد صدرت فتوى جديدة عن الإفتاء السعودي بالإقرار بذلك ؛ موقعة من المفتي عبد العزيز عبد الله آل الشيخ ، ومن الموقعين صالح الفوزان وأيضا بكر أبو زيد ومنعوا ذلك عن صغار الطلاب وهي ممنوعة واقعيا فلا يجوز تربية الأولاد على ممارستها ، بكلام سخيف واه ، لا قيمة له ، ويذهل  السامع ويصاب بالغثيان ـ من شدة وقاحتهم على رسول الله (ص) وقد جاء في القسم الأول من هذا الكتاب حديثٌ ؛ صححه الألباني قال فيه إنَّ الرسول اشتهى النساء من مجرد مرور فلانة فراجع القسم الأول .

* يزعم السلفيون دائما أنَّهم دعاة حق ! وأنَّ مرادهم من العلم الذي يدعونه ويلتصقون به مصلحة المسلمين ، وهو سيرهم والمسلمين على درب الهدى ، لكنَّ واقعَهم الذي يتعايشون معه خلاف ذلك ، فما أن يدعون للجدل والنقاش والحوار ، إذ بـهم يتهربون من ذلك ، اعتمادا على أنـهم منهيون عن مجادلة أهل البدع ، وهكذا يديرون ظهرهم للقرآن الكريم ولسيرة الرسول الكريم بناءا على أقوال الرجال من رموزهم ، فآيات القرآن وسنة المصطفى الحاثة على حمل الدعوة الإسلامية ، للكفار والعصاة والفساق وأهل الضلال والبدع معلومة للناس جميعا علما واضحا ، فالتهرب من قرع الحجة بالحجة ، والدليل بالدليل ، يدل على أنـهم رويبضات هذه الأمة ، إنَّ رموزهم مجموعة من الضعفاء في التفكير والمعرفة والعلم ، ولم يكونوا يوماً في حالة تحدٍ للظلمة ، فباطل الظلمة ما قوي إلاَّ بـهم في القديم والحديث ، هل في ترك النقاش مصلحة للمسلمين ؟ إنْ كان السلفيون على الحق فإنَّ الحق أبلج ، هم يعلمون أنـهم على غير الحق  ستروا باطلهم بأنواع متعددة من الستائر وهي :

(1) دعوى أنـهم على منهج السلف .

(2) الامتناع عن الجدل والنقاش والحوار بحجة النهي عن الجدل ، وهذا القول مخالف لأمر القرآن ، ولمهمة الأنبياء ، ولسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام .

(3) التواصل مع العامة من الأمة ، ونشر الأقوال عارية عن منهج الاستدلال ، فيأتون بالآية أو الحديث ويجعلونـها ناطقة بما يريدونه ، وليس بما تدل عليه من المبنى أو بما يفهم من المعنى.

(4) جعلوا قضية الصفات بالمدلول الحسي هي أساس دعوتـهم .

ليس من شك بأنَّ لله تعالى صفات ، إذ لا يمكن معرفةُ الله ذاتا ، فلا يعرف الله إلاَّ بصفاته الظاهرة ، من خلال النظر في الكون المنظور ، وهذه الصفات هي الأسماء الحسنى ، والقول بأنَّ الصفات هي الأسماء الحسنى ، فأنه دلالة على أنَّ الصفة عين الذات ، فلا يجوز إثبات معنى زائد على الذات ، والقسمة والسبر لـها  تثبت المراد منها ، فإنْ كانت الصفات لا تنفك عن الذات ، فهي الصفات الذاتية الدالة على كمال الذات ، وإنْ كانت الصفات مؤثرة في محلها ، فهي الصفات الفعلية للذات وهذا معنى قوله تعالى : ((اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)) (البقرة: من الآية255) .

دواعي انتشار السلفية

منذ مدة ليست وجيزة أخذت سياسة  [المملكة العربية السعودية] تعمل في جدية متناهية على نشر الفكر [السلفي] خارج حدودها ، ورصدت لذلك الأموال الطائلة ، وقامت بأعمال متعددة في سبيل ذلك ، إذ لم يكتف القائمون على نشر الفكر [ الوهابي] المتعلق ب [محاربة القبوريين والتعلقات بغير الله ] ـ وهي قضية يبدو فيها الحق إلى جانبهم ، لولا الاشتطاط بالتكفير ـ بل أضافوا لعملهم نشر عقائد أهل الحديث ، ومعتقدات ابن تيمية وابن القيم الجوزية خاصة ، وأعادوا طرح قضايا الإيمان والأفكار المتعلقة بـها ، وركزوا تركيزا واضحا على حشو المعتقدات ، بحيث تحوَّل حشو المعتقدات إلى أنه هو الحق ، وما عداه باطلا ، وأدخلوا الناس في معركة حامية الوطيس ، على اليسير من الأمور ، وعلى الجليل منها ، وتمترسوا في صفات الذات بعد إثباتـها إثباتاً حسيا ، يتضح فيه معنى التجسيم ب القول :[تليق به] أو [بلا كيف] ، وفي حقيقة فعله بدعوى [كيف شاء ومتى شاء] ، مع أنَّ هذه التحفظات الثلاثة تكشف عيب ما يقولونه ، وهي لم تنقل عن السلف فالدعوى باطلة بطلانا تاما . وتمعَّن أيها القارئ الكريم بالنص الموثق فيما بعد هذه المقدمة ، منقولاً من رسالة [ماجستير] ، قدمها [ احمد بن عبد الرحمن بن عثمان القاضي ]  في قسم العقيدة بكلية أصول الدين ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وتمت مناقشتها يوم الأربعاء الموافق 29/8/1414هـ ، من قبل الأساتذة التالية أسماؤهم :

(1) فضيلة الدكتور : ناصر بن عبد الله القفاري "المشرف على الرسالة".

(2) فضيلة الدكتور : محمد بن عبد الرحمن الخْمَيِّس "عضواً".

(3) فضيلة الدكتور : زين الدين مصطفى الخطيب "عضواً".

عنوان الرسالة [ مذهب أهل التفويض في نصوص الصِّفات ] ـ عرض ونقد ـ والرسالة الآن مطبوعة من قبل دار العاصمة للنشر والتوزيع ، وهذه الدار من دور النشر في السعودية ، التي تكاثرت أخيراً ، وقد منح الدكاترة المشرفون على مناقشتها الطالب المؤلف مقدمها درجة الماجستير ، بتقدير [ممتاز] فالرسالة هي تعبير حقيقي عن الرؤية الرسمية الدينية في السعودية .

إنَّ المهمَّ في هذا الموضوع ليس الدفاع عن نظرية المفوضة في الصفات ، بل المهم كشف رؤية المثبتة في الصِّفات ، من أنـهم مجسمة حقاً وحقيقة في الصفات ، وأنـهم ضاهوا اليهود والنصارى في الصفات ، إذ لم يقل اليهود والنصارى أبداً أن صفة الله هي عين الصفة المعهودة في الأجسام ،  بل قالوا بالإثبات وعدم الكيف .

الهروب من التجسيم إلى عبارة [بلا كيف] هي وجود إدراك واضح عند السلفية بأن الإثبات ـ بدون هذا التحفظ ـ يفيد التجسيم .

موقف اليهود من الدراسة والعمل في[الشريعة]

قدم كلام الله عند اليهود

عقيدة صفات الله عند اليهود

معتقد اليهود في النجاة

رؤية اليهود لذات الله تعالى في[العقيدة]

التطابق التام بين المعتقد اليهودي والسلفي

النصوص اليهودية الواردة في هذا البحث

منقولة من الجزء الرابع عشر من كتاب قصة الحضارة ل [ول  دُيورانت]

يقول رجال الدين اليهودي : إنَّ من واجب الإنسان أنْ يدرس الشريعة مسطورة وشفوية ومن حِكَمِهم المأثورة ، في هذا المعنى قـولهم : [إنَّ دراسة التوراة أجلُّ قَدَراً من بناء الهيكل] و [إنَّ من واجب الإنسان وهو منهمك في دراسة الشريعة أنْ يقول لنفسه كل يوم : " كَأنَّا في هذا اليوم تلقيناها من طور سيناء " فعند اليهودي المتدين أنَّ الدراسات الأخرى ليست واجبة  فالفلسفة اليونانية ، والعلوم الدنيوية ، لا تصح دراستها إلاَّ في تلك الساعة ؛ التي ليست ليلاً ولا نهاراً] .

اليهود كما ترى أيها القارئ الكريم يحصرون القراءة بالنص المسطور ، أي بنص كتب العهد القديم ، والنص المروي مشافهة أي بالتلمود المدون بعد ذلك ، ويمنعون أية علوم أخرى من شأنـها توسيع أفق القارئ ؛ فتعينه على الفهم للنص الديني ، والسلفيون يشاركون اليهود في هذه الرؤية تماماً .

لقد وضع السلفيون نصائح ؛ تدعو للاقتصار على نصي الوحي [الكتاب والسنة] ، في عدد كثير من الكتب والمقالات والمقطوعات الشعرية ، ومنهج السلفية في قراءة نص الوحيين حرفي ظاهري ، ولهذا تعطلت عند السلفيين ملكة الاستفادة والانتفاع بعلوم اللسان العربي ، وعلم أصول الدين ، ووقفوا من علم الكلام موقف الرفض والتضليل لمن يقرأه ، أو يقيم استدلاله عليه ورفضوا أصول الفقه ، ومدارس التفسير ، وليس لهم علم في آفاق الكون ، أو النفس ، أو معرفة بمعطيات العلم التجريبي ، أو التاريخ ، إلاَّ ما أُرخَ للرجال في علم الجرح والتعديل ، يشكلوه وفق هواهم ويتناقلون دائما مقطوعة شعرية هي : ـ

العـلم قـال الله  قـال رسولـه           قـال الصحابة لـيس خلف فيه

ما العلم نصبك  للخلاف سفاهـة    بين النصوص وبـين رأي سفـيه

كلا ولا نصب الخـلاف  جـهالة       بين الرسول وبـين رأي  فقيـه

كـلا ولا رد  النصوص  تعـمداً         حذراً من التـجسيم والتـشبيه

حاشا النصوص من الذي رُميتْ به    مـن فـرقة التعطـيل والتمـويه

المرجو من القارئ الكريم التمعن والتدبر في القولين ، القول اليهودي وقول السلفيين ، ألا يرى القولين صورة واحدة ، ودعوة واحدة ، تنادي بإغلاق التفكير والاجتهاد ، ومنع العمل في باب الاستخلاف والعمران . هذه هي الصورة الأولى من أوجه التشابه .

رد على المنظومة الشعرية

هذا الرد أخذ شكل المنظومة الشعرية ، ومؤلف هذه المنظومة الآتية ليس شاعرا مجيدا ، أو غير مجيد فالعذر ممن يرى أخطاء أو ركاكة أو ضعفا في التعبير ، مؤلف المنظومة هو مؤلف الكتاب .

الوحي قال الله في قرآنـه                 والوحي قال محمد تـبيانـا

والعلم فهم للكتاب وسنةٍ              على بيان العرب في صحرانا

قول النبي شريعـة  عـمليةٌ                وفي كتاب الله ما  كـفانـا

ننفي مـقولة  مدعٍ  متفيهقٍ            يحكي  سطوراً قالها  أعـدانا

ويقول عنها قال : قال : نبينا         والصحب منها يبرأون  عيانا

إنَّ العقيدة لا تجوز  ظنونُـها             فالظن فيها ملحق خـسرانا

إنَّ  العقيدة حجة  معلومة              برهانها المعقول فيه  هدانـا

الصورة الثانية من التشابه الوصف المشترك بينهما ، هو الحكم على كلام الله تعالى . [يعتقد اليهود أنَّ كلَّ كلمة من كتابـهم المقدس من كلمات الله بالمعنى الحرفي لهذه العبارة  ، وحتَّى نشيد الإنشاد نفسه إنِ هو إلاَّ ترنيمة من عند الله تعالى ، ويرى اليهود أنَّ الشريعة وُجدتْ لا محالة قبل أنْ يخلق الله العالم ، في صدره أو عقله ، وكان إنزالها على موسى لا شيء غيره حادثاً من حوادث الزمان . والتلمود أو بعبارة أدق جزؤه الذي يبحث في الشريعة [الهلكا] هو أيضا كلمات الله الأزلية ، وهو صياغة للقوانين التي أوحاها الله إلى موسى شفويا ثم علمها موسى لخلفائه ، ولهذا فإن ما فيها من [العقائد] والأوامر والنواهي واجبة الطاعة ، تستوي في هذا مع كل ما جاء في الكتاب المقدس ، ومن أحبار اليهود من يجعل المشنَّا {السُّنة} مرجعا أقوى حجة من [الكتاب المقدس] .

من المعلوم ضرورة أنّ أهل الحديث يقولون : إنّ كلام الله غير مخلوق ، والله متكلم بصوت وحرف ، وفي هذه القضية الثانية يخالفهم الماتريدية والأشاعرة [ما لا يعلمه المتأسلمون خاصة إنْ كانوا شعراء أو أدباء ـ كأعضاء رابطة الأدب الإسلامي في الأردن ـ أو أكاديميين منتفخين أو وعاظ هو  : إنَّ مصطلح أهل السنة والجماعة مصطلح شامل لأهل الحديث وللأشاعرة والماتريدية وأهل الظاهر] الأشاعرة والـماتريدية يثبتون الكلام النفسي لله تعالى ، والصراع بينهم في هذا الموضوع ، أدَّى بـهم إلى حكم كل فريق ببدعة الآخر .وهذا القول بشأن قدم كلام الله ، هو وصف مشترك بين اليهود والنصارى وجميع فرق أهل السنة والـجماعة ، ومع هذا الوضوح في الاشتراك بينهم ، إلاَّ أنـهم رموا المعتـزلة بدائهم وانسلوا .

[الله كما يصفه التلمود متصف صراحة بصفات البشر ، فهو يحب ، ويبغض ، ويغضب ويضحك ، ويجلس على عرش تحيط به الملائكة المختلفي الدرجات] ويقول رجال الدين اليهودي عن هذه الصفات بعد إثباتـها على الصورة التي مرت : [إننا نستعير له صفاتِ خَلْقِهِ لنيسر لهم فهمه ، وإذا كانت العامة ليس في مقدورها ألا تمثل الصور المادية ، فليس الذنب واقعا على الأحبار] وهذا الكلام يتطابق تماما والرؤية السلفية في موضوع الأسماء والصفات ، [يدعي السلفيون أنـهم يثبتون الصفات بلا مثل ولا كيف كما يليق به] .

الخلود في العذاب عند اليهود لا يلحق المُخْتَتَنين {اليهود} ، يقول اليهود : [وحتى الآثمون الذين يداومون على الإثم لا يعذبون في جهنم إلى أبد الآبدين ، بل إنَّ كل من يلقوْن في النار يخرجون منها مرة أخرى] ويوثق القرآن الكريم عقيدة اليهود القائلة بعدم خلود العصاة في النار بقوله : ((وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ * بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ))(البقرة:81) وقد أكد القرآن ذلك في محل التنديد قال تعالى : (( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ))(آل عمران:24). وهكذا تتفق عقيدة اليهود ـ في أمر عدم خلود العصاة في العذاب ـ مع عقيدة السلفيين وفرق أهل السنة والجماعة المتعددة .

ويرى اليهود أنَّ من أعظم الثواب في الجنة والذي يحصل للناجين من العذاب ، [الله نفسه يجتمع بالناجين من العذاب في وليمة أعظم ما يسر أصحابـها أنْ يرواْ وجهه] وهنا أيضا يتطابق معتقد الرؤية اليهودي مع معتقد الرؤية عند السلفية ، وفرق أهل السنة والجماعة ، إذ يدعي أهل السنة والجماعة برؤية الله يوم القيامة اعتماداً بالدرجة الأولى على الحديث ومحاولة التلاعب بمفهوم آية ((لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ))(الأنعام:103) وهي آية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ؛ فهي نص مدح الله به ذاته ؛ وكل ما هو مدح له تعالى ثابت للذات ؛ فلا يمكن أنْ يتغير ، وهي مع هذا نص لنفي الرؤية بالبصر ، أي لنفي إدراك البصر ، وليس لنفي إدراك الإحاطة كما يتلاعب بـها السلفيون ،وهذا هو الدليل ، فمن قال : أدرك بصري إياك ؛ ولكني لم أرك ؛ عُدَّ مثل هذا الكلام من المتناقض ؛ الذي يحيله اللسان العربي والعقل ، وليت هؤلاء السلفية قالوا : إننا نثبت الرؤية بالأحاديث التي صحت عندنا ؛ لـهان الخطب ، ولكنهم جعلوا هذه الأحاديث وهي ليست ذات أصل أو فصل ، وهي رُغم المقال في سندها ؛ ورغم تصحيح السند جبرا ، إلاَّ أنَّ المتن يجعل الله جسما ؛ يراه المؤمنون ، إذ التمثيل بالقمر تارة وبالشمس أخرى هو تمثيل لوضوح رويتهما بالعين ، وهما أي الشمس والقمر جسمان واحد منهما وهو الشمس قال تعالى في وصفها : ((وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً))(النبأ:13) فالشمس جسم محدد واضح ، ولهذا يرى بالعين الباصرة ، فَعِلَّةُ رؤية الشمس كونـها جسما يصدر عنه الضوء ، فهل يقولون : إنَّ الله جسم ؟ ـ تعالى عن ذلك علوا كبيرا ـ وهم يصرحون بعدم نفي الجسم عن الله تعالى ، ولكنهم فقط ينفون الكيف ، فالله عند السلفيين جسم ، ومع كونه جسما فقد خلق أجساما ، فالدلالة على الله تعالى عند السلفية ؛ ليست في خلقه للأكوان ؛ وجعل الأكوان موضع التفكر والتدبر للإيمان بالله جلت قدرته ، بل من الفطرة كما يزعمون ؛ وهكذا ألغى قولهم هذا جميع الآيات الكونية ، فالكون ليس شاهدا على وجود الله ، ومن زعم أنـهم لا يقولون ذلك فلا بد من إحالته على كتاب التويجري وهو : عقيدة أهل الإيمان بخلق آدم على صورة الرحمن وإلى القول الثاني من كلام صاحب الرسالة إذ يرى سوء قول من ينفي الجسم إذ يعني عند السلفية نفي لما سموه بالصفات الخبرية كالوجه واليد وما سموه الصفات هو كبرى طامات السلفية بقضية الصفات ، فجعلوا الآية نفياً لإدراك الإحاطة من عندهم ، لا سلف لـهم قال فيه ، أي وجود واحد من الصحابة كان يؤمن برؤية الله يوم القيامة ؛ لا نفيا لإدراك البصر ؛ كما هو منطوق الآية ، وجاءوا بآية لا علاقة لـها بالرؤية ، وهي قوله تعالى : ((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ))(القيامة:22، 23) .

يقول : والنجاة عند اليهود هي  نجاة اليهود لا نجاة الفرد تماما مثل حديث الفرقة الناجية .نتج عن تأثر المتعلمين العلم الشرعي بناء الإيمان عندهم على الميثولوجيا والمقولات اليهودية  وقد أرسل واحدا منهم رسالة عجيبة غريبة وهذا الرد عليها : ـ

من أمين نايف ذياب إلى الأستاذ س(1) .

(1) المقصود الأستاذ مصطفى حيدر زيد الكيلاني-(أبو أنمار).

بعد التحية والتقدير

وصلتني رسالتكم ؛ التي لم تؤرخ ؛ ولم تُعَنْوَنْ ؛ وهي طافحةٌ بأقوال لا صحة لـها أبداً ؛ ويعوزها الدليل ؛ والبرهان ؛ والتوثيق ؛ أي الإشارة إلى مصدر الأقوال التي تزعُمُهَا ، وكنت أظن أنك على دراية بموضوع إيمانك ، فإذا به مجرد أوهام ، وتخيلات وصدق الله تعالى ؛ إذ يقول : ((إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ))(غافر:56) .

تقول أيها الأستاذ عن المعتزلة : الذين تميز مذهبهم بتأويل الصفات ، وذكرت في نـهاية الفقرة الأولى من الرسالة وميزت بينهم وبين غيرهم على ما زعمت فقلت : إنَّ مذهب أهل السنة والجماعة عدم التأويل ، وأنـهم يثبتون لله اليدين والعينين والوجه والاستواء ولا يتأولون ذلك . ألا ترى أنَّ هذا القول لا سند له من جهة ؟ ومن جهة أخرى ما هي الصفات التي يؤولـها المعتزلة ؟ فهل هذه الكلمات الأربع التي ذكرتـها في رسالتك وهي من التحريف والتخريف هي صفات ؟ من المعلوم أنَّ الصفة تقوم مقام الـموصوف ، فلا تستطيع أيها الفاضل أنْ تقول : الله يد ؛ ولكنك تقول : الله عالم وتقول : الله قادر ، على أنْ يفهم أنَّ المراد من هذه المعاني ليس إثبات معانٍ مُتَكَثِّرَةٍ بالذات ، فالله لا يصح عليه كثرة معان في ذاته ، ومثل ذلك ليس تعطيلا للصفات كما يزعم الزاعمون ، وإنما هو نفي لافتقار الذات لمعان زائدة عن ذاته ، فالله ثابت له أنَّه كمال مطلق ، ولكن لا يصح أنْ تقول : الله عينان ، أو الله وجه ، أو ساق ، أو قدم أو إصبع ، أو جنب ، تعالى الله عمَّا يقول الـمجسم أبو ...  علواً كبيرا !!! . وهذه قاعدة ضرورية للتفريق بين ما هو صفة وبين ما ليس بصفة إطلاقا . قال تعالى في هذه الآيات :

(1) "سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ" (المؤمنون: من الآية91) .

(2) "سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ" (الصافات:159) .

(3) "سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ" (الصافات:180) .

(4) "سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ" (الزخرف:82) .

(5) "وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (الأعراف:180) .

(6) "قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى" (الإسراء: من الآية110) .

(7) "اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى" (طـه:8) .

(8) "هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" (الحشر:24) .

هذه الآيات تثبت أيها الشيخ أنَّ لله أسماء حسنى هي ذاته ،  وليست أوصافاً متكثرة في ذاته ، فهو القادر , والعالم , والحي , والقديم ـ بمعنى نفي الحدوث عنه ـ والغني , والسميع ، والبصير , ليس له مثيلٌ أو كفوٌ أو شبيه ، قال تعالى : ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ))(الشورى: من الآية11) وقوله تعالى : ((وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ))(الإخلاص:4) ولـهذا فإنَّ أهل التوحيد والعدل {المعتزلة} لا تجري على الله تعالى الصفات الـمختصة بالأجسام ، وليس الله محلاً للأعراض ، وهذا هو التوحيد الحق وما هو غير ذلك باطل . وتقول أيها الشيخ الذي شاخ وعجز : إنَّ مذهب أهل السنة والجماعة : عدم التأويل وإثبات اليدين ... الخ ما قلت وهنا يطلب الأمر منك الجواب على سؤالين هما :

(1) من هم هؤلاء الذين تدعيهم  بأنـهم أهل السنة والجماعة ؟

(2) ما معنى الإثبات الذي تدعيه ؟

من المؤكد عدم معرفتك جواب السؤالين وأنا بانتظار جوابك .تدعي أيها الفاضل بعد نقلك من كتاب الفقه الأكبر ، الـمنسوب زورا وبـهتانا لأبي حنيفة ، والظن أنك تجهل ذلك جهلا تاما  ، فهل قرأت عن الفقه الأكبر قول أهل التحقيق ؛ لا أهل التلفيق مثلك أيها الشيخ النعثل !! جاء في كتاب الأعلام لخير الدين الزركلي في ترجمة أبي حنيفة ما يلي : وتنسب إليه رسالة الفقه الأكبر (ط) ولم تصح النسبة . لكنك تقول : وقول أبي حنيفة هذا حجة ودليل على أنه لا يصح تأويل الصفات ويستمر الشيخ أبو س في الهذربة إذ الكلام التالي كلامه : ويقال عليه غيره ، فلا يقال [نزوله] نزول أمره ، ولا يقال [استوى] أي استولى لأنَّ هذا التأويل إبطال للصفة . والمؤولون بذلك ينفون الصفات . مرحى ! مرحى ! مرحى ! لأبي... فالصفات عنده ليست المشتقات من أسماء المعاني ، بل هي الأبعاض , والأفعال ، فهل ينـزل واستوى صفات ؟ فهل معاني استوى وينـزل ـ عندك أيها الشيخ  ...  هي صفات له تعالى أم هي فعله ؟ ويظهر أنك  لا تفرق بين اسم الذات واسم المعنى [ المصادر بأنواعها ] ؛ ولا بين المشتقات بأنواعها ؛ ولا بين الأفعال ؛ ولا بين الجملة ؛ وشبه الجملة ؛ ولذلك لا تعرف الإثبات ؛ ولا النفي ؛ الذي لا يكون إلاَّ في الجمل ، هذا حول دعواك في كون الأبعاض والأفعال صفات ، أما قولك : ـ بعد نقلك نصا مزورا على أبي حنيفة تعليقا عليه ـ وهو : وقول أبي حنيفة هذا حجة ودليل.. الخ الهذربة ، فعليك أن تفهم وبجلاء أنَّ قول أبي حنيفة ـ على فرض ثبوته أنه قوله ـ فهو ليس حجةً ودليلا ، في موضوع فقهيٍ  أمَّا إذا كان في مواضيع في الإيمان ، فالعقل فقط هو الدليل الأصلي ، وفرعه هو قبول النص الذي اثبت العقل أنه كلام الله ، الذي لا يفعل القبيح فلا يكذب أبدا . ذلك هو الرد الـمسكت لك ولأمثالك ـ من كرَّامية القرن الحادي والعشرين الذين تكاثروا في رابطة الأدب الإسلامي ـ حول نقطتين : الصفات ، ورأي أبي حنيفة المزعوم . قلت بعد ذلك ما يلي :

[أمَّا الشافعي فيعتبر التأويل تعطيلا ؛ ومذهبه ترك التأويل ، وإثبات صفات الله ، لتنقل بعد ذلك ما هو مدون ومحصور بين معكوفتين  ـ زاعما أنَّ الشافعي قال ذلك ـ فقلت على لسان الشافعي رحمه الله ، وأعاذه من وضع الكذابين عليه : [وقال لله أسماء وصفات جاء بـها كتابه ؛ وأخبر بـها نَبِيُّهُ أمَّتَهُ لا يسع أحدٌ ردَّها ؛ فمن خالف بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر ؛ لأنَّ علم ذلك لا يدرك بالعقل ، ونثبت هذه الصفات وننفي عنها التشبيه كما نفاه عن نفسه ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ))(الشورى: من الآية11) . فالسنة الإقرار بشهادة أنْ لا إله إلاَّ الله ، وأنَّ محمدا رسول الله . وأنَّ الله على عرشه في سمائه ، يقرب من خلقه كيف يشاء ، وأنَّ الله ينـزل إلى سماء الدنيا كيف يشاء] . انتهى اقتباس فضيلة الأستاذ الشيخ عن الشافعي رحمه الله .

