قراءة في قضية المرأة
قراءة في قضية المرأة
قراءة تكشف وضع المرأة المميز في الجاهلية والإسلام
والمقارنة مع المرأة في الحضارة الغربية
وكشف دعوة ووسائل الحضارة الغربية ومجموعة أكاذيبها حول قضية المرأة
وما هي غايات تلك الأكاذيب
أمين نايف ذياب
من كتابي المعنون بقضية المرأة
المـــــــــــــــــــرأة
المقدمة
طال الأمد فقد تأخر ظهور هذا القسم من كتاب المرأة كثيرا ، وكان الواجب أنْ يصدر هذا الكتاب مبكرا ، منذ بدء الفترة الديمقراطية المزعومة ، إذ قام النشطاء من الرجال والنشيطات من النساء بفتح قضية المرأة ، لا لبحثها ، بل لإصدار حكم قطعي لا يقبل النقاش والحوار هو : إنَّ المرأة في الإسلام تفتقد حقوقها ، والبنية الاجتماعية السائدة بين الناس هضمت حقوق المرأة .
لم يتبن هؤلاء النشطاء من الجنسين قضية المرأة ، لحسٍ معنوي مرهف ؛ أو لإدراك عقلي حصيف قضية المرأة ، وقد تبنوا رأياً هو : إنَّ من الضروري إحداث مجموعة متغيرات في البنية الفكرية ، تلك البنية على حد زعمهم ، هي التي تمارس ظلم المرأة وقهرها ، وقمع تطلعها للتقدم في مضمار الرقي ، لقد ثأثر هؤلاء النشطاء في الحملة ، التي شنها الغرب العدو الحاقد على هذه الأمة الخيرة ، ليهدم كامل تاريخها ، ويقدم لهذه الأمة تاريخه هو ، بعد أن غطى عيوبه في السابق واللاحق بقنابل من الدخان ، تعمي عيون النشطاء عن إدراك الحقائق ، وقد قدم الغرب ولا زال يقدم عونا ماليا ودعما سياسيا لـهم ، فاق التوقعات ، ولكن هؤلاء النشطاء خفي عليهم جملة أمور هي :
1. لقد وضع الغرب قضية المرأة تحت البحث وبتأثيره صارت محورا أساسيا ، وهو الذي أخذ على عاتقه تحديد أولياتنا ، فبدلا عن أولويات تحقيق الوحدة ، والتحرير من الهيمنة ، وتحديد الهوية ، صارت قضية المرأة هي الأولوية ، ولم يكتف الغرب بذلك ، بل حدد نـهج علاج قضية المرأة ، حسب الصورة التي يرسمها هو للمرأة ، لا حسب ما يجب أن تكون عليه منظومة الحقوق والواجبات للمرأة .
2. يفتقد النشطاء الحد الأدنى للمعرفة ، فليس لديهم إلاَّ مجرد انفعال بالحالة التي عليها الغرب ، فالواحد منهم يصدق به قوله تعالى : (( كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ))(الأنعام: من الآية71) دون إدراك للواقع الذي عليه الغرب في حياته ، فهم لم يبصروا حياة الغرب في كل أحوالها ، وإنما رأوا تقدمه بالتكنولجيا ، والزعم المزيف بأن الحكم عندهم هو حكم الشعب لنفسه بنفسه ، واقع هؤلاء أنـهم لا يسيرون وفق منهج بحث أوصلهم إلى ذلك ، بل هم اتباع أهواء قال تعالى : (( وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ ))(الأنعام: من الآية119).
3. الأمم من حيث الواقع التاريخي أمتان : أمة ذات عمق تاريخي وحضارة غابرة أو حضارة ماثلة ، وأمة ليست ذات حضارة ، والأمة الإسلامية هي أمة ذات حضارة غابرة ، ولكنها دون كل الحضارات الغابرة فيها إمكان للعودة لقيادة الحياة البشرية ، وهي ذات قدرة على تشكيل الحياة الإنسانية مرة أخرى ، بحيث يمكن تحقيق العدل والرحمة للبشر ، يقول فوكوياما في كتابه نـهاية التاريخ وخاتم البشر ما يلي : { صحيح أنَّ الإسلام يشكل أيدلوجيا منسقة ومتماسكة ، مثل الليبرالية والشيوعية ، وأنَّ له معاييره الأخلاقية الخاصة به ، ونظريته المتصلة بالعدالة السياسية والاجتماعية ، كذلك فإنَّ للإسلام جاذبية ، يمكن أنْ تكون عالمية ، داعيا إليه البشر كافة باعتبارهم بشرا ، لا مجرد أعضاء في جماعة عرقية أو قومية معينة ، وقد تمكن الإسلام في الواقع من الانتصار على الديمقراطية الليبرالية في أنحاء كثيرة من العالم الإسلامي ، وشكل بذلك خطرا كبيرا على الممارسات الليبرالية حتى في الدول التي لم يصل فيها إلى السلطة السياسية بصورة مباشرة ، وقد تلا نهاية الحرب الباردة في أوروبا على الفور تحدي العراق للغرب ، وهو ما قيل ( بحق أو بغير حق ) أنَّ الإسلام كان أحد عناصره } انتهى الاقتباس .
4. تلك هي شهادة فوكوياما للإسلام بما هو آيدلوجيا ، وليس بما هو تدين ، وإن كان التدين حزء منه ، لكن النشطاء ويا للحسرة لا يفقهون تلك الحقيقة ، إنـهم يركضون وراء السراب قال تعالى : (( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) (الأعراف:175- 176) .
5. يهمل النشطاء موضوع نـهضة الأمة المعينة ، وليس مجرد أمة ، ولذلك لا يأخذون في الحسبان حقيقة هذه الأمة ، ولهذا لابد من التوضيح لذلك : إذا صح وصدق أنَّ ما من حديث [ أي الدخول لعالم الحداثة] ؛ ألاَّ وهو التجسيد الراهن الحي لما تكشف عنه الماضي في مسيرته المتواصلة نحو الحاضر ؛ فأنَّ هذا الحاضر المختلف الذي ينفرد به الغرب في هذا الزمان ليس سوى النتيجة اللازمة لماضيه الخاص ، ولخط سيره المتميز ؛ الذي ليس للشعوب والأمم الأخرى ؛ بما فيها الشعوب المتواجدة على ساحة العالم العربي والإسلامي ، وهي شعوب وأمم تحيا اليوم في العالم الحديث جنبا إلى جنب مع الغرب ، من غير أنْ تكون حديثة ، فحاضر الغرب ليس هو حاضرنا تأكيداً ، كما هو مشاهد ومدرك .
إنْ يكن حاضر الغرب إذن غير حاضرنا ، فلأن ماضيه غير ماضينا ، وخط سير تراثه في التاريخ غير خط سير تراثنا . أنْ يكون لدينا رغبة أو أنْ يرغب غيرنا من الشعوب المتخلفة دخول عالم الحداثة ، بالمعنى الذي صنعه الغرب ، أو يصنعه الغرب ، يعني ضرورة أكثر بكثير من أخذ حياة حاضر الغرب الحديث ، بكل تشعبات حياته ، ونظمها ، وتجلياتـها في السياسة والاقتصاد والثقافة والاجتماع والصناعة ، ومنظومة الاستهلاك العالمي بما فيها من لهو وعبث وربا وقمار عالميين .
إنَّ ذلك يعنى أنْ نتبنى ماضي هذا الغرب الحديث وخط سير تراثه الذي أفضى به إلى هذا الحاضر ، فالحاضر لا يمكن أنْ يؤتى فعلا إلاَّ عن طريق الماضي ، وهذا بالضبط ما يضعنا كشعوب متخلفة بالقياس الحضاري الغربي المعاصر أمام الخيار الأصعب .
لقد وجد من جراء الحال التي عليها الأمة ، وأنـها في الحضيض الأحط من ناحية روحية ـ مع ما يرى من إقبال على العبادات ؛ والتزام بالهيئات ؛ والإسراع في أداء النسك ـ فالناحية الروحية تعني إدراك الألوهية حين القيام بالأعمال ، وهذا مفقود من حياة المسلمين ، والأمة الإسلامية في أشد أنواع التخلف المادي ، فكيانات الأمة كلها مصنفة من العالم الثالث ، وهي من ناحية فكرية تعاني السطحية ، وهي تعيش حياتـها نبراسها الإنحطاط السياسي ، مما دعا الكثير من المثقفين التنكر لتراث الأمة الحضاري ، يقـرأون الإسلام لاشباعه نقدا وتجريحا ، وهذه عينة من كلام واحد منهم هو محمد أركون ؛ في كتابه الفكر الإسلامي نقد واجتهاد ، تَبِيُن عن مدى الرغبة في أنْ يتماهى الإسلام مع الحضارة الغربية ، وكل المثقفين مهما كانت نوع غربته تباشر عين الرغبة ، يقول أركون :
( إنَّ ضبط الجنس والحياة الجنسية عن طريق المحرمات العديدة التي تحيط بالمرأة ، ثُمَّ إخضاع المرأة لمكانة أدنى وإبقائها فيها ، ثُمَّ الامتيازات والسلطات الموكلة للرجل من قبل القانون "الديني" ، كل ذلك يتيح تكرار السياج الدوغماتي المغلق ، وإعادة انتاجه عن طريق الطاعة المباشرة ، التي يقدمها الابن للأب ، أو البنت للأخ أو الأب ، أو المرأة للزوج ، أو الصغير للكبير.... إلخ وأمَّا خارج العائلة فنجد أنَّ المؤمن يخضع للعالِم ( رجل الدين) والمريد يخضع للشيخ ( شيخ الزاوية الدينية ) . وكلهم يخضعون للأمير أو للسلطان أو للخليفة أو للإمام . واليوم يخضعون للرئيس أو للزعيم أو للسكرتير العام للحزب ) انتهى الاقتباس .
يكشف الاقتباس عن صورة الإسلام في ذهن أهل الغربة ، وبدلا عن أنْ يكونوا جزءا من الغربة ( أي الانسلاخ عن أمتهم ) فتستريح الأمة من شرورهم ، تراهم يعلنون قوامتهم بطريقة فجة على هذه الأمة ، يباشرون الدعوة للنهضة بترك الإسلام وتحريفه لقبول قوامة الغرب ، وقد جعلوا قضية المرأة المحور الرئيس والأساسي في هذه الدعوة ، في زمن حلكة اشتداد الظلمة على هذه الأمة في قضيتين مهمتين : الصلح مع دولة العدو ، والعدوان على العراق ، يبتغون من وراء ذلك عن حسن نية أو سوء طوية ، نقل الأمة من تحدي الخطر ، إلى هدم الذات الحضارية ، واستبدالها بحضارة العدو المشوهة ليكون السبيل لعدوها بالسيطرة عليها .
لقد جاء هذا الكتاب ليكشف قضية المرأة كشفا دقيقا ، ويرد كيد أهل الكيد إلى نحورهم ، ليصيب منهم مقتلا ، بوصف الواقع كما هو ، دون تخيلات أو تصورات أو تمحلات ، يضع الأمور في نصابـها ، والقارئ قادر على إدراك هذه الحقائق ، التي تعيد له ثقته بأمته وتراثها ، فيقوم منتصبا ، شامخا يقاوم الغزو الفكري الجديد ، الذي اتخذ قضية المرأة ذريعته ، يقاوم ضد كل الاتجاهات التي تريد النيل من هذه الأمة الخيرة ، وهي أمة أناط الله بـها مقاومة تسلط أهل الجبروت ، قال تعالى واصفا نبي هذه الأمة : (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )) (الانبياء:107) وقال الله تعالى في شأن أمته : (( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ))(البقرة: من الآية143) . ختاما لقد شهدت مؤتمرات وورش عمل ومحاضرات ومساجلات كثرة تلفت النظر أقدم لكم ما تحصل عندي منها والسلام .
1- مدخل
البشر أو البشرية
(( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ)) (الحجر:28)
(( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً )) (الفرقان:54)
(( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ )) (صّ:71)
هذه الآيات الثلاثة ؛ أثبتت أو نبهت لما هو معلوم في المخلوق الإنساني ، وهو التساوي التام في البشرية بين الجنسين ، وهي تعني الكائن الحي من اللحم والدم ، فأصل الخلق واحد وكلاهما يصلح نسبا وصهرا ، هذا النسب والصهر هو علاقة ضرورية في الحياة ، والنسب والصهر ـ وإنْ كان مرده من حيث الأصل لعلاقة الجنس ـ لكنه أساس للبناء الإجتماعي ؛ إذ عليه يترتب وجود الأسرة ، وبقاء النوع الإنساني ، بخلاف الحيوان فالجنس فيه لا يشكل النسب والصهر ، وأنما هو لبقاء النوع وتشكيل القطيع ، وهذه العلاقة (النسب والصهر) خاصة في الدنيا ، إذ تنتهي يوم القيامة قال تعالى : ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ ) (المؤمنون:101) . في هذه البشرية لا فرق بين ذكر وأنثى ، ولا أبيض ولا أسود ، ولا طفل صغير ولا كبير ، ولا بين مؤمن أو كافر ، فالبشرية هي صورة اللحم والدم ، وهي صورة تحتاج للغذاء واللباس والمسكن والدواء وحماية الحياة ، كل ذلك حقيقة مشتركة بين البشر ، فلا بد من الوضوح في إدراك هذه الصورة ، والعمل على الرعاية التامة للإنسانية في القارات الست ، فالشقاء الذي يلف حياة القارة السوداء : الفقر ، والجهل ، والمرض ، هو فعل الغرب ، الذي استعمر جنوب تلك القارة أربعة قرون ، ورحل منها تاركا إياها على هذه الحال ، وهي تنقل عبر الفضائيات شاهدا حيا على تلك السياسة ، ويكفي مرض الأيدز ، واحتكار أدويته ، ليكون معرة في هذه الحضارة الشرسة .
ألإنسان
(( يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً )) (النساء:28)
(( هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً )) (الانسان:1)
(( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ )) (العصر:1-2)
((الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْأِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ )) (الرحمن:1-4)
الإنسان كلمة جامعة للذكر والأنثى على السواء ، وهو خليفة في الأرض قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ ) (البقرة:30) فكلاهما لم يكن شيئا مذكورا وكلاهما خلق ضعيفا (( وَإِذَا مَسَّ الْأِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) (يونس:12) (( وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ )) (هود:9) (( وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ )) (ابراهيم:34) (( وَيَدْعُ الْأِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْأِنْسَانُ عَجُولاً )) (الاسراء:11).
ورددت كلمة الأنسان في القرآن الكريم (57)مرة في (55) آية تكشف كل أحواله فتظهره عارياً أمام نفسه لتلافى ضعفه ويستعمل مظهر قوته في ما يعود على الإنسانية بالخير قال تعالى : (( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )) (العصر:1-3).
