العقل أول الأدلة
العقل أول الأدلة
هذه رسالة وجهتها لماروت صاحب غرفة(1) ـ تسعى كما يقول صاحبها لفك قدسية البخاري عن المسلمين ـ لكن في نقاشي معه أمس ظهر تباين فاضح في أقواله ونسق تفكيره . فانسحبت من الغرفة الفاقدة لهوية فكرية محددة . ارجو الاطلاع عليها وشكرا.
إن تقديم الكتاب على العقل ـ وهو قول لا يمكن لواحد ان يشرحه شرحا مقنعا ـ إذ مجرد فتحه للكتاب ليقرأ فيه ، يعني ان عقله هو الذي امره بفتح الكتاب ، وليس بطنه ، ولا نفس الكتاب ، وفراءته لآية أو كلمة أو حرف يعني ان عقله وليس الكتاب ولا اصبعه هو الذي قرأ ، وإذ ادرك معنى الكلمة أو الحرف أو الآية فإن عقله هو الذي أدرك ذلك ، وكونه يفهمها على هذا المفهوم ، أو على مفهوم آ خر ، فإن الذي فهم هو عقله وليست امعائه ، وإذا قال أن هذه الآية هي نص يحرم كذا أو يحل كذا ، فقد قال ذلك عقله ، وأن الذي سمى غرفته ـ هل انت مسلم أم انت عبد البخاري ـ فإن عقله وليست أذنه هو الذي سمى هذه الغرفة ، وإذ دخل لها أمين فأن عقله هو الذي اعطاه امر دخولها ، فتحركت إرادته وأفعاله تجاه دخول الغرفة ، وإذ سمع من صاحب الغرفة تناقضه ، وقوله العجيب الغريب الملغي للعقل ليلغي الإسلام ، أدرك عقل أمين أن صاحب الغرفة ـ الذي يقول للناس لستم عبيدا للبخاري ـ ومع هذا فهو معطل لعقله ، لا يعلم ماذا يقول . فهو مجرد عابث يعبث . وإذ خرجت احتجاجا على فهم خطير يراد به هدم الإسلام ، فإن عقلي هو الذي دعاني لذلك ، فتوجهت إرادتي للإنسحاب من غرفة العبث ، هل فهمت أن العقل أول الأدلة ؟ كيف ما شرقت أو غربت ، لا أظن أنك ستفهم ما اقول . في آخر قولي هذا فراق بيني وبينك . إنك لن تستطيع معي صبرا.
(1) غرف البالتوك