من أي كتاب نقلت عن الشافعي هذا القول ؟ وهذه قائمة بكتب الشافعي .

(1) الأم : وهو في الفقه ، في سبع مجلدات ، وهو مطبوع ، جمعه البويطي ، وبوبه الربيع بن سليمان .

(2) أحكام القرآن : مطبوع .

(3) الرسالة : في أصول الفقه مطبوع وله مخطوطة كتبت سنة 265هـ .

(4) المسند : وهو في الحديث مطبوع وهو كتاب لم يؤلفه الشافعي وإنما استخرجه غيره من كتابه الأم .

(5) اختلاف الحديث : مطبوع .

(6) له كتب أخرى مفقودة مثل ( السبق والرمي ) و ( فضائل قريش ) و ( أدب القاضي ) و ( المواريث ) .

(7) كتب عن الشافعي الكثير من الكتب ، وزور عليه الكثير من المنقول ، فهل تعلم ذلك ؟ وخفي من حياته عمدا ما يلي : كون إبراهيم بن أبي يحيى شيخه ، وكونه اتصل بيحيى بن عبد الله في اليمن ، وكونه نقل مقيدا من اليمن إلى بغداد .

لقد نقلت أيها الشيخ ذلك من وصية للشافعي مكذوبة عليه ، سندها مجموعة من الكذابين ، ومع التأكيد أنَّ الشافعي لم يقل مثل هذا القول ، ولو قاله لما كان حجة ؛ بل لجرى الحكم على الشافعي بأنه من مجموعة أهل التجسيم ، التي ضاهت اليهود بعقيدتـها مثل : عبد الله بن أحمد بن حنبل ، وعثمان بن سعيد الدارمي ، والبربـهاري ، والخلال ، وابن أبي عاصم ، وابن بطة ، والحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي ، والهروي ، وغيرهم ومن المجسمة الجدد : عودة الله بن منيع القيسي ، وجواد عفانة ، ومأمون جرار ، وأبو أنمار وغيرهم ، أعاذ الله الأمة الإسلامية من أهل التشبيه والتجسيم .

وصف عبد الله بن احمد بن حنبل أبا حنيفة في كتابه السنة بما يلي : [كافر ، زنديق ، مات جهميا ، ينقض الإسلام عروة ! عروة ، ما ولد في الإسلام مولود أشأم ولا أضر على الأمة منه ، وأنه أبو الخطايا ، وأنه يكيد الدين ، وأنه نبطي غير عربي ، وأنَّ الخمارين خير من أتباع أبي حنيفة ، وأنَّ الحنفية أشد على المسلمين من اللصوص ، وأنَّ أصحاب أبي حنيفة مثل الذين يكشفون عوراتـهم بالمساجد ، وأنَّ أبا حنيفة سيكبه الله بالنار !! ، وأنه أبو جيفة ، وأنَّ المسلم يؤجر على بغض أبي حنيفة وأصحابه ، وأنه لا يسكن البلد الذي يذكر فيه أبو حنيفة ، وأنَّ استقضاء الحنفية على بلد أشد على الأمة من ظهور الدجال ، وأنه من المرجئة ، ويرى السيف على الأمة ، وأنه أول من قال القرآن مخلوق ، وأنه ضيع الأصول ، ولو كان خطؤه موزعا على الأمة لوسعهم خطأً ، وأنه يترك الحديث إلى الرأي ، وأنه يجب اعتزاله كالأجرب المعدي بجربه ، وأنه ترك الدين ، وأنَّ أبا حنيفة وأصحابه شر الطوائف جميعا ، وأنه لم يؤت الرفق بدينه ، وأنه ما أصاب قط ، وأنه استتيب من الكفر مرتين أو ثلاثا ، واستتيب من كلام الزنادقة مرارا ، وأنَّ بعض فتاويه تشبه فتاوى اليهود ، وأنَّ الله ضرب على قبر أبي حنيفة طاقا من نار ، وأنَّ بعض العلماء حمدوا الله عندما سمعوا بوفاة أبي حنيفة ، وأنه من الداء العضال ، وأنَّ مذهب الحنفية هو رد أحاديث الرسول (ص) ، وأنه يرى إباحة شرب المسكر وأكل لحم الخنزير ، وأنه كان فاسدا ، وأنَّ كثيرا من العلماء على جواز لعن أبي حنيفة ، وأنه كان أجرأ الناس على دين الله ، وأنَّ أبا حنيفة كان يرى إيمان إبليس وإيمان أبي بكر واحد ، وأنَّ حماد بن سلمة كان يقول : إني لأرجو أنْ يدخل الله أبي حنيفة نار جهنم] .

ما سبق هو ما دونه عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبي حنيفة في كتابه السنة ص 184-210جزء/1 وقد دون والده أحمد بن حنبل 31 فقرة من هذه المقالات في كتابه العلل ومعرفة الرجال وكتب الخطيب البغدادي في كتابه تاريخ بغداد جزء 13 هذه المقالات فرد عليه الكوثري في كتابه [تأنيب الخطيب على ما ساقه في ترجمة أبي حنيفة من الأكاذيب] .تلك هي لـمحة موجزة عن رأي من سميتهم أهل السنة والجماعة بأبي حنيفة وصدق الله فيكم : ((إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ))(الأعراف: من الآية138) .

لقد ختمت رسالتك بأقوال لجدك الصوفي ت 561هـ ، وقد أتيحت لي الفرصة لأقرأ نبذة قصيرة عنه ، فعرفت أنه حنبلي المذهب ، أي هو مجسم وصوفي المنـزع ، قوله الذي استشهدت به ، هل هو نص من نصوص الوحي أم هو قول من أقوال الرجال ؟ وهو كلام لا يحوي غير مقالات اليهود أعوذ بالله من قوله .ختاما السلام عليكم وانصح الرابطة أنْ يبقى الواحد منهم في حيز النص الأدبي وأنْ لا يتجاوز قدره وصدق الله تعالى إذ يقول :((وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ)) .

المعاندة السلفية

تبدو دائما أمام البحث مشكلة ، هي قدرة السلفيين الفائقة على الكذب ، والإدعاء ورمي الآخرين بما هو فيهم ، فاستعارتـهم من التلموديين واضحة وجلية ونشرهم حديث [وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج] يكشف الحقيقة ، ومع هذا اتـهموا المعتزلة بأنـهم تلقوا عن اليهود مسألة القول بخلق القرآن ، وجعلوا له سندا من مجاهيل ثلاثة ! هم : أبان بن سمعان عن طالوت عن لبيد بن الأعصم وهم كلهم يهود ،مع أنَّ القول بخلق القرآن مضاد لقول اليهود تماما ، وهؤلاء الرجال الثلاثة الذين يأتون بـهم لتزويق دعوتـهم هم مجهولون تماما .

النص موضع الاستشهاد والبحث

منقول من ص [ 177 ] من رسالة الطالب السعودي

* ومن تلك الأصول التي اعتمدها متكلمو الأشاعرة ، وتوارثوها في كتبهم ، وبنواْ عليها بعض اعتقاداتـهم في نفي بعض الصفات ، ومن ثم تأويلها أو تفويضها.

* القول بنفي حلول الحوادث ، ليتوصلوا إلى نفي الصفات الفعلية كالاستواء ، والنـزول.

* القول بنفي الجسمية ، ليتوصلوا إلى نفي الصفات الخبرية كالوجه واليدين .

* القول بنفي التحيز والجهة ، ليتوصلوا إلى نفي العلو والفوقية . انتهى النص .

النص كما هو منطوقه يثبت حلول الحوادث والجسم والتحيز والجهة لذات الله تعالى ، ألا يوجد تلازم ضروري بين هذه الكلمات الثلاثة وإثبات جسم في مكان تجري عليه التغيرات ؟ وأي معنى يمكن أنْ يفهم منها غير ذلك ؟ المفروض في السلفية أنْ تعلن ما يلي : (1) أنَّ الله جسمٌ ليس كالأجسام المعهودة ولهذا يصرح ابن تيمية في مجموع الفتاوى [4/152 ] قائلاً : وأمَّا لفظ الجسم فلا يوجد في كلام أحد من السلف لا نفياً ولا إثباتاً [من المعلوم أنَّ عدم الوجود لا يصلح دليلا] ومثل ابن تيمية يعلق عبد الرحمن بابطين وسليمان بن سمحان على لوامع السفاريني رافضيْن لفهمه الأسماء والصفات ، السفاريني هو أحد كبار علماء الحنابلة ت سنة 1188 هـ = 1774 م فهو من علماء (1) الثاني عشر الهجري الثامن عشر الميلادي  وهذا يثبت اختلاف الحنابلة في الأسماء والصفات ، ويثبت انحياز الوهابية لابن تيمية ومن بعد الوهابية حدث انحياز السلفية المعاصرة لابن تيمية. (2) أنَّ الله حالٌ في المكان وليس كحلول خلقه. (3) أنَّ الله تحدث فيه التغيرات وليس كتغيرات المخلوقين أليس هذا هو معنى المقولات بلا زيادة أو نقصان ولا تحريف أو تأويل ؟ المشكلة في العقل السلفي أنَّهُ عقلٌ حِسِّيٌ لا يعلم الموجودات إلاَّ أنها مدركات حسية وهو بالنتيجة عقل طفولي ساذج ، لا قدرة له على فهم الأمر السادس(2) وهو الدليل المبني على مدركات الحواس ، فالعقل السلفي عقل سمني نسبة إلى السمنية ، التي جادلها المعتزلة في عهد هارون الرشيد ، فأقاموا الحجة عليها وقطعوها ، ويظهر أنـها انقرضت منذ ذلك الجدل .

(1) القرن

(2) أنظر الفقرة التالية

ما الذي يثبته السلفيون ؟ وكيف يكون هذا الإثبات تنـزيها له تعالى عن التمثيل ؟ ما معنى التمثيل الذي يزعم السلفيون أنـهم يرفضونه ؟ يضع صاحب رسالة الماجستير ـ وهي رسالة تُمَثِّلُ حقيقة وجهة النظر السلفية في موضوع نصوص الصفات ـ المبحث الثاني ص (74 ) بعنوان اتجاهات أهل القبلة حيال نصوص الصِّفات ، ناقلاً كلاماً من الخطط المقريزية 3/316 هو ما يلي :[ فصار للمسلمين في ذلك خمسةُ أقوال : أحدها : اعتقاد ما يفهم مثله من اللغة . وثانيها : السكوت عنها مطلقا ً. وثالثها : السُّكوت بعد نفي إرادة الظاهر . ورابعها : حملها على المجاز . وخامسها : حملها على الاشتراك ] .

السلفية مجسمة ، وهم يتبنون القول الأول أي اعتقاد ما يفهم مثله من اللغة ، وإذ هم ينكرون المجاز ، فيكون معنى  ذلك إثبات المعنى الحسي ، ففي عقلهم أنَّ الله تعالى جسم ، والتنـزيه هو عدم معرفة مثل الجسم ، فهم يشنون حملة على القائلين بالتأويل حسب اللسان العربي ، ويقيمون حملة عنيفة على القائلين بالتفويض ، يقول صاحب الرسالة : إذاً فاليد عند الغزالي معنىً من المعاني فقط ، ويتسائل بعد ذلك [ وماذا عن النصوص الدالة على أنـها يدٌ حقيقية كما يليق به سبحانه ؟ تقبض ! وتطوي ! وتـهز ! وتبسط ! ... إلخ ، مما يعلم كل عربي على أنـها أوصاف لليد حقيقة ـ على ما يليق بالرب سبحانه ـ ] .

ينقل صاحب رسالة الماجستير كثيراً عن ابن تيمية إذ تَضّمَّنّتْ رسالته أكثر من (160) اقتباساً منه ولهذا يقول في المقدمة : ولعل من الإضافات التي أنتجها هذا البحث : جمع المادة العلمية المتفرقة حول مسألة التفويض ، لاسيما في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ، رحمهما الله . المسألة عند صاحب الرسالة مبتوتة وهي أنه من المثبتة لكن الأسئلة التي بقيت بلا جواب كثيرة وهي :

(1) لماذا جُعل ابن تيمية هو المرجعية الرئيسية في مسألة الأسماء والصفات ؟ ! مع أنَّ تاريخ ولادته ووفاته كانا بين عام 661 – 728 هـ فبين وفاة رسول الهدى محمد بن عبد الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام ووفاة ابن تيمية 718 سنة بالكمال والتمام فهل بقي المسلمون طيلة هذه السنوات في حالة توهة ؟ عن فهم أهم مسألة في إسلامهم . ويقول صاحب الرسالة أثناء تعريفه بابن تيمية : وتعتبر مؤلفاته مرجعاً لمذهب أهل والسنة والجماعة. تكشف هذه العبارة أنَّ مذهب أهل السنة والجماعة بقي بلا مرجعية طيلة سبعة قرون !!! .

(2) ما هو منهج الإثبات الذي يدعونه السلفية ؟ السلفية في الصفات التي يسمونـها خبرية تثبت اليد ، واليدين ، والأيدي ، والأصابع ، والوجه ، والعين ، والعينين ، والأعين ، والساق والقدم ، وهم يسوغون هذا الإثبات لوروده في القرآن الكريم ، والحديث الصحيح ، وليس هناك واحدٌ من أهل القبلة ينكر ورود البعض منها في القرآن الكريم ، إذ هو قطعي الثبوت وإمكانية تأويلها حسب اللسان العربي أمر واضح ، ولكنَّ أمر ورود البعض منها في الحديث محل أخذ ورد ، فالحديث ليس قطعي الثبوت ، وبعض الأحاديث منكرة المتون ، مع أنَّ بعض الأشاعرة لهم محاولات لتأويلها ، أنظر كتاب مشكل الحديث وبيانه لابن فورك ،  فالمسألة موضع البحث ، ليس الورود ، بل معناها ودلالتها هما موضع البحث ، وإذ تحررت المسألة على ما يلي أي إنـها كامنة في المعنى والدلالة ، فيجب أنْ يتوجه البحث للمسألة لا لغير ذلك .

مهداة للشيخ عبد السامع بسمع دمشقية (1)

(1)

مسألة اليد

اليد عند ابن تيمية في العقيدة الواسطية

العقيدة الواسطية لا تقدم شرحا لمواضيعها ، أو فهما للآيات والأحاديث التي يوردها صاحب العقيدة ، بل تدون عنوانا ، ثم تورد الآيات التي فيها مجرد الكلمة التي جعلت عنوانا ، ففي قضية اليد وردت بالشكل التالي أثبتها دون أي تصرف :

إثبات اليدين لله تعالى

وقوله ((مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ))(صّ: من الآية 75) ، ((وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ))(المائدة: من الآية64) .هكذا ورد موضوع اليدين في العقيدة الواسطية ، ولم يذكر اليد والأيدي !!! . فابن تيمية يثبت لله تعالى صفة ، سماها اليدين من مجرد ورود كلمة بيدي و كلمة يداه ، فهل مثل هذا الكلام هو دليل على العنوان الذي وضعه ؟ أم أن ابن تيمية يجعل الآيتين الكريمتين بالتزييف شاهدتي زور وبهتان لـمركوز في ذهنه متخيل لله تعالى ؟  وهذه هي مرتكزات الخطاب السلفي في بناء المفاهيم عن الله ، ولذلك وقع الخطاب السلفي في طاماته ، لقد وردت كلمة اليد واليدين والأيدي قي القرآن الكريم 122مرة في إعراب متعدد وإضافة متغايرة  هذه هي :

(1) [ يَدُِ ] وردت 5 مرات ،

((يَدُ اللَّهِ))(المائدة: من الآية 64) ((يَدُ اللَّهِ))(الفتح: من الآية 10) ((عَنْ يَدٍ))(التوبة: من الآية 29) ((إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ))(آل عمران: من الآية 73) ((وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ))(الحديد: من الآية 29) .ما مر هو بيان لكلمة يد ـ مع رقم الآية واسم السورة ـ للتمكن من التفكر في الموضوع وهي : أربع آيات مضافة لله تعالى ، فهل وردت هذه الإضافة لتثبت صفة لله تعالى اسمها اليد ؟ الرجاء التمعن فيها ليعلم يقينا إنها لا علاقة لها بما ادعته السلفية ، وحتى الآية الواحدة وهي ليست مضافة لأحد كما هو مبين ، أليس معناها يكشف عن قدرة وتمكن وقوة ؟.

(2) [يَدَكَ] وردت 5 مرات .

((إِلَيَّ يَدَكَ))(المائدة: من الآية 28) ((يَدَكَ مَغْلُولَةً))(الإسراء: من الآية 29) ((وَاضْمُمْ يَدَكَ))(طـه: من الآية 22) ((وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ))(النمل: من الآية 12) ((اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ))(القصص: من الآية 32) .يلاحظ أنها كلها متعلقة بالإنسان أربعة منها دالة على اليد الجارحة ، فهل الخامسة وهي ((يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ)) دالة على الجارحة ؟ مطلوب الجواب من السلفية.

(3) [ بِيَدِكَ ] وردت مرتين .

((بِيَدِكَ الْخَيْرُ))(آل عمران: من الآية 26) ((وَخُذْ بِيَدِكَ))(صّ: من الآية 44) .مرة منها متعلقة بالله تعالى . فهل الخير هو بيد الله تعالى كما تصورها الفكر السلفي ؟  أم الخير هو عطاء من الله وفعل له ؟ وهو الخير الذي يحوزه الخلق الإنساني ؟ .

(4) [ يَدَهُ ] وردت 3 مرات وكلها دالة على اليد الجارحة وهذه هي :

((وَنَزَعَ يَدَهُ))(الأعراف: من الآية 108) ((إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا))(النور: من الآية 40) ((وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ))(الشعراء:33) .

(5) [بِيَدِهِ] وردت 5 مرات .

((الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ))(البقرة من الآية 237) ((غُرْفَةً بِيَدِهِ))(البقرة: من الآية 249) ((مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ))(المؤمنون: من الآية 88) ((الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ))(يّـس: من الآية 83) ((بِيَدِهِ الْمُلْكُ))(الملك: من الآية 1) .هذه خمس آيات وردت فيها كلمة [بِيَدِهِ] ثلاثة منها متعلقة بالله تعالى وآيتان متعلقة بالإنسان لكن هل آية ((الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ)) يراد بـها اليد الجارحة للإنسان ؟ مع ملاحظة أنها تشير للإنسان . والدراسة تشير إلى آية واحدة يراد بـها الجارحة منها .

(6) [يَدَا] وهي مثنى يد ، ووردت في القرآن مرة واحدة .

((تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ))(المسد:1) ومع أنها متعلقة بشخص من بني الإنسان ، فهل المراد منها اليد فقط أي تب يدي أبي لهب فقط دون ذاته ؟

(7) [ يَدَاهُ ] وردت 3 مرات :

((بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ))(المائدة: من الآية 64) ((مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ))(الكهف: من الآية 57) ((مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ))(النبأ: من الآية 40) .واحدة فقط بحق الله ، وقد استشهد فيها ابن تيمية لإثبات اليدين له تعالى ـ تعالى الله عن ذلك ! وهي آية المائدة . وآيتان بحق الإنسان ، فهل يستطيع واحد أن يقول أن المراد منهما بحق الإنسان اليدان الجارحة ؟ لن يستطيع ذلك يقينا !!! .

(8) [ يَدَيَّ ] وردت في القرآن الكريم 10 مرات .

((لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ))(آل عمران: من الآية 50) ((بِبَاسِطٍ يَدِيَ))(المائدة: من الآية 28) ((بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ))(الأعراف: من الآية 57) ((بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ))(الفرقان: من الآية 48) ((بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ))(النمل: من الآية 63) ((بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ))(سـبأ: من الآية 46) ((بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ))(الحجرات: من الآية 1) ((بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ))(المجادلة: من الآية 12) ((بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ ))(المجادلة: من الآية 13) ((بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ))(الصف: من الآية 6) .وهي مثنى اليد ، ويعول السلفيون كثيرا على التثنية لرفض المجاز . ولقد قام دمشقية في غرفة السرداب(1) متهكما على المجاز !!! ، مناديا لي مكررا نداءه كما يلي : يا أمين ارفع قدرتك !!! . وهو في قوله هذا تبين أنه لا يعرف المجاز ، من أن المجاز يصار إليه بالقرينة لا بمجرد ذكر اليد ، وعلى كل فهذه ألفاظ مثنى اليد من عشر آيات من كتاب الله ، يرجى من القارئ التمعن بـها ليعلم أن الكثير منها وردت على المجاز ، مع أن بعضها متعلق بشخص محسوس ذي يدين ، ومنها ما تعلق بالرحمة والعذاب والنجوى ، فهل هي تثبت أيدي للرحمة والعذاب والنجوى ؟ اللهم إلا التزييف المتعمد والغاية منه وجود توهم حسي له تعالى ، لولا اللعبة التي يتقنونها وهي نفي الكيف . إن نفي الكيف ربما يخرجهم من الضلالة ، ولكنه لا يخرجهم من لازم الأبعاض لله تعالى وهذا ضلال بالفهم من أوضح الواضحات .

(1) "pal talk" أحد برامج التواصل الاجتماعي .

(9) [بِيَدَيَّ] مرة واحدة .

((لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ))(صّ : من الآية 75) . هذه هي الكلمة ـ وإذ فيها حرف الباء من حروف المعاني لا من حروف المباني من جهة ـ وفيها التثنية من جهة أخرى ، أكثر السلفيون فيها النـزاع ، والرد المفيد على نزاعهم المرتجل موجود في البحث العلمي الوارد بعد هذا الجدول ، وقد فند الدعوى بشكل لا لبس فيه .

(10) [يَدَيْهِ] وردت 17 مرة.

((بَيْنَ يَدَيْهِ))(البقرة: من الآية 97) ((لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ))(آل عمران: من الآية 3) ((بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ))(المائدة: من الآية 46) ((لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ))(المائدة: من الآية 48) ((الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ))(الأنعام: من الآية 92) ((وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ))(يونس: من الآية 37) ((تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ))(يوسف: من الآية 111) ((لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ))(الرعد: من الآية 11) ((وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ))(الفرقان: من الآية 27) ((وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ))(سـبأ: من الآية 12) ((لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ))(سـبأ: من الآية 31) ((مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ))(فاطر: من الآية 31) ((لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ))(فصلت: من الآية 42) ((وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ))(الأحقاف: من الآية 21) ((مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ))(الأحقاف: من الآية 30) ((إِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً))(الجـن: من الآية 27) .من يتمعن هذه الآيات بتمامها ؛ لن يجد آية واحدة دالة على اليد على الحقيقة ، فهي كلها دالة على معنى ما قبل رسالة محمد(ص)، حتى العض على يَدَيْهِ فالمراد منها شدة اللوم والندم ـ عما سبق من فعل الظالم من فسق وظلم  ـ فما هو قول السلفية بعد سوق هذه الأدلة ؟ هل تبقى على مكابرتها ؟ .