ومع ضعفه ـ في قدرته وفي معرفته وفي كونه منفعلا بذاته ـ مع كل ذلك هو خليفة في الأرض باستخلاف الله له فيها ، فهل الإنسان ذكرا وأنثى أمام التكليف على حال واحدة ؟ أم هما أمام التكليف على افتراق ؟ ما يقرر ذلك هو الكينونة البشرية ، والكينونة الإنسية ، وبما أنَّ الكينونة البشرية ترتكز لواقع الفسيولوجيا ( وظائف الأعضاء ) ، وهي في حالة اختلاف بين الرجل والمرأة على العموم ، وبين الأفراد رجالا ونساءا أي وجود الفروق الفردية ، فكيف يُعرف المؤهل من غير المؤهل لهذا العمل أو ذلك العمل ؟ تلك هي المشكلة التي تحتاج إلى فهم أولا لوجود حل ملائم لـها ثانيا . فالإنسان ذكر وأنثى هو المؤهل مع ملاحظة الفروق الفردية .
الإنسان أمام التكليف
( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً) (النساء:34).
( وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً ) (النساء:75).
( إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً ) (النساء:98) .
( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) (النور:30).
( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (النور:31).
في الآيات السابقة تحدثت عن الرجال والنساء ، وعن المؤمنين والمؤمنات ، ولم تتحدث عن الذكر والأنثى فتحدثت عن قوامة الرجال ـ وليس قوامة الذكور ـ وعن نشوز المرأة وليس الأنثى ، والقوامة والنشوز لـهما بحث خاص في هذا الكتاب ، وتحدثت عن القتال للوقوف في وجه الظلم ، فجعلت التكليف على القادرين ، والتعامل يكون مع الأمر على التغليب ، فالنساء على الجملة في حالة استضعاف ، وهذه قضية واضحة ومعلومة ، ولولا معرفة ذلك بداهة ، لـما وجد ناشطون وناشطات في الوقوف إلى جانب ما سموه حقوق المرأة ، والرأي الصواب : أنَّ أهل الدعوة لنوال المرأة حقوقها هم الساعون لتحويلها من إنسان إلى سلعة ، وتحدثت عن غض البصر في سبيل العفة ، من خلال الذات أي التقوى ، فوجهت الخطاب للرجل أولا ، وللمرأة بعد ذلك ، والتقديم والتأخير سواء في الكلمات ، أو المواضيع ، أو الآيات ، له قصد واضح في القرآن الكريم ، إذ هو حالة تراتيبية فهي تعني أنَّ الرجل أكثر انفلاتا في موضوع الحفاظ على العفة ، وقد وضحت الآيات للمرأة تعاملها مع لباسها ، ومع مواضع الزينة في جسمها ، وعدم القيام بما يلفت نظر الرجال إلى ذاتـها كموضوع جنسي ، أي تصون أنوثتها عن الغرباء ، فهل في إرشادات الصون هذه اعتداء على حقوق المرأة ؟.
المرأة زوج ونسب وصهر
( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) (الروم:21)
( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً ) (الفرقان:54)
النسب والصهر يوجد من معطى زواج الرجل بالمرأة ، أي لكون الإنسان نوعين : ذكرا وأنثى ، وهذا النسب والصهر ضرورة اجتماعية ، وهو سكن ومودة ورحمة ، وهو نسب ومصاهرة أي قرابة غير قرابة العصبة ، تلك هي الحقيقة الكبرى الثاوية في وجود الإنسان على نوعين ، يجمع الناس على أهمية وجود النوع ، ويباشر الناس كلهم هذه العلاقة لإدراكهم ضرورتـها ، ومع هذا الإدراك الشامل ومباشرته عمليا في كل أنواع المجتمعات ،يحاول المتغربون نقل هذه العلاقة من واقعها إلى واقع صراع متأصل في البنية الفكرية الإسلامية ، فهم يسعون إلى نقل العلاقة من طبيعتها إلى طبيعة تفقد السوية هي علاقة الغرب قال تعالى (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) (الحجرات:13) فالآية قررت حقيقة اجتماعية وما يترتب عليها ، فأين هذا التقسيم والهيمنة الذكورية أو الجندر المزعوم في حياتنا أو في آيات ربنا ؟ ليس لـها وجود إلا في ذهن متأخر فكريا يجعل الغرب الشقي الجالب الشقاء للعالم هو قدوتـهم ، فكيف يمكن الحديث معهم ؟ وهم لا يريدون الحق ، قال تعالى على لسان نوح في نمط بشري هو قدوتهم : (( وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً )) (نوح:7).
الإنسان ذكر وأنثى
( وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى )(آل عمران: من الآية36).
(( فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )) (آل عمران:36) .
هل هذه الآية دالة على فرق قيمي بين الذكر والأنثى ؟ لاحظ التساوي في التكليف والنتائج المترتبة على القيام بالتكليف في الآيات التالية :
( وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً ) (النساء:124)
( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (النحل:97)
( مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (غافر:40)
ميزان الأعمال
الأعمال الصالحة مطلوب فعلها من الذكر والأنثى على السواء ، لا فرق بينهما ، وهذه الأعمال لـها ميزانـها ، فليست هي الحريات الغربية التي تنفلت من القيم ، وليست هي نظرة أهل التدين الإسلامي المانعين للحقوق بحجة واهية ، هي جعل النساء فتنة خطيرة ، وهذه النظرة هي النظرة اليهودية المسيحية المترومة ، نظرة الإسلام هي الحقوق والواجبات محكومة بالقدرات الفردية والإمكانيات (( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )) (البقرة:286) وهي نظرة التكوين العضوي إذ تترتب عليه وظائف في المجتمع (( وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ )) (لقمان:14) (( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوف وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى )) (الطلاق:6) فلا يمكن أنْ يقوم الرجل بالحمل والرضاعة ؛ وهما أمران ضروريان للمجتمع لا يمكن الاستغناء عنهما ، فوجود الوحدة الاجتماعية رهن لهذه العلاقة ، فالرجل والمرأة مكملان لبعضهما ، وليسا في حالة صراع الثنائيات ، إنـهما ركنا الأسرة ، لا بد من خصوعهما لنظرية الحقوق والواجبات ، وفي معرفة الحقوق والواجبات يستقيم أمر الأسرة وتصلح الحياة ، تلك هي نظرة الإسلام في هذه العلاقة .
القضية المزيفة
1- ما هي قضية المرأة المسلمة في هذا الزمان تحديداً ؟ ما هو جذر هذه القضية ؟ هل قضية المرأة قضية مجتمعية أي حددتـها نظرة المجتمع لها ؟ أم هي قضيةَ فكريةَ أي أن أفكار المجتمع هي التي أوجدتـها ؟ أم هي قضية قانونية تشريعية سببها التقنين والتشريع ؟ ما علاقة النص الإسلامي في تحديد وإنتاج أسباب قضية المرأة ؟ هل للمرأة فعلاً قضية ؟ وما هي هذه القضية ؟ هل هناك فعلاً تسلّط على المرأة من الأب والأخ والزوج والابن والمدير والحاكم ؟ هل حقيقةً وفعلاً أن المرأة مقهورة ومقموعة في المجتمع الإسلامي ؟ هذه هي بعض الأسئلة ويمكن توليد أسئلةٍ أكثر حول قضية المرأة .
من كثرة الحديث عن قضية المرأة ؛ ومن كثرة المغالطات فيها ؛ صار الغثيان مصاحباً تماماً لـما يسمى بالحديث عن قضية المرأة ؛ ومع افتراض جدلي أن للمرأة قضية فعلاً ؛ لا مجرد دعوى فترد الأسئلة التالية .
** فهل قضية المرأة هي السبب الرئيس في فقداننا وخسراننا قضايانا الكبرى والصغرى على السواء ؟ .
** من المسؤول عن الفشل الذريع الذي لحق حياتنا السياسية ؛ بحيث أصبح شبه مستحيلٍ فكُّ تبعيتنا السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية عن الغرب ؟!
** من المسؤول عن الفشل المتلاحق في السير نحو الوحدة الاندماجية أو الوحدة الاتحادية (الفدرالية) أو وحدة التنسيق والتعاون (الكنفدرالية) ؟! .
** من المسؤول عن عدم اتفاقنا على هويتنا الفكرية والثقافية والتشريعية بحيث لا زلنا نراوح مكاننا ؟! فهل قضية المرأة هي السبب ؟ .
** لماذا القطرية والتبعية وتشرذم الهوية هي السائدة والمتعاظمة في حياتنا الآن ؟ .
الفقر ، الجهل ، المرض ، الفردية ، التسطح الفكري ، الانتهازية ، المظالم ، القلق من المستقبل ، التردي ، السقوط ، الفساد ، الاعتداء على المال العام ، الاعتداء على الكرامة الإنسانية ، تركيز القيم المنخفضة ، كل ذلك صورة حقيقية لحياتنا ـ مع شعور تام بالشلل والعجز عن تحقيق بعض طموحاتنا .
*** لماذا هذا التيه ؟ ولماذا تلك الحيرة ؟ ولماذا الانشغال بما أسقطه عدوّنا علينا من قضايا ؟ إننا أطفال صغار نحب التلهي !.
2- عناوين وأسس
1- قضية المرأة مشكلةٌ مفتعلةٌ ، أثارت زوبعتها الحضارة الغربية ؛ للهجوم على الحضارة الإسلامية ؛ عندما كانت الحضارة الإسلامية تعاني أزمتها الحادة ـ منذ مطلع القرن الثامن عشر الميلادي (غزو نابليون لمصر) ـ .
2- تصدّى الوعّاظ والمفتون المتألهون (أصحاب الورع الشكلي) لمواجهة زوبعة هذه المشكلة المفتعلة ، وهم مرتعبون وجلون خائفون ، ولهذا كبُرت المشكلة ، وتضخمت ، لأن نقاشها لم يسر في الطريق الصحيح .
3- اهتبل المضبوعون في الثقافة الغربية الفرصة التي سنحت لهم ، من خلال موقف المتألهين الخاطئ ، ومن خلال تضخيم حوادث فردية تقع ضدّ المرأة ، مع أنـها ممكنة الوقوع على صورة أكثر انحطاطاً ، حتى في قلب باريس مهد الحضارة الغربية ، والغاية النيل من الحضارة الإسلامية والأمة الإسلامية .
4- تلهى المتألهون والمضبوعون في الكتابة عن قضية المرأة ، على شكل الرد ، والرد على الرد ، أبعدهم هذا التلهي عن رؤية الحالة التي تواجهها الحضارة الإسلامية ، من خلال الهجوم الشرس ، وهو هجوم اتسم بالوضاعة (فقدان القيم الخلقية)، والجهالة (فقدانه النـزاهة العلمية والتوثيق)، يسوق هذا الهجوم البعد غير الإنساني ، لإحلال وجهة نظر الحضارة الغربية محل وجهة نظر الحضارة الإسلامية .
5- استمد المتألـهون منظومتهم الفكرية في موضوع المرأة ، من مواقف الوعّاظ وقصاص حرم المدينة المنورة ، حينما استبدل الحرم المدني حياة القيادية السياسية والقوامة الفكرية فترة النبوة والراشدين ـ أثر انتقال العاصمة الى دمشق بعد عام 41 هجري ـ بحياة الورع وحياة الترف .
6- لقد أدرك البيت الحاكم (الأموي) لاستمرار حكمه ، ضرورة اشغال أبناء المهاجرين والأنصار ـ بصفتهم البنية الطليعية للفكر الإسلامي ـ فأغدق عليهم الأعطيات والأرزاق والجواري ، ولهذا ظهر في المدينه وتعدّاها الى مكة والطائف حياتان مختلفتان : حياة اللهو والغناء والرقص وعرض الزينة والشعر الماجن بسبب من الجدة ووفرة الجواري ، قابلت هذه الحياة حياة أخرى هي حياة أهل الورع والنسك التعبدي الشكلي التجزيئي ، ولم يتورع هؤلاء عن اختلاق أحاديث موضوعة على الرسول ، بشأن المرأة ، وهذه الأحاديث دُوّنت ـ في ما بعد في كتب الحديث ـ على اعتبار صحة سندها على أنـها من الوحي ، ورغم عدم تأثيرها في حياة المجتمع الإسلامي آنذاك ، إلاَّ أنـها سادت وعظاً وإفتاءاً ، وان لم تكن تصنع الحياة ، ومشاركة المرأة في حياة المجتمع الإسلامي مشاركة فعالة معروفة لاي باحث .
7- يجمع المرأة والرجل مفهوم البشرية أي (الحياة النامية المحتاجة للاغتذاء والسكن واللباس)، أي كل ما يحافظ على الحياة . والإنسانية وهي (الحياة الواعية) مظهرها : الفهم والإرادة . فالرجل والمرأة في حقوق وواجبات البشرية والإنسانية سواء بسواء .
8- الإنسان من حيث النوع (الجنس) ذكر أو أنثى ، والتكاليف الاسلامية تلاحظ هذا التفريق؛ حين تكون الأحكام متعلقة بالنوع ؛ ولهذا فللمرأة أحكام ؛ وعليها واجبات ؛ تتوافق وتتناسق مع كونـها امرأة ، وللرجل حقوق ، وعليه واجبات ، توافق كونه رجلا ، فالإنفاق على الرجل ، والحمل والرضاعة على المرأة ، وهذه أحكام توافق طبيعة وتكوين كل جنس .
9- الحريات والانطلاق حالة إفسادية للأفراد والمجتمع ، وحرية الإرادة والسيادة والالتزام بالضوابط حالة انتظامية للمجتمع والفرد ، فالحياة للحضارة الغربية قعَّدَتْ للحريات والانطلاق ، ولكنها مع ذلك تجعل للحريات والانطلاق سقفاً ، مما يعني خطأ النظرية وقواعدها ، والنكوص عنها في حالة التطبيق ، بخلاف الإسلام فانه يقعّد للإنسان الحر المسؤول ، ومطلوب منه الالتزام بضوابط التقوى في الفرد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع ، وفعل المعروف ومنع المنكر في النظام السياسي ، والوعد والوعيد في الآخرة ، ومن هذه المعطيات تبرز حالة الحضارة الغربية المزرية ، ذات المكيالين ، وأفاعيل السوء ، وتظهر حالة الحضارة الاسلامية ، وهي حضارة مؤسسة على الهداية والعدل والهدف والإيمان بالجزاء .
10- دعوى يدعيها دعاة الأخلاط الغربية ـ مرتكز هذه الدعوى القول ـ إنَّ الإسلام نظر إلى المرأة نظرة دونية ، بدليل حكمه بالميراث ، القوامة ، وإباحة الزواج بأكثر من واحدة ، وحق الطلاق للرجل ، وإباحة تأديب المرأة الناشز بـهجرها في المضجع أو الضرب ، وكون ما استقر عليه الفقه الإسلامي من كون المرأة لا يجوز أن تكون حاكماً ، وكونه لا يجوز لها السفر مدة يوم وليله بلا محرم ، وقضايا اللباس والزينه والتبرج وحرمة الخلوه ، وعدم تزويج نفسها (البكر) إلاَّ بوليّ عند بعض المذاهب الفقهية كالـمذهب الحنبلي .
11- كون المجتمع يضخم ويكبّر انحراف المرأة ، بحيث يكون معرة في شرف الاسره أو العائله ، ولا ينظر بذات الأهمية الى انحراف الرجل .
