رحمه الله تعالى

المعتزلة المعاصرة

أمين نايف حسين ذياب

Get Adobe Flash player

البحث في محتوى الموقع

احصائيات

عدد زيارات المحنوى : 533015

انحرافات جواد عفانة

 

رسائل جدل الأفكار(7)

انحراف جواد عفانة

السكوت عن جواد عفانة مشكلة ، إذ السكوت عنه معناه سكوت عن انحرافه وضلاله ومقالاته بما فيها من زيف ، ووضعه موضع البحث مشكلة ـ إذ يظن نفسه مُهِمَّاً كما هي دعواه ـ إذ هو صاحب إدعاء أنه العالِـم الأدق فهما ، والأكثر علما واجتهاداً قديما وحديثاً ، وهو دون غيره الـمجدد الأوحد ، ولـهذا يزعم بأنه علم العلماء ، يأتي بما لم تستطع أنْ تأتيَ به الأوائل ، وكل من يخالفه في الرأي ، فهو لا يفهم ، إذ الفهم محصور على وجه الضرورة به ، وإذ يقوم واحد بنقد كلامه فهو مجرد حاسد لمكانته العلمية ، ومع دعواه الاجتهاد والتجديد ، ومعلوم أنَّ معنى الاجتهاد هو بذل الوسع والجهد والطاقة لاستنباط الرأي ويكون الرأي الذي وصل إليه موصوفا بما يلي  : إنَّ رأي المجتهد صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيره خطأٌ يحتمل الصواب ، إلا أنه رافض لهذه القاعدة المستقرة ، إذ يعتبر جواد عفانة كل رأي كتبه ، يتصف بصفة الحق المطلق ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه ، ومن هنا يصعب النقاش معه ، وكونه يدعي العلمية ، مع أنَّ الأمر مجرد إدعاء ، لهذا يتحول النقاش معه إلى مهاترات ، هذا من جهة ، والمشكلة المستعصية على الفهم ، هو تعيين مراده من منشوراته تلك !، خاصة أنـها لا تعالج أية مشكلة عامة ، وفوق ذلك فمقولاته لا تنضبط بأي منهج ، يمكن أنْ يناقش على أساسه ، وهذا البحث سيتوجه لحوار بعض تـهويـماته ، وطامته التي يصر على أنـها فتح مبين  في العلم الشرعي ، مع أنَّ أقلَّ ما يقال عنها : إنـها علم قلة الحياء ، والرأي مسبوق فيه ؛ يعرفه كل من لهم أدنى صلة بكتب الفقه ، فهل يريد تعريف العامة ؟ أم أنه يرى في نشر هذا الرأي مشروع النهضة ؟! ما على الأمة إلاَّ أنْ تباشر ذلك فيأتيها النصر ، ولهذا يتحدى به ويبذل الجهود المضنية لنشره ، وحتى تختصر مسافات الجدال والحوار والنقاش معه ، فلا بد من تحديد أسس النقاش ، وسيكون النقاش حول ما يلي : ـ

1. موقفه من المحكم والمتشابه في القرآن الكريم :  يأتي بقوله تعالى : ((هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)) (آل عمران:7) فالمتشابه عند جواد لا يعلمه إلاَّ الله فهو يقول في ص 4950 من كتابه ، بعد أنْ أورد الآية رقم 7 من سورة آلـ عمران  ما يلي : [ فالآية تدل صراحة على وجود نوعين من الآيات في القرآن الكريم : الآيات المحكمات وهي أكثر آيات القرآن عدداً وأهمية وهي أم الكتاب ، والآيات المتشابـهات وهي ما تفرد الله وحده بتأويلها ، أماَّ الراسخون في العلم ، فعلى الرغم من عدم قدرتـهم على تأويل متشابِهه ، إلاَّ أنـهم يؤمنون بالقرآن كله (محكمه ومتشابِهه) لأن القرآن كله كلام الله وهو حق : محكمه ، ومتشابِهه ، وما علينا سوى الإيمان بمحكمه ، والعمل به ، والإيمان بـمتشابِهه دون العمل ] . انتهى كلام العالم الأوحد جواد .

تعليق على هذه الفقرة : لاحظ أيها القارئ الكريم كيفية الفهم للقرآن عند مـمارسته من قبل عفانة ، هل يبنى الفهم عنده على بناء علاقة بين المبنى والمعنى مثلا ؟ هل يجعل اللسان العربي أساسا للفهم أم أنه لا يتبنى ذلك ؟!!!.

سؤالات حول هذه الفقرة

¨ السؤال الأول . كيف يعرف جواد المحكم من المتشابه ؟ المراد دون لغوصة البيان الشافي في الموضوع . فإذا وضع العفانة معياراً لفرز المحكم عن المتشابه أمكن مناقشته في قوله ، وإن كان لا معيار لديه يجري على أساسه التفريق بين المحكم والمتشابه ، فيكون كلامه لغوصة .