(11) [ يَدَاكَ]  مرة واحدة

((بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ))(الحج: من الآية10)

(12) [أَيْدِي] وردت مرتين

((أَيْدِي النَّاسِ))(الروم: من الآية41) ((وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ))(الفتح: من الآية20)

(13) [يَدَيْهَا] وردت مرة واحدة

((نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا))(البقرة: من الآية66)

(14) [أَيْدٍ] مرة واحدة

((أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا))(الأعراف: من الآية 195)

(15) [أَيْدِي] وردت مرتين

((بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ))(الروم: من الآية 41) ((وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ))(الفتح: من الآية 20)

(16) [وَأَيْدِي]  وردت مرة واحدة .

((وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ))(الحشر: من الآية2)

(17) [الْأَيْدِي] وردت مرة واحدة .

((أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ))(صّ : من الآية 45) .

(18) [بِأَيْدِي] وردت مرة واحدة .

((بِأَيْدِي سَفَرَةٍ))(عبس:15)

(19) [أَيْدِيكُمْ] وردت 10 مرات

((بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ))(آل عمران: من الآية 182) ((كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ))(النساء: من الآية 77) ((تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ))(المائدة: من الآية 94) ((لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ))(لأعراف: من الآية 124) ((بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ))(الأنفال: من الآية 51) ((لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى))(الأنفال: من الآية 70) ((فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ))(طـه: من الآية 71) ((لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ))(الشعراء: من الآية 49) ((اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ))(يّـس: من الآية 45) ((فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ))(الشورى: من الآية 30) .

(20) [وَأَيْدِيكُمْ] وردت 4 مرات .

((فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ))(النساء: من الآية43) ((فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ))(المائدة: من الآية6) ((فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ))(المائدة: من الآية6) ((وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ))(الفتح: من الآية24).

(21) [بِأَيْدِيكُمْ] وردت مرتين .

((وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ))(البقرة: من الآية 195) ((يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ))(التوبة: من الآية14) .فهل المراد من كلمة [بِأَيْدِيكُمْ] الواردة في القرآن ـ كما هو مبين ـ وخاصة آية البقرة عين اليد ؟ بحيث يمكن القول أن المراد عدم إلقاء الأيدي إلى التهلكة وبقية الجسم مباح !! .

(22) [أَيْدِينَا] وردت مرتين.

((لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا))(مريم: من الآية 64) ((خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً))(يّـس: من الآية 71).

(23) [بِأَيْدِينَا] وردت مرة واحدة .

((وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا))(التوبة: من الآية 52) .

(24) [أَيْدِيهِمْ] وردت 33 مرة .

((فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ))(البقرة: من الآية 79) ((بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ))(البقرة: من الآية 95) ((يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ))(البقرة: من الآية 255) ((بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ))(النساء: من الآية 62) ((وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ))(النساء: من الآية 91) ((أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ))(المائدة: من الآية 11) ((فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ))(المائدة: من الآية 11) ((غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ))(المائدة: من الآية 64) ((بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ))(الأنعام: من الآية 93) ((مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ))(الأعراف: من الآية 17) ((سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ))(الأعراف: من الآية 149) ((وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ))(التوبة: من الآية 67) ((رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ))(هود: من الآية 70) ((فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ))(إبراهيم: من الآية 9) ((يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ))(طـه: من الآية 110) ((يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ))(الأنبياء: من الآية 28) ((يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ))(الحج: من الآية 76) ((بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ))(القصص: من الآية 47) ((بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ))(الروم: من الآية 36) ((إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ))(سـبأ: من الآية 9) ((مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً))(يّـس: من الآية 9) ((وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ))(يّـس: من الآية 35) ((وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ))(يّـس: من الآية 65) ((مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ))(فصلت: من الآية 14) ((فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ))(فصلت: من الآية 25) ((بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ))(الشورى: من الآية 48) ((يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ))(الفتح: من الآية 10) ((كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ))(الفتح: من الآية 24) ((يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ))(الحديد: من الآية 12) ((وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ))(الممتحنة: من الآية 2) ((بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ))(الجمعة: من الآية 7) ((يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ))(التحريم: من الآية 8) راجع هذه الآيات ومراد الله فيها من كلمة [أَيْدِيهِمْ] في المسرد الوارد مباشرة بعد هذا البحث ولن تجد أن المراد إثبات الأيدي أبدا . كم هي إساءة السلفيين لما سميت بمسألة الأسماء والصفات !!! .

(25) [بِأَيْدِيهِمْ]  وردت 3 مرات.

((يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ))(البقرة: من الآية 79) ((فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ))(الأنعام: من الآية 7) ((يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ))(الحشر: من الآية 2) رغم أن الآيات الثلاثة تذكر الأيدي على الحقيقة فهل المراد منها إثبات الأيدي للإنسان ؟ قليل من التمعن والتدبر يا أبن تيمية !! .

(26) [وَأَيْدِيهِمْ] وردت مرة واحدة .

((أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ))(النور: من الآية 24) .ومع أنها دالة على الأيدي ومسؤولية الإنسان عن ما يفعله بجوارحه الثلاثة التي ستقدم شهادة عليه فهل الجوارح غير المذكورة والغرائز لن يكون مسئولا عن ما فعل فيها فهذه الثلاثة من باب التنصيص لا باب الإثبات .

(27) [أَيْدِيَهُمَا] وردت مرة واحدة

((فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا))(المائدة: من الآية38) .

(28) [أَيْدِيَهُنَّ] وردت 3 مرات .

((وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ))(يوسف: من الآية 31) ((اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ))(يوسف: من الآية 50) ((يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرُجُلِهِنَّ))(الممتحنة: من الآية 12) . هل كلمة [أَيْدِيهِنَّ](الممتحنة: من الآية 12) هل اليد بالمعنى الذي يريده ابن تيمية ؟ لا بد من جواب .

أيها القارئ الكريم !!

والآن وبعد أن وضع أمامك وبين يديك كل الآيات القرآنية التي تذكر اليد . فهل يمكن الوثوق بما تدعيه السلفية من كون اليد صفة لله تعالى ؟ المطلوب منهم ولو لمرة واحدة إيجاد إعراب لكلمة يد أنها خبر لمبتدأ أو أنها وردت حالا أو وردت نعتا ؟ فهذه هي المواضيع الإعرابية للكلمات التي تصلح ليطلق عليها صفة . هذا هو البحث العلمي للمسألة . البحث العلمي مرتكزه عند السلفية ذكر الكلمة في القرآن الكريم فمن الذي ينكر وجود هذه الآيات ؟ للمرة الأخيرة يبقى السؤال قائما ما هي الحجة للقول بعدم المجاز في مسألة اليد ؟

هل اليد واليدان والأيدي صفة الله الذاتية أم صفة فعله أم اسمه ؟ إذا كان لا ينطبق عليها أنـها صفته الذاتية ، إذ صفة الذات هو اسم مشتق أو في معنى المشتق دال على كمال ذات الله تعالى ، ولا يمكن أنْ تكون اسمه ، ذلك أنَّ الاسم له معنى هو عين مسماه ، دال دلالة مطابقة على الذات ، وفوق ذلك فإنَّ اليد ليست اسما من الأسماء الحسنى له تعالى إذ لا حسنى فيه ، واليد ليست فعله وإنما هي متعلقة بالجسم ،  وهذا ما صرَّح به صاحب الرسالة ، فقد قال في معرض نقد أصول المتكلمين الأشاعرة : القول بنفي الجسمية ليتوصلوا إلى نفي الصفات الخبرية كالوجه واليدين ، فالمؤلف ينقد نفي الجسمية إذ يؤدي إلي نفي الصفات الخبرية ، وهو هنا يساوي بين أسماء الذوات المتحيزة مثل اسم الجنس واسم العلم ، وأسماء المعاني المدركة المصادر بأنواعها ، وبين الأسماء المشتقة التي تصلح صفات ، ويساوي بين الإضافة والإسناد بشقيه : إسناد الخبر ، وإسناد الفعل ، ويساوي بين ما يجب تأويله عقلاً ولغة ، وبين ما يثبت به المعنى له تعالى مع التنـزيه ، إذ يقوم التنـزيه عند السلفيين على نفي المثل ، وليس على نفي النقص ، فالقول كما هو في الآية الكريمة ((قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ))(الأنعام:65) والقول كما هو أيضا فيً الآية الكريمة ((إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً)) (الفتح:10) .

ترى السلفية تساوي الكلمتين في الدلالة ، وتثبتهما صفتين له تعالى ، مع أنَّ الفرق واضح بين الكلمتين ، فالقادر اسم فاعل مشثق من اسم معنى {مصدر} ، وجاءت في تركيب الآية خبراً ، واليد اسم جارحة ، ووردت في التركيب مضافة إلى الله تعالى ، فالفرق بين الكلمتين من حيث المعنى ، ومن حيث الصرف ، ومن حيث النحو ، ومن حيث التركيب ، واضح ، ولا ينكر ذلك إلاَّ مكابر ، فهل القادر واليد كل واحدة منهما صفةٌ له تعالى ؟ ولذلك يمكن القول [ يا الله القادر مُدَّ المسلمين بعونك لقهر أعداء الإسلام ] مثل القول [ يا الله اليد مُدَّ المسلمين بعونك لقهر أعداء الإسلام ] أو [ يا يَدَ الله مُدِّي المسلمين بعونك لقهر أعداء الإسلام ] المطلوب من أهل دعوى الإثبات حل هذه المسألة بلا مواربة .

ما الذي يثبته أهل الإثبات ؟ المسألة ليست في الإثبات كما مرَّ المسألة في المعنى والدلالة فاليد مفردة أو مثنى أو جمع لم ترد في القرآن الكريم إثباتا من حيث التركيب  ، وإنما وردتْ إضافة والإضافة رغم أنها من كلمتين فإنها تعتبر كلمة مفردة لا يعتريها الإثبات أو النفي . فهي ليس جملة ولا شبه جملة أيضا قال الله تعالى :

(1) ((قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ))(آل عمران: من الآية73) فهل المراد من هذه الإضافة وهي قوله تعالى : [ بِيَدِ اللَّهِ] (آل عمران: من الآية73) إثبات اليد ، أم إثبات الفضل لله ، أو إثباته ليده ؟ الآية وردتْ لإثبات الفضل لله ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بإثبات اليد ، ومثل ذلك قوله تعالى : ((وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ))(الحديد: من الآية29) وقوله : ((بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))(آل عمران: من الآية26) وقوله : ((تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))(الملك:1).وكلمة [ بيده ] كما يُلاحظ في هذه الآية والتي قبلها اقترانـهما بكلمة [ قدير ] ،وهذا يدل دلالة واضحة على أنّ المراد باليد القدرة ، والمراد بالآية الأولى العطاء ، ولذلك ورد في الآية يؤتيه من يشاء وبعدها مباشرة والله واسع عليم .

(2) ((وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ))(المائدة:64) . فأين هو إثبات اليد في الكلمة المضافة أيضاً [يَدُ اللَّهِ ](المائدة: من الآية64) ؟ أليس يد الله هنا متعلقة بعدم العطاء ؟ أي { أنَّ اليهود لعنهم الله اتـهموا الله بالبخل } لقد رد الله تعالى عليهم بأشد أنواع التقريع إذ قال تعالى : [ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ](المائدة: من الآية64) وبعد التقريع مباشرة قال تعالى : [ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ](المائدة: من الآية64) ويقول الشيخ أبو حزم عبد الرحمن بن محمد الحكمي ـ وهو كما يعرفه حسن بن فرحان المالكي في كتابه " قراءة في كتب العقائد " ـ بأن الحكمي طالب علم سعودي ، يواصل الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ـ الرياض ، والقول منقول من مقال للحكمي بعنوان " أصحاب العقائد وسياقات النصوص " ، شارحا جرأة السلفية على الباطل في الاستشهاد بالنص مقطوعا عن سياقه ، موردا أمثلة متعددة في الموضوع ، وإنـهم ليصلوا إلى ما يريدون يأتون بجزء من الآية ويمثل الحكمي على ذلك بقولهم : وفي إثبات اليدين قوله تعالى : [ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ](المائدة: من الآية64) ولا يأتون بما بعد ذلك وهو قوله تعالى : [ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ](المائدة : من الآية64) ويضيف الحكمي : بدون واو بين القسمين وهذا يسمى عند أهل المعاني كمال اتصال أي أنَّ القسمين هما نفس القول ، والسؤال الذي يجب أنْ يجيب عليه السلفيون دون تـهرب هو : هل أراد الله إثبات يدين أم أراد إثبات عطائه ؟ .

(3) يقول الله تعالى : ((قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ))(المؤمنون:88) فأين هو إثبات اليد ؟ الآية إثبات لهيمنة الله تعالى على [ كُلِّ شَيْءٍ ] (المؤمنون: من الآية88) فهو المالك المهيمن ، ومثل هذه الآية تماماً قوله تعالى : ((فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ))(يّـس:83) .

(4) يقول الله تعالى : ((وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ))( الأعراف:57) ويقول : ((وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورا ً))(الفرقان:48) ويقول في آية ثالثة: ((أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ))(النمل:63) التركيب كما هو ظاهر [ بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ](الأعراف: من الآية57) فهل يثبت السلفية لرحمة الله يديْن ؟ يرجى من السلفية عدم المكابرة وهل رحمة الله هي الله ؟ ومع ذلك فإنَّ المعنى الواضح لهذه الآيات : هو أنَّ الرياح إذ تَهِبُّ فهي مبشرة برحمة الله لخلقه المنتفعين بالمطر ومن يقول خلاف ذلك لا علاقة له باللسان العربي المبين .

(5) قال الله تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ))(الحجرات:1) . هذه الآية أضافت يدين إلى الله وعطفت رسوله على [ يَدَيِ اللَّهِ ](الحجرات: من الآية1) ليكون تفسير العطف لا تقدموا بين يدي الله وبين يدي رسوله ، فهل المراد ـ مع أن للرسول جارحة هي اليدان ـ التقديم بين يدي رسول الله الجارحة ؟ التفاسير تفسر التقديم بأنه التقدم على رسول الله بالأفعال ، أو التنازع عند رسول الله ، فإذا كان الرسول وله جارحة ، لكن [  بين يدي الرسول ] لم ترد لإثبات اليد ولم يُرد بـها المعنى الحرفي ! فكيف يجعلها هؤلاء المثبتة على حرفيتها في حق الله ؟ .

(6) قال الله تعالى : ((قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ))(صّ:75). يرى المثبتون [ المثبتون تعني القائلين بإثبات المعنى الحسي ] أنَّ هذه الآية هي الدليل القاطع للقول بالإثبات ، ولهذا لا بد من وقفة طويلة عندها مع ربط هذه الآية بقوله تعالى ((أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ))(يّـس:71) . وبقوله تعالى أيضا ((وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ))(الذاريات:47).فهل الأنعام مخلوقة باليد ب [ أَيْدِينَا ] (يّـس: من الآية71) أم بالقدرة ؟ وهل السماء مبنية باليد أي [ بِأَيْدٍ ] ـ جمع يد ـ أم بقوة ؟ قيل إنَّ المراد بكلمة [ أيد ] عند بعض السلفيين هو القوة ، ولكنهم لا يجعلونـها جمعا لكلمة يد ، بل يجعلونـها كلمة مستقلة اعتباطا ـ مع أن أهل العربية يرفضون هذا الاعتباط ، كلمة [ بِأَيْدٍ ] (الذاريات: من الآية47) وردت مرة واحدة في القرآن الكريم أمَّا إنْ كان معناها بالقدرة ؟ فإن القدرة تعني أنَّ الله قادر وليس المراد إثبات معنى زائد عن الذات ؟ .تركز السلفية على آية [قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ] (صّ:75) تركيزا شديدا ، إذ تراها السلفية الحجة القوية التي تدحض أقوال أهل التأويل ، وهذه مناقشة تبين عن المغالطة التي يقوم بها السلفيون ، الأمل أن تقرأ بعناية وتدبر للوصول إلى الحق في هذا الموضوع ، ومن البدء يطرأ السؤال التالي : هل التثنية تصلح دليلا لإثبات اليد ؟ سيرى القارئ أنها لا تصلح ، فلماذا هذه المماحكة ؟

مماحكة جديدة

السلفيون يمتنعون عن إعادة النظر في معطيات ابن تيمية ، ومع النقاشات الكثيرة لمنهجهم وكونه منهجا لا يعتمد أصولا صحيحة في قضية الأسماء والصفات ، صاروا يفتشون عن جديد يقولونه للبقاء على ما هم عليه من مجافاة للحق في كون الله ليس جسما ولا يحيط به المكان ويحاولون جعل اللسان العربي يسعفهم بما يتقولونه على الله تعالى فلقد جاء أحدهم بجديده في هذه المسألة وهي هل يجوز دخول الباء على المثنى  ويراد به المجاز ؟ والحقيقة التي نسيها أو تناساها هي أن الباء كلمة من حروف المعاني العاملة وهي من البسائط أي ذات صوت واحد وهي كحرف لا يظهر معناه كاملا إلا مع غيره فإن معنى الباء هي الإلصاق والقسم والاستعطاف والاستعانة وبمعنى عن غالبا بل المفروض أن الله استعان بيديه لخلق آدم والسلفية تثبت استعانة الله بما يقولون عنه أنه صفة فإذا ثبتت الاستعانة فيسلم لهم أن له يدين على الحقيقة وإذا ثبت عدم جواز استعانة الله فالضرورة تحتم أن كلمة [بِيَدَيَّ] وإن كانت مثني فهي من باب التنويع من جهة وإثبات معنى خصوصية خلق الله لآدم على وجه يستحق به الاستخلاف وهذه معاني التثنية :

ما هي معاني [ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ] (صّ: من الآية75) عند أهل التأويل ؟ معانيها عند أهل التأويل [ المعتزلة ] وهم أهل اللسان العربي إجماعاً هي : (1) القوة (2) القدرة (3) خلقته بنفسي ويعلق المراجع والمعلق على تفسير الماوردي [ النكت والعيون ] قائلاً : ما ذكره المؤلف هنا من أنَّ القدرة بمعنى اليد ، فهذا من تأويلات المعتزلة المردودة ، وأما مذهب السلف ، فإنَّ له يداً ليست كأيدينا أي ليست بجارحة " ليس كمثله شيء " وأزيدُ الأمر بياناً فأقول لو كان المراد باليد هنا القدرة أو القوة لبطل تخصيص آدم عليه السلام بخلقه بـهما ، فإنَّ جميع المخلوقات حتى إبليس خلقت بقدرته تبارك وتعالى ، فأي مـزية لآدم على إبليس في قوله " لما خلقت بيدي " ؟ فكان يمكن لإبليس أنْ يقول وأنا خلقتني بيديك إذا كان المراد بـهما القدرة ، وأيضا لو كان المراد باليد القدرة لوجب أن يكون لله قدرتان ، وقد أجمع المسلمون على بطلان ذلك ، فاحذر أيها القارئ من هذا التأويل الأجنبي عن هدي السلف الصالح . وفَّقنا الله وإياك لما يحب ويرضاه .

القارئ لقول الماوردي يعلم أنه يقول بتأويل اليد كما هو واضح والمعتزلة والزيدية والإباضية والشيعة الإمامية بعد طرد المجسمة منها ؛ كهشام بن الحكم ، كل هذه الفرق أو المناهج تقول بالتأويل ، والتأويل هو العدول عن معنى الكلمة [ المعنى الحسي ] لمعنى آخر للكلمة استعملته العرب على التوسع ، وسبب العدول وجود قرينة مانعة من المعنى المعدول عنه ، فالقرينة هي التي أوجبت العدول عن المعنى المزعوم للمعنى الآخر ، والمعنى الآخر هو واحد من معاني الكلمة في اللغة العربية سواء بالاشتراك كما يرى ذلك ابن تيمية أو بالمجاز والتوسع كما تقول المعتزلة والمجاز والتوسع هو الحق ، إذ الكلمة لا توضع ابتداء لمعان عدة ، وإنما توضع لمعنى حسي ، وترتقي اللغة فتستعمل نفس الكلمة لمعنى آخر لعلاقة اللزوم بين المعنيين ، وهذا التوسع هو الذي أعطى اللغة العربية ميزة السعة قال : حافظ إبراهيم في قصيدته على لسان لغة الضاد :

وسعت كتاب الله لفـظـا وغـاية         وما ضقت عن أي به وعظات

فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة        وتنسيق أسمـاء لـمخترعات

[ أبو حنيفة ـ رضي الله عنه ـ قال : إنَّ المجاز المشهور أولى من الحقيقة ] . إنَّ كلمة أعمى موضوعة في اللغة لمن فقد حاسة البصر ولكنها تستعمل لمن فقد درب الهداية والرشد وقد وردت في القرآن الكريم في كلا المعنيين قال تعالى : ((لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ))(الفتح: من الآية17) فهذا الاستعمال لمن فقد حاسة البصر ولا يكون إلاَّ كذلك ، وقال تعالى :((وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً))(الإسراء:72) فأعمى هنا في الكلمتين ، لا يراد بـها فقدان حاسة البصر ، بل يراد بـها فقدان الهدى والرشد . والنصيحة الخالصة للسلفيين ـ وقد تكاثر العميان في رموزهم ـ قبول المجاز والتوسع .

مناقشة دعوى المعلق السلفي على تفسير الماوردي لقوله تعالى :

[ ((لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ))(صّ: من الآية75) ]

تركز التعليق حول نقطتين : (1) عدم اختصاص آدم بأن الله خلقه دون غيره من الخلق بالقدرة أو القوة ، فكل خلق الله تعالى إنما هم خلق بقوته وقدرته ، ويتساءل المعلق مستنكراً فأي مزية لآدم عن غيره ؟! . (2) قول الله تعالى : [ (( لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ )) (صّ: من الآية75) ] إذن : بيدي = قدرتين ويعلق وهذا باطل بإجماع المسلمين ، وينهي تعليقه بتحذير من هذا التأويل الأجنبي عن هدي السلف الصالح .

لتحرير المسألة تمهيداً للنقاش ، لا بد من اعتراف السلفية أنَّ المناقشة مع فهمهم للمسألة  وليس مع نص الوحي . فنص الوحي هو مجرد نص ، وليس نصاً ناطقاً بفهم أحد ، فالمناقشة مع فهم بعض أهل الحديث قبل المحنة ، وفهم أكثرية الحنابلة بعد المحنة ، إذ أبو يعلى القاضي وأبو الوفاء علي بن عقيل وأبو الفرج الجوزي ، هاجموا موقف مجسمة الحنابلة هجوما لا هوادة فيه ، وخاصة ابن عقيل وابن الجوزي . ومجسمة الحنابلة هؤلاء انحاز إليهم ابن تيمية مسمياً هذا الانحياز بأنه فهم السلف ! .

هل طلبُ السجود من الملائكة وإبليس لآدم بسبب علة [ (( لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ))(صّ: من الآية75) ] ؟ أم أنَّ الطلب هو تكليف من رب العالمين ؟ والمقصود منه أنْ يَعْلَمَ الملائكةُ أنَّ الإنسان مستحق الاستخلاف في الأرض ، لكونه عاقلا عارفا مخيراً مسؤولا ، وبالتالي في حالة قدرة على إعمار الأرض .هل السجود المطلوب لآدم من قبل الملائكة وإبليس هو سجود العبادة ؟ لقد وردت قضية السجود لآدم في القرآن الكريم خمس مرات [ ((وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ))(البقرة: من الآية34) ] وتكرر الطلب نفسه في سور القرآن الكريم التالية :  الأعراف، الإسراء ، الكهف  طه ، وفي سورة الحجر ترد قصة السجود في الآيات من ( 26-43) وفي  صّ من ( 71-81) وردت قصة طلب السجود كما يلي في سورة الحجر :

[((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ * وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ * وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ * قَالَ يَا إِبلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ * قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ * قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ))(الحجر: 26- 43) ] .

ووردت قصة السجود كما يلي في سورة ص

[ ((إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ * قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ *قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ))(صّ: 71-81) ].

كان  الواجب على السلفية أنْ تتمعن وتتدبر في قضية رفض إبليس السجود لآدم ، خاصة وهم يؤكدون انفراد الله باستحقاق العبادة ، وملاحظة اعتراض إبليس على آدم لاستحقاقه الاستخلاف في الأرض ، فالملائكة عباد مكرمون [ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ](التحريم: من الآية 6 ) مع ملاحظة قول الملائكة [ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ (البقرة: من الآية30) ] فالاعتراض على التمكين المتاح لآدم وذريته من بعده على الإفساد وسفك الدماء . والجن إذ إبليس من الجن قال تعالى : [ (( إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ )) (الكهف: من الآية50) ] عباد عارفون مكلفون ، ولكنهم ليسوا مهيئين للاستخلاف في الأرض ، إذ المعرفة عند الجن ليست عقلية ، لقد تباهى إبليس بقدرته وتميزه إذ وثق القرآن موقفه وتعليله لرفض السجود بقوله : [ ((أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ))(الأعراف: من الآية12) ويتكرر التعليل نفسه في سورة ص ويأتي التعليل في سورة الحجر بقوله : [ ((قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ))(الحجر:33) ].