12- نظرة المجتمع الى ضرورة الفصل بين مجتمع الرجال والنساء ، وان لا يعيش الرجال والنساء في حالة خِلْطةٍ ، والاسلام فعلاً منع الخلطة في الحياة الخاصة ، وأباحها في الحياة العامة ضمن ضوابطها .
ما سبق هي عناوين شاملة ، لكل ما يشكو منه دعاة الحضارة الغربية ـ حول مكانة المرأة في الحضارة الاسلامية والمجتمع الاسلامي ، حصرت للتمكن من إجراء أبحاث تأصيلية ومقارنة ومعرفة للوصول الى بحث منهجي في موضوع المرأه .
3- تعاريف
من أسباب استمرار السجال في قضية المرأة ، وبقاء حوار الطرشان هو السائد ، يرجع ذلك إلى عدم وجود أرضية مشتركة للحوار ، واذ المتحاورون مختلفون ثقافياً ومعرفياً وحضارياً ، فإن المدخل الرئيسي الضروري لانتاج حوار يكمن في فهم التعريفات الضرورية ، يلاحظ القارئ أنـهم يتجادلون فيها ـ دون تحديد لمعانيها ـ ومن أكثر الامور جدلاً مشكلة لباس المرأة ، فمثلاُ لباس المرأة من ناحية اسلامية يحوي كلمات : الخمار ، الجلباب . قال تعالى : (( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) (النور:31) وقال تعالى : (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً )) (الأحزاب:59).
ويحوي من ناحية الفعل : ضرب الخمار على الجيب ، وادناء الجلباب الا أن النقاش دائماً يدور حول الحجاب ، مع أن الحجاب الوارد في القرآن الكريم ، ليس نوعاً من لباس المرأة ، وانما هو ما يحجب نساء النبي خاصة دون غيرهنَّ من النساء ، من جدار أو ملاءه (بردايه) أو حاجز قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً )) (الأحزاب:53) .
بحث في الحجاب
أولاً : الحجاب في لسان العرب.
حَجَبَ : الحِجاب : السِّتْرُ ـ حجب الشيء يَحْجُبه حَجْباً وحِجاباً وحَجْبهُ ستره . وقد إحْتجب وتحجَّبَ اذا إكْتَنَّ من وراء حجاب . وامرأة محجوبه : قد سُتِرت بستر ، ومن معاني الحجاب (الحجاب الحاجز) : جلدة بين البطن والقلب والبواب وحجبه أي منعه من الدخول ، وحجابة الكعبة سدانتها ، والحجاب اسم ما أُحتجِبَ به ، وكل ما حال بين شيئين فهو حجاب ، والحجاب كما يكون مادياً يكون معنوياً ، فقوله تعالى :{ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ }(فصلت: من الآية5) أي في الملة والدين ، وكل شيء منع شيء فقد حجبه ، فالاخوة يحجبون الام في ميراثها من الثلث الى السدس ،والحاجبان : العظمان فوق العينين ؛ يحجبان الضرر عن العين ، ...إلخ ما جاء في لسان العرب .
ومن هنا يُعلم أنَّالحجاب كإسم ذات ، أو كإسم معنى ، لا يرد كلباس من ملابس المرأة ، فلا توجد قطعةُ واحدةُ من ملابس المرأة أسمها الحجاب .
ثانياً : الحجاب كما ورد في الموسوعة العربية الميسره (جزء أول ص689).
الحجاب والحقيقة هو البرقع : جزء من ملابس المرأة ، لبسته نساء اليونان والرومان للزينه ! ، ويكسب البرقع أحياناً دلالات سحريه ، رمزاً الى عادة عذارى المعابد في لبسه في الاحتفالات الدينيه ، وتفرضه بعض نظم الرهبنه على الراهبات في المناسبات ! وقد يكون حجاب العروس أو برقعها وثيق الصلة بـهذا ، والارجح أنَّ العروس كانت تغطِّي وجهها حـماية لجمالها من الحسد ، وكانت البراقع في أوروبا حمراء حتى عصر النهضه ، ولا زالت وردية اللون في بخارى . ولا زال غطاء الوجه في صورة المانتيلا الاسبانيه ،والروبوز المكسيكي ،واليشمك التركي ، كما أنه لا يزال جزءاُ من زفاف العروس .لُبس الحجاب في أوروبا في العصور الوسطى ، وكان جزءاً من زينة الرأس ، وفي القرن السابع عشر كان من قماش شفاف أو ذهبي ؛ يتدلى من غطاء مخروطي الرأس ، وكان يُختار له أغلى الاقمشة الشفافه من فارس ، والمذهّبة من الهند ، أما الفقيرات فكان الحجاب عندهن يُتّخذ من قماش خشن غامق اللون . وفي افريقيا جماعة الطوارق يحجبون الرجال لا النساء . وكان للبرقع دائماُ دلالات على الحالة الاجتماعية ، وشاعت في البلاد العربية أنواع كثيرة منه ، وتفننت النساء في زينته ، ورُصِّع بالجواهر أو الاصداف والخرز حسب ذوق البيئة ؛ ومكانة المرأة فيها ،وجزء من البرقع يسمى عروس البرقع ، يوضع على الأنف ويُعلق به سائر البرقع بعد أن يكشف عن العينين ، كان يصنع من الذهب الخالص ويُتفنن في رسمه ونقشه .
ثالثا :صراع الحجاب في مصر في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين .
* لا بد من ملاحظة ان اطلاق إسم الحجاب على غطاء الوجه انما هو خطأ ؛ لا تجيزه اللغة العربية ؛ ذلك أن كلمة الحجاب إسم من أسماء المعاني ، بخلاف غطاء الوجه فهو إسم من أسماء الذات الجامده ، إنَّ أسماء غطاء الوجه هي : النقاب ان كان على مارن الانف ، وهو الوصوصه إنْ كان النقاب مُدْنى على العين ، فاذا نزل الى المحجر فهو النقاب فان كان على طرف الانف فهو اللفام ، أما تميم فتسميه لثاماً .
* الذين عاشوا في المنتصف الاول من القرن العشرين ، شاهدوا نساء المدن دون القرويات والبدويات ، يضعن غطاءاً على كامل الوجه ، تطور من الخشونه الى الرقه كانوا يسمونه الملاية أو الفوطة ، وهذا يعني أن الشكل المدني وعيش المدن هو أهم الدواعي لغطاء الوجه ، هذا الذي لا زلنا نتلهى كالاطفال الصغار في دخان معركته .
* قاسم أمين (1836-1908) مصري الجنسيه ، درس الحقوق في مونبلييه في فرنسا ، تولى مناصب عدلية آخرها مستشار بمحكمة الاستئناف ، له من الكتب تحرير المرأة والمرأة الجديدة ، وبصدورهما دارت معركة الحجاب أو معركة تحرير المرأه !.
* يشكل ما سبق مقدمات المعركة الوهمية ، معركة الحجاب ، ومع أنَّ الأصل في دعاة الحضارة الغربية ، وهم دعاة الحضارة الليبراليه (الحريات الاربع) عدم الدخول في هذه المعركة ؛ التزاماً بدعوتـهم للحريات ، الا أنـهم تعمّدوا فتح المعركة من جديد ، رغم الاذى الذي الحقته الحضارة الغربية وأهلوها بنا الى حد تمريغ عزتنا في الهوان ـ على يد الولايات المتحده وشركائها ـ فبدلاًعن فتح معركة النهضه أي فك التبعية ، والوحدة ، وتحديد الهوية ، ثار غبار المعارك مرة أخرى ، ليس آخرها فتح معركة حجاب الطفلات على صفحات الافق ، ومشاركة يوسف أبو بكر والسيدتين النائب توجان فيصل ، وزليخه أبو ريشة ، ومحاولة التمويه في الموضوع والدخول على ما ليس من اختصاص الفرسان الثلاثة ، ولا بد من عودة أخرى لأقوال هؤلاء الفرسان .
معركة الدونية
المنفعلون برؤية الغرب للمرأة ـ بديلا عن رؤية واقع المرأة كما هو في الغرب ـ ذلك الغرب الذي حولها ـ من أم ؛ وربة بيت ؛ وعرض يصان ؛ وهي فاعلة على الحقيقة في المجتمع ؛ في الأسرة وأمنها العام ؛ وفي حماية الأمة والمجتمع ـ إلى كونـها سلعة استهلاكية معروضة للبيع ، مثلها مثل أي سلعة استهلاكية أخرى ـ يوجهون سهامهم نحو ما أطلقوا عليه النظرة الدونية ، انظر الفقرة 10 من عناوين وأسس أي تتوجه السهام نحو جملة من الأحكام الشرعية الخاصة بالمرأة من حيث هي أنـثى وهذه هي والشرح لها .
10/1- الاعتراض على الحصة بالإرث قال تعالى :{ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ }(النساء: من الآية11) .
ما هو مقياس أو معيار النظرة الدونية في قضية توزيع الإرث ؟ فالاتفاق على أمر معياري ضروريٌ لاثبات النظرة الدونيه ؛ أو عدم النظرة الدونيه ؛ وبدون المعيار يصبح الامر اعتباريا ؛ يتأثر بظروف (أهل الحكي) .
هل المعيار النصيب من الارث أي الكمية أم الحصة ؟ وبما أن النصيب من الارث هو نسبة للتقسيم ، وهو كمية بعد التقسيم ، فتارك أرثٍ (بيت متواضع) يساوي بلغة الارقام (12.000 دينار) للزوجة أل 6/1 أي السدس و ( 2000 دينار) ، وللولد الوحيد 12/5 أي (5000 دينار) ، ولكل بنت من البنتين 24/5 أي (2500 دينار) ، على اعتبار أنَّ ورثَته زوجة وابن واحد وابنتان (أناثي) ، وأحد الاغنياء الكبار الذي له ورثة هي تجارة وعقارات وأسهم في شركات مساهمه وأموال في البنوك ، وتبلغ قيمة ثروته (1.200.000 دينار) وله زوجة وولد وابنتان تماماً مثل صاحبه السابق ، فللزوجة (200.000 دينار) ، وللابن (500.000 دينار) ، ولكل ابنة (250.000 دينار) ، فإذا كان النصيب هو الذي يشكل النظرة الدونية ، فلا شك أن الكمية هي لازم للنصيب فالعائلة الاولى هي دونية مؤكداً ، والعائلة الاخرى هي عليائيه يقيناُ ! إن التلازم بين النصيب والكميه هو تلازم حقيقي موضوعي ، بل إن المعنى الحقيقي للاعتراض على النصيب هو الكميه . والمطلوب الان من فرسان اللهو تقديم حالة معياريه للنظرة الدونية من خلال كمية النصيب في الارث ، واذ هم في محل العجز عنه ، فلا بد من اعتبار أقوالهم أنـها مجرد دوغما ، طلباً للشهرة ، يسوقهم اغترابٌ عن الامة وتراثها ، ويـحدوهم عشق حتى الموت للرأسماليه الغربية ، ومع أن أنصبة الارث واضحة كل الوضوح في الفكر الاسلامي ، وأن المراة ترث ، ولكن اليهودية والنصرانية لا تُوَرِّثَا المرأة ، والأصل في الباحثين في الإرث ؛ أنْ يكونوا على علم واطلاع في موضوع الإرث والتوريث عند اليونان وعند الرومان ، وفي النصرانية المترومة ، أو الانظمه الليبرالية ، التى تتيح الوصية للكلاب والقطط ! .
حكاية واقعية
أوصى أحدُ الغربيين ـ ممن يحب كلبه كثيرا ـ بأن يؤول ماله بعد وفاته إلى كلبه المحبوب ، وحرم أولاده من الإرث ، فما كان من أولاده إلاَّ أنْ قتلوا الكلب ، فآلت أموال الأب إليهم ، لا على اعتبار أنـهم ورثة لأبيهم ، بل على اعتبار أنـهم هم الورثة لكلب أبيهم ! .
10/2- القوامة قال تعالى : { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً } (النساء:34).
هذا هو النص ( أي الآية الكريمة ) التي تتعرض دائماً لهجوم شرس ، يحاول فيه دعاة التغريب ؛ إثبات أن في هذا النص نظرةً دونية للمرأه ، وقبل الدخول لفهم النص ، لا بد من التذكير بأنَّ المقصود بكلمة الرجال ؛ إنما هم الازواج في هذه الآية ؛ وأنَّ المقصود بكلمة النساء إنما هن الزوجات ، فالموضوع هو دور الرجل في الاسرة ، سواء أكانت الاسرة مؤلفة من الزوجين ؛ أو مؤلفة من الزوجين والاطفال ، والأسرة حالة إجتماعية لـها نظام علاقة ، ولا بد من رأس لهذه العلاقة ، هذه العلاقة ليست شركة ليكون رأسها المدير ، أو إدارة ليكون على رأسها رئيس مجلس الادارة ، هي إدارة من نوع آخر ، وليست دولة أو ولاية ليكون عليها رأس الدولة ؛ أو حاكم الولاية ، وليست أمارة سفر ، ليكون على رأسها أمير السفر ، الاسرة حالة إجتماعية ، يراد منها صفة الديمومة ما أمكن ، وهي دالة على السكن والمودة والرحمة ، وحالة إنجاب أي بناء أسرة ورعاية وتربية للاطفال ، وهي حالة مستمرة كتواصل وصلة رحم ـ حتى مع فراق الابن بعد بلوغه بزواجه ـ أو بلوغ الابنة وزواجها ، هذه الحالة تحتاج الى بيان للادوار في هذه الاسرة ، فالآية آية تشريعية أناطت بالزوج (الرجل) القوامة ، أي الإنفاق وقيادة الرعاية ولأجل تلك القوامة المختصة بالرجل لطبيعة هو عليها ، اقتضى دخوله النشاط الاقتصادي : الزراعة / الصناعة / التجارة / العمل بأجر / وغير ذلك ، ليقدم لهذه الاسرة ناتج عمله للانفاق ، ولا بد من قيادة للانفاق ، أي رسم سياسة للانفاق وسياسة الرعاية ، فإذا طلبت المرأه وضع أولادها في مدرسة خصوصية ، ورأي الزوج خلاف ذلك ، لعدم القدرة المادية أو لأسباب أخرى ، فلا بد من رأي ملزمٍ يُرجع اليه في قيادة هذه الاسرة ، فمفهوم القوامة مفهوم يعمل في رعاية الاسرة وقيادتـها حين الخلاف ، وعدم وجود مثل هذه الآلية يجعل الأمر فوضى ، وقديما قال الشاعر وقوله يدل على حكمته :
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جـهـالـهـم سـادوا
إنَّ كثيراً من النساء هن اللواتي يباشرن القوامة ، بل إنَّ أكثر الرجال وضعوا أمر القوامة جزئياً او كلياً على النساء ، والاسلام أوجب القوامة على الرجال في الانفاق والرعاية ، ولكن حين الاتفاق لا يتدخل الإسلام في هذه القوامة ، ولا يمنع أنْ تكون القوامة للمرأه .