¨ السؤال الثاني . ما هي فائدة المتشابه ما دام لا يُفهم ؟

¨ السؤال الثالث . هل القرآن كله (المصحف العثماني الذي بين أيدينا) عربي المفردات والأسلوب والتراكيب ؟ وهو إنساني المعاني مؤدى باللسان العربي ، فإنْ سَلَّمْتَ يا عفانة بذلك فالسؤال هل لسان العرب : مفردات ، وأسلوب ، وتراكيب ، وضعه العرب ؟ ويهدفون لتأدية المعاني ؟ أم هو وضع دون معانٍ ؟ .

¨ السؤال الرابع . أخيرا حول موضوع عدم تأويله ، كيف يؤمن الإنسان بما لا يفهمه ؟ مع ملاحظة أنَّ الإيمان بالتنـزيل واجب في كل آيات القرآن ولكل آيات القرآن .

¨ السؤال الخامس . الراسخون بالعلم يؤمنون بالمتشابه ؛ ولا يعلمون تأويله ؛ هذا هو قول جواد عفانة ، والعلماء والعاديون من الناس والبسطاء ما موقفهم من المتشابه ؟ لا يؤمنون به ! فإذا كانوا أيضاً يؤمنون به فما فائدة الزيادة في المبنى وهي كلمة { الراسخون } ؟ .

¨ إذا كان القرآن الكريم نزل كما هو منطوق القرآن نفسه (( بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ )) (الشعراء:195) واللسان العربي من وضع العرب ، ومن حيث الزمن هو من ألسنة ما بعد ميلاد المسيح عليه السلام ، فكيف أدعى دعواه بقوله : إنَّ القرآن غير مخلوق ، إدعاء لا يرتكز لقول أحد له معرفة ، قاله بسبب قراءته لكتاب الحيدة ، ورافق ذلك قوله : بصحة بنيتها الفكرية ، والنصيحة الـمجانية : دعوته لإعادة القراءة ، وقراءة الكتاب الثالث عشر من موسوعة جدل الأفكار .

2. موقفه من المنهج : يقول جواد عفانة في ص 143 ما يلي : ـ [ ومصادر التشريع المعتبرة عند غالبية أهل السنة {واضعا بين هلالين} ما يلي : (وأنا منهم ومعهم) هي  بالترتيب : 1 – القرآن الكريم . 2 – السنة الصحيحة . 3 – إجماع الصحابة . 4 – القياس . قائلا بعد ذلك أنَّ اتفاق العلماء ليس منها .

سؤالات حول هذه الفقرة

يدعي جواد عفانة أنَّهُ من أهل السنة ، دون أنْ يضيف تكملة المصطلح (والجماعة) ومعهم  وترد الأسئلة التالية حول هذه الفقرة .

¨ السؤال الأول . من هم أهل السنة الذين هو منهم ومعهم ؟ المطلوب من جواد عفانة التحديد إذ المعلوم أنه لا يحدد ! .

¨ السؤال الثاني . كيف يأخذ جواد الحكم الشرعي من المصادر الأربعة ؟ بعبارة أخرى ما هي أصول الفقه التي يتبعها ؟

¨ السؤال الثالث . كيف يحكم على السنة أنـها صحيحة أو غير صحيحة ؟ هل يقول بقول أهل السنة في صحة السنة أو عدم صحتها ؟ وبسؤال مباشر هل يقول كل ما في الصحيحين صحيح ؟ أي هل يجعل علم مصطلح الحديث كما هو عند أهل السنة والجماعة أساسا لقبول الحديث ؟ إن كان يخرج عن منهج أهل السنة والجماعة في قبول الحديث فكيف يدعي : إنه منهم ؟

¨ السؤال الرابع . ما هو إجماع الصحابة عنده ؟ وكيف يعرف أنَّ في المسألة إجماعاً ، أو ليس فيها إجماعٌ ؟ المطلوب منه نموذج ، أو مسألة ، أخذها جواد عفانة بسبب الإجماع .

¨ السؤال الخامس . كيف يتعامل مع القياس والمراد منه دون مواربة بيان طريقته في الأخذ بالقياس . جواد عفانة حفظ هذه الأربعة عن حزب التحرير ، دون أنْ يفهمها ، أي أخذها من الحزب الذي يتنكر له الآن ! .

¨ السؤال السادس . هل يستدل بالسنة في الإيمانيات والأحكام العملية سواء بسواء ؟

3. موقفه من كيفية بناء العقيدة : يبني جواد عفانة عقيدته على هواه ، المراد من ذلك فهمه لمواضيع الاعتقاد ، والمقصود تخصيصاً فهمه لموضوع الأسماء والصفات ، وفهمه لموضوع الزمان والمكان ، وهما يترتب عليهما [ المعية ] فالله كذات عنده في كل مكان ـ أي هو معنا في ذاته في الأرض ـ وهو في السماء ، وهو على العرش ـ أي مكانه العرش ـ تعالى الله عن ذلك .

