فكرة و ذكرى
بسم الله الرحمن الرحيم
فكرة وذكرى
نشرت الصحف المحلية الأردنية اليوم إعلانين مدفوعين الأجرةَ ، أولهما دعوة للإعتصام الحاشد الساعة الواحدة اليوم السبت 15/5/2004م أمام مجمع النقابات المهنية ، وقد صدرت الدعوة عن النقابات المهنية الأردنية ، والدعوة جاءت تزامنا مع انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) في البحر الميت ، وغاية الاعتصام كما يقول الإعلان " ضد العولمة الإمبريالية والهيمنة الأمريكية والشرق أوسطية الصهيونية وفي نهاية الدعوة وضع شعاران " نعم للمقاومة بكل أشكالها " " لا للتطبيع مع العدو الصهيوني " .
ثاني الإعلانين عن النقابات المهنية أيضا ، وهو دعوة للمشاركة بالمسيرة الجماهرية إحياءً للذكرى (السادسة والخمسين) لاغتصاب فلسطين ، والملاحظ في هذا الإعلان التصريح بأن تنظيم المسيرة شراكة بين أحزاب المعارضة الأردنية والنقابات ، مع كون الدعوة صادرة عن النقابات فقط ، ولا يرد ذكر أحزاب المعارضة في الاعتصام الحاشد ، بل يظهر اسم الفعاليات الحزبية دون تخصيص كمدعوين ، فهل فكت الشراكة بين النقابات وأحزاب المعارضة في شأن مؤتمر دافوس ) ؟ .
لكن ما هو أهم من ذلك كله ، هو تكرر مثل هذه الدعوات منذ 1920م وحتى اليوم ، ومع كل دعوة تسير الأمة خطوة أو أكثر للوراء ، فهل وظيفة هذه الدعوات أن تكون الغطاء لكل هذه الخطوات إلى الخلف ؟ .
هذه هي الذكرى فماهي الفكرة ؟ . الفكرة منقولة من التراث تقول الفكرة :
حدث ذات يوم ؛ في شهر ؛ في سنة ؛ أنَّ أعرابيا ذهب على جمل له كوسيلة نقل إلى سوق المدينة ، ليبيع منتجه ويشتري إحتياجاته من المدينة ، قضى وطره ، وفي الطريق وهو قافل على ظهر بعيره ، يحمل ما اشتراه من سوق المدينة ، يتخيل كيف ستكون الملاقاة له من قبل زوجه وأولاده ، بل وحتى جيرانه !! سار نحو مضاربه يحلم حلمه ، فأفاق من حلمه بما حدث له فقد اعترضه جماعة من الشطار ، فأخذوا الجمل بما حمل ، وقفل راجعا يجر حلم الخيبة ، وإذ وصل مضاربه وقف خطيبا بمن لاقاه ، تماما كخطبائـنا اليوم , فقال : لقد سرقوا بعيري فأشبعتهم سبا وشتما ، فصفق الحضور !!! .
وختاما السلام عليكم ورحمة الله وإلى 15/5/2005 نلتقي وشكرا لاستماعكم لي .