القوامة ضجةٌ مفتعلة ، ليس لها من مرتكز تستند اليه ، وهي مجرد توزيع صلاحيات حين الاختلاف ، وعند عدم وجود الاختلاف لا يظهر لها وجود ، فعلام هذه الضجة ولمصلحة من هذا النقاش ، الذي لا يعلم له بداية ولا نـهاية ، لانه يسير بلا أسس ولا ضوابط ، إلاَّ القبول بما أسقطه الغرب إسقاطاً متعسفاً لغاية يرجوها ، وهي إننا أطفال نحتاج الى ما نتلهى به ، للبقاء أسارى عدم الوعي على قضايانا الكبرى : الهوية ، وفك التبعية ، والوحدة فإلى متى التلهي !؟.
10/3- إباحة الزواج بأكثر من واحدة قال تعالى : { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا } (النساء:3) .
تجيز هذه الآيه الزواج بواحدة الى أربع ، أبكاراً أو ثيبات ، ذوات عمر البلوغ ، أو ما بعد البلوغ ، لهن أولاد صغار أو كبار بالنسبة للثيبات ؛ أو ليس لهن أولاد ، والشرط الأساسي هو عدم وجود مانع للزواج ، أي ليست من المحرما ت ، ولا من المؤمنات بالأديان الوثنية ، ولا من ذوات الازواج ، أو عليهن العدة ، وكل كلام غير هذا فهو تحريف متعمد للنص ، أي للآية الكريمة ، والنص ( أي الآية ) ثابت ومستقر ، وهو نص محكم ، يفتح جواز الزواج بواحدة الى أربع إلى يوم القيامة ، والنص ليس مؤسساً على علة أو مقيداً بحال .
والزواج بأربع شرطه الرضا بين المتعاقديْن ، بعد زوال الموانع ، ومن المعلوم أن الزواج وهو مودة وسكن ، يستمر بالتراضي ، فالزوجة الأولى تستطيع أن تعلن عدم رضاها وتطلب الطلاق ، أو أن تعلن رضاها وتستمر مع الثانية ، وتطالب بالعدل في معاملتها أي : عدل في الإنفاق ، وعدل في توزيع الوقت العيش والنوم .
هذا الزواج لا يشكل نظرةً دونية للمرأة ، والداعي إليه في حالة المجتمع وحالة الافراد واضح جداً ، فهو علاج اجتماعي لاكثر من حالة ، وأمر هذا الزواج المتعدد يضبطه نظرة المجتمع ، والمجتمع الذي يخلو من تعدد الزوجات تكثر فيه الخليلات ، أي تكثر فيه العلاقة السرية المحرمة ، التي تتجاوز ـ اللواتي لا زوج لهن ـ الى ذوات الازواج ، أي مباشرة الخيانة الزوجية .
والمفروض في الحكم على هذه القضية أن تدرس دراسة ميدانية ، في الغرب والشرق في الشمال والجنوب ، في اللواتي تزوج ازواجهن عليهن ، تدرس دراسة إحصائية ، تتعلق أي بالوصول الى نسبة الشقاء من الزواج بالثانية ، أي كم هي نسبة الشقيات بزواج زوجها للثانية ، أو اكثر من ذلك ، لا أن تؤخذ حالة واحدة شقية ، وتصبح هي المعيار ، بل لابد أن تدرس دراسة احصائية لعينة عشوائية ، أو منتقاة ، ويعلم عدد الشقيات رغم أنـها الواحدة ، فالشقاء ليس مرتبطاً على وجه التلازم بين الزواج بواحدة ، أو الزواج باكثر من واحدة ، وإنما يتدخل في الشقاء أو الهناء عوامل كثيرة ، ومتعددة ، فأين هي المنهجية والعلمية في دراسة اثار الزواج باكثر من واحدة .
وبالمناسبة ـ ورغم انني من عائلة بدوية ـ فليس في عائلتنا الجيل الحاضر وحتى الجد الخامس ، أي الاباء والاجداد واجداد الاباء من تزوج باكثر من واحدة ، أي تعايش مع اكثر من واحدة في زمن واحد ، فليس الامر دفاعاً عن حالة موجودة في سيرة عائلتي وإنـما هو الحق يطلب ، حتي لا تقع الامة في توهة إسقاطات الغرب على الامة الاسلامية ، الأمة المنكوبة بعدوها ونفسها معاً ، فلا حقد عدوها عرفت فاتقت ، ولا شر جهالتها علمت ، فعدو امتنا إثنان نحن والعدو في خندق واحد ضدها .
يحاول البعض القول بأنَّ الزواج بأكثر من واحدة مقيد بشرط مستندين إلى الآية التالية : { وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً } (النساء:129).
كثير من الباحثين في موضوع المرأة يظنون : أنَّ هذه الآية وردت مباشرة بعد آية إباحة الزواج بأكثر من واحدة ، لتكون النتيجة عندهم إباحة الزواج بأكثر من واحدة شرط العدل ، وهذه الآية دالة على أنَّ العدل ليس بطاقتهم ، فيرتبون على ذلك عدم إباحة الزواج بأكثر من واحدة ، ولا ينتبهون أنَّ نفي العدل متوجه لعدل القلب ، بدليل قوله تعالى في الآية التي جعلوها تمنع الزواج بأكثر من واحدة : { فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ } فالنص توجه لكل الميل والإكتفاء بالواحدة واجب إذا كان غير قادر على العدل بالنفقة والمعايشة قال تعالى : { فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً } والبعض يرى وجود قيد بمن هن أرامل ولهن أولاد إيتام ، على اعتبار أنَّ الآية صرحت بذلك ، أي من قوله تعالى : { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى ( فَانْكِحُوا ) } والحقيقة ـ من حيث النص ، ومن حيث الواقع العملي في زمن الرسالة ـ تكشف إعوجاج هذا الفهم ، فالآية تربط بين موضوعين يحتاجان للقسط ، هما : أموال اليتامى ، والعدل بين النساء في النفقة والعيش ، ولهذا نصت الآية على تقليل عدد النساء إلى أربع على أعلى حد ، ليتمكن من القسط ، الأمر الذي لم يكن مضبوطا قبل نزول هذه الآية ، وبفهم الأمر على هذه الصورة يعلم جواز الزواج بأكثر من واحدة ، وانقسم الرأي حول أولوية الإكتفاء بواحدة ، أو أولوية الزواج بأكثر من واحدة ، إنَّ الآية بنسقها دالة على أولوية الواحدة ، وموقف الرسول (ص) من منع علي من الزواج على فاطمة عليهما السلام دليل آخر، والتوازن العددي في المواليد بين النوعين على العموم ، مؤيد لأولوية الواحدة ، وقول الرسول(ص) : خيركم ! خيركم لأهله دليل آخر .
تعدد الزوجات والعلاقة الجنسية المحرمة
لسائل أن يسأل : هل تعدد الزوجات يقضي على العلاقة الجنسية المحرمة ؟ أو الانحراف الجنسي ؟ وها هو مجرم الزرقاء ـ رغم زواجه باكثر من واحدة ـ إلاَّ إنَّهُ مارس الانحراف الجنسي بصورة قذرة ! واكمل مشواره القذر بقتل الطفل ! والجواب على ذلك إنَّ أمر العلاقة الجنسية المحرمة ؛ والانحراف الجنسي ، والجرائم المتعلقة بالجنس ، لا يمكن البحث فيها على مستوى فردي ، بل تبحث على مستوى المجتمع ، حتى الصورة البشعة ! صورة سفاح ومجرم الزرقاء ؛ يمكن أنْ يقومَ بـها : غربي ؛ أو شرقي ؛ مسلم ؛ أو مسيحي ؛ أو يهودي ؛ يظهر التدين ؛ أو يعادي التدين ؛ تلك صورة منفردة ، لا يجوز أنْ تُشَكِّلَ النَّظَارة التي يُنظرُ منها الى المجتمع ، صورة المجتمع صورة جماعية ، الإحصاء الميداني والنسبة هي التي تعطي صورته ، والمفردات لا تشكل صورته ، الا اذا تحولت هذه المفردات إلى حالة جماعية ، كشفها الاحصاء الميداني ، والنسبة المئوية ، والمقارنة بمجتمع آخر ، وغير ذلك يكون مجرد تعسف ، ووقوع في مسار المغالطات ، ومثل هذه الدراسة ـ حتى الآن ـ لم يوردها المتقولون المستغربون المرددون لاقوال الغرب دون بينةٍ ولا برهان .
كلام في تعدد الزوجات
تمهيد ضروري
مناقشة رأي في الموضوع للنائب السيدة توجان
جاء على لسان السيدة (النائب توجان فيصل) ـ كما نشرته جريدة الحياة الاردنية الغراء ـ ما يلي : قالت (النائب توجان فيصل) : إنّ أي هجوم عليها هو في حقيقة الأمر اقرار بالضعف ، وهو طريقة جبانة يلجأ اليها الخاسر والفاشل . وأضافت فيصل في حديثها للحياة : إنَّ حججها التي اوردتـها في المناظرة شرعيةُ وإنَّه لا يستطيع أي شيخ أنْ يدحضَ تلك الحجج .
وقالت فيصل ـ في معرض ردها على سؤال ـ حول رأي عمر بن الخطاب فيها لو رآها ، وهو السؤال الذي كانت قد سألته احدى مشاهدات المناظرة : (مناظرة توجان وصافيناز في تلفزيون الجزيرة) : إن هذا السؤال فيه لمز ، وفي حقيقة الأمر أنا لا أعرف رأي عمر فيَّ ، ولكن ما استطيع قوله هو : ما رأي المشاهدين فيما جرى ؟ واستطردتْ فيصل ، إنَّ عمر كان يحترم العقول ، واعتقد أنَّه كان سيحترمني ، فهو الذي قال : والله إنَّي لاعلم أنك حجر ، لا تضر ، ولا تنفع ، والله لولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك ، وهذا دليل على انه يحترم العقول . انتهى الجزء من المقال
التعليق
(النائب توجان) تخرج دائما عن الموضوعية إلى الافتخارية ، ومن الموضوع الجدلي إلى موضوع مصارعة على الطريقة الأميركية ، وهي عندما تأتي بما يُسمى الحجج تجعل الحجج ـ إنْ كان لها حجج ـ تتكلم ما تريد أن تقوله هي ، وليس أدلَّ على ذلك من إنَّ عمر رغم التزامه بتقبيل الحجر ، أي قبوله التوقيف في موضوع تقبيل الحجر ، مع علمه ، والكل يعلم معه بانه لا يضر ولا ينفع ، ومع هذا قَبَّلَهُ لانه رأى رسول الله يقبله أي جعل أمر تقبيل الحجر ثابتاً ، لا متغيراً ، فكيف جعلت هذا الأمر ـ الذي هو ضدها في كل المعايير ـ يشهد لها ؟ .
والأمر الثاني في عرضها لمقولاتـها هو أنـها ترفض ـ حين العرض ـ الموضوعية التي تقتضي تحرير المسألة ، أي معرفتها ، ثم تحليل النص ، لمعرفة منطوقه ، ومفهومه ، ودلالته ، ولذلك ولأنَّ كلامها قفز ذات اليمين وذات الشمال ، فهذه عجالة ينتظر منها أن ترد عليها ، وفي مجال آخر لابد من الكتابة عن موضوع تعدد الزوجات بطريقة بحثية.
تَعَدُّدُ الزوجات
مع أن الزواج بواحدة او باكثر من واحدة ؛ لا يمكن أن يكون طريق التقدم او التخلف ، ومع أنَّ العهر مع واحدة أو مع اكثر من واحدة لا علاقة له ايضا بسنن التقدم او التخلف ، ومع أنّ علب الليل ، والنوادي الحمراء ، والاختلاط ، والرقص الماجن ، او غير الماجن ، والعري ، كل ذلك لا علاقة له من قريب او بعيد في الفكر السياسي المتقدم أو المتخلف ، وإنـما علاقة ذلك كله بنظام الأسرة أي الأسرة المتفككة او المتماسكة ، وله علاقة بسفح الشهوة على صورة استعلائية ، او على صورة دونية ، وله علاقة بالنسب ، رغم كل ذلك ووضوحه ، إلا أنَّ (النائب السيدة توجان) تصر على ان تشن حملة ضارية على موضوع تعدد الزوجات ؛ على اعتبار انه حالة تخلف .
كان من الممكن قبول حملة (النائب السيدة توجان) لو أنـها قالت : إنني أشن هذه الحملة ، لأنني ارفض علاج الاسلام لغريزة النوع ، كونه أباح تعدد الزوجات ، أمَّا أنْ تشن الحملة على اعتبار أنـها مجتهدة ؛ وأنـها توصلت من خلال اجتهادها : بأنَّ تعددَ الزوجات حكم مُزَمَّنٌ ، أي حكمٌ لمعالجة واقع مضى وانقضى ، مستشهدة بموقف للخليفة عمر بن الخطاب ـ في موضوع المؤلفة قلوبُـهم ـ فان ذلك يحتاج إلى بيان .
في مقال سابق نشرته مجلة الافق في العدد 63 ، ذكر المقال ما يلي بالنص : يا سيدة توجان ! انت لست مجتهدةً يقيناً ، لا اجتهاد مطلق ، ولا اجتهاد مذهب ، ولا اجتهاد مسألة ، حتى ولا متبعة ، وهذه انواع اربعة في الاجتهاد ؛ لكل نوع منها شروط معتبرة ، فالسيدة (النائب توجان) غير مؤهلة للاجتهاد ، السيدة (النائب توجان) تفتقد شروط الاجتهاد ، فالاجتهاد هو بذل الوسع والجهد ؛ لاستنباط حكم شرعي عملي ؛ من دليله التفصيلي ، والاستنباط يكون من منطوق النص ، ويكون من مفهوم النص ، ويكون من دلالة النص ، والتمثيل على ذلك هو : حرمة التأفف من الوالدين مأخوذه من المنطوق ، وحرمة الاذى الاكبر من التأفف ؛ تأتي من المفهوم ، اما توقير واحترام الوالدين ؛ أي عدم الإهانة المعنوية ؛ فهي تأتي من دلالة مجموع النصوص ؛ فالحكم ليس هو رأي او هوى او ظن ، وانما هو بذل وسع وجهد ، هذه واحدة .
والثانية ان اسنباط الاحكام الشرعية لا يأتي على جهة واحدة ، فالحكم المعلل يدور مع علته وجوداً وعدماً ، والحكم التوقيفي يبقى على توقيفه ، والحكم المسبب يبنى على سببه ، والحكم المشروط على شرطه ، والذي له أركان على أركانه ، فدعوى السيدة (النائب توجان) “إنـها اعتمدت على قاعدة شرعية ، وقاعدة فقهية ، بعد الموقف الذي اتخذه سيدنا عمر ، وطبعاً الفقه يبدأ من الخلفاء الراشدين ، وعصرهم يعتبر امتداداً لعصر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيؤخذ به ، وبالذات سيدنا عمر ، فهي قاعدة فقهية يجب أنْ نقبلَ بـها" . أنظر هذا القول في جريدة الحياة ( جريدة أردنية مغلقة الآن ) العدد 35 الصادر يوم 22/3/1997م ص5 ، والرد على هذا القول سهل وبسيط ، فاولاً : القاعدة الفقهية او الشرعية لا تؤخذ من اجتهادات لعمر او لغيره ، فالقاعدة الشرعية هي حكم شرعي كلي ينطبق على جزئياته ، ومن القواعد الشرعية المعروفة لا ضرر ولا ضرار ، وللضرورة أحكام ، والوسيلة إلى الحرام حرام ، ومثل ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب فالأحكام هنا ليست متعلقة بكلمة عامة مثل : البيع : والميتة ، أي كلمة ذات مفردات ، فحلُّ البيع ، وحرمة الميتة ، احكام عامة ؛ لها مفردات ، وإنـما ينسب الحكم إلى كلمة كلية ، يدخل فيها اجزاؤها .