¨ من أين جاء بقوله هذا ؟ جاء بـهذا الضلال في كل مكان من قوله تعالى : (( هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )) (الحديد:4) أثناء مناقشته في معية الله تعالى المكانية كرر الجزء من الآية التالي :  وَهُوَ مَعَكُمْ ،  وهو هنا مثله مثل السلفية ، يقوم بأمرين شنيعين : الأول عزل الجزء من الآية من سياقه ، فالآية موضوعها كون الله قادرا من قوله : خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ  وكونه مهيمنا على ما خلق من قوله : ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش ، وكونه عالما علما شاملا كل الحوادث على ما يصح أنْ تعلم عليه من قوله : يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ، الثاني الجرأة على تحريف القرآن فعفانة يضيف على الآية كلمة ( بذاته ) ـ أي يضع كلمة يقدرها ـ ويرفض كلمة يقدرها أهل التوحيد والعدل ؛ وهي : ( بعلمه ) في أعمالكم ، وهي كلمة يدل عليها السياق ، بخلاف كلمة بذاته إذ هي تتناقض مع السياق ، وهذا العزل يؤدي إلى قتل نسق الآية ونظامها الخاص ، ويجعل الآية دالة على الانحراف ، فتكون الآية في خدمة ما يريده المنحرف منها ، وليس هي موضع فهمه بما هي آية من كلام رب العالمين ؛ المحفوظ من قبل الله تعالى ، وهو إجماعا : أعلى أنواع الخطاب ، يحتاج فهمه لدراية في اللسان العربي ، وليس لتقول على الله لا يجوز ، والبحث في المبنى والسياق يرفض عشوائية البحث في هذه الصورة ، ثم عند سؤاله عن قوله [الذي يثبت به الله بذاته في المكان] أجاب هذه هي الكهرباء موجودة هنا [المكان الذي كان يجمعنا سويا] وهي في بيته وهي في الشارع وهي في المتجر وهي في المصنع وهي ... وهي ... فالله عنده مثل الكهرباء إذ هي موجودة في وقت واحد في أكثر من مكان لكنه نسي هل الضوء الموجود في بيته الناتج عن الكهرباء هو عين الضوء الموجود في المكان الذي كنا فيه ؟ رغم أنه مهندس وهذا يعني أنه ذو شهادة في العلم التجريبي لكنه عجز عن التفريق ولو ألزمه عن الكهرباء بان وجودها في أماكن متعددة بسبب من إرادة في الإنسان أن يفتح مفتاح الضوء فهل يقول ذلك في حق الله ثم هذه الكهرباء الموجودة في مكانين مختلفين أليست منقولة في خطوط النقل من المحول أو المولد للطاقة كم كان مثله تجديفا بحق ذات الله للتدليل على فكرة من غرائبه وعجائبة العديدة ! .

4. خرابيط جواد عفانة : يضع جواد عفانة الفصل الخامس من بحثه بعنوان (( الرد على المعتزلة ، وقولهم بخلود مرتكب الكبيرة في النار أبداً )) ويتفاخر تفاخر الأطفال ، بأنه ردَّ على المعتزلة ، وكأنَّ المعتزلة لم يسبق أنْ ردَّ عليها أحد !!!!!! ، فالمسألة ليست بوجود رأي يخالف رأي المعتزلة ، أو كتابة رد ، أو لي عنق الكلام ليوافق هذا الهوى أو ذاك ، المسألة لـها أساس وهو ما يلي :

· هل الله صادق الوعد والوعيد ؟

· هل يُدْخِلُ اللهُ الفساق والعصاة والمجرمين والظالمبن والقاسطين والمفسدين ومتعدي حدود الله النار ؟

· ما هو دليل خروج هؤلاء الداخلين النار من النار ؟

· هل العصيان والإجرام والظلم والقسط والفساد وتعدي حدود الله مرادفة للكفر ؟

تلك هي أصول البحث وليس للبحث أية أصول أخرى .

إنَّ وريقات العفانة ، والبالغة خمس وريقات ، ليس فيها إلاَّ التناقضات ، وتعاظم الذات وتسول المديح ، وقد ورد في وريقاته الفعل [ أقول ] 6 مرات ! فمن هو هذا الذي يقول ؟ وما قيمة أن يقول جواد عفانة ؟ !!! يدعي أنه يرد على القاضي عبد الجبار ( تصوروا عفانة يرد على القاضي عبد الجبار !!! ) ، والمسألة ليست الرد على القاضي ، وإنما طريقة رد أحد الرويبضات المدعو [ عفانة ] عليه ، وهو لم يستطع ، بل ويعجز ، عن فهم طريقة القاضي في بناء الدليل ، وكيفية الاستنباط ، القاضي يدلل على ما يلي : وهنا النقل من وريقات عفانة . وللتفريق يوضع كلام القاضي بدون أي قوس ، ويوضع كلام عفانة بين قوسين كما يلي [ ] : والتعليق عليه بما هو بين قوسين معوجين على هذه الصورة { }.