من هذه الآيات يعلم القارئ أنَّ الله تعالى خلق آدم بقوته وقدرته وأمره ولم يحتج لعون أحد مهيئاً للاستخلاف في الأرض أي في حالة اختلاف مع الجن بقدرته ، وهذه هي مزية آدم على الملائكة وإبليس وهذا معنى [ ((لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ))(صّ: من الآية75) ] أيها السلفيون !!. والقدرة على الاستخلاف هي الصفة التي تميز بـها آدم والاستخلاف يقتضي العقل  والاستطاعة قبل الفعل والتمكين من الأفعال ، والاختيار في الفعل أو الترك ، ومن هنا قالت الملائكة [ ((قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ))(البقرة: من الآية30) ] وإبليس رفض الإقرار لآدم باستحقاقه الاستخلاف ، ولذلك قال مسوغاً هذا الرفض بقوله : [ ((قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ))(الأعراف:12) ] .

والدليل على أنَّ السجود المطلوب ليس سجود العبادة ، بل سجود الانصياع قوله تعالى : [ ((وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً))(الرعد: من الآية15) ] وقوله : ((وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً))(الرعد: من الآية15) وقوله : ((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ))(الحج:18) وقوله ((وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ))(الرحمن:6) .فكلمة سجود كلمة مشتركة بين سجود على الأرض ، وبين خضوع وانصياع ، وبين تعلق على قول ابن تيمية النافي للمجاز . أما القائلون بالمجاز ، فعندهم الكلمة موضوعة للمعنى الحسي ، وانتقل من قبل العرب في فترة السليقة على سبيل التوسع للمعاني الأخرى ، وهذا هو المجاز ، وهو حقيقة في لغة العرب ، لا تحتاج إلى دليل رغم أنف رافضيه .

احتج المعلق على تفسير الماوردي بحجة ثانية ، وهي التثنية لليد بقول الله تعالى : [ (( بِيَدَيَّ))(صّ: من الآية75) ] وجعل التثنية يلزم منها تثنية القدرة ، والرد على هذا الزعم هو ما يلي : أثبت القرآن الفضل بيد الله بصيغة المفرد ، ويلزم منها على هذا المستوى من الفهم أنَّ الفضل بيد واحدة من أيدي الله . [ من المعلوم أنَّ السلفيين يقولون  باليد واليدين والأيدي ] ويلزم منها أنَّ ملكوت الله لكل شيء بيد واحدة ، ويلزم أنَّ أيدي الله [ بصيغة الجمع ] هي التي عمل الله بـها الأنعام ، ويلزم من قول الله تعالى [ ((بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ))(المائدة: من الآية64) ] أنَّ يدين من أيدي الله تعالى مبسوطتان . إنَّ المفرد والمثنى والجمع إنما هو من أساليب العرب ، يأتي به العرب للتعظيم والتنوع ، والمعلوم أنَّ القرآن الكريم أعلى أنواع الخطاب ، ولا يمكن أن يتولى فهمه أعراب البترول ، أو تفهمون !!!!.

ورد في القرآن الكريم الآيات التالية حول الحساب على ما قدمت اليدان والأيدي ولم ترد اليد بصيغة المفرد : [ ((بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ))(الحج: من الآية10) ((وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ))(الكهف: من الآية57) ((يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ))(النبأ: من الآية40)] [ ((وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ))(البقرة: من الآية95) ] [ ((ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ ))(آل عمران: من الآية182) ] [ ((ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ))( الأنفال: من الآية51) ] أي ترد هذه الآية مرتين مرة في آل عمران ومرة في الأنفال ، وقوله تعالى : [ ((وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)) (الجمعة:7) ] وقوله تعالى : [ ((وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ))(القصص: من الآية47) ] [ ((وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ))(الشورى: من الآية30) ] [ ((فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ))(النساء: من الآية62) ] [ ((وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ))(الروم: من الآية36) ] فهل هذه الآيات تفيد التهديد على كل الأعمال العقلية والقلبية والنفسية وأعمال الجوارح وسائر التصرفات القولية والفعلية أم هي على أعمال اليدين والأيدي دون عمل البقية اليد الواحدة وسائر ما ذُكر ؟ !!! . المطلوب من السلفيين إجابة واضحة على هذا السؤال وعدم التهرب . علاوة على ذلك ورد في القرآن الكريم إضافة اليد واليدين إلى أسماء معانٍ مثل : [ ((وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ))(الأعراف: من الآية57) ((وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ))(النمل: من الآية63) ((وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ))(الفرقان: من الآية48) ((بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ))(سـبأ: من الآية46) ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)) (فصلت: 41،42) ].

الآيات تضيف اليدين لرحمة الله وللعذاب وللكتاب [ القرآن ] فهل لرحمة الله والعذاب والكتاب يدان ؟  هل يمكن الإجابة الواضحة دون تلاعب أيها الأفاضل السلفيون ؟ !!! .إنَّ اليد في لغة العرب موضوعة لليد الجارحة ، ومنقولة على سبيل التوسع للنعمة ، والملك والقدرة ، والقوة ، والنصر ، والتأييد ، والعون ، والسلطة ، ويسند إليها أفعال الهيمنة والكرم ، والبسط ، والبخل ، والعطاء ، والمسؤولية ، والبطش ، وغير ذلك . قبل المحنة كان الخلاف بين التأويل حسب اللسان العربي ، والتمرير ، وتأويل ما لا يجوز تمريره ، ولـهذا منقول عن أحمد بن حنبل تأويله لقول الله تعالى : [ ((وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً))(الفجر:22) ] بأن المعنى جاء ثوابه أو أمره .كان الاسم الذي ارتضاه المحدثون لأنفسهم هو [ أهل الأثر ] ، وإذ هم ليسوا علماء لغة ولا علماء استنباط ، كان مذهبهم الإمرار ، أي تمرير النص كما هو ، وعند استحالة الإمرار تأولوا فقد روى البيهقي عن الحاكم عن أبي عمرو بن السماك عن حنبل أنَّ أحمد بن حنبل تأول قول الله تعالى : ((وجاء ربك)) أنه جاء ثوابه ثم قال البيهقي : [وهذا إسنادٌ لا غبار عليه] .

يقول السفاريني في أرجوزته [الدرة المضية] التي شرحها في لوامعه :

فأثبتوا النصوص بالتـنـزيه        من غير تـعطـيل ولا تـشبيه

فكل مـا جاء من الآيـات         أو صح في الأخبـار عن ثقات

من الأحـاديث نمره كمـا      قد جاء فاسمع من نظامي واعلما

بعد المحنة  وكرد فعل على التنـزيه تشكلت المجسمة من أهل الأثر والحنابلة ، وهي مجسمة مهما زوقت من دعوى ، ووجدت كتب في المعتقدات سميت كتب السنة ، وهي غير كتب السنن ، فكتب السنة مختصة بحشو العقائد ،  وكتب السنن مختصة بأحاديث الأحكام الشرعية العملية ، أي بالفقه ولهذا لا تسمى كتب السنن جوامع .

لقد كان غرض كتب السنة وما هو مثلها هدم مفهومي التوحيد والعدل ، وتركيز مفاهيم التجسيم والجبر والولاء للحكام الفاسقين وهز الوعد والوعيد  خدمة لمؤسسة الحكم  ، ولم يؤسس عرض المقالات في ذلك على منهج علمي ، بل تأسس على السلف ، جاء في مقدمة كتاب عقائد السلف لمـحققيه : علي سامي النشار ، و عمار جمعي الطالبي ما يلي : لم يعتن الباحثون في مجال العقائد الإسلامية ، وأصولها ، بدراسة أو تحليل العقائد السلفية ، التي تعتمد على صريح القرآن ، وناطق السنة ، والحقيقة أن دراسة الإسلام وعقائده ، لا يمكن أن تكون قائمة على سوقها إن لم تتناول ما كتبه السلف ، من أهل القرن الثالث والرابع ، وما صنّفه من نـهج نـهجهم من بعدهم ، على توالي العصور ، إلى عهد ابن تيمية ( +728 هـ ) ومن أخذ عنه من الأعلام ، حتى عصرنا هذا .كاتبا هذه المقدمة هما الدكتور علي سامي النشار أستاذ الفلسفة بجامعة الإسكندرية والثاني عمار الطالبي الأستاذ المشارك ومركز عمله جامعة الجزائر والكتاب الذي اشتركا بتحقيقه تم إنجازه في27جمادى الثاني 1390 هـ الموافق 29 أغسطس (آب) 1970 م فالوصف السابق لهما هو في ذلك التاريخ والأستاذان ليسا مـن أساتذة الشريعة كما هو واضح فهل هما يؤمنان بمفاهيم الكتب المـحققة والكتاب الذي نقلنا بعضا منه وهي :

(1) الرد على الزنادقة والجهمية لأحمد بن حنبل المتوفى سنة 241هـ .

(2) خلق أفعال العباد للبخاري المتوفى سنة 256 هـ .

(3) الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة لابن قتيبة المتوفى سنة 279 هـ .

(4) كتاب الرد على الجهمية لعثمان بن سعيد الدارمي المتوفى سنة 280 هـ .

(5) رد الدارمي عثمان بن سعيد على المريسي العنيد (أي للمؤلف السابق نفسه) .

(6) لقد أضاف المـحققان ملحقا من التفسير المسمى محاسن التأويل لمحمد جمال القاسمي المتوفى سنة 1332 هـ/ 1914 م .

أيها القارئ الكريم !

تمعن في أسماء الكتب تجد أنـها موجهة ضد الجهمية في موضوع الصفات ، والجهمية فرقة انقرضت منذ زمان طويل ، والجهمية ليست من المعتزلة ، فالتباين بينهما شديد والأقرب للجهمية في باب العدل السلفية ،  فما هو الخفي وراء هذا الهجوم في الماضي والحاضر ؟ على القاريء ملاحظة زمن حياة هؤلاء الأربعة فأولهم يعود زمن وفاته إلى سنة 241 هـ فهل بقيت الأجيال منذ وفاة الرسول خالية من كتب العقائد ؟ !!!!  .

في الماضي تم الهجوم على الجهمية بعد خلطهم بالمعتزلة العدلية عمدا وقصدا ـ باسم تعطيل الصفات ،  إذ أن أهل الحديث أو أهل الأثر عاجزون عن تقديم الأدلة والبراهين ، فهم دائما في حالة التلفيق ، وركيزتـهم السلطان في نشر أفكارهم ، ويكادون يخرجون عن طورهم إذ بدا للسلطان مؤازرة غيرهم ، فقبل ظهور الأشاعرة أو ما يسمى أهل السنة والجماعة ، وأثناء سيطرة الأشاعرة على قيادة أفكار الناس ـ ولم تكن السيطرة بسبب قوة أفكار الأشاعرة بل بتأثير تبني السلطة للوثيقة القادرية منذ 408 هـ ـ كانوا ـ أي أهل الأثر ـ ولا زالوا اليوم مثل أمس في حالة عجز عن مواجهة أهل العدل [المعتزلة] لهذا تم خلط الأشاعرة بالمعتزلة باسم علماء الكلام  .

يهاجم السلفيون في الوقت الحاضر المعتزلة العدلية ـ بعد خلطهم بالعقلانيين التنويريين ـ والعقلانية التنويرية ليست معتزلة يقينا ، ومن السلفية من يخلط الحركات الاجتهادية الفكرية والسياسية من أهل السنة والجماعة بالمعتزلة ، فالألباني كتب بحثا من ص 17 ـ 32 في العدد الثاني من مجلة السلفية الصادر عام 1417 هـ يهاجم به المعتزلة بعنوان (حزب التحرير المعتزلة الجدد) ، والمقال نقد لحزب التحرير معتبرا إياه أنه على نـهج المعتزلة ، وكذلك سار على نـهج الخلط علي حسن عبد الحميد الحلبي الأثري إذ أصدر كتابا بعنوان يقصد به الإثارة والعنوان هو [العقلانيون أفراخ المعتزلة العصريون] .

يطالب المحققان في الفقرة الثانية إعطاء كتب العقائد السلفية ما تستحق من عناية واهتمام وخاصة المؤلفات الدفينة ، ويعتبان على المؤسسات الثقافية وخاصة الأزهر عدم العناية والاهتمام بـهذه الكتب القيمة ، ويقدمان قائمة برجال من أهل النصف الثاني من القرن الثاني ، ومن القرنين الثالث والرابع ، وهذه هي القائمة دون تصرف بالألقاب التي أسبغت على الرجال فقط أعيد الترتيب حسب السبق الزمني  .

رجال النصف الثاني من القرن الثاني

ما تحته خط هو زيادة من المؤلف

(1) أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك ابن واضح الحنظلي ت (181) هـ.

(2) أبو سعيد يحيى بن سعيد بن فروخ التميمي القطان البصري المحدث الناقد ت (198) هـ.

أيها القارئ الكريم لاحظ أنَّ المحققين لم يذكرا أحدا من الأجيال الأربعة بل الخمسة الأولى فابن المبارك من الثامنة كما هو مدون في تقريب التهذيب ترجمة رقم 583 في حرف العين والثامنة هي الطبقة الوسطى من اتباع التابعين أمَّا يحيى فهو من الطبقة التاسعة والسؤال لماذا تأخر التأليف في ما يسمى الكتب السلفية ؟ السبب أنَّ المعتقد السلفي هو معتقد متأخر يفقد السلف فهو سلفي بلا سلف .

رجال القرن الثالث

(1) ابن أبي شيبة أبو بكر عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي ت ( 225 ) هـ وألف في ذلك كتاب السنة . وهو من الطبقة العاشرة .

(2) يحيى بن أبي يحيى بكير بن عبد الرحمن بن يحيى الحنظلي الحافظ ت ( 226 ) هـ وهو من الطبقة العاشرة.

(3) أبو عبد الله نعيم بن حماد المروزي ت ( 228 ) هـ  . وهو من الطبقة العاشرة.

(4) عبد الله بن محمـد بن عبد الله الجعـفي شـيخ البخاري ألف كتاب الرد على الجهمية ت ( 229 ) هـ .

(5) الإمام أبو محمد اسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم المعروف بابن راهويه شيخ البخاري أيضا ت ( 228 ) هـ ألف كتاب الرد على الجهمية .

(6) أحمد بن حنبل ت ( 241 ) هـ ألف كتاب الرد على الجهمية والزنادقة .

(7) الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ت ( 256) هـ ألف كتاب خلق أفعال العباد و الرد على الجهمية .

(8) أبو بكر أحمد بن محمد بن هانئ الأثرم البغدادي تلميذ الإمام أحمد ت ( 273  ) هـ ألف كتاب السنة وقيل إن أسمها السنن خلافا للقاعدة .

(9) أبو علي حنبل بن اسحق بن حنبل ابن عم أحمد بن حنبل وتلميذه ت (  273 ) هـ ألف كتاب السنة .

(10) أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني ت ( 275 ) هـ ألف كتاب السنة .

(11) أبو بكر أحمد بن عمرو بن النبل الشيباني البصري ت ( 277 ) هـ ألف كتاب السنة .

(12) أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ت (290) هـ ألف كتاب السنة والدعوة حارة للمسلمين لقراءة كتاب عبدالله بن أحمد ليدرك القاريء مقدار ما فيه من التجسيم .

(13) أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي ت ( 292 ) هـ ألف كتاب السنة .

رجال القرن الرابع

(1) أبو عبد الله محمد بن يحيى بن مندة العبدي ت ( 301 ) هـ ألف كتاب التوحيد [انظر المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل لابن بدران] .

(2) تكلم في ذلك أبو العباس ابن سريج ت ( 306 ) هـ [ لم يذكر المحققان اسم كتابه].

(3) أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال مرتب آثار الإمام أحمد بن حنبل ت ( 311 ) هـ ألف كتاب السنة .

(4) أبو بكر محمد بن اسحق بن خزيمة ت ( 311 ) هـ كتاب التوحيد .

(5) أبو أحمد محمد بن أحمد الأصبهاني العسال ت ( 249 ) هـ ألف كتاب السنة .

(6) أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني ت ( 360 ) هـ ألف كتاب السنة .

(7) أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ت ( 369 ) هـ ألف كتاب السنة .

(8) عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري ت ( 387 ) هـ ألف كتاب الإبانة وهو مطبوع في مجلدين . ويظهر أن الجزأين شملا ما عثر عليه من هذا الكتاب وليس كل الكتاب .

رجال القرن الخامس

(1) أبو القاسم هبة الله بن الحسن الرازي اللالكائي ت( 418 ) هـ ألف كتاب السنة .

(2) أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله الطلنكي الأندلسي وهو من المغاربة ألف كتاب الأصول .

(3) أبو ذر عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الأنصاري الهروي ت ( 434 ) هـ ألف كتاب السنة .

(4) أحمد بن الحسين أبو بكر البيهقي ت ( 458) هـ ألف كتاب الأسماء والصفات [هو الذي على يده تحرفت رؤية اتباع المذهب الشافعي من التـنـزيه إلى التجسيم ] .

(5) أبو عمرو يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي ت ( 463 ) دعاه المحققان بحافظ المغرب بلا منازع وقالا : [ تكلم في ذلك في عدة كتب دون أي ذكر لاسم الكتب] .

(6) وختم المحققان الكلام بالقول وغير هؤلاء كثير .

تدوين تاريخ الجهمية كما أورده المحققان

* قالا : ابتدأت آراء الجهمية في القرن الثاني للهجرة ، والسؤالات التي ترد حول هذه العبارة وما فيها من إبـهام متعمد هي :

(1) ما هي آراء الجهمية التي ابتدأت في القرن الثاني للهجرة ؟

(2) كيف كانت آراء المسلمين قبل بداية الجهمية ؟

(3) هل كانت آراء السلفية موجودة في القرن الأول وفي بداية القرن الثاني للهجرة ؟

(4) ألم تكن للمعتـزلة آراء موجودة في حالة مخالفة لرأي الجهمية ؟ وخاصة أنَّ معبد الجهني قتل أو صلب سنة ( 80 ) هـ ، وغيلان وتلميذه صالح قتلا سنة ( 122 ) هـ ، وواصل بن عطاء الذي أظهر رأيه على ملأ من الناس في مسجد البصرة حوالي ( 101 ) هـ ومات سنة ( 131 ) هـ ، فهل هؤلاء جهمية أو معتـزلة ؟ .

(5) هل الجهمية جبرية أو عدلية ؟

وواصلا القول المقصود النشار والطالبي : ولم تلبث مقالة الجهمية [ هذه ] أنْ انتشرت في المائة الثالثة ، وتولى إذاعتها والدعاية لـها ، والكتابة فيـها بشر المريسي ت ( 218 ) هـ ، وهو فقيه ومتكلم ، ينسب إلى المرجئة أحيانا وينسب أحيانا أخرى إلى الجهمية . ترد الأسئلة التالية على هذه الفقرة المضطربة وهي ما يلي :

(1) أية مقالة هي التي أشار إليها المحققان باسم إشارة هو [ هذه ] ؟ في مبنى النص لا يوجد المشار إليه .

(2) ما هي أسباب ودواعي انتشار المقالة المبهمة ؟

(3) هل بشر المريسي أقوى تأثيرا من علماء السلف المزعومين ؟

(4) من هم المرجئة الذين ينسب إليهم أحيانا وما هي آرائهم الإرجائية ؟

(5) ما الفرق بين المرجئة والجهمية ؟ إذ هو بـمقال المحققين على الإرجاء وعلى الجهمية !!!

ويقفز المحققان من ( 218 ) هـ تاريخ وفاة بشر المريسي إلى قول لابن تيمية ت ( 728 ) هـ فيقولان : ويذكر ابن تيمية أنَّ أصل الجهمية يرحع إلى عناصر دخيلة على الإسلام ، لأنَّ جهم بن صفوان ت ( 128 ) ، [ طبعا هنا خطأ واضح في تاريخ قتله ]  أخذ مقالته عن جعد بن درهم ، ولم يذكر المحققان سنة وفاة جهم بن صفوان ، أو آراءه ، أو حياته ، فوفاته كانت قتلا على يد خالد القسري سنة ( 118) هـ بأمر من هشام بن عبد الملك فهل قتل بسبب آراءه أم بسبب الثورة على ظلم بني أمية ؟ .يقدم المحققان السلسلة المشهورة المزيفة في قضية ما أسموه فكر التعطيل ، مع أنه فكر التـنـزيه فجعد بن درهم أخذ التعطيل عن أبان بن سمعان .

مناقشة رأي السلفية في الإضافة

وقع السلفيون في مأزق واضح ، إذ جعلوا الإضافة تفيد الإثبات ، مع أنَّ الإضافة هي من الكلمات المفردة ، أو من شبه الجملة بشروط ، أي ليست إثباتا ، ولا نفيا ، والكلمات المفردة وشبه الجملة ليس كلاما مفيدا ، حتى يوصف بأنه إثبات أو نفي ، والادعاء بأن الإضافة تفيد الإثبات ، هو خروج عن قواعد اللغة العربية من جهة ، وتحريف للقرآن الكريم من جهة أخرى ، والتفريق بين نوعين من الإضافة ليس حلا للمشكلة ،  بل هو هروب من المشكلة ، حل المشكلة عند السلفيين هو قولهم : [ بأنَّ المضاف إلى الله نوعان : النوع الأول : أعيان قائمة بنفسها كبيت الله ، وعبد الله ، وروح الله ، فهذه إضافتها إلى الله تقتضي الاختصاص والتشريف ، وهي من جملة المخلوقات لله ] وقبل ذكر النوع الثاني من الإضافة لا بد من مناقشة هذا النوع بعد لفت النظر إلى الملاحظات التالية : ـ

إهمال إضافات قائمة بذاتـها مثل الكرسي والعرش والحبل والناقة والمُلْك والآيات وغير ذلك فهل هذه الإضافة إضافة تشريف أيضا ؟ً أم هي إضافة اختصاص ؟ ولا بد من التفريق بين إضافة التشريف وإضافة الاختصاص وعدم الخلط بين النوعين من جهة ومن جهة أخرى فإن الكرسي والعرش لا يمكن القبول بفهم السلفية لـهما وسيأتي بحث في الكرسي والعرش في مكان من هذا الكتاب .

هل يطلق على أسماء المعاني [ المصادر ] أنـها صفات ؟ أم أنَّ الصفات محصورة بالمشتقات فهل يجوز في اللسان العربي أنْ تقال هذه الجملة : [ هذا الولد علم ] ؟ أم أنَّ هذه الجملة خطأٌ يقينا من حيث اللسان العربي ، والصحيح أنْ يقال : [ هذا الولد عالم ] فهذا افتراق واضح وجلي بين استعمال المصدر واستعمال المشتق ، فالقادر هو الله ولا يصح أن يقال : قادر بقدرة ، إذ في هذه الحالة يكون الله مفتقراً لاسم معنى هو القدرة ومثل ذلك كون الله هو العالم ، وهو الحي ، وهو الخالق للأشياء وأعراضها وخصائصها من العدم المطلق .

 

(2)

مسألة صفة الوجه

الوجه في العقيدة الواسطية .

إثبات الوجه لله سبحانه

وقوله ((وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ))(الرحمن:27) ((كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ))(القصص: من الآية88) . [انظر العقيدة الواسطية]، بهذه الطريقة أثبت ابن تيمية الوجه كصفة لله تعالى ، ولم يقدم شرحا للسبب الذي يجعله يفهم ذلك ، وهذه هي الطريقة العامة في جميع العقيدة الواسطية. قبل الدخول للصفة المزعومة [بوصف صفة خبرية هي الوجه] لا بد من تدوين الآيات التي ورد فيها كلمة الوجه مضافة لله تعالى سواء إلى الله أو إلى [رب] أو للضمير العائد عليه تعالى  :

1. ((وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ))(البقرة:115) .

2. ((لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ))(البقرة:272) .

3. ((وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ))(الرعد:22) .

4. ((فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))(الروم:38) .

5. ((وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ))(الروم:39) .

6. ((وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ))(الرحمن:27) .

7. ((إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى))(الليل:20) .

8. ((وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ))(الأنعام:52).

9. ((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)) (الكهف:28).

10. ((وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ))(القصص:88).

إسلام وجه المكلفين لله تعالى

1. ((بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ))(البقرة:112) .

2. ((وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً))(النساء:125) .

3. ((وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ))(لقمان:22).

آيات أضيف الوجه فيها لغير الله تعالى

1. ((وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ))(آل عمران:72) .

2. ((اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ)) (يوسف:9) .

3. ((اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ))(يوسف:93).

كلمة وجوه على ماذا تدل في القرآن على الوجوه أم على الذات ؟ هذه هي كلمة وجوه كما وردت في القرآن الكريم .

1. ((يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ))(آل عمران:106) .

2. ((وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ))(الحج:72).

3. ((فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ))(الملك:27).

4. ((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ))(القيامة:22).

5. ((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ))(عبس:38).

6. ((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ))(الغاشية:2).

7. ((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ))(الغاشية:8).

8. ((وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ))(القيامة:24).

9. ((وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ))(عبس:40).

إضافة الوجوه بصيغة الجمع للضمير

1. ((فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ))(آل عمران: من الآية106) ((وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ))(آل عمران:107).

2. ((وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ))(الأنفال:50).

3. (( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ))(يونس:26).

4. ((وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ))(يونس:27).

5. ((سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ))(ابراهيم:50).

6. ((وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً))(الاسراء:97).

7. ((لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ))(الأنبياء:39).

8. ((تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ))(المؤمنون:104).