ثالثا : إنَّ توقيف سهم المؤلفة قلوبُـهم ؛ الذي فعله عمر ؛ لا يعني الغاء الحكم ؛ بل يعني توقيف الحكم في ظرف ، ولذلك يمكن أن يعود الحكم في ظرف آخر ، فالحكم المتوقف غير الحكم المنسوخ ـ عند من يقول بالنسخ ـ ولا يوجد حكم اسمه حكم ملغي . والسيدة (النائب توجان) تريد إلغاء الاحكام أي إلغاء الإسلام واستبداله بالنظام الليبرالي ، وحتى يتأكد ذلك لابد من سؤالها حول حقول في الفقه ، فالفقه جملة حقول : الحقل الاول العبادات ، والحقل الثاني التصرفات ، والحقل الثالث المعاملات ، والحقل الرابع البينات ، والحقل الخامس العقوبات ، وهذه كلها متعلقة بالافراد ـ من حيث هم افراد ـ والقوانين الناظمة لعلاقات الافراد ، وغير حقول الفقه هذه ؛ يوجد مطالب الايمان ومتعلقاته ، وحقل النظام السياسي باوجهه المتعددة وهي : نظام الحكم ، ونظام الاقتصاد ، والنظام الاجتماعي (الاحوال الشخصية) ، ونظام سياسة التعليم ، ونظام السياسة الخارجية ، ونظام الجهاز الاداري ، وهذه كلها لهم علاقة بالمجتمع والدولة ؛ بشكل رئيسي ؛ والافراد بشكل فرعي ، وبعد هذا وذاك ، يأتي هناك الفكر الحركي : وهو النهج الفكري الذي يكشف عن آليات التطبيق ، من وعي عام ، وأمر بالمعروف ونـهي عن المنكر ، وتكوين الاحزاب ، والعمل المادي للتغيير ، وشروط هذا العمل المادي من كونه يتم من قبل الأمة ، لا من قبل زمرة ، أو حزب .
لتقل السيدة توجان للقراء : ما الذي تقبله من الاسلام ؟ هل تقبل وترى جواز تبني الدولة لاحكام اللباس الشرعي مثلاً ؟ وهل تقبل تطبيق نظام العقوبات ـ وبالتحديد الحدود ـ حد السرقة ، وحد الزنا ، وحد القذف ، وحكم القود ـ أي قتل نفس بنفس ـ وحد الحرابة .
هل تقبل السيدة (النائب توجان) جعل مصدر الدستور والقانون العقل الناظر ؛ فيما اختصاصه العقل الناظر ؟ والعقل العارف ؛ فيما هو موضوع معرفي ، والعقل الفاهم للنص ؛ فيما هو نص من كتاب او سنة ، فاذا قبلت ! فيكون الاجتهاد الصحيح هو الكاشف عن الاحكام .
بلغت المفاصل او الادوار السجالية ـ التي وردت على لسان توجان في النص الذي نشرته جريدة الحياة الاردنية ـ حوالي ثلاثين نبذة سجالية لابد من التوقف عندها .
1. في النبذة السجالية الاولى : بعد أنْ أعلنتْ أنـها مسلمة ، لكنَّها لم تعرفْ الاسلامَ كما يجب ان يُعرّف موضوعيا ، بل عرفته كما تريد ، إذ قالت : الاسلام بالذات هو علاقة ما بين الخالق والانسان مباشرة وكل الاديان كذلك ، (فالنائب توجان) لا تتكلم عن الاسلام كنص ورسالة ونظام حياة شامل وفيه امكان لمعالجة مشاكل الحياة مهما تجددت ومهما تنوعت ومهما تعقدت وانه نظام حياة انساني المحتوى وعالمي الدعوة الإسلام في رأيها إنـما هو مجرد تدين فردي ؛ في مستوى التدين النصراني والتدين اليهودي ، وتعريفه بـهذا التعريف يدل على عدم معرفة بالاسلام ، أو هي تعمدتْ التحريف .
2. أما في النبذة السجالية الثانية : فقد ادعت "أن ليس هناك شيءٌ خارج زمانه ، في الاسلام ، وحقيقة هي تقول : لا . الأمر الذي انتهى زمانه بطل زمانه" وتستمر قائلة : هذا التعبير يستعمل شرعاً ، وفي الفقه ، وهو معتمد هذا التعبير ، ما بَطُل زمانه من الأحكام يبطل ، والظاهر أنـها تريد المادة 39 من مجلة الاحكام الشرعية ، ونص المادة هو : "لا ينكر تغير الاحكام بتغير الأزمان" . وهي هنا تنسى المادة 14 من نفس المجلة ، والتي نصها ما يلي : لا مساغ للاجتهاد في مورد النص . ومع أنَّ المجلة يشار اليها إنـها من الفقه الهابط ، إلا إنَّهُ ـ حسماً للمهاترة ـ فإنَّ المجلة لا تسعفُ السيدة توجان لتكونَ شاهداً لها ، بل هي شاهد ضدها ، على أنَّ المادة 74 من نفس المجلة تقول : لا عبرة للتوهم . والسيدة توجان أسرها التوهم ، فهي تتوهم أنـها مجتهدة ، وتتوهم أنَّ الحكم في تعدد الزوجات مُزَمَّنٌ ، والمادة 64 من المجلة تقول : المطلق يجري على اطلاقه اذا لم يقم دليل التقييد نصاً او دلالة . أمّا إعلانُـها أنّ نبراسها في كلامها ـ الملقى على عواهنه ـ بأنَّه عمرُ بن الخطاب ، فالواقع الذي اوردته ـ وهو توقيف سهم المؤلفة قلوبُـهم ـ يؤدي إلى نقض كلامها ، بل يؤدي إلى ظهور عجزها الفاضح عن أية إمكانية للاجتهاد عندها .
3. في النبذة الثالثة : جاءت بالعجب العجاب ، وأوردت كلاما عن ذات الله ! لا يليق استعماله بحقه ! فالقول من (النائب) : كان أمام الله طبعاً خيار المعجزة ، يستطيع ان يقول كن فيكون ، وأنْ يغير الخلق بارادة إلاهية ، لكنه أراد أنْ يأتي التغيير ، ومن هنا فقط تأتي مقولة : إنَّ الاسلام صالح لكل زمان ومكان ، أي إنَّ الاسلام يعمل على معطيات الواقع ، وإمكانيات التغيير ، ويضعها ويرتبها باتجاه خط التغيير ، ويضمن بانه بالخط السليم . انتهت النبذة العجيبة .
التعليق على هذه النبذة العجيبة
الله حقيقة وجودية ، لا يُعلم مشاهدة ، ولا يُعلم ضرورة ، ولا يعلم بسبب الموروث بدلالة الواقع الموضوعي لمسمى الإيمان ، ويأني قوله تعالى مؤكدا لذلك : ( بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ ) (البقرة : من الآية170) وقوله أيضا : ( قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ ) (المائدة: من الآية104) وقوله : ( قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا )(يونس: من الآية78) وغير ذلك من الآيات ، ولا يعلم بإلـهام يقع على القلب ، كما يدعي أصحاب الشطحات العرفانية ، ولا يعلم بمجرد بلاغ النبي إذ بلاغ النبي لا يقبل إلا ببرهان المعجزة ، وانما يعلم استدلالاً من خلال قراءة الكون المنظور ، والقراءة دلت على ان الكون وجود حادث ، أحدثه القادر وذاته القادر ، لمعرفة الانسان صحة وقوع الفعل منه ، أي وجود المقدورات التي يعجز عنها القادر بقدرة ، وإنَّه عالم وذاته العالم ، إذ مقدوراته موجودة على وجه الاتساق والإحكام ، وهو حي وذاته الحي لا بحياة زائدة عن ذاته ، وصحة الفعل ووقوع الفعل على وجه الاتساق والإحكام ، لا يقع من الموات وهو واجب الوجود وذاته كذلك ، فالله يستحق صفات الكمال ، لا لمعنى زائد عن الذات ، بل لنفي النقص والجهالات عنه ، وهو لا يفعل إلا على وجه الحكمة لعدم حاجته . والكتاب أي القرآن يؤدي بقارئه إلى ان يكون اقرب إلى الصواب وإلى مقتضى الحكمة ، والصواب والحكمة والاصلح ليس هو التغيير الذي ينفي بالنهاية العقل والنص والالتزام ، ويحل محلها الهوى والظن والانفلات ، ومن هنا لا غير كان الاسلام صالحا لكل زمان ومكان ، أي انه علاج للمشاكل الانسانية لكونه من حكيم خبير ، مع وجود الإمكان لاجتهاد صحيح في المواضيع المستجدة ، فالقول بعبارات نابية ذوقا مثل : كان أمام الله ! أو كان يستطيع ! لكنه اراد أنْ يأتي التغيير فإنَّـها مع كونـها عبارات نابية ، إلاَّ أنـها تدل على جهالة في حق ذات الله ! وجهالة بكون القرآن الكريم أعلى انواع الخطاب ، لذلك فإنَّ فهم القرآن الكريم يحتاج إلى جملة من الـمعلومات اللغوية والفكرية لمعرفة النص منطوقاً او مفهوماً او دلالة. وهذا ما لا تملكه السيدة توجان .
4 . في النبذة الرابعة : ركزت توجان على وحدة الجنسين بصورة مقتضبة ، وبكلمات قليلة ، بلغت اثنين وأربعين كلمة ، والناس ذكر وأنثى موجودون كبشر ، أي على صفات البشرية على حالة واحدة ، أي حالة الحياة ، وهم في الإنسانية أي في القدرة على تحصيل المعرفة على حالة واحدة ، ولكن على درجات ، وهم في حالة الجنس : ذكر وانثى ، فهم نمط واحد في البشرية والإنسانية ، ونمطان في النوع هما الذكر والانثى ، وانماط شتى في الاوصاف ، والاستعداد ، والقوة ، والضعف ، والذكاء ، والميول ، والغرائز ، فكيف ادعت السيدة توجان ؟ إنـهما من حيث هما : ذكر وانثى على طبيعة واحدة . أما الاستشهاد بالآية وايرادها على خلاف كلام القرآن الكريم ، فهو أمر لا يجوز ، اذ لابد حين الاستشهاد بالقرآن الالتزام بالدقة المتناهية ، فالآية وهي اول آية في سورة النساء فإنَّ نصها هو : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) (النساء:1) وليس خلقناكم من نفس واحدة .
5 . في النبذة الخامسة : وهي اكمال للنبذة الرابعة ، تناولت السيدة توجان الموضوع من جانبه السايكولجي ، أي من زاوية البحث في ضبط الغرائز، رداً على السيدة صافيناز كاظم ، والسيدة كاظم لم تعالج الموضوع من النص ، وإنـما عالجته من موضوع أن التعدد باب طوارئ ، وعالجته مرة أخرى من باب سد الذرائع إلى العشيقة.
موضوع تعدد الزوجات يعالج من النص اولاً ، بل هو الاهم في الموضوع ، ويعالج من باب الشهوة ثانياً ، ويعالج من باب حكمته ثالثاً ، ويعالج من باب ضرورة عدم اختلاط النسب رابعاً ، فالنص دال على إباحة الزواج باكثر من واحدة إلى أربعة ، وهو نص غير معلل بعلة ، ولا مشروط بشرط ، إلا شرط العدالة في الانفاق وفي العلاقة الزوجية ، أما الشهوة فالرجل على العموم شبقٌ في شهوته ، والمرأة غير ذلك ، والدليل هو الواقع ورأي أطباء لهم علاقة في الموضوع ، الواقع دلَّ على إصرار الارامل من النساء غالبا على البقاء على الترمل حفاظاً على الأولاد ، بينما لا يرضى الرجل ببقاءه أرملا ، وأما حكمته فهي معلومة ، وهي الحفاظ على الزوجة الأولى ، أو الرعاية لمن تُختار زوجة ثانية ، كزواج الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأم سلمة ، أما أنَّ المرأة لا يجوز لها ان تتزوج اكثر من واحد في وقت واحد ، لأنـها هي موضع الحمل ، فهي الأمينة على النسب ، على أنَّ موضوع التعدد هو حكم أباحة ، لا حكم وجوب ، وهو يقل ويكثر تبعاً لنظرة المجتمع ، ووضعه الاقتصادي ، وهو الآن يسير إلى القلة ، فعلام هذا الضجيج ؟ !!! على أن الزواج للثانية الذي يؤدي إلى أنْ يُحدث ضرراً في جسم او دين الأولى ، فهو ـ بالاضافة إلى حرمته الشديدة ، والعذاب يوم القيامة ، إلاَّ أنَّ لها الحق باللجوء إلى المحكمة وطلب الطلاق ، واذا ثبت الضرر في جسمها او دينها فلها كل الحقوق ، وهي المهر المعجل ـ ونفقة العدة ، والسكنى ، والمهر المؤجل ، ونفقة المتعة .
6 . في النبذة السادسة: ركزت (النائب توجان) على أنَّ الزواج من امرأة اخرى ، هو أهانة للمرأة الأولى ، واسندتْ افعالاً إلى المرأة وكان استعمالها للافعال يحمل خطاً لغوياً وهو قولها : ولم يحتاجوا ان يشركوا زوجة أخرى ، وكان يجب ان تقول ولم يحتجن اشراك زوجة أخرى وقالت مرة أخرى من النساء العاملات يطالبون بزوجة أخرى وكان يجب أنْ تقول يطالبن بزوجة . يلاحظ القارئ لنص توجان أنَّه يحوي تعقيدا بالمعنى .
ترتكز توجان في موضوع الاقتصار على امرأة واحدة ، وتحريم الثانية ، على نزول النص في ظروف ، أي أنـها تجعل أسباب النـزول للنص مانعاً من سحب النص على أمور أخرى ، ومن المعلوم أنَّ القاعدة الشرعية تقول : خصوص السبب لا يمنع من عموم اللفظ وبداهة فإنَّ نص القرآن ومعنى السنة كلاهما له سبب نـزول وتحاول لمرة أخرى الإرتكاز على كلمات الكليات والجزئيات ، دون أنْ توضح ما هي الكليات ؟ وما هي الجزئيات ؟ فالكليات الحكم يشمل جميع جزئياتـها ، والكلمة الكلية الحكم فيها يشمل جميع مفرداتـها ، فالجزئيات والمفردات مشمولة بالخطاب ، فايراد الكليات والجزئيات ليس له من معنى في موضوع الاقتصار على واحدة ، فالحكم بالجزئيات حكم ثابت بوجود الحكم الكلي ، فالجزئيات ليست أحكاماً قابلة للتغيير ، السيدة توجان ليس لها أدنى معرفة بعلم اصول الفقه ، على أنَّ كل النصوص نزلت بأسباب ، ومباحث أسباب النـزول معلومة ، فهل النصوص عندها هي تطبيق تأريخي لا يجوز أنْ يتكرر ؟ ومن المعلوم بداهة أنً أحكام محاكم التمييز او محكمة العدل يؤخذ بـها في ميزان التدليل على قانونية حكم ، حبذا لو لجأت السيدة توجان إلى رجل قانوني من رجال القانون الوضعي لتسأله عن رأي القانون في الغاء النص ، بدل أنْ تقوم هي بالغائه ، بلا بينة وبلا برهان ومرة أخرى لابد من التوكيد للسيدة توجان أنَّ الذي يقول : لابد من فصل الاسلام عن قانون الدولة يمكن له أنْ يقول : لابد من الغاء الزواج باكثر من واحدة ، لانه ابتداءً لا يرى الاسلام يصلح قانوناً للدولة وهذا أمر فعلته تركيا وتونس ، أما الاجتهاد على أساس الاسلام فأمر أخر .