عاصي الله ورسوله ومتعدي حدوده يَدْخُلُ نارَ جهنم خالدا وله عذاب مهين { وهذا منطوق آية 14 من سورة النساء ، فهل العاصي ومتعدي حدود الله هو الكافر كفر ملة ؟ أم أنه اسم يشمل الفاسق والكافر ؟ بل إن الآية نص على الفاسق ، وهذا ما يقرُّ به العفانة ، إذ يكتب في أول صفحة من رده المتهافت على المعتزلة : [ (أقول) !!!! صحيح أنَّ { عفانة فتح همزة أنَّ مع وجوب الكسر } ويكمل : [ المعصية ليست معصية كفر ، لأنَّ الخطاب موجه للمؤمنين وقد جعل الله عقاب مرتكب هذه الكبيرة الخلود في جهنم ] { وهو هنا يخالف قول الذين هو منهم ومعهم } أنظر فقرة رقم 2 من هذا المقال ويستمر قائلاً : [ فهذه الكبيرة هي إحدى كبائر أربعة نصت آيات القرآن الكريم على خلود أصحابـها في النار ] { ولم يبين مراده من قوله فهذه الكبيرة ، لكن الآستقراء يكشف أنَّ مراده مخالفة المواريث ، ومع أنَّ مخالفة المواريث درجات ، فهل أيَّةُ مخالفةٍ في المواريث قل شأنـها أو كبر شأنـها تؤدي إلى الخلود بالنار ؟ أم أن الآية تـهديد ووعيد للعاصي لله ولرسوله المتعدي حدود الله أي هي للفاسق مطلقا } .

نص الآية هو : (( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ))(النساء: من الآية14) والمعلوم أنَّ كلمة [ مَنْ ] من صيغ العموم ومستعملة هنا اسم شرط جازم ثم تعطف الآية على كلمة [ مَنْ ] ويتعد حدوده ويأتي جواب الشرط جملة هي : (( يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا ))(النساء: من الآية14) فهل يقول العفانة بخلوده ؟

5. خطاب الكارثة أو كارثة خطاب جواد عفانة : بعبارة عامية ( من تحت لفوق ومن فوق لتحت ) يقول جواد عفانة : { إتيان المرأة بدبرها ليس حراما } هذه هي القضية المصيرية عند جواد عفانة ! لابد أنْ يعلم للتذكير أنَّ قوله هذا مسبوق فيه ، ولا يوجد في كتبه ـ التي يتفاخر فيها ـ أي جديد ، أو أية لمحة إبداعية ، أو اجتهادية ، أو تجديدية ، وأكثر أقواله  داخل المختَلف عليه في الفقه الإسلامي ، أي في قضايا من الأحكام ، وليست من قضايا التفكير ، أو التأسيس ، أو التأصيل ، أو التقعيد ، فهي كلها ليست ذات قيمة في النهضة ، بل يصاحبها الضرر الخفي للأمة ـ مثل قضايا السلفية ـ بل قضايا السلفية أفضل في كل المعايير من قضاياه .

سؤالات حول قضية جواد المصيرية

¨ السؤال الأول . ألا ترى أنَّ حل أو حرمة إتيان المرأة بالدبر يكمن في فهم معنى ( حرث ) وفي فهم معنى ( أنَّى ) ؟

¨ السؤال الثاني . هل فهم جواد لـهما حق مطلق أم هو مجرد اجتهاد ؟

¨ السؤال الثالث . كيف يفهم عفانة كلمة حرث ؟ يفهم عفانة كلمة حرث بأنـها بستان مملوء بالثمار ، ولأنه صاحب هذا الحرث فهو يتناول الثمر الذي يشاء ، هذا زعم جواد عفانة . صاحب البستان له أنْ يقدم من ثمر البستان لغيره ، وله بيعه للغير ، فهل يقول بذلك ، طبعا لا هو ولا غيره يقول ذلك ، قول الله تعالى (( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ )) (البقرة: من الآية223) وهو في علم البيان تشبيه بليغ ، حُذِفَ منه أداة الشبه ووجه الشبه ، ولا يخفى على الذين يفهمون ، أنَّ التشبيه مستدع طرفين ، مشبهاَ ومشبه به واشتراكاً بينهما من وجه ، وافتراقاً في آخر ، إذ تشبيه الشيء بالشيء لا يكون إلاَّ وصفاً له ، بمشاركة المشبه به في أمر ، وليس في كل الأمور ، فالشيء لا يتصف بنفسه ، وفي هذه الآية الكريمة المشبه هو نساؤكم ، والمشبه به هو الحرث ، فوجه الشبه بينهما هو الزرع ، وليس الحصاد والزعم : بأنه الحصاد خروج عن لسان العرب ، إذ الحرث موضوع في لسان العرب للعمل في الأرض ، زرعاً كان أو غرسا ، وقد يكون الحرث نفس الزرع وبه فسر الزجاج قوله تعالى (( أصابتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أنْفُسَهم فأَهْلَكَتْه )) وهو هنا على التوسع ، ولم تضع العرب كلمة الحرث والحرَّاث والحارث لمن يجني الثمار ، بل هي للعمل في الزرع والغرس .