9. ((الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً))(الفرقان:34).

10. ((وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ))(النمل:90).

11. ((يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا))(الأحزاب:66).

12. ((وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ))(الزمر:60).

13. ((فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ))(محمد:27).

14. ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً))(الفتح:29).

15. ((يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ))(القمر:48).

16. ((تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ))(المطففين:24).

هذا هو موقف القرآن من الوجه قبل الدخول لتفسير كلمة الوجه على أساس سياقها القرآني واللغوي وما يدل عليه العقل نأتي بنص من العقيدة الواسطية في موضوع الوجه دون أي تصرف .هل الوجه صفة له تعالى ؟ كيف ادعى السلفيون أنَّ الوجه صفة ؟ الصفة اسم مشتق من أسماء المعاني التي هي أي من المصدر والمصدر لا يصلح وصفا إلاّ إذا أول بالمشتق  والمشتقات هي : اسم الفاعل : أبنية المبالغة لاسم الفاعل ، الصفة المشبهة باسم الفاعل  اسم المفعول ، اسم التفضيل ، اسم الآلة .أما أسماء المعاني فهي : المصدر المجرد أو المزيد ، المصدر الميمي ، اسم المصدر ، المصدر الصناعي ، اسم المرة ، اسم الهيئة [ النوع ] .

بقي من الأسماء اسم الجنس واسم العلم ، والأسماء التي تصلح صفات هي أسماء المعاني المشتقة أما أسماء المعاني الجامدة : الجنس والعلم والمصادر بأنواعها فلا تصلح لتكون صفات إلا إذا أمكن تأويلها بالمشتق ، يفهم مما سبق أنَّ اليد والوجه والعين وهذه وردت في القرآن الكريم لا تصلح صفات لا لله ، ولا لغير الله من خلقه ، فلا يجوز في اللسان العربي قول مثل الجملة التالية : [هذا الرجل وجه] إلاَّ بتأويل كلمة الوجه بأنه المقدم بين الناس وله الكلمة عليهم .

والسؤال الذي يحتاج إلى إجابة هل الله محتاج للأسماء المشتقة من أسماء المعاني على وجه الافتقار إليها مثل : أن يحتاج للقدرة ليكون قادرا ، وأن يحتاج للعلم ليكون عالما ، وأن يحتاج للحياة ليكون حياً ، وانْ يحتاج لموجد ليكون موجوداً ، أم أنه قادرٌ عالمٌ حيٌ واجبُ الوجود [قديم] لا لمعنى زائد عن ذاته ، فهو الله حقاً وحقيقة ، فهل هذا القول تعطيل لصفات الله أم هو تنـزيه الله عن الافتقار وإثبات الذات الكاملة ؟

بحثٌ في أسماء الله وصفاته

علمت مما سبق أن أسماء الله وصفاته ليست لله فيها حاجة ، والمحتاجون لها هم البشر لأمرين الأول : لمعرفة الله والوصول إلى الإيمان به حقيقة لا تسليما ، مع الإدراك بعد إقامة الدليل على وجوده أنه : الله أكبر من أن تدرك ذاته ، والله أكبر من أن يعتريه العجز ، والله أكبر من أن يجهل والله أكبر من أن يتغير ، ولهذا لا يرى دنيا وآخرة .

الثاني : معرفة أسماء الله تعالى وأوصافه ، ليتأملها ويعرف معانيها على الجملة ، لينتفع بالدعاء والثناء ، ويعلم معنى التوجه إلى الله تعالى ، ويفرق بين فعل الله به ـ وهو فعل على مقتضى الحكمة ـ وبين فعل الغير به ، وفعله بنفسه ، فيناضل ضد مظالم الغير ، ويتوب من فعل نفسه إنْ كان على وجه المخالفة ، ولهذا ليس لله تعالى في أسمائه حاجة ، وإنما الذي يحتاجها هو المخلوق العاقل المكلف ، ليؤمن به ، ويدرك معنى الذات الواجبة الوجود السابقة للعدم ، كلَّف الإنسان دون حاجة له تعالى لما كلف به الإنسان ، بل الإنسان محتاج لكل ما كلفه الله به ، ليقل فساده في الكون ، ويضبط سفكه للدماء .

من مماحكات السلفيين ـ على سبيل التشنيع ـ في معرض إثبات أنَّ الاسم عين المسمى للوصول إلى عدم خلق الله لكلامه من جهة ، وتعمد الخلط بين الصفات التي تستحقها ذات الله وبين كونه فاعلا ، وبصورة أخرى تعمد الخلط بين صفات الذات وصفات الأفعال قولهم : هل لم يكن لله اسما فخلق الله له اسماً ؟ يقال هذا التساؤل لإثبات قدم الأسماء ! وهذا السؤال يحال بدوره للسلفيين ، ويطلب منهم الجواب على التالي ، في كل لغات العالم أسماء له تعالى ، واللغات وضعها البشر ، فهل اللغات الموضوعة القديمة المندثرة ، والقديمة التي لا تزال موجودة ، والجديدة المولودة عن لغة قديمة ، وفيها كلها من جملة مفرداتـها أسماء الله تعالى ، هي كلها قديمة ؟ ولأنَّ الناس لا تعرف المغالطة ـ التي يمارسها السلفيون ـ يربطون بين وجود الذات ووجود الاسم  ولا بد من إقامة افتراض لتبين العلاقة بين الاسم والمسمى ، فهل حي ابن يقظان المنفرد بجزيرة لوحده ، ولا علاقة له بالبشر ، يحتاج لاسم له ؟ مع ملاحظة أن لله المثل الأعلى .

الوجه في اللسان العربي

بلغ عدد الصفحات التي وردت في معجم ابن منظور [لسان العرب] خمس صفحات ولهذا لا بـد من اختصارها بإحصاء معاني الوجه عند العرب (1) الوجه : معروف والجمع الوجوه أي الوجه في الجسم (2) الوجه : الشبه ، (3) وجه الشيء : مستقبَله وفي التنـزيل العزيز [((فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ))(البقرة: من الآية115)(4) الوجه : الجهة قالت أم سلمة واعظة عائشة حين خرجت إلى البصرة : لو أنَّ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عارضك ببعض الفلوات ناصة قلوصاً من منهل إلى منهل قد وجهت سِدافته وتركت عهيداه (5) الوجه : المحيا (6) الوجه : الإتباع كقوله تعالى [((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً))(الروم: من الآية30)] (7) الوجه : الذات كقوله تعالى : [((كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ))(القصص: من الآية88)] قال الزجاج : أراد إلاَّ إياه (8) الوجه : الحد ولذلك قيل للجهة من البيت التي فيها الباب وجه البيت (9) الوجه : توجه القلب وفي الحديث [لتُسَوُّنَّ بين صفوفكم أو ليخالِفَنَّ الله بين وجوهِكُمْ] أي هواها وإرادتـها (10) الوجه : المعنى المحتمل كقول أبي الدرداء : [لا تفقه حتى ترى للقرآن وجوهاً] أي ترى له معانيَ يحتملها (11) الوجه : وجه البلد ، أو وجوه البلد أو القوم ، أي الشريف أو الأشراف فيهم وسادتـهم (12) الوجه : مثل : هذا وجه الرأي ، فيكون المراد الرأي نفسه (13) الوجه : الجهة والهاء في الجهة عوض عن الواو والاسم الْوِجْهَةُ والْوُجْهَةُ بكسر الواو وضمها (14) واتجه له رأي أي سنح [معنى سنح وجد فرصة] (15) قعدتُّ تُجاهَكَ ، وتِجَاهَكَ ، أي تلقاءكَ (16) ووجه الفرس : ما أقبل عليك من الرأس من دون منابت شعر الرأس (17) إنه لعبد الوجه للمملوك ، أو حرُّ الوجه للحر ، وإنه لسهل الوجه ، إذا لم يكن ظاهر الوجنة (18) وجه النهار : أوله [أي من الصبح]  (19) وجه النجم : ما بدا لك منه ( 20) وجه الكلام : السبيل الذي تقصده به .

ما سبق هي معاني الوجه في لسان العرب ، أي عند العرب قبل الرسالة ، والمعاجم لم ولن تخترع المعاني ـ ابتداءً من معجم الخليل بن أحمد ـ رضي الله عنه ـ حتَّى آخر  معجم إلى قيام الساعة ، فالمعاجم موضوعة بالاستقراء . كيف سوّل السلفيون لأنفسهم جعل الوجه صفة لله تعالى ؟ ! .يزعم السلفيون دائما زعما ظاهراً بطلانُه ، من كونـهم مثبتةً للصفات استناداً إلى نصوص الكتاب والسنة ، بعد نفي المجاز ، والتلاعب بالإضافة ، وجعلها تفيد الإثبات ، المسألة حصراً في المجاز والإضافة ، أما النصوص التي يأتون بـها سنداً لدعواهم في موضوع الوجه ، فهي آيات وأحاديث والآيات هي :

1. ((كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ *وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ))(الرحمن:26، 27) .

2. ((وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ))(القصص:88).

هاتان الآيتان اكتفى ابن تيمية بذكرهما في عقيدته الواسطية ، بل لم يأت بآية القصص كلها مكتفيا بقوله تعالى [((كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ))(القصص: من الآية88)] ولذلك حصر شراح العقيدة الواسطية أنفسهم داخل هاتين الآيتين بطريقة لا يسع قارئ قولـهم إلاَّ أنْ يشفق عليهم .الآية الأولي مصرحة بأنَّ الكلَّ فانٍ إلاَّ [(( وَجْهُ رَبِّكَ ))(الرحمن: من الآية27)] فأين إثبات الوجه فيها ؟ وهل يثبتون أنَّ الكل معرض للفناء إلاَّ وجه ربك ؟ ! أم أنَّ الباقي هو الله وكل ما عداه فان ؟ فيكون الوجه معناها الذات ، وعليه تكون الآية دليل عليهم لا لـهم ، تعالى الله عن مقالات الزيغ هذه !!. الآية الثانية مصرحة بـهلاك كل شيء [((إِلَّا وَجْهَهُ))(القصص: من الآية88)] فأين إثبات الوجه منها وفيها ؟ هل السالم من الهلاك هو [((وَجْهَهُ ))(القصص: من الآية88)] ؟ تعالى الله عن هذه الجهالات !!! .

كانَ الأولى بالسلفية ـ بدل تقليد ابن تيمية ـ القيام بدراسة موضوعية علمية لموضوع ما سموه الصفات الخبرية ، وهي ليست صفات على الحقيقة ، بل هي مجازات معلومة للبسطاء من الناس ، ومن المعلوم اتفاق المسلمين جميعا على وصف السلفية بالتجسيم وهم لا ينكرون ذلك كما مر بالاقتباس إذ قال قائلهم : [ القول بنفي الجسمية ليتوصلوا إلى نفي الصفات الخبرية كالوجه واليدين] والمعلوم من لازم هذا القول : إنَّ الله تعالى جسم ، لا نعلم فقط كيف هذا الجسم !!! فيمكن وصف السلفية بأنـهم مجسمة ؛ تنفي كيف الجسم فقط ، وهذا يعني إنَّ الجسم يمكن أنْ يخلق جسما ، فينهار من هذا القول الدليل العقلي على أنَّ الأجسام مخلوقة ، وعليه يتحول استدلال إبراهيم عليه السلام إلى قول لا حقيقة عقلية له وهذه هي الآيات : ((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ * وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ))(الأنعام:74-79) .

تثبت هذه الآيات منهج إبراهيم عليه السلام في كيفية الاستدلال العقلي على الله ، فهو أقام دليله على رفض صفة التغير في ربه ، إذ التغير عقلا صفة المربوبين ، وفي آخر المطاف ـ من خلال  تفكره في ملكوت السماوات والأرض ـ أدرك أنَّ ربه ؛ هو الذي فطر السماوات والأرض ، فهو القادر الغني عن المعين ، أي عن الشريك ، فالمنهج العقلي واضح في هذه الآيات وقد ربط الله تعالى بين منهج إبراهيم ومنهج الإسلام بأقوى رباط ، وهذه الآيات حجة تدحض دعوى السلفية في قولـها بمنهج الإثبات ، وهو منج غير مستقيم ، يناقض الفطرة والعقل  ويتعارض مع ما جاء به الأنبياء الذين ختموا بنبي الهدى محمد صلوات الله عليه .

(07/17/03 2:56  AM EDT)  abumohd_4:

طيب هل عين الفيل تشبه عين الجرادة(1)

(1) سؤال في أحد المنتديات

لماذا لا تجب أخي هداك الله ،التشابه في الأسماء لا يقتضي التشابه في المسميات أليس للآدمي وجه. وللبعير وجه؟ اتفقا في الاسم لكن لم يتفقا في الحقيقة. وللجمل يد، وللذرة يد، فهل اليدان متماثلتان؟ أجب بالله عليك  طيب هل عين الفيل تشبه عين الجرادة.

(3)

العين

يرى السلفيون أنَّ العين من الصفات الخبرية ، وإثباتـها يستلزم عدم إنكار الجسمية ، ويرفض السلفيون بقوة أيَّ تأويل تحتمله اللغة العربية . عمر سليمان الأشقر في كتابه [العقيدة في الله] أثناء بحثه جملة من الصفات ، ذكر مما يسمونه الصفات الخبرية : الوجه ، واليدين ، والأصابع والقدم ، والساق ، وأضرب عن ذكر العين ، لكن السيد عبد العزيز الْمُحَمَّد السلمان في كتابه [الكواشف الجلية عن معاني الواسطية] يضع عنوانا [إثبات العين للرحمن جلَّ وعلا] .

العين المضافة إلى الله تعالى في القرآن الكريم

1. قال الله تعالى : [((إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي)) (طـه:38، 39)]. أين إثبات العين في هذه الآية ؟ ! هذا من جهة لكن ما معنى [((عَلَى عَيْنِي))(طـه: من الآية39)] ؟ أليس المعنى رعايتي ؟  معنى على الاستعلاء ،إنْ كانت العين حقيقة ذاتية ، ومن معانيها أنـها توضع موضع الباء فهل المراد بعلى الاستعلاء أم بمعنى الباء أي فوق العين أو بالعين ؟ هل يمكن إعطاء الجواب في الموضوع ؟  .

2. قال الله تعالى : [((وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ))(هود:37)]. فهل المراد من [((بِأَعْيُنِنَا))(هود: من الآية37)] إثبات أعين له تعالى ـ أي أكثر من عينين لأن أعين تدل على الجمع  ؟ إنَّ المراد منها هو صنع الفلك برعاية الله وتوفيقه وحفظه ، فأين هو موضوع الإثبات ؟ وما المراد بحرف الباء المتقدم على كلمة أعيننا ؟ معاني حرف الباء هي : الإضافة والتعدية والاستعانة والالتصاق والظرف والقسم والحال وتأتي زائدة فما هو معنى الباء ؟ إذا كانت الأعين حقيقة ذاتية خبرية ! .

3. قال الله تعالى : ((فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ))(المؤمنون:27) .ما هو المراد بكلمة أعيننا ؟ هل المراد منها إثبات أعين لله تعالى ؟ وماذا يعني اسم الجمع  ـ تعالى الله عن جهالات السلفيين ـ ؟ ما ينطبق من تساؤلات عن الآية السابقة ينطبق على هذه الآية . والشرح لحرف الباء هو عين الشرح .

4. قال الله تعالى : ((وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ))(الطور:48). الخطاب في هذه الآية موجه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم فهل المراد منها أنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام في أعين الله تعالى أم في حفظه ورعايته ؟

5. قال الله تعالى : ((تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ))(القمر:14). ما هو الإثبات الذي تثبته هذه الآية ؟ والجواب متروك لمدعي الإثبات ، ويجب على الناس أنْ يسألوا هؤلاء الحشْوية النوابت كيف بلغت بـهم الجرأة على إثبات ما لا يجوز عقلاً لله تعالى ؟ وكيف ضربوا عرض الحائط بالمجاز الظاهر الواضح مثل الشمس ؟.

(4)

الساق

قال تعالى : ((يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ))(القلم:42). حَدَّثَنَا ‏‏آدَمُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏اللَّيْثُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏خَالِدِ بْنِ يَزِيد عَنْ ‏ ‏سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ  يَسَارٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّم‏ ‏ ‏ يَقُولُ : ‏ ‏يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ ‏مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ فَيَبْقَى كُلُّ مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا ‏ ‏رِيَاءً ‏ ‏وَسُمْعَةً ‏ ‏فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ ‏ ‏طَبَقًا وَاحِدًا .‏

نقاش مع سلفي عن الساق تعالى الله عن ذلك

في صباح يوم خميس ـ ولا أذكر التاريخ ـ  أرسل لي هذا النك نيم مفتتحا كلاما معي فكان هذا النقاش :The Message ll: فتح النقاش بقوله :

السلفي.. السلام عليكم

أمين... وعليكم السلام ورحمة الله كيف الحال عرفني بنفسك ولك الشكر

السلفي .... الرسالة

أمين .... اعرف معنى اسمك

السلفي ... أنا مسلم سني أميل مع الدليل أين ما يميل

أمين .... هات دليل الساق الذي تقول به لله تعالى ؟

السلفي .... يوم يكشف عن ساق . ماهو ظاهر النص ؟

السلفي ... أين إنها ساق لله تعالى ؟

السلفي......· هل ظاهر نصوص القرآن الكفر ؟ وإذا كان ذلك ، لماذا لم يخبر عنها المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ؟ يوم يكشف عن ماذا؟ عن ساق يبدو انك قوقليا ً google

أمين ....  ظاهر النص هو النص كما هو ، يعني : ((يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ)) لكن أنت أضفت وهذا قولك : إنها ساق لله تعالى !!! فمن اين أتيت بـهذا الكلام ؟ وهو ليس في منطوق النص ، فأنت تعبث بكتاب الله .

السلفي .... لا أعبث يوم يكشف عن ماذا ؟

أمين .... يوم يكشف عن ساق ، والفعل يكشف مبني للمجهول ؛ لا للمعلوم ، فأين إنها ساق لله تعالى ؟

السلفي .... سبحانه أخبر أنه يكشف عن ساق

أمين ..... أين أخبر أنه يكشف ساقه ؟

السلفي .... يوم يكشف عن ساق ، وحديث الشفاعة في الخبر .

أمين .... هل يوجد في القرآن الكريم إن لله ساق ؟

· نعم هل ظاهر القرآن كفر؟ وخرج من ألنت ولم يعد بعد .

(5)

القدم أو الرجل

لم ترد كلمة القدم في القرآن الكريم  مضافة إلى الله تعالى ، ولم ترد أيضا كلمة (رِجْل) ، والتي وردت كلمة (رَجُل) وشتان بين الكلمتين ، وإنما وردت كلمة قدم فيه كما يلي : ((قَدَمَ صِدْقٍ))(يونس: من الآية2) والمراد منها ما قدمه المكلف من سابقة صدق ، ووردت بمعنى  القدم لكن الاستعمال كان على المجاز ، وهي أيضا متعلقة بالمكلف ، فالذي تزل قدمه المكلف قال تعالى : ((فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا))(النحل: من الآية94) لكن السلفية الـمجسمة وعلى رأسها ابن تيمية وهو رأس في التجسيم  اعتمدت حديثا يعتبر من مشكل الحديث كما يرى ذلك أبن فورك الأشعري وهو كما دونه ابن تيمية في كتابه العقيدة الواسطية : [لا تزال جهنم يلقى فيها ، وهي تقول : هل من مزيد ؟ !!! حتى يضع فيها رب العزة رجله ، وفي رواية : عليها قدمه ، فينـزوي بعضها إلى بعض فتقول : قط ! قط !] متفق عليه .أخرج هذا الحديث البخاري في كتاب التفسير {تفسير سورة ق} ورقم الحديث هو في طبعة دار السلام (4848 ، 4849 ، 4850) سند هذا الحديث هو....(1)

(1) نص غير مكتمل.

(6)

تلاعب السلفيين بنصوص القرآن الكريم

في فهم [الرحمن على العرش استوى]

أو [ثم استوى على العرش]

يقدم السلفيون فهما لهذا القسم من العديد من الآيات بمقولة يسندونـها لمالك ، وهي قصة متداولة كثيراً ، تحكي أنَّ سائلا سئل مالكا عن معنى الاستواء ، فقال مالك : الاستواء معلوم  والكيف مجهول ، والسؤال عنه بدعة ، وينقلون عن مالك أيضا قوله : كل يؤخذ عنه ويرد إلاَّ صاحب القبر هذا ، مشيرأ لقبر الرسول(ص) ، لكنهم من ناحية واقعية يَرَدُّونَ بل يلغون كلام الله تعالى ، ويأخذون كل كلام قيل بغض النظر عن قائله ؛ ما دام يخدم الأقوال والأفكار التي يدعون إليها ، والسؤال ماذا لو قال مالك : يفوض أمر الاستواء إلى الله ؛ أي قال مالك : بقول المفوضة المعروف ، أو أن الاستواء هو الاستيلاء أي قال مالك بقول أهل التأويل أي أهل التوحيد والعدل [المعتزلة] ، أينقلون كلام مالك ؟ ! أم يضاف مالك إلى المبتدعة ؟ ! سيقولون ردا على هذا الافتراض : إنَّ مالك لم يقل ذلك ، فلماذا الذهاب وراء الفرضيات ؟ لكن الأمر الحقيقي أن واصل بن عطاء قال : فلا يحويه زمان ولا يحيط به مكان ، أي قال ذلك ؛ وواصل بن عطاء ت عام 131 هـ ؛ بينما مالك ت 179 هـ ، ومالك كان له رأي سيء في كل من أبي حنيفة النعمان ، وإبراهيم بن أبي يحيى ، وقد جانب الصواب في رأيه في هذين العالِميْن المجتهديْن  وهما ـ أي أبو حنيفة وإبراهيم بن أبي يحيى ـ ليسا في محل الولاء للظلمة ، فما هو المعيار الذي يستعملونه لإصدار الأحكام على الأقوال والعلماء ؟ هل هو معيار موضوعي أم هو معيار يسير مع الهوى ؟ تلك مقدمة ضرورية تـهيأ الذهن لفهم الموضوع .

القضية الثانية في المنهج الذي يطبقونة في فهم الآية ، فهم يقومون بعملية عزل بين أجزاء الآية الواحدة ، فيلغون الترابط في المبنى والمعنى بين أجزاء الآية ، ويقومون بعملية فصل بين آيات القرآن الكريم ، لئلا ينكشف ـ من الترابط بين الآيات ـ المعنى المراد ـ أي المعنى الصحيح للآية ـ فمثلا : يقول عبد العزيز الـمحمد السلمان صاحب الكواشف الجلية عن معاني الواسطية [ وهي عقيدة ابن تيمية ] وقد وصف نفسه بأنه [ المدرس في معهد إمام الدعوة بالرياض ] بنقل أجزاء من الآيات السبع ؛ التي ورد فيها ثم استوى على العرش ، وهو ينقل هذه الآيات من واسطية ابن تيمية واضعا عنوانا لها هو [استواء الله على عرشه] فهل العنوان من وضعه أم من وضع ابن تيمية ؟ قائلا بعد ذلك : [ في هذه الآيات إثبات صفة الاستواء لله ، وهو من الصفات الفعلية ، ومعنى الإيمان بالاستواء : الاعتقاد الجازم بأن الله فوق سماواته مستو على عرشه ، استواء يليق بجلاله وعظمته ، عليٌ على خلقه ، بائن منهم ، وعلمه محيط بكل شيء . ومعنى الاستواء العلو والارتفاع والاستقرار والصعود ] انظر ص 324 – 325 من كتابه الكواشف ـ مع ملاحظة وجود أخطاء بالنص ليكون النقل أمينا تُركت على حالـها .

لكن هذه المعاني الأربعة هل وصلت لهم ـ أي للسلفية ـ وحيا من الله تعالى ؟ أم هي اجتهاد بني على الاستقراء ؟ أم كان الأمر على هوى ابن تيمية ، لماذا لم  يرجع  ابن تيمية لكتاب لمعجم ألفاظ القرآن الكريم للراغب الأصبهاني ت سنة 502هـ ليجد أن معنى استوى المتعدية بالحرف على في القرآن الكريم هو استولى كما يقول الراغب ولاحظ أيها القارئ هذه الآية [فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِه] ِ(الفتح: من الآية29) هل يمكن أن يكون المراد منها واحدا من المعاني الأربعة التي ذكرها صاحب الكواشف الجلية ناقلا ما ذكره  من شعر ابن القيم في نونيته ؟

ولـهم عـبارات  عـليهـا  أربـع          قد حـصلت للـفـارس الطعان

وهـي استـقر وقد عـلا وقـد ار        تـفع الذي ما فيه من  نـكـران

وكـذاك  قد صعـد الذي هو  رابع       وأبـو عبـيدة صاحب  الشيـبان

يـختار  هذا القـول في تـفسيـره       أدرى من الـجهـمي   بالـقرآن

والأشـعري يقول تـفسير استـوى     بـحقـيقـة  استولى على الأكوان

وأنت ماذا تقول أيها القارئ الكريم في  هذه الأبيات من النونية ؟

 

الآيات في موضوع الاستواء

1. [((إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ  الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ  ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً  وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ  أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ  تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ))(الأعراف:54) ] .