السيدة توجان تغالط في كثير من الامور ، حكم تعدد الزوجات ليس حكماً انشأه فقيه ، لان حكم التعدد جاء من منطوق نص ، هي الآية الثالثة من سورة النساء ، ومعلوم لكل المتعاملين مع النصوص ، أنَّ المنطوق هو أقوى الدلالات ، لأن دلالة الخطاب مفهومةٌ من الخطاب مباشرة ، أي ما فُهم من الخطاب مباشرة من غير واسطة ولا احتمال ، والدلالة الموجودة في النص هي دلالة مطابقة ، أي دلالة التركيب على تمام معناه مطابقةً فكيف يُجعل مثل هذا النص ملغياً ؟ أما موضوع العدالة والذي يلغى منطوق النص يعتبر نوعاً من العبث والهذر ، والله حكيم لا يعبث ، فيحمل العدل على النفقة والمعاملة والعلاقة الزوجية ، وهو أمر مطلوب حتى من الذي يقتصر على زوجة واحدة ، لانه يمكن له ان لا يعدل بين امرأته وأمه في نزاعهما ، أو بين امرأته واخواته ، ولذلك فإنَّ نص العدل لم يأت بالآية التي أباحت الزواج بأكثر من واحدة ، أي الآية الثالثة من سورة النساء ، بل بالآية 129 بعد الآية 128 من سورة النساء ، والآية هي ( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً ) (النساء:128).
أما موضوع فاطمة عليها السلام ، ورفض الرسول لأنْ يتزوج عليها عليٌ بن ابي طالب ومن الملاحظ : إنَّ الرفض كان في زمن زواج الرسول نفسه وغيره باكثر من واحدة ، فتكون دلالته على أن المنع خاص بفاطمة أي خاص بابنة الرسول ، أو أنْ يكون دلَّ على الأولوية أي أنَّ الأولى أنْ لا يتزوج الانسان بأكثر من واحدة ، والحكم على هذه الصورة ليس هو موضوع النقاش .
في واحدة من جدليات توجان ( وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ )(غافر: من الآية5) لالغاء حكم التعدد ، انتقالها لحكم الزواج بملك اليمين ، وملك اليمين من حيث هو حكم ثابت إلى يوم الدين ، ومن حيث هو واقع ـ أي وجود ملك اليمين ـ فهو غير موجود ، ويظهر انه لن يكون موجوداً وجوداً واقعياً ، فمصدر ملك اليمين هو سبي غير المقاتلين من نساء وأطفال الخارجين مع الجيش المعادي لتكثير سواد الجيش ، ومثل ذلك لن يكون موجودا أبداً ، ومثل حكم السبي حكم استعباد الاسرى فهو حكم موجود وثابت قال تعالى : { فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ } (محمد:4) .
لكن تطبيق هذا الحكم مرهون بالسياسة الحربية ، وبما أن الأعراف الدولية المستقرة الآن هي عدم السبي وعدم الاسترقاق ، وهي أعراف جاء بـها الاسلام ، بكون الرسالة الاسلامية رحمة للعالمين ، فيكون الأمر ليس إلغاءاً لحكم ، بل توقيف الحكم لتوقف دواعيه وأسبابه ، ومن البداية فإنَّ إباحة الزواج باكثر من واحدة ، هو حكم غير مزمن وغير معلول ، وغير مشروط ، وغير مسبب ، وإنَّـما هو حكم إباحة موجه ، أي له توجهاته الخاصة ، وهو العدل ، والخروج عن العدل من واحد او من كثرة ؛ لا يلغيه ، بل يجعل مرتكب عدم العدل مسؤول مسؤولية شرعية في الدنيا ، ( أي قانونية ) وهو أنَّ القاضي يتمكن من فسخ عقد الزواج ، وعليه مسؤولية امام الله ، وعدم العدل من المعاصي التي يعاقب الله عليها ، وهي من نوع المعاصي الكبيرة لان الظلم معصية كبيرة .
10/4 حق الطلاق للرجل :
أباح الاسلام الطلاق ، وجعله من التصرفات القولية الفردية ، وهو حق للرجل ، له أنْ يطلق بسبب أو بلا سبب ، وإذا كان الزواج من عقود التراضي ، فإنَّ الطلاق من أبحاث الارادة المنفردة ، فلماذا هذه الضجة على هذا الموضوع ؟ الزواج سكن ، ومودة ، ورحمة وإلفة ، وبناء أسرة ، وعواطف حب ، وحنان ، ورعاية ، وثقة ، هذا هو واقع الزواج فان اختلت هذه الامور ، أو بعض منها ، تحول البيت الى شقاق متواصل ، فإنْ كان بالإمكان حله بالاتفاق أو بالتحكيم فهو الخير ، قال تعالى : { وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً } (النساء:35) .
أما إذا لم يكنْ حلُّهُ مقدوراً عليه ! فلماذا تبقى الأسرة في واقع الشقاء والتعاسة ؟ فالطلاق هو الخير ، أمَّا كونه في يد الرجل ، فلانه دفع قيمة المهر ، ودفع ملحقات المهر ، وعليه مهر مؤجل ، وعليه متعة الطلاق ـ مع اختلاف فقهي فيها ـ وفي قانون الأحوال الشخصية الأردنية بعد تعديله ! عليه نفقة الطلاق التعسفي ، وتجري الآن حوارات حول الافضل والامثل للمرأة المطلقة ، هل هي متعة الطلاق أم نفقة الطلاق التعسفي ؟ .
لكن هل حق الطلاق للرجل فقط ؟ من المعلوم أنَّ حق الطلاق يجوز أنْ يكون للمرأة اشتراطاً ، ويجوز أنْ يكون لها مخالعةً ، ويجوز ان يكون لها بدعوى أمام القاضي بسبب من الأذى ـ الذي يَلحق بـها في نفسها أو جسمها أو دينها ، والذين يتعايشون مع عدم الطلاق كالزواج المسيحي ، يدركون تمام الإدراك ما في بقاء الزوجة في عصمة الزوج من إذي يقع على الزوج أو على المرأة أو عليهما معاً ، فالطلاق حل عملي يُدرك واقعة وضرورته كل من له ادنى عقل .
10/5 أباحة تأديب المرأة الناشز بالهجر في المضجع أو الضرب
* قال تعالى :{ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً }(النساء: من الآية34).
* وقال أيضاً :{ وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } (النساء:128).
* هذا البحث من أبحاث المرأة ، وعلاقتها بالرجل ، ليس بحثاً من ابحاث الدونية ، بل ولا هو بحثٌ من ابحاث العقوبة ، ومن يحق له أنْ يباشر العقوبة ، إنـما هو بحث من ابحاث النشوز ، فالبحث يجب أنْ يتوجه إلى بحث النشوز ثم يتوجه إلى علاج القرآن للنشوز ، والنشوز كما يكون من المرأة آية 34 النساء ، يكون من الرجل آية (128) النساء فالايتان نَصٌ في النشوز .
النشوز المرتفع من الارض، ونشوز الرجل هو ترفعه عن زوجته ، ونشوز المرأة هو ترفعها عن زوجها، وهو أمرٌ يمكنُ أنْ يحصلَ ، فلابد من علاج له ، فما هو هذا العلاج المقترح ؟.
وجَّه الإسلامُ الرجلَ لعلاج النشوز عند إمراته إلى ثلاثة أمور من العلاج وفق الترتيب التالي : (1) الوعظ (2) الهجر في المضجع (3) الضرب .
عندما يكون النشوز في الرجل أو الإعراض منه ، وله زوجتان نشز عن واحدة أو أعرض عنها ، للمرأة أنْ تصالـحَه ـ جوازاً وليس وجوباً ـ على أنْ تترك له قسمها في يومها ، أو أنْ تـتنازل عما يجب عليه لـها من نفقة أو كسوة أو غير ذلك ـ في حالة قدرتـها على الإنفاق على نفسها ، لبقاء الزوجية بينهما ، يدفعها لذلك المصلحة لـها أو لمصلحة الأبناء ولابد ان يكون ذلك بتنازل حقيقي طوعي من المرأة ، وليس إكراها لها .
الفقه التفصيلي للايات كثيرٌ ، والدخول عليه هو دخول على العلاقات الاجتماعية ، وكيفية حركتها ، وبما ان الموضوع هو قضية المرأة ـ التي يثيرها المثرثرون ، باقوال نقلوها من الغرب ـ فلابد من حصر الموضوع فيما أثاروه .
أثارت جماعات التغريب إباحة ضرب الرجل للمرأة ، تلك هي القضية التي يستشيط منها مدعو وجود قضية للمرأة ، والسؤال المشروع : هل هناك في الغرب ـ وفي هذه الأيام ـ من يضرب إمرأته ؟ بل وضرب حتى الايذاء ؟ وهل هناك من يلجأ للضرب في حل المشاكل الأخرى من حيث هي مشاكل ؟ قضية الضرب لا تبحث معزولة عن سياقها الاجتماعي الإنساني في العالم كله .
دعوى : إنَّ الضرب ـ من حيث هو ضرب ـ حالة همجية ، أو يكشف عن نظرة دونية للمرأة ، بدلالة أنَّ الإسلام نَظّر لضرب المرأة ، كما هو واضح من منطوق الآية الكريمة ، وهذه مقولة لا تستند الا لرؤية قاصرة جداً ، ونظرةٍ متسطحة لا تعرف حقيقة بناء الأسرة ، ولا تعرف الإنسان ومشاعره ، ولا تعرف جدوى هذا التوجيه والارشاد ، بل ليس لديها علمٌ في كيفية استنباط المعاني من القرآن الكريم .
* الأمر للرجال بضرب النساء كعلاج للنشوز ، يعني أنَّه يجب أنْ يكون قد غلب على ظنه إنَّه علاج للنشوز ، بعد استعماله الوعظ ، ثم هجر المضجع ، وليس تفجيراً لزيادة النشوز أو زيادة الخلاف .
* إنَّ توجيه الرجل للضرب ، ليس توجيهاً له لإلحاق الضرب حتى الإيذاء ، بل هو ضرب من شأنه أنْ يثيرَ اللواعج لمراجعة المواقف ، وذلك بدلالة حرمة إلحاق الاذى ، أو الألم في جسم المرأة ، ويجب أنْ يلاحظ ان الضرب ـ تربية وتأديبا للصغار ؛ بل وحتى للحيوانات ـ محكوم بالنظرة الانسانية تجاه الاول ، ويحرم التغذيب تجاه الثاني .
* إنَّ الامتناع عن الضرب جائزٌ ، بل إنَّ أصحاب الرفعة من الأمة ؛ لابد من ترفعهم عن الضرب ، والرسول ـ صلوات الله عليه ـ ضرب لنا الأسوة في ترفعه عن مباشرة أي ضرب لنسائه ، رغم وجود الدواعي لضربـهن .
* إنَّ اللجوء للضرب ـ حين الانفعال ـ هو حقيقة موجودة ، فالجيران يتضاربون والاولاد يتضاربون ، والشركاء يتضاربون ، وغير ذلك يتضاربون ، وبعض النساء أو كثير منهن يضربن أزواجهن ، وأبيح للمعلم ـ عند بعض الأمم وفي بعض الأزمان ـ ضرب طلابه ، ورغم منع القانون لضرب الطلاب في الأردن ؛ إلاَّ إنَّ المعلمين لا زالوا يضربون الطلاب ، والآباء يضربون أولادهم تأديبا ، وشرطة الشغب تضرب من تصفهم بالمشاغبين او المعارضين لسياسات الدولة ، والشرطة تضرب الظنين او المتهم ، والمخابرات تضرب ـ حتى الاذى الشديد ـ من تحقق معه بـمسائل سياسية وأمنية والمحققون ـ وخاصة العسكريون ـ يضربون من يحققون معه ، فالضرب حقيقة واقعة وموجودة ، والمراد تلطيفها بأنْ لا تبلغ الاذى الشديد ، او الألم الشديد ، من خلال التوجيه والتقنين ، فالضرب هو الضرب ، فإذا قال أحدهم : الضرب ممنوع عن الاطفال وممنوع عن النساء ، فلابد أنْ يقال إنَّه ممنوع عن الرجال ، وممنوع عن الظنين ، وممنوع بين الجيران ، وبين الشركاء ، والاطفال بين بعضهم البعض وهو أمر لا سبيل إليه ، قضية الضرب تحتاج إلى بحث شامل ؛ وباحثين يتصدون لـها ؛ لإيجاد كيفية لـها منعاً او تلطيفاً او استعلاءاً ، على أنَّ قضية الضرب للمرأة ، لابد أنْ تكون لإعادة بناء الألفة فإنْ لم تكن كذلك ، فإنـها تصبح أذىً أو عبثاً ، وكلاهما حرام ، فلابد من عدم ضرب الحمقاوات ، أو الفاضلات ، فالفاضلات لا يضربن الأزواج ، ولا يضربـهن الأزواج ، والحمقاوات لا فائدة من الضرب لـهن ، فيكون الضرب لـمنْ هنّ بين الفضل والحمق ، لإعادة المياه الى مجاريها ، لا للانتقام والاذى ، وقضية مصالحة المختلفين صلحاً راسخاً ثابتاً ـ بعد اختلاف يصل الى حد الضرب ـ معروف اجتماعياً .
10/6 المرأة والحكم
واحدة من الضجة المفتعلة ؛ حول النظرة الدونية للمرأة في الاسلام ، هي قضية الحكم فالدين الاسلامي ـ وكما سجّل الفقهاء ـ يرى أنَّ المرأة لا يجوز أنْ تتولى شؤون الحكم ، ولا تتولى قضاء القود ( أي الجنايات ) ، ولا تتولى قضاء المظالم ، لقول الرسول صلوات الله عليه ـ حين علم بتولي ابنة كسرى الحكم ـ قال : ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ، ومع خصوص السبب فانه ، لا يمنع من عموم اللفظ ، (المراد عموم معنى الكلام).
واليكم الان سجلاً من واقع العالم الغربي ، العالم الذي يتباكى على منع المرأة في العالم الإسلامي ومنه العربي من تَسلم الحكم .