¨ السؤال الرابع . الآية نص هو (( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ ))(البقرة: من الآية223) بعد ذلك يقول النص : (( فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ))(البقرة: من الآية223) النص يصرح بإتيان الحرث ، وليس إتيان النساء أنَّى شئتم ، أي إتيان الحرث من أين شئتم ، وكيف شئتم ، فأنَّى لا تسعفك يا جواد ، المسألة محصورة بإتيان الحرث ، وليس بإتيان النساء ، ألا ترى ذلك أيها العالم الفذ ؟ المشكلة عند جواد اطلاق كلمة الحرث على كل المرأة وليس على جزء فيها طلب الله إتيانه ومنع إتيانه مع وجود المرأة ، فالحرث ليس هو المرأة بل جزء منها كنى الله عنه بالحرث لعلاقة وضع البذر ، يقول الأزهري : الحرث قذفك الحب في الأرض لازْدِِراع والحرث الزرع فيكون الحرث في هذا ناتج الحرث .

جواد عفانة لا علاقة له بعلوم اللسان العربي من : فقه لغة ، وصرف ، ونحو ، وعلم المعاني ، والبيان ، والبديع ، وطرق الاستدلال ، وتاريخ اللغة العربية ، وطريقة الأداء الصوتي ـ أي علم التجويد ـ وبالتالي يقع بطوامه ـ أي جمع طامة ـ ومن طوامه الواضحات فهمه للآيتين ( 165 و 166 ) من سورة الشعراء ونص الآيتين هو : (( أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ *وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ )) .

كيف يفهم عفانة هاتين الآيتين ؟ هل يرى عفانة الـهمزة في كلمة أتأتون ؟ ألا يراها لاستنكار إتيان الذكران وترك ( ما ) ؟ و [ما] وهي اسم موصول لغير العاقل المفرد ، فالمعنى ليس تتركون أزواجكم ، أو أدبار أزواجكم ، على رأي عفانة ، بل المعنى تتركون (( مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ ))(الشعراء: من الآية166) ، هل يرى عفانة أنَّ النص أورد هذا الاستنكار للمشابَهة أم للمفاضلة ؟ إنَّ وجود همزة الاستنكار دالة على المفاضلة ، فإتيان الدبر شذوذ ، وإتيان (( مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ )) أمر على السوية ، فما خلق لكم هو الفرج ـ أي القبل ـ وتأتي [ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ ] وليس من غيرهن دليل على حل قُبْلِ الزوجة وليس حل الدبر في الزوجة أي ( الفرج ) وليس فرج غيرها فمن رام غير ذلك وصف بقوله تعالى : (( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ )) .

هل يفهم جواد عفانة أنَّ الله يقول تذرون [ ما ] ؟ وهي اسم موصول لغير العاقل ، أي غير دال على المرأة كإنسان هي زوج أي ، بل دلالته على عضو أو جزء في الزوج خلقه الله تعالى ، وهدد من ابتغى غيره فهو موصوف بقوله تعالى :  قَوْمٌ عَادُونَ. فما هو [ ما ] الذي يذرونه وهو غير عاقل أيكون المرأة أم هو جزء في المرأة مخلوق لمهمة الإتيان ؟ شريطة الزوجية الصحيحة وعدم المانع الطارئ أي الحيض والنفاس .

فهم عفانة العجيب لآيتي البقرة

المقصود الآيتان 222-223

(( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ * نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ )) (البقرة:223- 222).

جواد عفانة يرفض بناء الفهم على مبنى النص ـ أي منطوق النص ـ وعلى المعنى الذي أدى إليه المبنى ، ولذلك لا يُدخل للفهم الجزء الأول من الآية أي قوله تعالى : (( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ وجواب السؤال في قوله تعالى : قُلْ هُوَ أَذىً ولا ينتبه لما يترتب على ذلك بقوله تعالى : فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ )) والمحيض معروف أنه من القبل ( الفرج ) والدبر ليس محل حيض وجاء النهي باعتزال النساء لأنه لا يوجد في المرأة إلاَّ موضع واحد للإتيان ، ولو كان لـها أكثر من موضع لكان النهي عن الموضع فقط ، وبقاء الموضع الذي ليس محلا للمحيض مباحا إتيانه ، وقد جاء في السنة ـ التي هو منها ومعها ـ تحريم جماعها في غير القبل ، وله مباشرتـها أي المداعبة والملاعبة والاستمتاع من غير إيلاج بقبل أو دبر حين وقت المحيض.