2. [((إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ  الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ  ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ  مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ  ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ  فَاعْبُدُوهُ  أَفَلا تَذَكَّرُونَ))(يونس:3) ].

3. [((اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا  ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ  وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ  كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً  يُدَبِّرُ الْأَمْرَ  يُفَصِّلُ الْآياتِ  لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ))(الرعد:2) ].

4. [((الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ  ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً))(الفرقان:59)].

5. [((اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ  ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ  أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ))(السجدة:4)].

6. [((هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ  ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ  يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا  وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ))(الحديد:4)].

7. [((تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى))(طـه:4 - 5)] .

وهذه هي الآيات الأخرى التي ورد فيها الفعل [استوى]

1. ((هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ))(البقرة:29).

2. ((ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ))(فصلت:11) .

3. ((وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ))(هود:44).

هذه 3 آيات من كتاب الله تعالى ، حوت الفعل محل النـزاع [اسْتَوَى] ، إثنتان منها تتوجه نحو الله تعالى بقوله تعالى : [اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ] ، فهل تفهم هاتان الآيتان بواحدة من المعاني الأربعة ، التي قال بها السلفيون ؟ وهي : استقر ؛ علا ؛ صعد ؛ ارتفع ؛ فما هو معناها أيها السلفيون ؟ أليس  معناها عمد أو قصد إلى خلق السماء ؟ فهذا معنى خامس ومعنى سادس للفعل [اسْتَوَى] وليس كما زعم ابن القيم في نونيته من وجود أربعة معان لـها ، هل سجري التفريق في المعنى بين : اسْتَوَى عَلَى و اسْتَوَى إِلَى بسبب حروف الجر ؟ فيقال : ما دام أنكم تحسبون للحروف تأثيرا في المعنى ، فهاتوا تأثير حرف العطف [ثُمَّ] الذي سبق الآيات الستة ـ التي ورد فيها الاستواء على العرش ـ واربطوا المعنى بقوله تعالى : ((الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ)) في كل الآيات ، ففيها كلها ذكر تمام خلق السموات والأرض كما هو مبين ،  أليس المراد من الآيات كلها إثبات ربوبية الله تعالى للكون كله بعد  اكتمال الخلق ؟ فلماذا التهرب من بحث المعنى من الآية كاملة إلى جزء من الآية فقط ؟ بعد تجريد الجزء من الحروف والروابط ، تلك هي إشكالية السلفية ترداد ما قاله ابن تيمية !! .

تقسيم الآيات إلى الجمل التي في الآية

1. ((إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ ، الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ، ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ " يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً " وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ، أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ، تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ))(الأعراف:54) الآية والسورة مكيتان.      

في هذه الآية ـ كما ترى أيها القارئ الكريم ـ سبعة جمل مكتملة أركانها تماما ، الموضوع الأصلي فيها هو إثبات الربوبية لله تعالى ، وما بين الجملة الأولى والأخيرة جملة دالة على قيام الله بخلق السموات والأرض . والسموات والأرض اسمان شاملان لكل الكون ، ويشمل ما في هذا الكون من مخلوقات ، ترتب على اكتمال التكوين في ستة أيام [اليوم حقبة من حقب التكوين الله أعلم بها] أن أخذ الخلق هيئته التي أرادها الله ، فكان قوله تعالى بحرف العطف [ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ] دال على ذلك ، وبعملية فصل قسرية بين جمل الآيات ، ذهب جماعة الفهم السلفي إلى قول غريب هو : أن الله تعالى خلق الله لنفسه سريرا ثم استوى عليه ،  فهل هذا فعلا ما أرادت الآيات بيانه ؟ أم أن الآيات تثبت الخالقية للكون كله أولا ؟ وتكشف كيف ترتبت الربوبية وهي موضوع الجملة الأولى من الآية في ما تلاها من جمل ، والربوبية هي الموضوع الرئيسي لكل آيات [ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ] فالله رب لوجود خلق مربوب له . والخلق خلق حادث والخلق فقط لا يعني التدبير ، ومن هنا كانت الآيات هذه التي وردت فيها جملة [ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ] لا علاقة لها بما يقولون : من إثبات عرش هو سرير واستقرار عليه بلا كيف  والسؤال الذي يجب جوابهم عليه هل جمل الآية تنتظم بعلاقة واحدة أم أنها واردة كجمل ليست ذات علاقة مترابطة مع بعضها ؟ حقيقة يكمن الحل في الجواب عن هذا السؤال ، وأي حيدة عن الجواب تعني أن السلفية لا تريد فهم الآيات بل تريد جعل الآيات مجرد شاهد بالتزييف لعملية تهويد رؤية المسلمين في معرفة الله تعالى ، وهذا ما يصرحون به ولا يخجلون من التطابق بين أقوالهم وأقوال اليهود .

2. ((إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ ، الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ، ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ، يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ، مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ، ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوه ،ُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ))(يونس:3) الآية والسورة مكيتان . ما ورد بشان آية الأعراف ينطبق تماما على هذه الآية ، لكن  لا بد من التذكير لافتا النظر لجملتين من هذه الآية هما : ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ، يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ، فما علاقة تدبير الأمر بما سبقها من الآية ؟

3. ((اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ، ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ  وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ، كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً ، يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ، يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ)) (الرعد:2) الآية والسورة مدنيتان . في هذه الآية أيضا سبع جمل واضحة مترابطة تمام الترابط بعد رفع السموات [ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ] أليس هذا واضحا ؟ ثم فصل الاستواء في 3 جمل من الآية هي :[وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ، كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً ، يُدَبِّرُ الْأَمْرَ] فما الرأي عندكم أيها السلفيون ؟

4. ((تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى))(طـه:4 - 6) والآيات والسورة مكية .اعتاد السلفيون الاستشهاد بأية 5 من سورة طه بكثرة ،  فهذه الآية حين الإتيان بها وحدها يظن البعض أن كل ما تريده الآية هو إثبات الاستواء فقط لا غير ، وإذ يجرى الربط بينها وبين ما قبلها وما بعدها يسقط من يدهم المشاغبة .

5. ((وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ، وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ، وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً * الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ، ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ، الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً))(الفرقان:58- 59) . والآيتان والسورة مكية . هاتان آيتان مترابطتان أليس ما ترمي إليه الآيتان ؟ هو : الخلق ؛ والهيمنة والمحاسبة على أفعال العباد المتقدمة ، الواقع يقول : إن إثبات استواء على العرش بالمفهوم الذهني الموجود عند السلفية هو مثل : جلست على الكرسي فهو كلام يكرر معلوما وهكذا خرج القرآن الكريم من كونه نصا حوى أعلى أنواع الخطاب إلى نص يساوي نصوص تعليم الجملة الإسمية والفعلية في الصف الرابع الإلزامي !!! يحتار المؤمن وهو يرى السلفيين يقيمون معتقدات حسية بزعمهم أنها حسب ظاهر الخبر .

6. ((اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ، ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ، مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ ، أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ * يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ، ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ))(السجدة:4 - 5) والآيتان والسورة مكية . هاتان آيتان كريمتان أيضا تثبت الخلق للسموات والأرض ـ أي للكون كله ـ ثم يأتي القسم من الآية محل المنازعة : [ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ] فلو قال قائل من العرب المسلمون : العرش هو الكون أي [السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا] والاستواء الهيمنة عليهما ، والدليل قوله تعالى : [يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ] فهل يكون مخالفا للقرآن الكريم ؟.

7. ((هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ، ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ، يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ ، وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا ، وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ ، وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ، وَهُوَ مَعَكُمْ ، أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ، وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ))(الحديد:4 - 5) والآيتان والسورة مدنية . هاتان آيتان كريمتان أيضا ، الخلق يتقدم الاستواء ، ويأتي الاستواء مبينا بوضوح لا لبس فيه ولا غموض ، أنها كلها جمل فيها هيمنة والسؤال الذي لماذا يذكر الله الخلق فيها كلها ويذكر الهيمنة ؟ ذلك سؤال أتركه ليجيب عليه السلفيون بقضهم وقضيضهم ؟

ما سبق من الآيات وهي آيات سبع ، هي التي يغالط بـها السلفيون ، لإثبات عرش حسي لذات الله ، وإثبات استقرار الله على العرش ـ تعالى الله عن ذلك ـ وإذ إثبات هذا الاستواء وهم يرونه إستقراراً يوقعهم في ورطة ، تحايلوا للخروج من الورطة بالقول : هو استواء يليق بجلاله وعظمته ،  ومثل هذا القول ينفي قول مالك الاستواء معلوم والكيف مجهول ، فهم يثبتون استواء على المعنى الحسي المعهود ، وينفون عنه الكيف ، مع أنَّ الآيات المحكمة وهي : ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ))(الشورى: من الآية11) ، ((وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)) (الاخلاص:4) وهي في منطوقها نفت المثل والكُفُو ، أي نفت جميع أوجه المثل ، وليس وجه الكيف فقط ، وجاءت الآية بزيادة حرف أل [ ك ] للتوكيد ، وليس هي [ ك ] التشبيه ، فالآية تدل على نفي التشبيه ، فدخول أل [ ك ] على هذا الوجه ؛ أكدت نفي التماثل من كل وجه وليس نفي تماثل الكيف ، وهذا الكلام كقول القائل : ليس كمثل فلان أحد ، إذ لو حُمل الكلام على حقيقته لأوجب عدم وجود المثل لمثل الله ، أي إثبات المثل له تعالى ، وتوجه النفي لعدم وجود مثل المثل ، وهذا ما لا يقول به عاقل ، أما قوله تعالى : ((وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ))(الاخلاص:4) فإنه يدل على أنْ لا مثلَ له ولا نظير من كل وجه ، وليس وجه الكيف فقط ، ألا يستحي هؤلاء السلفيون من الله تعالى ! عندما يدخلون إلى نص عام فيجعلونه بالمغالطة يتوجه لجزء خاص وهو نفي الكيف .

يرفض السلفيون وبقوة جعل معنى استوى [ استولى ] ؛ وَيَرَوْنَ أنَّ بيت الشِّعْرِ الذى استشهد به المعتزلة إنما هو تحريف للنصوص ، وهي كلها في نظر السلفية تأويلات باطلة ، ويدللون على ما ذهبوا إليه ؛ بأن تأويل استوى باستولى يتضمن معنى استيلاء الله على ملكه من غيره ، لكنهم لايقرأون الآيات التي فيها : ((ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ))(الأعراف: من الآية54) وهي ست آيات وآية واحدة وهي في سورة طه تنص ((الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى))(طـه:5) وجميع هذه الآيات ورد فيها الاستواء على العرش ؛ بعد أنْ تقدم عليها إثبات خلق الله تعالى للسماوات والأرض ، وجاء بعدها حرف العطف [ ثم ] الذي يفيد الترتيب والتراخي ، ويجب على السلفية القول : إنَّ الله لم يكن مستويا على العرش قبل خلق السماوات والأرض ، ثم إذ أنـهى خلق السماوات والأرض ؛ خلق عرشا له ! ثم استوى عليه ! ومعنى استوى عند السلفيين هي أربعة معان : استقر ، علا ، ارتفع ، صعد ،فما المعنى عند السلفيين لـهذه الآيات ؟ الطبيعي أنـهم يختارون استقر لـهذه الآيات ، أما نابتة حزب التحرير في هذا الزمان فتفسير استوى : هو استوى !! وهم هنا يخالفون شيخهم تقي الدين النبهاني إذ يقول في ص : [ 65-66 ] من كتاب الشخصية الإسلامية الجزء الثالث في آخر بحث المحكم والمتشابه ما يلي : { ولا يوجد في القرآن ما لا معنى له ولا يمكن فهمه ، بل كل ما ورد في القرآن يمكن فهمه ، وتعالى الله عن أنْ يخاطب الناس بما يستحيل عليهم فهمه } انتهى الكلام المنقول حرفيا من الشخصية فما هو قول نابتة حزب التحرير ؟ .

ألحقت النابتة اليوم والأمسِ كارثة حاقت بالأمة ، هي دخولـها لسنن اليهود والنصارى ؛ مع الدعوى أنـهم القائلون بما قال به نبي الـهدى وصحابته وأتباعهم وأتباع أتباعهم ، لكن الرجال الذين يتداولون أسماؤهم ويرونـهم محل قدوة واتباع ، فهم من رجال منتصف القرن الثاني فما فوق ، وهم ليسوا علماء في اللسان العربي ، وفوق هذا فهم ليسوا من الأجيال الثلاثة الأولى ، وهم بعض قليل إلى جانب علماء أصول الدين ، فمسائل التوحيد خارج فنهم واختصاصهم ، فاختصاصهم في نصوص حديث ، وليست نصوص سنة ، زعموا أنـها صحيحة السند حسب منهجهم ، فاخذوا من خلالـها منازعة محكم القرآن ، وهم يرون أنَّ الله تعالى جسما ، يحويه الزمان ويحيط به المكان إذ يثبتون له العلو الحسي والمعنوي ـ انظر عقيدتهم في علو الله على خلقه ، وله أبعاض يسمونها الصفات الخبرية اليد والوجه وغيرها ، وطبيعي من هذا شأنهم أنْ يفهموا ((الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى))(طـه:5) حسب ما تدل عليه الصورة الحسية ، وينفون الصور الأخرى لمعنى استوى ولمعنى العرش ، وهم بهذا ضاهوا قول اليهود والعياذ بالله تعالى من ذلك .

طرفة سلفية في موضوع المكان والاستواء

نقاش بين  ameen-92 المعتزلي  و  asad alhasmi السلفي

أمين* سلام على اتباع هدي الرسول من خلال الدليل لا من خلال قال فلان وقال علان هل أنت تقول إن الله في المكان ؟ جاوب بلا حيدة .

السلفي* الله في السماء .

أمين* هل تقول : إن الله خلق السموات ثم صار فيها ؟

السلفي* أنا صنعت كرسي وجلست عليه ، تصور إني بنيت بيت وسكنت فيه .

أمين* هل تقول إن الله خلق السماء ثم صار فيها مثل الكرسي والبيت وهما مثلاك اللذان مثلت فيهما لكن بكيف يليق به ؟ اجب دون حيدة .

السلفي* أنا صنعت كرسي وجلست عليه تصور إني بنيت بيت وسكنت فيه .

أمين* صنع أسد كرسيا ثم جلس عليه ، خلق الله السموات ثم صار فيها ، هكذا قلت أتنكر ذلك اجب السؤال حالا !  أين المقارنة ؟ لماذا لا تجاوب ؟ هل تراجعت عن جملتيك ؟

أرسله لكم مع التحية للعلم

طرف سلفية قبل الدخول لموضوع الجسم

نقاش في البالتوك  بين ameen-92 :  و vip_vip_10:

السلفي*إذ هم يمنعون المجاز الواضح بل يمنعون اعتماد الفهم على أساس اللسان العربي مَنْ مِنَ العلماء منع ذلك ؟ أذكره بالاسم وموضع هذا الكلام من كتابه ؟

أمين*ابن تيمية وابن القيم الجوزية منعا المجاز اقرأ كلام ابن القيم في الصواعق المرسلة وكلام ابن تيمية في فتاويه وسآتيك في وقت آخر في الصفحة والجزء أنا أسألك هل ابن تيمية عندك يقول بوجود المجاز في القرآن الكريم ؟

السلفي* ولكن كلامهما ليس على إطلاقه كما زعمتَ أنت ، كلام ابن تيمية وابن القيم واضح

أمين* هل السؤال عن إطلاق ؟ فجاوب

السلفي* ولكن سوء الفهم أو تعمد النقل عنهم غير الصحيح يؤدي إلى ما قرأته في كلامك

أمين* لا تقل كلاما جزافيا هل ابن تيمية يقول بالمجاز وأين ؟

السلفي* إذا لم تفهم كلام ابن تيمية وابن القيم في مسألة المجاز لا تفسر كلامهما على ما ظهر لك أنت

السلفي* في كتبه وليس قول قائل هات من كتبه المعتمدة عندك

السلفي* لماذا لم تذكر كلام ابن تيمية وابن القيم كاملاً ؟ حتى يتضح للقارئ فهمك . سألتك في البداية من قال من علماء أهل السنة والجماعة أن الله جسم ؟

أمين* أليست كتب ابن تيمية عندك هات منها ما يدحض كلامي واترك العبث

السلفي* السلفية تثبت لله تعالى جسما ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ من قال بذلك ؟ وأين قاله ؟

أمين* هل أنت تقول أن الله ليس جسما ؟ وهو منـزه عن الجسم ؟ صرح

السلفي* من قال من العلماء المعتبرين أن لله جسماً ؟ وفي أي كتاب قاله ؟ ألا تتقي الله يا رجل !!   إياك والانتصار للنفس !!! كن طالباً للحق !! .

أمين* اترك اللف والدوران هل تقول أنت ـ وأنت صادق ـ الجسم منفي عن الله تعالى ؟

السلفي* لماذا لا تجيب يا أبا ياسر عن سؤال ؟ ثم أنا أجيبك . من قال من العلماء المعتبرين أن لله تعالى جسماً ؟ سؤال بسيط ، هناك أسئلة كثيرة أريد منك الإجابة عنها . [وكرر السؤال] من قال من العلماء المعتبرين أن لله تعالى جسماً ؟ [وكعادتهم جميعا يتعجلون فإذا شغل الواحد عن الإجابة فورا صرخوا شديدا وهذا نوع من صرختهم] مالك انقطعت حجتك من أول سؤال ؟

أمين* ابن تيمية [وهم يجيدون لعبة الإنكار من جهة ويجيدون حرفها عن دلالتها ومن جهة أخرى لا يلتزمون بلازم القول] .

السلفي* أين قال أن لله جسماً ؟ الله المستعان !!! .

أمين* يا (...) اذهب واقرأ عن قول ابن تيمية في الجسم في الرسالة التدمرية ، وأنا أفتش الآن عن الصفحة ، وثانيا أنت ماذا تقول ؟ هل تقول أنزه الله عن الجسمية ؟ وثالثا انظر ما كتبه صاحب رسالة الدكتوراه وهي مذكورة عندك(1) .

(1) كلمتا السلفي وأمين غير موجودتان في النص الأصلي.

(7)

موضوع الجسم

المغالطة والمراوغة التي يتقنها أصحاب المنهج السلفي ـ أي منهج ابن تيمية ـ [وهو منهج مولود في رحم مجسمة الحنابلة كالدارمي والخلال وابن أبي عاصم وغيرهم] في الموضوع المعلوم وهو : هل الله تعالى جسمٌ ؟ وبدل الإجابة الصريحة وهي : إما هو جسم ، أو لا يمكن أنْ يكون جسما ، أو هو جسم ليس كالأجسام ، أو لا ندري أهو جسم أم لا ، ولا يوجد بعد السبر والتقسيم غير هذه الإجابات ، تراهم يغالطون ويراوغون ويكذبون ويمعنون في الجهالات والضلالات ، الموضوع لا يحتاج لهذه الصورة من المراوغة ، من كبرى مغالطاتـهم هو قولـهم هربا من الجواب الصريح ، هو القول التالي : أليس الله موجودا عندكم ، وإذ الجواب هو بلى ، يقولون : هل وجوده كوجود الموجود عندكم ؟ والجواب طبعا لا ، يقولون : إذن لماذا لا يكون جسما ؟ وهم بـهذا القول يساوون بين اسم دال على كينونة حسية [جسم] وكينونة معنوية [وجود]  وهذا نقل يكشف ذلك من كتاب [لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية ـ شرح ـ الدرة المضية في عقيدة الفرقة المرضية] والدرة المضية وشرحها هي للشيخ محمد بن أحمد السفاريني ت 1188هـ ، وهو من كبار علماء الحنابلة ، وهو من قرية سفارين من فلسطين ، والنقل هو من تعليق عبد الرحمن أبابطين ـ كما هو مدون على جلد الكتاب ـ لكن في كتاب الأعلام للزركلي  وجد الاسم عبد الله بن عبد الرحمن أبابطين ت 1282هـ وسليمان بن سحمان ت 1349هـ وكلاهما من علماء الوهابية النجدية .

فصل للسفاريني كان محل التعليق

في ذكر الصفات التي يثبتها لله تعالى أئمة السلف وعلماء الأثر ـ دون غيرهم من علماء الخلف ، وأهل الكلام ، فضلا عن فرق أهل الزيغ والفساد ، وأساطين الفلاسفة وأهل الإلحاد ـ ولما كان في إثبات هذه الصفات ، ما يبدو للعقول الفلسفية والأقيسة الكلامية والأخيلة الخلفية ، ما يوهم التجسيم ، قدم أمام المقصود ما ينفي ذلك بقوله :

وليس ربـنا بـجـوهر  ولا       عرض ولا جسم تعالى ذو العلى

سبحانه قد استوى كـما ورد      من غير كيف قد تعالى أنْ يـحد

وواصل السفاريني كلامه شارحا كلامه فقال :

[وليس ربنا] تبارك وتعالى [بجوهر] ؛ يراد به ما قابل العرض ؛ ويراد به في اصطلاح أهل الكلام : يعني العين الذي لا يقبل الانقسام لا فعلا ولا وهما ولا فرضا ، وهو الجزء الذي لا يتجزأ ، وعند الفلاسفة وبعض محققي النظار لا وجود للجوهر الفرد ، أعني الجزء الذي لا يتجزأ ، وإليه مال شيخ الإسلام ابن تيمية . قال المثبتون للجوهر الفرد : بأنه لا شكل له ، لأن الشكل هيئة إحاطة الحد أو الحدود ، وحينئذ يلزم انقسامه ، لأن ما يلاقي منه بجزء من المحيط ، يغاير الملاقى بآخر ، وهو الانقسام ، لأنَّا لا نعني بالتقسيم ؛ إلاَّ ما يفرض فيه شيء غير شيء ؛ فلا يكون ما فرضناه جوهرا فردا ، وإذا لم يكن له شكل امتنع أنْ يكون مشاكلا لشيء ؛ لأنَّ المشاكلة هي الاتحاد في الشكل ، وليس للجوهر الفرد شكل كما علمت . ولسنا بصدد تقريره ولا إبطاله ، وإنما نحن بصدد نفي كون جلَّ شأنه جوهرا . [ولا] ربنا تعالى ـ جلَّ شأنه ؛ وتعالى سلطانه ـ ب [عرض] : وهو ما لا يقوم بذاته بل بغيره ، بأنْ يكون تابعا لذلك الغير في التحيز ، أو مختصا به اختصاص النعت بالمنعوت ، لا بمعنى أنه لا يمكن تعقله بدون المحل ، كما قد يتوهم ، فإنَّ ذلك إنما هو في بعض الأعراض ، ولا هو سبحانه : [جسم] وهو ما تركب من جزأين فصاعدا . وعند بعض النظار ـ ويقوم بعد ذلك بشرح مطول لمعنى الجسم . والذي استنفر الوهابية الحنابلة قول حنبلي هو السفاريني : ولا هو سبحانه [جسم] .

استنفار الحنابلة الوهابية على السفاريني الحنبلي

كل كلام يرد بين معكوفتين هكذا [ ] هو كلام مؤلف كتاب موسوعة جدل الأفكار

جاء في هامش الكتاب ما يلي : (1) بـهامش مخ ما لفظه [ يقصد المدون بهامش المخطوطة ويعلم أن الذي دون على المخطوطة هو عبد الله بن عبد الرحمن أبابطين وهذا هو تدوينه ] : " من له اطلاع على كلام الصحابة والتابعين وأئمة السلف علم أنهم لم يتكلموا بلفظ الجسم والجوهر والعرض في حق الرب سبحانه لا نفيا ولا إثباتا فيكون من الكلام المبتدع" .

[ يزعم أبابطين : إنَّ الصحابة لم يتكلموا إلخ كلمته ، نعم لم يتكلم الصحابة في أمور كثيرة جدا من المعارف الإسلامية ، في أصول الدين وغير ذلك ، وحبرهم ابن تيمية تكلم بما لم تتكلم به الصحابة ، فهل عدم كلام الصحابة حجة للتوقف ؟ ومن المعلوم أنَّ السلفية المجسمة ترفض التوقف ! وهكذا هم أهل تطفيف بالكيل فالصحابة توقفت وهم لم يتوقفوا ، أي خالفوا قولـهم المرة تلو المرة قال تعالى : ((وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ))(المطففين: من 1-6) ]

يواصل المعلق كلامه : قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في رسالته التدمرية في أثناء كلام له : ولـما كان الرد على من وصف الله بالنقائص بـهذه الطريق [ يقصد نفي الجسم ] طريقا فاسدا لم يسلكه أحد من السلف والأئمة ، فلم ينطق أحد منهم في حق الله بالجسم لا نفيا ولا إثباتا ، ولا بالجوهر والتحيز ونحو ذلك : لأنـها عبارات مجملة لا تحق حقا ولا تبطل باطلا ، فهذا الكلام المبتدَع الذي أنكره السلف والأئمة . [ ويواصل كلامه ] وقال رحمه الله في موضع آخر في بعض كتبه : ولـهذا كره السلف والأئمة كالإمام أحمد وغيره أن ترد البدعة بالبدعة ، فكان أحمد في مناظرته للجهمية لـما ناظروه على أنَّ القرآن مخلوق ، وألزمه برغوث وكان من أحذقهم في الـمناظرة ؛ إنه إذا كان القرآن غير مخلوق يكون الله جسما ، وهذا منتف . فلم يوافق أحمد لا على نفي ذلك ولا على إثباته بل قال أقول : هو أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد . فبين أني لا أقول : جسم ولا ليس بجسم ، لأن كلا الأمرين بدعة . انتهى

[القول بأنه لا جسم أو جسم هو نفي للنقيضين ، ومثل هذا القول لا حقيقة موضوعية لذالك ، فيجب في هذه الحال أن يصير إلى أمر ثالث فلم يأت به المعلق أو ابن تيمية أو غيره ، مع أن الضرورة العقلية والشرعية تثبت أن الله لا يجوز أن يكون جسما تعتريه حالات الجسم ، والقرآن الكريم يقص عن طريقة تفكير إبراهيم عليه السلام إذ رفض أن يكون الله جسما قال تعالى من خلال تفكير عقلي وثقته آيات سورة الأنعام بإسلوب فذ : ((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ))(الأنعام:79) ].