* الولايات المتحدة من اصل 43 رئيساً للولايات المتحدة لا يوجد امرأة واحدة ، وهل وجد حكام ولايات من النساء ؟ وهل وجد شيوخ في مجلس الشيوخ الامريكي من النساء ؟ وهل وجد وزراء في في وزارة مهمة في وزارات الولايات المتحدة ؟ وهل وجد قضاة في المحاكم العليا الفدرالية من النساء ؟ وجود نواطق للبيت الابيض من النساء او مندوبات في الامم المتحدة او سفيرات ليس من تغير الرؤية ، كل هذه الاعمال هي من اعمال التنفيذ ، وليست من اعمال الحكم .
* ومثل الولايات المتحدة السؤال عن الاتحاد السوفياتي ، إذ لم يسجل التاريخ القيصري أي إلى عام 1917م تاريخ الثورة الشيوعية وجود نساء في الحكم أو في المهم من الأعمال ، وكما هو ذلك في روسيا القيصرية هو عينه في الاتحاد السوفييتي ، فلماذا يتباكون على النسوان العربيات ولا يتباكون على النساء عندهم .
* ومثل ذلك حدث عن الصين ، وعن المانيا ، وعن فرنسا ، وعن بريطانيا ، وعن اليابان ، وعن ايطاليا ، وبلجيكا ، وهولندا ، والسويد ، والنمسا ، والدنمارك ، والنرويج ، واليونان ، والبرتغال ، واسبانيا ، وكندا وكل دول الغرب .
* كل هذه الدول التي لا تتحفظ على وجود النساء في الحكم ، لماذا لا يوجد نساء في الحكم ، أو وجود قلة نادرة ، مع ملاحظة أنَّ وجود الملكة في بريطانيا وهولندا ، لا تدل على وجود المرأة في الحكم ، إذ الملكية فيهما ليست من الحكم ، بل هي مجرد رمز . تلك سؤالات لابد ان يجيب عليها هؤلاء المضبوعين بالغرب ! والمسبحين بثقافته ! والمتحمسين لتطبيقاته ! والجاعلين الغرب محل الاقتداء والاسوة .
والمرأة على المجمل لا تصلح للحكم ، تلك حقيقة ينطقها التاريخ ، والتطبيق الواقعي ولا يعني ذلك أنَّ الرجال هم الصالحون للحكم ، إنـهم ايضا قلة قليلة جداً من الرجال لان الحكم والسياسة أصعب الاعمال وأشقها ، والنساء وهم سكن للرجال ، والرجال سكن للنساء ، والمودة والرحمة هي اساس العلاقة بين الرجل وامرأته ، والرحمة والعطف والاخلاص هي اساس العلاقة بين الرجل وابنته ، والاحترام والتقدير والطاعة فيما هو حق والاحسان هي اساس العلاقة بين الرجل وامه ، والتأثر بالمرأة وطلب تأثيرها والتأثر بالرجل وطلب تأثيره هي حالة واقعة بين الرجل والمرأة ، فالمرأة تشارك زوجها السياسي والحاكم في الهم والرأي ، ووجود نساء كان لـهن التأثير في ايام الرسول صلوات الله عليه وفي ايام الخلفاء أمر معروف ومشهور .
10/6 المرأة والسياسة
مصطلح العمل السياسي هو من حبث الواقع مصطلح غير محدد في ذهن المهتمين بقضايا المرأة ، رجالاً ونساءاً ، فالسياسة عندهم مرتبطة إرتباطاً حتم بالحكومة ، وبما أن الحكومة هي الوزراء بصورة أساسية ؛ فالعدد محدود ، فالمطالبة انما هي لعدد محدود جداً من النساء يصرن وزيرات ، وهذه ليست قضية المرأة ؛ بل قضية الرانيات ـ بسبب ذاتي ـ لكرسي الوزارة ، قضية العمل بالسياسة بمفهومها الواسع غير الوجود في موقع من مواقع الحكم ، قضية السياسة هي : إنَّ الانسان سياسي بالطبع ، والعمل السياسي ارقى انواع التعبير عن انسانية الانسان ، وإنّ اعلى انواعه هو النظر الى الانسانية من زاوية خاصة ، أي امتلاك وجهة النظر ، فهذا ما لا يدور بخلد الحزانى على وضع المرأة ، فالسياسة عندهم ليست رسالة يباشرها الانسان ، وانما هي حقائق وظيفية تتجلى عندهم بما يلي :
1- تكليف المرأة بـمهام الحكم .
2- تسلم المرأة موقعا في المجالس التشريعية .
3- قيام المرأة في مختلف أعمال السلطة القضائية أي العمل في سلك القضاء .
4- وجود المرأة في مهام العمل السياسي : على مستوى التفكير والرأي ، وعلى مستوى العمل الفكري او النضالي ، والوجود الفعَّال في قيادات الاحزاب السياسية وكوادرها .
5- كون المرأة عضوا أو رئيسا في المجالس البلدية .
6- وجود المرأة أي مجرد وجود في قيادة الاعمال الادارية : النقابات والاتحادات والجمعيات والنوادي وغرف التجارة والصناعة .
7- تسلم المرأة مهام الوظيفة .
8- مباشرة المرأة العمل الاجتماعي الطوعي والإنساني .
9- قيام المرأة بالاعمال الفنية والمهنية والاعمال التنفيذية .
10- الوجود للمرأة في العمل الإنتاجي الزراعة التجارة الصناعة الحرف وبالتالي في مجالس الشركات الخاصة وادارتـها .
ما سبق من اعمال يرتبها كل مجتمع حسب نظرتة وواقعة ، وليس هناك تراتيب عالمية لهذه الاعمال ، ومع ذلك فإن الاسلام كدين ووجهة نظر سياسية وشريعة ـ أي قانون ـ ليس له أي تحفظ على قيام المرأة بـهذه الاعمال ، والتحفظ الوحيد هو تحفظ الاسلام تجاه استلام المرأة الحكم وقضاء المظالم (محكمة العدل العليا) ، إذ هي حاكمة على الحكم وقضاء القود الجنايات ، وهذه التحفظات هي تحفظات فقهية موجودة في التراث ، ورغم التحفظ الفقهي الا أن النساء اللواتي أثرن في الحكم او تسلمنه فعلاً في التاريخ الاسلامي بلغن من الكثرة مما لا يجهله أحد وهي حالةٌ تلفت النظر .
إنَّ المسألة في هذه الاعمال هي مسألة اولويات ، ونظرة تؤثر في المجتمع ، فالمجتمع هو الذي يقدر هذه الاولويات ، من خلال حاجاته ومتطلباته ، ونظرته العامة للامور ، ونظرته الخاصة لكل أمر على حده ، وواقع أحوال الفرد والاسرة ، وطبيعة العمل من حيث هو في واقعه ومشقته ، ولذلك لا يقع الإصبع على طلبات للمرأة للمشاركة في حياة عمال النظافة ، او الأعمال الشاقة ، او الأعمال الخطرة مثل : مهنة الحجار ، ومهنة تمديد خطوط الكهرباء ، او تمديد المجاري ، أو غير ذلك ، فكثير من أمور نشاط المرأة في الغرب والشرق محكومة بالحالة الشخصية ، والحالة الاجتماعية ، والمصلحة في السير في العمل هذا او ذاك ، أو التفرغ لشؤون البيت والأسرة .
المسكونون بالنظرة الغربية يهلكون انفسهم ، ويقتلون أمتهم ، ويقعون فريسةً للرؤية التغريبية ، ولا يستندون في مقالاتـهم إلى أية أبحاث مؤسسة ومستوفية لكامل شروطها البحثية ، بل هي مجرد حالة انفعالية بالغرب ، ويغضون النظر عامدين عن حالة المرأة في الغرب ، بل لا يذكرون في مقالاتـهم الحقائق الرهيبة ، التي عليها المرأة الغربية ، تلك المرأة التي لا ظهور لـها ولا وجود في التأثير بالحياة ، أو قيادة الحياة ، أو حتى حصولها على قدر ولو ضئيل من التقدير والاحترام ، والمرأة في الغرب ـ ولا ينكر ذلك إلا من عميت باصرته ـ في محل الظهور دائماً في تسريحة شعرها ، وفي مكياجها ، وفي موديلات فساتينها ، وهي التي تسير استعراضا أمام الفرق الرياضية ، وهي موجودة في الاحتفالات والمهرجانات ، تداعب لهم مشاعرهم في الجنس قريباً او بعيداً ، وهي في محل الظهور في الاعلانات عن الانماط الاستهلاكية : من السيارة الى الجوارب الى الشوكلاته الى غير ذلك من حالات سحق انسانيتها ، هي راقصة ، وهي ساقية ، وهي طعم للرجال لغشيان الكباريهات وعلب الليل ، ويبحثون عنها بعد ذلك فاذا هي في التلاشي ، ففي السياسة هي تابعة للرجل ، وفي الانتاج هي بعد الرجل وبمسافة وفروق واضحة ، وهي في الابداع العلمي والفكري والادبي ، او الإبداع الحرفي او الفني ، او حتى في موديلات فساتينها وتسريحات شعرها ، وفي انواع الطعام ، هي في الغرب في مركز متأخر عن الرجل على وجه الجملة ، إنـها نسبة تصل الى أقل من 5:1 . فعلام هذا الصراخ على وضع المرأة عندنا ، ليكن العويل والصراخ على وضع المرأة عند الغرب ، فهي في اشد الحاجة للعويل والصراخ .
إنّ المطلوب الآن ـ ممن يعي هذه الحقائق ، جعل وضع المرأة في الغرب في صورتـها الهزيلة موضع الهجوم ، فالغرب افقد المرأة انسانيتها في حالتيه : حالة نظرته اليها نظرة احتقار وازدراء ـ ايام اليونان والرومان والمسيحية اليهودية وبربرية القرون الوسطى ـ وحين نادى بحريتها العصر الحديث حولها إلى مجرد قطعة من آلاته للانتاج والزينة والاستمتاع ، والدعاية الاعلانية ، فمن هي المرأة التي هي في حالة فقدان لذاتـها ؟ أهي المرأة في الجاهلية والاسلام ؟ أم هي المرأة في الغرب ؟ أيام وحشية الغرب ، وحضارته المتوحشة ، سؤال لابد أن يجيب عليه المنفعلون بالحضارة الغربية .
10/6 عودة للمرأة والحكم
معنى الحكم مباشرة رعاية شؤون الناس في الداخل والخارج ، في الداخل احسان التطبيق ، وفي الخارج إيجاد التأثير ، وحماية الأمة ، فالعمل السياسي عمل ابداعي ، لا يقدر على القيام به أي انسان ، بل يقوم نمط انساني ذكي او ملهم او مبدع ، بعد أنْ يكون قد امتلك افكاراً للحكم ، ومعلومات عن الوقائع ، وباشر التجربة السياسية ، وظهرت فيه امتلاك الحنكة والدربة ، فالعمل السياسي حقيقته أنه معاناة ومكابدة وعطاء متواصل ، واحتراق في سبيل بقاء الامة في الرفعة والعلو ، فالعمل السياسي لا يقدر عليه إلا القياديون ، ومثل هذه الصفة ليست محصورة بالرجال دون النساء ، ولكنها محصورة بإمكان العمل المتواصل الدؤوب ، ليل نـهار ، والمرأة من حيث هي امرأة لا من حيث هي فلانة بالتعيين ، لها واقع يشترك به جنس النساء ، وهو انـها مهيئة لأن تكون أماً ، وعمل الأمومة من حيث هو عمل : الحمل والولادة والرضاعة ورعاية المولود ، لا يقبل الإناية والتوكيل عند الأمرين الأولين ، فهل يجوز إعطاء الحاكم إجازة حمل وولادة ، أم يجب اشتراط أن لا تكون ذات حمل وولادة ، ذلك هو الواقع الذي تحرك به ومنه حكام اقتصار الحكم على الرجال دون النساء ، ومع أنه حكم شرعي اسلامي ، لكن لم يدل عليه حديث أحاد هو قول الرسول صلوات الله عليه : لن يفلح قوم ولوا امرهم امرأة فقط بل دلّ عليه إضافة الى ذلك وقائع المرأة كونـها جنساً ، هو الأنثى ، وكون مهمة الأنثى من حيث هي أنثى هي الأمومة أنَّ اشتراط أنْ لا تباشر المرأة مهمتها كانثى هو اعتداء على طبيعتها ، أي على الحق الطبيعي لـها ، وهذا لا يجوز أن يخطر ببال بشر عنده أدنى فهم للواقع من حيث هو واقع ، ولهذا يرى الإنسان أي إنسان لا يتحرك من الوهم والغرض ، أنَّ الوقائع التاريخية لامم الدعوى المزورة ، دعاة الحريات الموهومة والتساوي الخادع ، والواقع التفاضلي المقنن ، أي مجتمع الولايات المتحدة وصويحباتـها وهي : بريطانيا ، فرنسا ، المانيا ، ايطاليا ، هولندا ، النمسا ،كندا ، أي كل المجتمعات الاروبية ، السائرة على النظام الحر ، والمجتمعات الشيوعية السائرة في تطبيق الاشتراكية ، هذان النمطان الحياتيان لم يعطيا للمرأة دوراً في شؤون الحكم ، يساوي وضع المرأة عددياً أو حتى دوراً له أهمية ، ووجود تاتشر في الحكم رغم مقولات أنـها المرأة الحديدية ، وأنـها تسير على خطى تشرشل ، الا أنه واقعيا ظهر ضعفها السياسي ، في اول هزة سياسية واجهتها ، فخرجت من قيادة الدولة في وقت عصيب جداً ، فعندما يؤسس الإسلام تشريعه على منعها من الحكم ، او هو مؤثر في الحكم ، كمحكمة المظالم أو قضاء القود ، ويمنحها بعد ذلك كل الحقوق ، يكون الاسلام منسجماً تماماً مع حقيقة الحياة ، ومعلناً لما يراه حقا ، أما هؤلاء المتشدقون الذين يباشرون التشدق ويعطون المرأة مقولات كثيرة ، ومعطيات ضئيلة ، فهم يكذبون على الحياة ، وعلى أنفسهم .
10/6 مشاركة المرأة في السياسة
الحكم عمل من اعمال السياسة ، ولكن السياسة ليست هي الحكم فقط ، بل السياسة هي من حيث الحقيقة هي تبني إتجاه سياسي ، وغير هو مجرد عبث سياسي ، فالسياسة من حيث الاساس تبنى على اساس عقلي ، وتعني مباشرة العمل النضالي ضد جميع الاتجاهات المناقضة لاتجاهه ، وضد جميع المفاهيم التي تخالف مفاهيمه ، وممارسة معركة الصراع الفكري والكفاح السياسي ، فالمرأة ليست ممنوعة من مثل هذا العمل السياسي ، بل مطلوب منها بصفتها الانسانية ممارسة العمل السياسي على هذه الصورة ، وفي التاريخ الإسلامي تجلت مثل هذه المرأة بشكل ملفت للنظر ، وبصورة واضحة جلية يلمسها ويحسها ويدركها أعمى العين والبصيرة معاً .