بسم الله الرحمن الرحيم

17 جمادى أولى 1419هـ

بقلم أمين نايف ذياب

8/10/1998 م

الفاضل رئيس تحرير جريدة اللواء المحترم

بعد التحية والتقدير

أثناء التفتيش بأوراقي ، عثرت على مقالة ، كتبت بالتاريخ المذكور في أسفلها ، والظاهر أن الازدحام منعها من المرور ، للمقالة أهمية لأنـها لفت نظر إلى ضرورة المنهج في أية كتابة ، فهذه الأهمية ثابتة ، لا يمكن تجاوزها ، وكل كلام يكتب بلا منهج يوصف بأنه مجرد قول أو ثرثرة ، لهذا آمل نشرها في جريدة اللواء ، مع هذا التقديم ، بنفس العنوان ، موطناً النفس على تحمُّل نرفزات الصديق اللدود جواد عفانة ولكم احترامي .

خزعبلات جواد عفانة

أعلن الصديق اللدود السيد جواد عفانة إعلانا في جريدة الدستور ، وفي جريدة اللواء ، عن كتاب  جديد له سيصدر قريباً ، عنوانه حقيقة عذاب القبر ، واصفاً الكتابَ بقوله : يجد القارئ فيه ، نقاء العقيدة ومنهج التفكير الإسلامي السليم ، بعيداً عن التقليد والجهل والخرافة .

هل صحيحٌ أن القارئ سيجدُ فيه نقاء العقيدة ؟

وهل صحيح أنَّ القارئ سيجد فيه منهجاً للتفكير الإسلامي السليم ؟

وهل صحيح أن طريقة عرض الموضوع ابتعدت عن التقليد والجهل والخرافة ؟

الكاتب معروف بأنه ينكر عذاب القبر ، ويرى أن المراد بعذاب القبر هو عذاب الآخرة  وكاتب هذا الرد (أنا) ينكر عذاب القبر أيضاً ، فما هي المشكلة أذن ؟ إذا كان الاتفاق بين مؤلف الكتاب  ومن يردُّ عليه تاماً ! .

يكمن الاختلاف في المنهج الذي سار عليه مؤلف الكتاب ، فالسيد جواد عفانة يقول بصحة أحاديث عذاب القبر ، التي صححها علماء الحديث ، مثل البخاري ، ومسلم ، وغيرهما ، من أصحاب السنن ، والمسانيد ، وعلماء الحديث ، مؤوِّلاً عذاب القبر الصريح ، بأن المراد منه عذاب الآخرة ، فالمنهج هكذا لا يَحُلُّ المشكلة ، بل يزيدها تعقيداً ، فالأحاديث عنده صحيحة ، وهو يجيز بناء الاعتقاد عليها ، ولكنه يأوِّلها تأويلاً متعسفاً ، لا تحتمله اللغة العربية ، وبأن المراد بعذاب القبر هو عذاب الآخرة .

من المعلوم : أن السيد جواد عفانة يرفض تأويل يد الله ، بأنـها تأييده ، أو قدرته ، ويرفض تأويل يداه مبسوطتان ، بأن المراد عطاؤه ، ويرفض تأويل وجهه بأن المراد ذاته ، ويرفض تأويل إنك بأعيننا بأنـها رعايته ، ويرفض تأويل الكرسي بأنه العلم ، ويرفض تأويل العرش بأنه الملك ، أي يرفض التأويل الجائز لغة ، والمعروف شرعاً ، عند كثير من علماء المسلمين ، ويأول ما هو في محل النـزاع ، والأخذ ، والرد ، فسلامة المنهج الذي ادعاه ، بعيد كل البعد عن الحقيقة ، بل أن مثل هذا المنهج ، يفتح باباً كبيراً أمام التقولات ، وَيُشرعُ باب الجهالات .

كان الأولى أن يؤسس جواد عفانة تفكيره ، فيجعل له أصولا وأسسا ، يعتمدُ عليها بديلاً عن قيادة الفكر الإسلامي وفق هواه ، وتموجاته ، وتمايله يميناً شمالاً ، وتقلباته أماماً وخلفاً ، فهو لا ينضبط بمنهج تثبُّت ، ولا بقواعد فهم ، ولا بتأصيل أساسي لمقولاته ، بحيث يقيم عمارة متسقة ومتكاملة ، فالجوادُ منطلق لا يلجمه لجام ، ولا تحكمه حكمة ، ولهذا تأتي آرائه ومدوناته فاقدة التماسك والاتساق ، فهو يرفض عذاب القبر ، بسبب من السببية الكونية ، ويقبل الدجال وأيام الدجال بسبب من النص الحديثي ، والأصل فيه أن يرفض الاثنين معاً ، ان كانت المسألة بحثاً في السببية الكونية، مع أن السببية الكونية ليست هي الحاكمة على منهج القبول والرفض، بل منهج القبول والرفض يتأسس على عالم الشهادة، الذي يدل دلالة واضحة جلية، على أن الوجود المشاهد والمدرك مخلوق لخالق، هو الله المتصف بكل صفات التوحيد، المنزه على كل صفات الخلق، ولهذا لا يفعل إلا لحكمة، ولا يظلم أحداً، فهو الله العدل.