[منهج التفكير العقلي بالكون المنظور كررها القرآن الكريم مرات كثيرة " انظر ألآيات التي طلب الله تعالى فيها النظر أي التفكر في الظواهر الكونية في بداية هذا الكتاب " ستجد أن الإيمان مبني على قراءة الكون المنظور لا النص المسطور تلك هي الحقيقة الثابتة في الرسالة الخاتمة ولولاها لما صح أن تكون هذه الرسالة خاتمة ذلك أن النص المسطور {القرآن الكريم} والمسلمون كلهم يؤمنون بحفظه ، لكن لا يوجد واحد يستطيع أن يقول أن الإسلام ألغى العقل كدليل مؤسس للأيمان ومدرك لمبنى القرآن ومعناه ويعلم العقل دلالة المبنى {المنطوق} على المراد ويعلم العقل أيضا دلالة المعنى {المفهوم} على ما يدل عليه ، كل ما قاله المسلمون هو ترتيب العقل بين إدلة الله وحججه علي الناس بل لأن حججه على الناس لا يمكن أن يكون  النص بل النص يحتاج لشهادة العقل له].

[يقول الدكتور محمد حسين هيكل في كتابه حياة محمد] " والدعوة للنظر في الكون لاسنتباط سننه وللإهتداء إلى الإيمان ببارئه يكررها القرآن الكريم في سوره المختلفة ، وكلها موجهة إلى قوى الإنسان العاقلة تدعوه إلى التدبر والتأمل بحيث يكون إيمانه عن عقل وبينة ، وتحذره الأخذ بما وجد آباءه عليه من غير نظر فيه وتمحيص له وثقة ذاتية بمبلغه من الحق . [ويستمر قائلا :] هذا هو الإيمان الذي دعا الإسلام إليه ، وهو ليس هذا الإيمان الذي يسمونه إيمان العجائز ، إنما هو إيمان المستنير المستيقن الذي نظر ونظر ُثم فكر وفكر ، ثم وصل من النظر والتفكير إلى اليقين بالله جلت قدرته .

[ويقول :] وما أحسب رجلا نظر بعقله وقلبه ثم لم يهتد إلى الإيمان ، وهو كلما أنعم نظره وحاول الإحاطة بالزمان والمكان وما يشتمله  الزمان والمكان من عوالم دائمة المور ، شعر بنفسه ذرة من هذه العوالم تجري كلها على سنن تمسكها وإلى غاية عند بارئها علمها ، وتيقن من ضعفه وقصور عقله إذا لم يستعن على إدراك هذا الوجود بالإيمان بما هو سبب هذا الوجود وهو الله تعالى جلت قدرته وعظمت آلاؤه وتعددت علينا نعمه وهو الله فيحدث عنده قوة إيمان بدليل العقل واطمئنان القلب وتلج الصدر " [انتهى ما قاله الدكتور هيكل مع قليل من التصرف فيه اقتضتها المتغير في نظرية الزمان والمكان .]

[ ويواصل المعقب كلامه الغريب فيأتي بما ليس له علاقة بالموضوع فيقول :] وقال القرطبي في الـمفهم في شرح حديث "أبغض الرجال إلى الله الألد الخَصِم" قال قد قطع بعض الأئمة بأنَّ الصحابة لم يخوضوا في الجوهر ولا في العرض ، وما يتعلق بذلك من مباحث المتكلمين فمن رغب عن طريقتهم فكفاه ضلالا .

[ ويأتي في الهامش بعد ذلك ما يلي ] : وفي تنبيه ابن سحمان ص 7 فما بعدها :"اعلم وفقني الله وإياك للعلم النافع ، والعمل الصالح ، : إنَّ لفظ الجوهر والعرض والجسم ألفاظ مبتدعة مخترعة لم يرد بنفيها ولا إثباتـها كتاب ولا سنة ، ولا قول صاحب ، ولا قول أحد من أئمة التابعين ولا من بعدهم من الأئمة الـمهتدين  الذين يعتد بقولـهم في هذا الباب ، فإذا تحققت ذلك فهذه الألفاظ التي لم يرد نفيها ولا إثباتـها لا تطلق حتى ينظر في مقصود قائلها ، فإن كان معنى صحيحا قُبِلَ ، لكن ينبغي التعبير عنه بألفاظ النصوص ـ دون الألفاظ الـمجملة ـ إلاَّ عند الـحاجة مع قرائن تبين المراد ، مثل أنْ يكون الخطاب لا يتم المقصود معه إنْ لم يخاطب بـها ونحو ذلك ، فإذا تبين هذا فالواجب على من منحه الله العلم والمعرفة أنْ ينظر في هذا الباب ، أعني باب الصفات ، فما أثبته الله ورسوله أثبته وما نفاه الله ورسوله نفاه ، والألفاظ التي ورد بـها النص يعتصم بـها في الإثبات والنفي ، فنثبت ما أثبته الله ورسوله من الألفاظ والمعاني ، وننفي ما نفته نصوصها من الألفاظ والمعاني" .

[ستكرر هذه العبارة مرات عدة وهي القول التالي :  إنَّ لفظ الجوهر والعرض والجسم ألفاظ مبتدعة مخترعة لم يرد بنفيها ولا إثباتـها كتاب ولا سنة . ويجري الكلام متعلقا بها ويأتون بالنهاية تسويغا للعبارة وشرحها بالقول :  فما أثبته الله ورسوله أثبته وما نفاه الله ورسوله نفاه . كانت الرغبة  الاكتفاء بعبارة واحدة دالة على موقف السلفية من الجسم ، لولا أنهم عادة يقولون : لقد اجتـزأ الكاتب كلام شيوخنا وعلمائنا ، ليصل إلى نتيجة يرمينا بها ولهذا كان الحرص شديدا على نقل الكلام بتمامه قطعا لدابر التهرب ] .

[ويقول المعلق مواصلا كلامه] : وأمَّا كون شيخ الإسلام ابن تيمية قدَّسَ الله روحه وتلميذه ابن القيم قالا : إلى أنه لا وجود للجوهر الفرد فحقٌ ، ولكن المقصود بذلك الرد على من أثبت الجوهر الفرد وأنه لا حقيقة لوجوده ، ولا يلزم من ذلك إذا رده ونفاه ، أنه يرى أنَّ إطلاق هذه الألفاظ على الله نفيا وإثباتا جائز ، فقد ذكر رحمه الله في بعض أجوبته ما نصه : فإنَّ ذكر لفظ الجسم في أسماء الله تعالى وصفاته بدعة لم ينطق بها كتاب ولا سنة ، ولا قالها أحد من سلف الأمة وأئمتها ، ولم يقل أحد منهم : إن الله تعالى جسم ، ولا إنَّ الله تعالى ليس بجسم ، ولا إنَّ الله تعالى جوهر ، ولا إنَّ الله تعالى ليس بجوهر . انتهى وكما صرح بذلك فيما ذكرناه عنهما وفي بعض مواضع أخر خلافا لما ذكره الناظم وأقره الشارح . [الناظم والشارح الشيخ السفاريني] .

[ويواصل ابن سحمان كلامه]: إذا تقرر هذا فلا بد من ذكر كلام أئمة الإسلام على هذه الألفاظ المبتدعة المخـترعة التي أدخلها بعض المنتسبين إلى السنة من أهل الكلام وغيرهم في العقائد ونسبها بعضهم إلى مذهب السلف رضوان الله عليهم وذلك مثل لفظ الجوهر والجسم والأعراض  والأعراض والأبعاض والحدود والجهات وحلول الحوادث وغيرها قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه : وكانت المعتزلة تقول إن الله منـزه عن الأعراض والأبعاض والحوادث والحدود . ومقصودهم نفي الصفات ونفي الأفعال ونفي مباينته للخلق وعلوه على العرش ، وكانوا يعبرون عن مذهب أهل الإثبات (أهل السنة) بالعبارات المجملة ، التي تشعر الناس بفساد المذهب ، فإنهم إذا قالوا : إن الله منـزه عن الأعراض ، لم يكن في ظاهر العبارة ما ينكر ، لأن الناس يفهمون من ذلك : أنه منـزه عن الاستحالة والفساد ، كالأعراض التي تعرض لبني آدم من الأمراض والأسقام ، ولا ريب أن الله منـزه عن ذلك ، ولكن مقصودهم أنه ليس له علم ولا قدرة ولا حياة ولا كلام قائم به ، ولا غير ذلك من الصفات التي يسمونها هم أعراضا . وكذلك إذا قالوا : إن الله منـزه عن الحدود والأحياز والجهات ، أوهموا الناس بأن مقصودهم بذلك لا تحصره المخلوقات ، ولا تحوزه المصنوعات ، وهذا المعنى صحيح ، ومقصودهم به أن ليس مباينا للخلق ولا منفصلا عنه ، وأن ليس فوق السموات رب ولا على العرش إله ، وأن محمدا (ص) لم يعرج به إليه ، ولم ينـزل منه شيء ، ولا يصعد إليه شيء ، ولا يتقرب إليه بشيء ، ولا ترفع الأيدي إليه في  الدعاء ، ولا غيره ، ونحو ذلك من معاني الجهمية . وإذا قالوا : إنه ليس بجسم أوهموا الناس إنه ليس من جنس المخلوقات ولا مثل أبدان الخلق وهذا المعنى صحيح ولكن مقصودهم بذلك أنه لا يُرى ولا يتكلم بنفسه ولا تقوم به صفة ولا هو مباين للخلق وأمثال ذلك . وإذا قالوا لا تحله الحوادث . أوهموا الناس أن مرادهم أنه لا يكون محلا للتغيرات والاستحالات ونحو ذلك من الأحداث التي تحدث للمخلوقين فتحيلهم وتفسدهم ، وهذا المعنى صحيح ولكن مقصودهم بذلك أنه ليس له فعل اختياري يقوم بنفسه ولا له كلام ولا فعل يقوم به يتعلق بمشيئته وقدرته وأنه لا يقدر على استواء أو نزول أو إتيان أو مجيء ، وإن المخلوقات التي خلقها الله لم يكن منه عند خلقها فعل أصلا بل عين المخلوقات هي الفعل ليس هناك فعل ومفعول وخلق ومخلوق بل المخلوق عين الخلق والمفعول عين الفعل ونحو ذلك . انتهى

وقال ابن القيم رحمه الله في (الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة) . ويقولون نحن ننـزه الله تعالى عن الأعراض والأغراض والأبعاض والحدود والجهات وحلول الحوادث ، فيسمع الغر المخدوع هذه الألفاظ فيتوهم منها أنهم ينـزهون الله تعالى عما يفهم من معانيها عند الإطلاق من العيوب والنقائص والحاجة فلا يشك أنهم يمجدونه ويعظمونه ، ويكشف الناقد البصير ما تحت هذه الألفاظ فيرى تحتها الإلحاد وتكذيب الرسل وتعطيل الرب تعالى عما يستحقه من كماله ـ فتنـزيههم عن الأعراض هو جحد صفاته كسمعه وبصره وحياته وعلمه وكلامه وإرادته فإن هذه أعراض له عندهم لا تقوم إلا بجسم فلو كان متصفا بها لكان جسما وكانت أعراضا له وهو منـزه عن الأعراض .

وأما الأعراض فهي الغاية والحكمة التي لأجلها يخلق ويفعل ويأمر وينهى ويثيب ويعاقب وهي الغايات المحمودة المطلوبة من أمره ونهيه وفعله فيسمونها أعراضا منه وعللا ينـزهونه عنها . وأما الأبعاض فمرادهم بتنزيهه عنها أنه ليس له وجه ولا يدان ولا يمسك السموات على إصبع والأرض على إصبع والشجر على إصبع والماء على إصبع فإن ذلك كله أبعاض والله منـزه عن الأبعاض . وأما الحدود والجهات : فمرادهم بتنـزيهه عنها ، أنه ليس فوق السموات رب ، ولا على العرش إله ، ولا يشار إليه بالأصابع إلى فوق ، كما أشار إليه أعلم الخلق به ، ولا ينزل منه شيء ، ولا يصعد إليه شيء ولا تعرج الملائكة والروح إليه ، ولا رفع المسيح إليه ، ولا عرج برسوله محمد (ص) إذ لو كان ذلك لزم إثبات الحدود والجهات وهو منزه عن ذلك .

وأما حلول الحوادث فيريدون به أنه لا يتكلم بقدرته ومشيئته ، ولا ينـزل كل ليلة إلى سماء الدنيا ، ولا يأتي يوم القيامة ولا يجيء ولا يغضب بعد أن كان راضيا ولا يرضى بعد أن كان غضبانَ ، ولا يقوم به فعل البتة ولا أمر مجدد بعد أن لم يكن ، ولا يريد شيئا بعد أن لم يكن مريدا له ، فلا يقال له كن حقيقة ، ولا استوى على عرشه ، بعد أن لم يكن مستويا ، ولا يغضب يوم القيامة غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، ولا ينادي عباده يوم القيامة بعد أن لم يكن مناديا لهم ، ولا يقول للمصلي إذا قال (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) حمدني عبدي ، فإذا قال : (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) قال أثنى علي عبدي ، فإذا قال : (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) قال مجدني عبدي ، فإن هذه كلها حوادث وهو منـزه عن حلول الحوادث .

إلى أنْ قال : "واعلم أن لفظ الجسم لم ينطق به الوحي إثباتا ، فيكون له الإثبات ، ولا نفيا فيكون له النفي ، فمن أطلقه نفيا أو إثباتا سئل عما أراد ، فإن قال أردت بالجسم معناه في لغة العرب وهو البدن الكثيف الذي لا يسمى في اللغة جسما سواه ، فلا يقال للهواء جسم لغة ، ولا للنار ولا للماء ، فهذه اللغة وكتبها بين أظهرنا ، فهذا المعنى منفي عن الله عقلا وسمعا ، وإنْ أردتم به المركب من المادة والصورة ، والمركب من الجواهر الفردة فهذا منفي عن الله قطعا ، والصواب نفيه عن الممكنات أيضا ، فليس جسم المخلوق مركب من هذا . ولا من هذا . وإن أردتم بالجسم ما يوصف بالصفات ويرى بالأبصار ويتكلم ويكلم ويسمع ويبصر ويرضى ويغضب ، فهذه المعاني ثابتة لله تعالى ، وهو موصوف بها فلا ننفيها عنه ، بتسميتكم للموصوف بها جسما .

إلى أن قال :" وإن أردتم بالجسم ما يشار إليه إشارة حسية فقد أشار أعرف الخلق به بأصبعه رافعا بها إلى السماء بمشهد الجمع الأعظم مستشهدا له لا للقبلة . وإن أردتم بالجسم ما يقال له أين ؟ فقد سأل أعلم الخلق به عنه بأين منبها على علوه على عرشه وسمع السؤال بأين وأجاب عنه ولم يقل أن هذا السؤال يكون عن الجسم وأنه ليس بجسم . وإن أردتم بالجسم ما يلحقه (من) و (إلى) فقد نزل جبريل من عنده وعرج برسوله إليه ، وإليه يصعد الكلم الطيب ، وعبده المسيح رفع إليه . وإن أردتم بالجسم ما يتميز منه أمر غير أمر فهو سبحانه موصوف بصفات الكمال جميعها من السمع والبصر والعلم والقدرة والحياة وهذه صفات متميزة متغايرة ومن قال أنها صفة واحدة فهو بالمجانين أشبه منه بالعقلاء ، وقد قال أعلم الخلق به (أعوذ برضاك من سخطك) الحديث . قال وأما استعاذته (ص) به منه باعتبارين مختلفين فإن الصفة المستعاذ بها والصفة المستعاذ منها صفتان لموصوف واحد ورب واحد فالمستعيذ بإحدى الصفتين من الأخرى مستعيذ بالموصوف بهما منه . وإن أردتم بالجسم ما له وجه ويدان وسمع وبصر فنحن نؤمن بوجه ربنا الأعلى وبيديه وسمعه وبصره وغير ذلك من صفاته التي أطلقها على نفسه . فإن أردتم بالجسم ما يكون فوق غيره ومستويا على غيره فهو سبحانه فوق عباده مستو على عرشه .

وكذلك إن أردتم بالتشبيه والتركيب هذه المعاني التي دل عليها الوحي والعقل فنفيكم لها بهذه الألقاب المنكرة خطأ في اللفظ والمعنى وجناية على ألفاظ الوحي . أما الخطأ اللفظي فتسميتكم الموصوف بذلك جسما مركبا مؤلفا مشبها بغيره وتسميتكم هذه الصفات تركيبا وتجسيما وتشبيها فكذبتم على القرآن وعلى الرسول وعلى اللغة ووضعتم لصفاته ألفاظا منكم بدأت وإليكم تعود ، وأما خطأكم في المعنى فنفيكم وتعطيلكم لصفات كماله بواسطة هذه التسمية والألقاب فنفيتم الاسم الحق وسميتموه بالاسم المنكر .

إلى أن قال : إذا قال الفرعوني لو كان على السموات رب أو على العرش اله لكان مركبا ، قيل له : لفظ في اللغة هو الذي ركبه غيره في محله كقوله تعالى :((فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ))(الانفطار:8) وقولهم ركبت الخشبة والباب وما يركب من أخلاط أجزاء بحيث كانت أجزاؤه مفرقة فاجتمعت وركبت حتى صار شيئا واحدا كقولهم : ركبت الدواء من كذا وكذا . وأن أردتم بقولكم : لو كان فوق العرش كان مركبا هذا التركيب المعهود وإنه كان متفرقا فاجتمع فهو كذب وفرية وبهت على الله وعلى الشرع وعلى العقل ، وإن أردتم أنه لو كان فوق العرش لكان عاليا على خلقه بائنا منهم مستويا على عرشه ليس فوقه شيء فهذا المعنى حق فكأنك قلت لو كان فوق العرش لكان فوق العرش فنفيت الشيء بتغيير العبارة وقلبها إلى عبارة أخرى وهذا شأنكم في أكثر مطالبكم .

وإن أردتم بقولكم : كان مركبا أنه يتميز منه شيء عن شيء فقد وصفته أنت بصفات يتميز بعضها عن بعض فهل كان هذا عندك تركيبا ؟ فإن قلت هذا لا يقال لي وإنما يقال لمن أثبت شيئا من الصفات أما أنا فلا  أثبت له صفة واحدة فرارا من التركيب ، قيل لك : العقل لم يدل على نفي المعنى الذي سميته أنت مركبا وقد دل الوحي والعقل والفطرة على ثبوته أتنفيه بمجرد تسميتك الباطلة ؟ فإن التركيب يطلق ويراد به خمسة معان :

(1) تركيب الذات من الوجود والماهية عند من يجعل وجودها زائدا على ماهيتها فإذا نفيت هذا جعلته وجودا مطلقا إنما هو في الأذهان لا وجود له في الأعيان .

(2) تركيب الماهية من الذات والصفات ، فإذا نفيت هذا التركيب جعلته ذاتا مجردة عن كل وصف ، لا يسمع ، ولا يبصر ، ولا يعلم ، ولا يقدر ، ولا يريد ، ولا حياة له ، ولا مشيئة ، ولا صفة أصلا  فكل ذات في المخلوقات (....) من هذه الذات ، فاستفدت بهذا التركيب كفرك بالله ، وجحدك لذاته ولصفاته وأفعاله .

(3) تركيب الماهية الجسمية من الهيولي والصورة كما يقول الفلاسفة .

(4) التركيب من الجواهر الفردة كما يقول كثير من أهل الكلام .

(5) تركيب الماهية من أجزاء كانت متفرقة فاجتمعت وتركبت فإن أردت بقولك لو كان فوق العرش لكان مركبا كما يدعيه الفلاسفة والمتكلمون قيل لك : جمهور العقلاء عندهم أن الأجسام المحدثة المخلوقة ليست مركبة من هذا ولا من هذا فلو كان فوق العرش جسم مخلوق ومحدث لم يلزم أن يكون مركبا بهذا الاعتبار فكيف ذلك في حق خالق الفرد والمركب الذي يجمع المتفرق ويفرق المجتمع ويؤلف بين الأشياء فيركبها كما يشاء ؟ . والعقل إنما يدل على إثبات إله واحد ورب واحد لا شريك له ولا شبيه له ((لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ))(الاخلاص:3) ،ولم يدل على أن ذلك الرب الواحد لا اسم له ولا صفة ولا وجه ولا يدين ولا هو خلقه ولا يصعد إليه شيء ولا ينزل منه شيء ، فدعوى ذلك على العقل كذب صريح كما هي كذب صريح على الوحي . وكذلك قولهم ننـزهه عن الجهة إن أردتم أنه منـزه عن جهة وجودية تحيط به وتحويه إحاطة الظرف بالمظروف فنعم هو أعظم من ذلك وأكبر وأعلى ، ولكن لا يلزم من كونه فوق عرشه هذا المعنى .

وإن أردتم بالجهة أمرا يوجب مباينة الخالق للمخلوق وعلوه على خلقه واستوائه على عرشه فنفيكم بهذا المعنى باطل وتسميته جهة وقلتم منـزه عن الجهات وسميتم العرش حيزا وقلتم ليس بمتحيز وسميتم الصفات أعراضا وقلتم الرب منـزه عن الأعراض ، وسميتم كلامه بمشيئته ونزوله إلى سماء الدنيا ومجيئه يوم القيامة لفصل القضاء ونزوله لمرادها وإدراكه المقارن لوجود المدرك وغضبه إذا عصي ورضاه إذا أطيع وفرحه إذا تاب إليه العباد وندائه لموسى حين أتى الشجرة وندائه للأبوين حين أكلا من الشجرة وندائه لعباده يوم القيامة ومحبته لمن كان يبغضه حال كفره ثم صار يحبه بعد إيمانه وربوبيته التي هي كل يوم في شأن (حوادث) وقلتم هو منـزه عن حلول الحوادث وحقيقة هذا التنـزيه أنه متنـزه عن الوجود وعن الربوبية وعن الملك وعن كونه فعالا لما يريد بل عن الحياة والقيومية  .

فانظر ماذا تحت تنـزيه المعطلة النفاة بقولهم : ليس بجسم ولا جوهر ولا مركب ولا تقوم به الأعراض ولا يوصف بالأبعاض ولا يفعل بالأغراض ولا تحله الحوادث ولا تحيط به الجهات ولا يقال في حقه أين وليس بمتحيز كيف كسواْ حقائق أسمائه وصفاته وعلوه على خلقه واستوائه على عرشه وتكليمه لخلقه ورؤيتهم له بالأبصار في دار كرامته هذه الألفاظ ثم توسلوا إلى نفيها بواسطتها وكفروا وضللوا من أثبتها واستحلواْ منه ما لم يستحلوه من أعداء الله اليهود والنصارى ، فالله الموعد وإليه التحاكم وبين يديه التخاصم . نحن وإياهم نموت ولا أفلح يوم الحساب من ندما. انتهى الكلام

وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في رسالته إلى عبد الله بن سحيم وقد طلب منه أن يذكر له شيئا عن كتاب الموليس فقال رحمه الله في الجواب بعد كلام له ، وذلك أن كتابه مشتمل على الكلام في ثلاثة أنواع من العلوم (الأول) علم الأسماء والصفات الذي يسمى علم أصول الدين ويسمى أيضا العقائد (الثاني) الكلام على التوحيد والشرك (الثالث) الاقتداء بأهل العلم واتباع الأدلة وترك ذلك .