والتوحيد والعدل دل عليهما العقل، ودل العقل على الكتاب، ودل الكتاب على السنة، وحصرها الكتاب بأنها لا تخالف القرآن، ولا تنقض التوحيد والعدل، وهكذا ترتبت الأدلة والحجج، العقل فالكتاب فالسنة، التي لها وظيفة عملية، هي بيان لمجملات الكتاب من الأوامر والنواهي، وسائر الأحكام العملية، تكليفاً أو تخييراً أو وضعاً أي ليس من وظيفة السنة إعلام المكلفين بمطلوب خبري، من عالم الشهادة، أو من عالم الغيب، من هنا لابد من رد أحاديث عذاب القبر، لأنها لا ينطبق عليها وصف السنة، وإنما وصف الأخبار.

إن أحاديث عذاب القبر كلها مرفوضة رفضاً حسب منهج وظيفة السنة ، وحسب معرفة المعنى التي يدل عليه اسم السنة ، ولأنه لم يؤسس كتابه على ذلك كان  مجرد مقولة تثير البلبلة ، ولا تعطي منهجاً للتفكير ، ولا تقف أمام التقليد والجهل والخرافة ، بل يدعو منهج الجواد إلى التقليد والجهل والخرافة ، والتحكم الذاتي دون الموضوعي ، ولهذا اضطربت عليه جميعُ آرائه وهي في الحقيقة آراء معدودة وقد أصدرها في كتب متفاخرا فيها بشكل يدعو للعجب وهي :

1- رأيه الصواب في الزينة والحجاب .

2- ورأيه الصواب في تعدد الأحزاب .

3- ورأيه الصواب في منسوخ الكتاب .

4- ورأيه الصواب في رفضه أن في القبر عذاب .

5- ورأيه الصواب في كتاب القرآن والكتاب . سماه : " القرآن الكريم وأوهام القراءة المعاصرة " يقع في 525 صفحة ، وهو رد على كتاب شحرور ، وقد بنى الرد على منهجه هو ، ولم يقم بنقض مقالات شحرور من خلال المبنى الفكري ، فالكتاب يفتقد قيمة الرد العلمي .

6-ورأيه الجديد في التجديد . دونه في كتاب صغير الحجم ولم يقدم أمرا فيه فائدة .

7- وله كتاب صغير جدا سماه العقيدة الإسلامية الأقرب لعقيدة الصحابة ، وهو عبارة عن كتاب سطحي ساذج / لا يمت لكتب العقائد بأدنى صلة .

8- وطامته الجديدة التي تتفطر منها السماء رأيه في معاشرة النساء . وهو كتاب محال إلى الأوقاف لبيان الرأي فيه. (لقد رفض الكتاب) وإذ رفضت وزارة الأوقاف إجازة الكتاب عمد إلى إصدار كتاب سماه :

9-اللباس الشرعي وطهارة المجتمع مضيفا إليه جزء آخر سماه : الإسلام وسد ذرائع الفحشاء . وفي هذين الكتابين حاول تمرير رأيه في جواز جماع المرأة في الدبر .

10- دور السنة في إعادة بناء الأمة ورأى عفانة قبول خبر الواحد صحيح السند في العقيدة وغيرها .

11- وله كتاب في الرد على عبد الصبور شاهين في خلق الإنسان.

12- وكتاب حول كتاب الحيدة مدعيا دون علم أن الحيدة كتاب مقنع في أزلية القرآن وجعله كتابا حواريا.

13- وكتابه المسمى : : مرتكبو الكبائر .

14- يزعم جواد متفاخرا بنفسه من كونه ألف 14كتابا ولا علم لي بكتابه الرابع عشر .

كل كتبه تلك لا تعدو شطحات وقد وصل في شطحاته إلى إصدار وريقات سماها نداء حار دون فيها 44 ضلال في العقيدة ودون 18 قول في أخطاء في الأحكام الشرعية .

تلك هي موضوعات الجواد التي يدعي فيها أنه الفارس السابق ، الذي لا يجاريه فارس ، ولا يلحقه جواد ، وهي كلها آراء ليست جديدة ، ولا علاقة لها بموضوع النهضة ، أي لا علاقة لها بنقاء العقيدة ، ولا بمنهجية للتفكير الإسلامي السليم ، وهي كلها آراء مرتجلة ، تدعو للتقليد ، والجهل والخرافة .


والله اسأل أنْ يقي الأمة الإسلامية شرور مُعَظِمّي ذواتـهم.

أمين نايف ذياب

حرر في 13 ربيع الثاني 1418هـ

16 آب 1997م

سؤالات للعالم { من قبل متعلم }

حضرة الأستاذ جواد عفانة ، العالم العلاَّمة ، والحبر الفهَّامة ، الذي دان له الناس بأنه وحيد زمانه قد بزَّ أقرانه ، العلم الأوحد صاحب الرأي المسدد ، المجتهد القدير ، صاحب العلم الكثير ، لم ير الناس مثله ، ولا رأى هو مثل نفسه ، مؤلف كتب الرأي الصواب ، فالصواب حليفه ، والسلامة من الخطأ نصيبه ، وهو القائل في كتابه : [ دور السنة في إعادة بناء الأمة ] قال حفظه الله وأمد في عمره : أما علم أصول فقه الحديث فلم أرَ من ألَّف فيه كتاباً مستقلاً بحسب علمي المتواضع ! حتى ظهور هذا الكتاب لاحظ أيها القارئ كم هو تواضع هذا الشيخ الجهبذ !!! هكذا يكون العلماء !! [ المقصود كتابه هو ] فالأستاذ الشيخ جواد علم الأعلام ومن كان علمه هديا للأنام هيأه الله رحمة لهذه الأمة ، لزوال الغمة ، للأخذ بيدها في مسالك العلم المفيد ، تقصر الكلمات عن مدح الجواد ، وتعود حسيرة تعجز عن وصف فضائل علمه للعباد ! وعلى الخصوص كتابه الشهير مباشرة النساء . .....رسالته اللطيفة ذات الكلمات القليلة ، والأسئلة الملزمة القاطعة لحجج الرويبضات حاولت فهم مرادك جاهدا ؛ فلم يتح لي فهم ما تريد ، لقصور معرفتي ، وقلة بضاعتي فكان الأجدى أنْ أسأل مستفسرا لا معترضا ، عن بعض درر أقوالك .

1. ماذا تقصد بأنَّ عذاب القبر شيء ؟ أتقصد مجرد الوجود الحادث ؟ فهل ضم القرآن كل شيء أم ضم الأحكام اللازمة للمكلف ؟ هل ضم القرآن المخترعات والمكتشفات وحوادث التاريخ والأشخاص والأدوات والوسائل والآليات والأيدلوجيات والمذاهب والدول وهيئة الأمم وقراراتـها ؟ كان الأولى بك أنْ تُفهم الناس المراد بالشيء الذي لم يفرط الله به في القرآن الكريم ، على كل الكتاب ـ أي القرآن الكريم ـ [ تبيانا لكل شيء ] والسجلات لأعمال المكلفين هي الموصوفة ب [ ما فرطنا في الكتاب من شيء ] .

2. يثير الأستاذ جواد المقصود الشيخ عفانة في سؤاله الثاني حول عدالة العذاب لميتين تفاوت زمن موتـهما تفاوتاً كبيراً ويعد هذا السؤال خطأ من كل الوجوه فكمية العذاب على شخص مقسومة على الزمن تعني تحقيق العدالة ولهذا ولعدم تساوي العذاب على مستحقيه في جهنم إذ بعضه أخف من الآخر بنص القرآن مع أن الزمن هو الخلود  ولهذا فالسؤال ليس ضروريا لإنكار عذاب القبر .

3. القبر من عالم الشهادة يقينا لكن العذاب الحادث فيه من عالم الغيب فلا تناقض .

4. هل الروح وجود مستقل أم وجود تابع عند العلم الكبير عفانة ؟ المهم ليس معرفة كنهها ، الضروري معرفته وجودها مستقلاً أو تابعا ، فإنْ كان لها وجود مستقل  فلماذا لا يقع عليه العذاب ؟ فالأمر ليس الإدراك أو عدمه ، فالملائكة والجن لا يقع الحس عليهم ، وكلمات الله هي أمره ، ومع هذا أتاح العالم الكبير لنفسه ! أن يثرثر في أمر خلق القرآن ، وصدق عليه قول الله تعالى :(( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ * ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ )) (الحج:8- 9) .

يقيم الشيخ الأكبر والكبريت الأحمر جواد عفانة سؤالاً وهو : هل يصح أنْ يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم بما يناقض القرآن أو بما لا يتفق معه ؟ ويعلق بعد ذلك التعليق التالي : { هناك أكثر من 1600 آية قرآنية لا تتفق مع عذاب القبر بالمعنى السائد } لكن السؤال الضروري هو عن معيارية الشيخ جواد عفانة في معرفة المتناقض وغير المتفق ومعلوم للناس أنَّ تخاريف جواد عفانة الكثيرة حوت الكثير من الآراء المناقضة للقرآن ـ خاصة بالمواضيع الإيمانية ـ الشيخ عفانة يدعي أن المتشابه انفرد الله بتأويله ولكن نفس الشيخ جواد يأتي بالعجب العجاب إذ يعطي لنفسه حقا مطلقا في فهم المتشابه .

___________________________

رسالة غير مكتملة.....