أما الأول فإنه أنكر على أهل الوشم إنكارهم على من قال ليس بجوهر ولا جسم ولا عرض وهذا الإنكار جمع بين اثنتين إحداهما أنه لم يفهم كلام ابن عبدان وصاحبه "الثانية" أنه لم يفهم صورة المسئلة وذلك أن مذهب الإمام أحمد وغيره من السلف أنهم لا يتكلمون بهذا النوع .إلا بما تكلم الله به ورسوله فما أثبته الله لنفسه وأثبته رسوله أثبتوه مثل الفوقية والاستواء والكلام والمجيء وغير ذلك  وما نفاه الله عن نفسه ونفاه عنه رسوله (ص) نفوه مثل المثل والند والسمي وغير ذلك ، وأما ما لا يوجد عن الله ورسوله إثباته ولا نفيه مثل الجوهر والعرض والجهة وغير ذلك لا يثبتونه فمن نفاه مثل صاحب الخطبة الذي أنكرها ابن عبدان وصاحبه فهو عند أحمد والسلف مبتدع ، ومن أثبته مثل هشام ابن الحكم وغيره فهو عندهم مبتدع ، والواجب عندهم السكوت عن هذا النوع اقتداء بالنبي (ص) وأصحابه . إلى أن قال : وأنا أذكر لك كلام الحنابلة في هذه المسألة .

قال الشيخ تقي الدين بعد كلام له على من قال : إنه ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ككلام صاحب الخطبة قال رحمه الله تعالى : فهذه الألفاظ لا يطلق إثباتها ولا نفيها كلفظ الجوهر والجسم والتحيز والجهة ونحو ذلك من الألفاظ ولهذا لما سئل ابن سريج عن التوحيد فذكر توحيد المسلمين وقال وأما توحيد أهل الباطل فهو الخوض في الجوهر والأعراض وإنما بعث النبي (ص) بإنكار ذلك . وكلام السلف والأئمة في ذم الكلام وأهله مبسوط في غير هذا الموضع . والمقصود أن الأئمة  كأحمد وغيره إذا ذكر لـهم  أهل البدع الألفاظ المجملة كلفظ الجسم والجوهر والحيز لم يوافقوهم  لا على إطلاق الإثبات ولا على إطلاق النفي . انتهى كلام الشيخ تقي الدين [المقصود بالشيخ تقي الدين ليس الشيخ تقي الدين النبهاني وإنما الشيخ ابن تيمية] .

إذا تدبرت هذا عرفت أن إنكار ابن عبدان وصاحبه على الخطيب الكلام في هذا ، هو عين الصواب ، وقد اتبعا في ذلك إمامهما أحمد بن حنبل وغيره ، وفي إنكارهم على المبتدعة ، ففهم صاحبكم أنها يريدان إثبات ضد ذلك ، وأن الله جسم وكذا وكذا تعالى الله عن ذلك ، وظن أيضا أن عقيدة أهل السنة هي نفي أنه لا جسم ولا جوهر ولا كذا ولا كذا ، وقد تبين لكم الصواب أن عقيدة أهل السنة هي السكوت من أثبت بدعوه ، ومن نفى بدعوه ، فالذي يقول ليس بجسم ولا ... ولا ... هم الجهمية والمعتزلة ، والذين يثبتون ذلك هو هشام وأصحابه ، والسلف بريئون من الجميع من أثبت بدعوه ومن نفى بدعوه ، فالموليس لم يفهم كلام الأحياء ولا كلام الأموات ، وجعل النفي الذي هو مذهب الجهمية والمعتزلة مذهب السلف ، وظهر أن من أنكر النفي أنه بريد الإثبات ، كهشام وأتباعه ، ولكن العجب من ذلك استدلاله على فهمه بكلام أحمد المتقدم .

ومن كلام أبي الوفاء علي بن عقيل قال : أنا أقطع أن أبا بكر وعمر ماتا وما عرفا الجوهر والعرض . فإن رأيت أن طريقة أبي علي الجبائي وأبي هاشم خير لك من طريقة أبي بكر وعمر فبئس ما رأيت . انتهى

وصاحبكم يدعي : أن الرجل لا يكون من أهل السنة حتى يتبع أبا علي وأبا هاشم بنفي الجوهر والعرض ، فمن أنكر الكلام فيهما مثل أبي بكر وعمر فهو عنده على مذهب هشام الرافضي . فظهر بما قررناه أن الخطيب الذي يتكلم بنفي العرض والجوهر أخذه من مذهب الجهمية والمعتزلة ، وأن ابن عبدان وصاحبه أنكرا ذلك مثل ما أنكره أحمد والعلماء كلهم على أهل البدع . انتهى

فتأمل رحمك الله ما تحت إطلاق هذه الألفاظ المبتدعة المخترعة التي خالف من وضعها سلف الأمة وأئمتها واغتر بهم من حسن ظنه بهؤلاء الذين قلدوا من ابتدعها من المتكلمين ، الذين ليس لهم قدم صدق في العالمين ، حيث أرادوا بها التنـزيه ، ووقعوا في التعطيل والتشبيه ، فساروا على مناهجهم من غير دليل ولا برهان من الكتاب والسنة ، ولا كلام أحد من الأئمة . فالله المستعان .

وتأمل ما ذكره شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب حيث قال فمن نفاه ـ مثل صاحب الخطبة التي أنكرها ابن عبدان وصاحبه ـ فهو عند أحمد والسلف مبتدع ، والواجب عندهم السكوت عن هذا النوع اقتداء بالنبي (ص) وأصحابه .

وقد تبين لكم الصواب ، أن عقيدة أهل السنة هي السكوت : من أثبت بدعوه ، ومن نفى بدعوه ، فالذي يقول ليس بجسم ولا ...  ولا ... هم الجهمية والمعتـزلة والذين يثبتون ذلك هو هشام وأصحابه ، والسلف بريئون من الجميع ، من أثبت بدعوه ، ومن نفى بدعوه إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى . انتهى

[ما مر هو تعليق السلفية على قول السفاريني الحنبلي في شرحه لبيت من منظومته الدرة المضية في عقيدة الفرقة المرضية وهذا هو البيت الذي أدى إلى كل هذا الاستنفار]

وليس ربنا بـجوهر ولا    عرض ولا جسم تعالى ذو العلى

[أن عبارة نفي الجسمية عنه تعالى هي سبب هذا الاستنفار . فلدينا عقيدة جديدة اسمها السكوت كما يلاحظ القارئ الكريم . والسكوت ليس هو الإثبات ، فهل عقيدة السلفية السكوت ؟ ليلزمهم محاورهم في السكوت ، أو عقيدتهم الإثبات ليلزمهم محاورهم بالإثبات] .

(8)

الأين والمعية والفوقية بالنسبة لله تعالى

آيات المعية

(إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)(البقرة: من الآية 153) (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)(البقرة: من الآية194) (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)(البقرة: من الآية249) (أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى)(الأنعام: من الآية19) (وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ)(لأنفال: من الآية19) (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)(لأنفال: من الآية46) (وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)(لأنفال: من الآية66) (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)(التوبة: من الآية36) (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ)(الحديد: من الآية 4) (وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ)(المائدة: من الآية 12) (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ)(الأنفال: من الآية 12) (قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآياتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ)(الشعراء:15) (وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ)(محمد: من الآية 35) (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ)(الحديد: من الآية 4) (إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)(طـه: من الآية 46 ) (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ)(الزخرف:84) (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)(الأنعام:18) (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ)(الأنعام:61).

يتهرب السلفيون دائما من مواجهة سؤال كيف عرفت الله وهذا نموذج من تـهربـهم وهي مع شخص اسمه في البالتوك  abuassem7:  وهذا نقاشه معي

abuassem7: تتم معرفة الله أولا بالفطرة السليمة ، كل مولود يولد على الفطرة

abuassem7: وقبل هذا لا اخذ الله من بني آدم من ذريتهم

abuassem7: واشهد على انفسهم الست بربكم

abuassem7: وذلك وهم في عالم الذر

abuassem7: خلقت عبادي حنفاء

abuassem7: فاجتالتهم الشياطين على ماهم عليه

أمين : دليلك الآية أو الحديثان ؟ أو كلاهما ؟ هذا على مستوى الشهادة للنص أنه من الله . أما على مستوى فهمهما ففهمك لهما خطأ محض . واذكرك من البداهة حتى تستدل بهما ان تثبت بالدليل أنهما من الله فالله قبلهما لا بعدهما

abuassem7:   طيب انت صادق تريدني اثبت لك تفاصيلها كلها بالأدلة؟

abuassem7:   تردها حقا والا تسخر بي؟

أمين : الله عندك بعد  نصوصه فما الفرق بينك وبين اليهودي والنصراني بطريقة ترتيب الأدلة ؟

abuassem7:   يارجل انت تصفني باليهود والنصارى وتريدني اناقشك؟

أمين : الله اولا فالرسول ثانيا فالرسالة ثالثا

abuassem7:   انت مخلط ياامين صدقني

أمين : هل تعرف هذا الترتيب يا مقلد

أمين : سلام على اتباع هدي النبي كيف عرفت الله ؟ والواجب الأول العقلي هو معرفة الله وغير ذلك يأتي بعد ذلك هل تستطيع الجواب دون لفلفة ؟

abuassem7:   انا مقلد وانت جاهل

أمين : هكذا كشفت نفسك تتفلت

abuassem7:   انا؟

abuassem7: والله انك اضحكتني

أمين : نعم

abuassem7: قلت لك انك مسكين

أمين : تتفلت

abuassem7:   ماعندك ترة ماعند جدتي

abuassem7:   انا سآتيم

abuassem7:   ساكتب لك بالأدلة كلها فيما بعد لأني ساذهب الحين

أمين : تتفلت من الجواب بسبب التقليد

أمين : انتظرك

abuassem7* انت لاتفهم جيدا مااكتب لك خلاص وساريك

أمين* أنا سألتك ولم تجب على سؤالي انتظر جوابك على سؤالي وهو  سلام على اتباع هدي النبي كيف عرفت الله ؟ والواجب الأول العقلي هو معرفة الله وغير ذلك يأتي بعد ذلك هل تستطيع الجواب دون لفلفة ؟

abuassem7* ليش تتعجل علي؟ هل تعلم إني ماجستير فقه مقارن ؟ هل تعلم أن شيخي ابن باز فوق عشر سنين؟ لا تتعجل وتحكم بغير علم من تعجل الشيء قبل أوانه عوقب عليه بحرمانه

أمين* عرفتك أنت مقلد لابن باز

abuassem7* الله اكبر الله اكبر شيخي وحبيبي . لكني والله لست مقلدا له وإنما محب له ومتابع لقوله الموافق للدليل أنت ما عشت معي لتعرف هذا فلا تكذب عيب عليك في سنك هذا الكذب ومن كذب مرة سقط عند أهل الحديث

أمين* الكذب سجيتكم أنا أناقشك ولم اقل إنك تكذب أنا سألتك فكتبت حائدا عن الجواب والسؤال هو كيف عرفت الله ؟

abuassem7* خلاص انتظر جوابي ولا تقل الكذب سجيتك لا يجوز لك لأنك تحكم علي بغير علم وهذا تصافح أختها الأولى يوم قلت عني أعرفك مقلدا لابن باز فهذا كذب كما قلت أنا لأنك لم تعرف عن علميتي شيئا إلا استنباطا

أمين* لست في نقاش معك حول نفسك جاوب كيف عرفت الله ؟

abuassem7* ولكنك ادعيت علي وأمرك إلى الله أخاصمك عليها إلا أن تتوب وإلا فلن اتركها لك تمر هكذا

أمين* كيف عرفت الله ؟ جاوب !!! ولا تتفلت !!!

abuassem7* أنا لا أجبيك حتى تعود عن مقالتك إني مقلد لابن باز وتثبت انك كذبت علي فهل يعقل إني اصبر على من يتهم جزافا ؟

أمين* أنت مقلد تقليدا واضحا وتتهرب من جواب السؤال كيف عرفت الله ؟

(9)

عقيدة المكان اليهودية عند السلفية وعند أهل الضلال

يحتج السلفيون لعقيدة المكان بحديث الجارية ، وهو حديث أخرجه أكثر من محدث ، ولم يكن يفهم منه عقيدة المكان ـ عند من أخرجه من علماء الحديث ـ، كانوا يفهمون أن المراد منه الإيمان بالله ، من خلال السؤال المصدر بكلمة أين !!! فلم يكن يخطر ببال أحد من نقلة هذا النص أن المراد إثبات المكان لله تعالى . ولذلك كان السؤال عن الإيمان برسوله في القسم الثاني من السؤال ، وتوجيه المكلفين لضرورة إتباع  وحي الله : كتابا وسنة ، وهذا واضح جدا في ذكر مالك له في باب العتق ، بعد إثبات إيمان الجارية ، وكذلك الشافعي ـ إذ أخرجه في باب إتباع  الوحي كتابا وسنة ـ لكن العقول المريضة من السلفية أخرجت الحديث عن موضوعه الظاهر  ليتحول إلى عقيدة إثبات المكان ، وهذا بحث في الموضوع يكشف هذه المغالطات السلفية .

مالك وحديث الجارية

باب ما يجوز في العتق في الرقاب الواجبة

* حدثني مالك عن هلال بن أسامة ، عن عطاء بن يسار ، عن عمر بن الحكم ، أنه قال : أتيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقلت : يا رسول الله ، إنَّ جارية لي كانت ترعى غنما لي ، فجئتها وقد فُقِدَتْ شاة من الغنم ، فسألتها عنها فقالت : أكلها الذئب . فأسِفْتُ عليها ، وكنت من بني آدم فلطمت وجهها ، وعليًَّ رقبة . أفأعتِقُهَا ؟ فقال لها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : [أين الله ؟] فقالت : في السماء ، فقال : [من أنا؟] فقالت : أنت رسول الله ، فقال رسول الله : ـ صلى الله عليه وسلم ـ [إعتقها].

يروي مالك الحديث عن عمر بن الحكم ، وغيره ممن أخرجه رواه عن معاوية بن الحكم وحكم ابن عبد البر بأن مالك وهم في الراوي وهو حكم عند جميع علماء الحديث ، إذ ليس في الصحابة عمر بن الحكم ، وإنما هو معاوية بن الحكم ، وكل من روى هذا الحديث عن هلال أو غيره ، رواه عن معاوية بن الحكم ، ومعاوية بن الحكم معروف في الصحابة . وحديثه هذا معروف . لكن مالك لم يكتف برواية الحديث السابق ، بل جاء برواية أخرى مباشرة بعد ذكره الحديث  قال عنها بعض علماء الحديث مرسلة ، وما علم عند جمهور الفقهاء الاحتجاج بالمرسل ، لكن ابن عبد البر حملها على الاتصال ، والزرقاني رأى أن في حكم ابن عبد البر نظر . وعلل ذلك بأن رواية التابعي لا تكون إلا عن صحابي فزوال الإرسال عنها بسبب ذلك يعني عدم وجود مرسل . وقول ابن عبد البر فيه صحة كما سيظهر من الدراسة التي ستأتي بعد ذكر الحديث .

رواية مالك للحديث الآخر الموقوف على صحابي دون التصريح باسمه في نفس الباب

* وحدثني مالك عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ؛ أن رجلاً من الأنصار جاء إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بجارية له سوداء . فقال يا رسول الله إنَّ عليًَّ رقبةً مؤمنةً . فإن كنت تراها مؤمنة أُعْتقها . فقال لـها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ [أتشهدين أن لا إله إلا الله ؟] قالت : نعم . قال [أتشهدين أن محمدا رسول الله] قالت : نعم . قال [أتوقنين بالبعث بعد الموت ؟] قالت : نعم . فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : [أعتقها] .

ماذا يعني عند السلفية ذكر مالك للحديثين في باب العتق ؟ أليس المراد بيان إيمان الجارية أو عدم إيمانـها ليكون عتقها مجزيا ؟ هل المراد بيان عقيدة إيمانية في علاقة الله بالمكان ؟ كيف تأتى لـهم هذا الانحراف الواضح ؟ هل الحديث له حكم المرفوع ؟ أو هو موقوف على الصحابي وهو رجل من الأنصار ؟ أو هو موقوف على تابعي ؟مهما كان الحكم عليه من ناحية السند فهو مفسر لما قبله . روى الحديث أيضا الشافعي في الرسالة فقرة 242 بتحقيق أحمد محمد شاكر .

حديث الشافعي

* أخبرنا مالك عن هلال بن أسامة عن عطاء بن يسار عن عمر بن الحكم قال : "أتيت رسول الله بجارية فقلت يا رسول الله ، عليَّ رقبة أفأعتقها ؟ فقال لها رسول الله : أين الله ؟ فقالت : في السماء ،  فقال : ومن أنا ؟ فقالت أنت رسول الله ، قال فأعتقها". يقول الشافعي في الفقرة 243 من الرسالة مصححا وهم مالك في الصحابي بقوله : وهو معاوية بن الحكم وكذلك رواه غير مالك ، وأظن مالك لم يحفظ اسمه  . والشافعي جاء بهذا الحديث بعنوان هو [بيان فرض الله في كتابه إتباع سنة نبيه] وفي الفقرة 244 يقول الشافعي : " ففرض الله على الناس إتباع وحيه وسنن رسوله" .

التعليق

الشافعي رضي الله عنه علمَ أن ليس المراد من سؤال النبي للجارية أين الله هو سؤال عن الإيمان بمكان يحيط بالله تعالى أو إثبات مكان له تعالى ،((مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً))(الكهف:5) فمن أين جاءت للسلفية عقيدة المكان اليهودية ؟؟؟ ،والذين أخرجوا هذا الحديث من علماء الحديث كما جاء مدونا في المعجم المفهرس لألفاظ الحديث هم بألفاظ تختلف هم :

مسلم في المساجد انظر رقم متسلسل 1199 طبعة دار السلام .أخرج أبو داود حديث مسلم بنفس ألفاظه برقم 823 متسلسل في كتاب صحيح {أبو داود} الذي أخرجه الألباني بعقد إجارة مع مكتب التربية العربي لدول الخليج باختصار السند أي الاكتفاء في ذكر اسم الصحابي وأشار الألباني إلى أن رقمه في أبي داود هو 930 واسم الباب باب تشميت العاطس في الصلاة ورقم الباب في كتاب الألباني 172 . أخرجه النسائي في باب السهو، أخرجه أحمد جزء 5 ص 447، نظرا لأن الأحاديث هذه كلها متطابقة فلا بد من الاكتفاء بالحديث كما أورده مسلم في صحيحة رقم الحديث كما مر هو 1199 متسلسل طبعة دار السلام في كتاب المساجد ومواضع الصلاة كتاب 5 أما عنوان الباب فهو {باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته}.

[1199]  33 – (537 ) وحدثنا أبو جعفر محمد بن الصباح وأبو بكر بن أبي شيبة ـ وتقاربا في لفظ الحديث ـ قالا : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن حجاج بن الصواف ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن هلال بن أبي ميمونة ، عن عطاء بن يسار ، عن معاوية بن الحكم السُّلَمِي قال : بينا أنا أصلي مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ عطسَ رجل من القوم ، فقلت : يرحـمُكَ الله ! فرماني القوم بأبصارهم ، فقلت واثُكل أمياه ! ما شانكم ؟ تنظرون إليَّ ، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ، فلما رأيتهم يُصَمِّتُوتنني ، لكنِّي سكتُّ ، فلما صلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه ، فو الله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني قال : ((إنَّ هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن)).

أو كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . قلت يا رسول الله ! إنَّي حديث عهد بجاهلية ، وقد جاء الله بالإسلام ، وإنَّ منا رجالا يأتون الكهان . قال : ((فلا تأتيهم)) قال : ومنا رجال يتطيرون . قال : (( ذاك شيء يجدونه في صدورهم ، فلا يّصُدَّهُم وقال ابن الصباح فلا يصدنكم )) قال قلت : ومنا رجال يخطون قال : (( كان نبي من الأنبياء يخط ، فمن وافق خطه فذاك )) قال وكانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوانية فاطلعت ذات يوم فإذا بالذئب قد ذهب بشاة من غنمها ، وأنا رجل من بني آدم ، آسف كما يأسفون ، لكني صككتها صكة . فأتيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعظَّم ذلك عليَّ ، قلت يا رسول الله ! أفلا أُعتقها ؟ قال : ((ائتني بـها)) فأتيته بـها فقال لـها : ((أين الله)) قالت : في السماء ، قال : ((من أنا)) ؟ قالت : أنت رسول الله . قال : ((أعتقها فإنها مؤمنة)) .

رفض القرآن الكريم لعقيدة المكان اليهودية

آيات بينات

(1) ((وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ))(الزخرف:84) . في منطوق هذه الآية الكريمة كما هو واضح أنه [فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ] وأنه تعالى جل ذكره [وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ] فهل يعني ذلك عند السلفية بيان أينية {أي إثبات أين ـ أي مكان ـ} يحيط بالله تعالى ؟ وأنه ذات موجودة في السماء وفي الأرض ؟ أم هي على المجاز ؟ أي أن الله تعالى ـ جل ذكره ـ هو المنفرد  بالهيمنة على السماء وكل ما فيها ، وعلى الأرض وما فيها ، فهو وحده على منتهى العظمة والكبرياء ، فلا عظيم في السماء والأرض إلا ويدين بعظمته .

ذلك هو السؤال الموضوعي الذي يتهرب من الجواب عليه السلفيون وإذ هم قسمان : مشايخ يحفظون متون ابن تيمية وابن القيم الجوزية ، وقسم جاهل على أعلى أنواع الجهالات يردد أين الله يا ... ؟ وهكذا يموت البحث قبل أن يبدأ .

(2) من الآيات التي يشاغبون بها كلمة الرفع كما وردت في الآيات التالية : ((وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً))(النساء:157 - 158) وقوله تعالى أيضا في عين موضوع عيسى عليه السلام أيضا : ((إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ))(آل عمران:55).

قبل الدخول للمشاغبة السلفية في هذه الآية لا بد من إلزامهم بما يقولونه : وهو أن الله في مكان ، وان عيسى قد رفع بجسمه إلى مكان يحوي أو يحيط بالله تعالى ، وعلى مقتضى قولـهم كما في ظاهره : إن الله تعالى وعيسى بن مريم بعد الرفع في مكان واحد ، وهذا القول ما لا يقول به عاقل !! هذا هو معنى حمله على ظاهره وهذا الظاهر منتقض عقلا بالمعلوم أن الله لا يحويه مكان ولقوله تعالى : [وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا] ومعنى ذلك هو تخليصه منهم ، أي لا تحمل على نقله إلى مكان به الله تعالى ، فالله  يتعالى عن ذلك . ومن التناقض الفاضح في قولهم حديث البخاري رقم 3430 طبعة دار السلام : حدثنا هدبة بن خالد : حدثنا همام بن يحيى : حدثنا قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن مالك بن صعصعة : أن نبي الله (ص) حدثهم عن ليلة أسري " ثم صعد حتى أتى السماء الثانية فاستفتح ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، فلما خَلَصْتُ فإذا بيحيى وعيسى وهما ابن خالة ، قال : هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما ، فسلمت فردّا ثم قالا مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح .[عيسى عليه السلام بنص حديث البخاري في السماء الثانية وليس مع الله فما قول السلفية ؟].

((مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ))(فاطر:10).

جواب سؤال من قسمين : هذا هو السؤال : ارسل السؤال من قبل هذا الاسم  البالتوكي وهو Simon Bolivar

simon* ماذا يضير لو قلنا : إنَّ لله قدما ويدا

simon* خصومكم يقولون : إن هناك أحاديث صحيحة ؟

أمين* والجواب على ذلك بصيغة سؤال .  والسلفية يرفضون دائما الجواب بصيغة السؤال ويحرجون شديدا من هذا الأسلوب في النقاش مع أنه يتضمن الجواب والسؤال هو :

أمين* ما الذي يضر قول النصارى : [باسم الأب والابن والروح القدس إلها واحدا آميـــن] فما هم قائلون ؟

أمين* رد فخامة الرئيس السلفي على القول السابق . فتدبروه وعوه جيدا   . هذا هو بعد هذا الكلام مباشرة الاسم الذي يدخل فيه البالتوك . FAKHAMAT_ARA2EES:

أمين*وسأضع بعد كل جملة من جمله تعليق عليها محصورة بين

أن الله تعالى استوى على عرشه

أي علا عليه علوا خاصا ليس كعلوه على سائر المخلوقات بل هو علو خاص

الاستواء معلومٌ ، والكيف مجهولٌ ، والإيمان بـــه واجبٌ ، والسؤال عنه بدعةٌ ".

معناها :

معلوم: أي: معناه في لغة العرب ، ومن ظن أن معنى " معلوم " أي: موجود مذكور في القرآن فهو جاهل كما قال شيخ الإسلام رحمه الله " مجموع الفتاوى" ( 5/149) و (13/309).

الكيف مجهول : فيه إثبات الكيف لكنه مجهول بالنسبة لنا .

والإيمان به واجب : الإيمان بالكيف .

والسؤال عنه بدعة : أي : السؤال عن الكيف .

تخريجها :

رواه اللالكائي في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " (3/441) والبيهقي في "الأسماء والصفات " (ص 408) وصححه الذهبي وشيخ الإسلام والحافظ ابن حجر .

انظر : " مختصر العلو" (ص 141) ، " مجموع الفتاوى(5/365) ، " فتح الباري " (13/501) بألفاظ متقاربة ومعنى متحد.

والله أعلم

----------------------------------

بحث غير مكتمل......يلاحظ القارىء الكريم أن فقرات تحتاج الى الشرح والتعليق ولكن وفاة المؤلف أبو ياسر حالت دون ذلك.