إنَّ العمل السياسي هو تفكير ونضال وممارسة ، وهو حق طبيعي للإنسان ، لا يحتاج لرخصة أو إذن ، أو إذن اشغال ، حتى أن الأصل في التكتل حول الفكرة السياسية [الحزب بالمفهوم الحاضر] لا يحتاج أيضا لرخصة أو إذن ، وهذا ما سار عليه المسلمون في القرون الأولى .
يرد أحيانا أن التكتلات على غير أساس الاسلام لا تصح ولا تجوز ، وبعض من المخرفين يرون حرمة الحزب السياسي مطلقا ، والواقع أن التكتلات انما تنشأ نشوءاً طبيعياً حول فكرة ، أو مصلحة ، أو رابطة جزئية ، أو شخص ، أو تنشأ نشوءاً تعاقدياً ، والأصل في التكتلات النشوء الطبيعي ، أمَّا النشوء الصناعي فهو الذي يحتاج إلى دراسة واقعه وتعيين الموقف منه ، فالتكتل الذي ينشأ تعاقديا وأفكاره وأهدافه وحركته ضد الإسلام وضد الأمة لا يجوز ولا يصح ، وغاية القول أنَّ للمرأة أنْ تقيم التكتل الطبيعي مثلها في ذلك مثل الرجل ، أمَّا التكتل غير الطبيعي ـ فسواءٌ قام به الرجال أو النساء ـ فلة أحكام المنع إن كان ضد الامة ، والإباحة إنْ لم يكن ضد الامة .
إنَّ التكتل الطبيعي لليهود في المدينة المنورة ، سمح به الرسول صلوات الله عليه ، وظهر ذلك واضحاً في الوئيقة الدستورية ، لكن التكتل نفسه بدأ يعمل ضد الأمة والدولة الناشئة فتحرك الرسول والغى وجودهم السياسي ، فالحركة والأهداف هي التي محل المساءلة وليس مجرد التكتل الطبيعي .
يوجد في المجتمعات المدنية المعاصرة تكتلات تقسم الامه إلى شرائح ، ويحاول المقننين المتأثرين بالديموقراطية إجازتـها ، ومنحها الإذن بالعمل ، ويسمونـها عادة المؤسسات وهي أحياناً مؤسسات اجتماعية ، أو خيرية ، أو مهنية ، أو استهلاكية ، أو اقتصادية وهي عادة تمنح رعايتها لاعضائها فقط ، وهي غالباً أو واقعا ما تكون مؤلفة من مجموعتين : مجموعة قيادتـها ، ومجموعة أعضائها ، فالقيادة هي صاحبة النفوذ فيها وصاحبة القرارات ، أما الاعضاء فهم في حالة تنحية عن القرار ، ولا يقال : إنَّ وجود الكل في الجمعية العمومية لتلك المؤسسة ، يعطي حق القرار لكل الأعضاء ، بل يعطي الأعضاء حق انتخاب طبقة المتنفذين ، ولذلك تتخذ عادة صورة صراع سياسي ، بين أفكار سياسية ، أو طائفية ، أو عرضية ، أو حالة انتماء سياسي لحزب ما ، وتتخذ صورة صراع بين جماعة الدولة وجماعة الشعب ، فهي تحتل مكانة وتباشر حالة خطرة في كثير من أحوالها وأمورها ، وكثيراً ما تخفي أخطاؤها عن الناس ، ومن هنا فإن أي تكتلات نسائية أو رجالية أو مختلطة لا بد من إدراكها إدراكاً واقعياً ، ليكون نشاطها يصبّ في المصالح العليا للامة حتى تمنح الإذن .
بهذا القول الموجز جداً يوضح الموقف من التكتلات النسائية ، أو الرجالية ، أو المختلطة ، فالأحكام بشأنـها أحكام عامة ، تطول الرجال أو النساء أو الاعراق أو الطوائف أو الشرائح بشكل متساوٍ تماماً ، وبـهذا يُعلم أنَّ مشاركة المرأه في السياسة عبر الاحزاب تحكمه الانضباطية العامه ، ولا تحكمه النظرة إلى الجنس .
ما سبق هي الانضباطية العامة التي تحكم مشاركة المرأة في العمل السياسي ، وإنشاء التكتلات السياسية ، أو الانضمام إلى التكتلات ، فهو حق ممنوح للرجل والمرأه على قدم المساواه .
10/7- المرأه ومحرم السفر :
مع أن دعاة حرية المرأة ، قلّ أن يثيروا موضوع محرم السفر ـ في أثناء المقولات المتعلقة ـ أو يربطوه بموضوع المرأة ، وكان من الممكن أن يترك هذا الموضوع دون إشارة اليه ، لكنّ الاستقراء التام لمواضيع معركة دعوى النظرة الاسلامية الدونية للمرأه ، يقتضي ذكر ذلك ، وإذ لا يذكر دعاة حرية المرأه هذا الموضوع ، بقي أمر تحفظهم على ذلك أو نقدهم له غير معلوم أو معروف للوقوف معهم في جدل حول الموضوع .
موضوع سفر المرأة - يوماً وليلة ، وأنه لا يجوز لها ذلك إلا برفقة محرم ، منصوص عليه بنص من نصوص السنة ، وهو نص مشتهر ، أما العمل به فهو معلوم من الدين بالضرورة ، أما تطبيقاته في المجتمع أي الالتزام الكامل به بحيث لم يُخالف أبداً فلا يمكن الجزم بذلك ، بل أن المخالفة لا شك قد حدثت ، والأحناف رأوا أن الجمع من النساء ثلاثة فما فوق يعفي من شرط المحرم بالسفر ، إذ يرون أن حرمة السفر إنما هي لأمر معقول ، وهو حماية المرأه من الاعتداء عليها وعونـها على تحمل بعض المشقات عنها ، وإذ الجمع من النساء من شأنه تحقيق هذه الحماية والعون على المشقة ، قالوا برأيهم : وهو رأي له وجاهته حقيقة وواقعاً .
فهل الأحكام المتعلقة بحماية المرأة من التعرض للمخاطر ؟ وعونـها على مشقة السفر ؟ وبالتالي الحماية من الاعتداء ـ فهل يشكل ذلك نظرة دونية للمرأة ؟ أم يشكل نظرة عالية الرفعة للمرأة ؟ وهو توظيف الرجل لفعل الحماية .
تثير مشكلة الحماية ـ عند زُمر دعاة حرية المرأة ـ حالة إستنفار من وجهين :
الوجه الاول : الإصرار على تساوي الرجل والمرأه في القدرات الخلقية والتكوينية.
الوجه الثاني : رؤية الحقوق من نظرة دعية هي القول : إنـها حقوق كونية يتشابه به تكوين الرجل والمرأه من جهة ، ويتشابه بـهما الواقع الانساني (مراحل التاريخ ) من جهة ثانية ، وليس موضوعاً اجتماعياً ، يلاحظ الفروق في الأفراد والزمان والمكان ، وينتبه للواقع الاجتماعي ومتطلباته .
إن الدخول معهم لموضوع القدرات الخلقية والتكوينية ، إنما هو بحث يجب أنْ ينصب على مجمل النساء ؛ مقارنةً مع مجمل الرجال ، وليس على مفردات من النساء أمام مفردات من الرجال ، فطبيعة البحث الاجتماعي تقتضي بيان الصوره الاجمالية ، وليس مفردات معينة ، فالمفردات المعينه لا يمكن أن تصلح أساساً لمثل هذا البحث ، والامر الثاني أن المسألة ليست الذكاء ، وليست موضوع القدرات العضلية ، بل الموضوع متعلق بالحاله التكوينية ، ثم العاطفية ، فهي التي تصلح أساساً ، ولأن المرأة هي الأم ، فإنـها موصوفة إجمالاً بقوة العاطفة ، والرحمة ، والحنان ، والتصبر ، والاحتمال ، وهي كلها متوجهة لخدمة الأمومة ، ورعاية الاسرة في طعامها وملابسها ونومها ومرضها ، بخلاف الرجل على الإجمال وخاصة النمط القيادي ، فإنه رجل المهمة الصعبة ، ولإقناع هؤلاء المستغربين ، لا بد من التمثيل على وقائع حية تعايشوا معها ، والتمثيل على ذلك عبد الناصر وصدام وحافظ الاسد وفهد آل سعود ، فكل هؤلاء رغم إختلاف إدوارهم ، إلا أنَّ نساءهم في حالة عجز من القيام بالأعباء التي يمارسها المذكورون ، فوضع المرأة التكويني ، والمهمة الأساسية التي هيّئت لـها ، وحالة الافتراق بين الذكر والانثى عاطفياً وحالة المهمة والمشقة والمخاطرة التي يقتضيها السفر ، كل ذلك يتعاون في تحديد مهمة المرأة ، وهي مهمة هي أم المهمات ـ دون الاقتصار على هذه المهمة ـ فالأبواب مشرعة أمام سائر الاعمال الاخرى كمامرَّ ، فمن أرادت أنْ تمارس العمل السياسي ، أو الاجتماعي ، أو الاقتصادي ، أو الإداري ، أو المهني ، أو الحرفي ، أو حتى القتالي والرياضي ، والعلمي ، أو القضائي ، فكل مثل هذا النشاط أجاز الاسلام لها أن تقوم به ، إلاَّ ممارسة الحكم عملياً ، ومحكمة المظالم قياساً على الحكم ، وقضاء القود وهو ما يوصف الآن محكمة الجنايات ، وهو قضاء له حق إصدار حكم الإعدام ، ومع هذا فإن الامر الثالث قضاء لقود محل أخذ ورد ، وفي الأمرين الاولين يمكن البحث فيهما ، أي لم يغلق الاسلام إمكانية البحث ، وإن كانت الأحداث والوقائع تنطق بمنع المرأة من ممارسة الحكم وتولي القضاء في محكمة المظالم .
10/8- قضايا ملابس المرأة وزينتها وتبرجها والخلوة مع الاحنبي :
حدد الاسلام ملابس المرأة تحديداً واضحاً في الحياة التي يجوز فيها الخلطة ، إنـها الخمار الذي يغطي صفحة العنق ، و الجلباب المُدنى ، وهو لباس المرأة المسلمة البالغ ، فهل الإلتزام بـهذا اللباس من شأنه إنتاج التخلف للمجتمع ! وكيف ؟ وإذا كان ليس من شأنه إنتاج التخلف ، فلماذا هذه المجابـهة في قضايا اللباس ؟ ما هو أساس هذه المسألة ؟ ما الضير أنْ تتميز المرأة بأحكام لباس معين ، مختلف عن لباس المرأة الغربية ، إمرأة الإعلان ! وطلب الشهرة ! وحياة المظاهر ! وحياة الاستهتار بالقيم ! هل لوينسكي هي القدوة ؟ .
تثار مسألة اللباس للمرأة لأنـها مرتبطة بمفهوم إسلامي ، هو أن الاصل في المرأة أنـها أم وربة بيت وهي عرض مُصان ، ومسؤولية صيانته تقع على المرأة أولاً ، وعلى المجتمع ثانياً ، وعلى السلطان ثالثاً ، ومن هنا فعلاً ، تَكْبُرُ قضايا الشرف أو العرض في شأن المرأة ، لان صيانة الشرف هي مسؤوليتها .
المرأة في المفهوم الغربي مفهوم يعتمد صراع الثنائيات : المرأة والرجل ، الروح والمادة ، الطبيعة وما وراء الطبيعة ، القديم والحداثة ، القوة والضعف ، الهيمنة والتبعية ، وعشرات الثنايات الأخرى ، كل هذه الثنائيات هي أساس الحياة الغربية ، فالثنائيات في حالة اختلاف ، وكل واحد منهما مستقل عن الآخر ، قد يتجادلان ، وقد يتفاعلان ، وقد يتوازيان ، لكنهما لن يكونا حالة توحد في ثالث ، أو حالة إكتمال من الثاني للاول ، أو يتحولان إلى عملية تشكيل تجعلهما في مهمة واحدة ، ومن هنا أخذت قضية المرأة هذا المسار ، مسار البحث عن ذات مستقلة ، لأنـها مع الرجل في وجهة نظر الغرب هما قوتان متجاورتان تطغى أحدهما على الاخرى ، او تتوازيان ، أو تتناغمان ، أو تتشاكسان ، ولكن ليس لاي منهما إلغاء الآخر ، أو الفناء في التوحد ، بحيث يمارس الاثنان دور التوحد أو التوحيد ، حتى الابن والأسرة الذين يشكلان حقيقة التوحيد ، تحولا الى حالة صراع ، فلا بد أن يكون الرجل مغلوباً أو غالباً ، والمرأة مغلوبة او غالبة ، ومن هنا دخل موضوع اللباس كأداة من أدوات صراع المرأة والرجل ، الذي لن ينتهي بسبب تبني مفهوم الحضارة الغربية (صراع الثنائيات) ، مع ملاحظة أن مفهوم الصراع ـ منذ آدم وحواء ـ لا وجود له في القرآن ، بل هو حالة توحيد وتوحد ، والمطلوب سعي متواصل لأن يكمل أحدهما الآخر لا أن يناقضه ويصارعه .
إنَّ قراءة المجتمع الجاهلي ، وكشف علاقة المرأة بالرجل ، وقراءة صدر الاسلام ، فالعهد الأموي ، فالعهد العباسي ، وحتى العهد العثماني عصر الحريم الذي النبس بالرؤية السلافية إذ كانت أمهات وزوجات الخلفاء من السلاف وحتى الرجال المتقدمون والمتنفذون من السلاف . إنَّ كل هذه العصور دلّت دلالة واضحة لا لبس فيها ولا غموض عدم وجود ثنائية الصراع بين الرجل والمرأة ، بل كانت كل هذه العصور رافضة لهذه الثنائية المدمرة . فالمرأة في الجاهلية كما هي في الاسلام كيان محترم حر ولذلك جاء في أمثال العرب {تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها} أو {المرأة أخت الرجال} ، وهي نخوة القبيلة إذا اشتد أوار الحرب ، ويعود انتصار الغساسنة على المناذرة ، لان حليمة ضمّخت مائة فارس بالعطر بيدها ، ولذلك قيل : (ما يوم حليمة بسر) .
حقائق ووقائع تاريخية كثيرة تكشف واقع المرأة ومنزلتها الرفيعة في الجاهلية والاسلام ، ولكن جماعة الدعوة لحقوق المرأة يتنكرون لـها ، ويديرون ظهورهم للوقائع ، وهكذا يتحول الأمر إلى (عنـزة ولو طارت) .
الاصل أن يجري الجدل المنتج والمثمر حول موضوع المرأة ، وان لا تبقى القضية في هذه الحالة العبثية السجالية ، التي من شأنـها أن تبعد الامة عن الهدف ، وأن تكون أسيرة المقولات الزائفة ، التي لا ترتكز على توثيق، ولا تعتمد على المنهج الصحيح ، هي مجرد انفعالات وانطباعات ، استمدت من أقوال الغرب ، واتـهام الغرب للاسلام والمسلمين ، لابقاء السيطرة الفكرية للغرب .
البحث لم يكتمل بعد وسيتبعه أيضا جزء مستقل هو قاموس النساء
بسم الله لرحمن الرحيم
قبل الدخول لموضوع مصافحة المرأة ؛ الذي تفرقت فيه السبل ؛ متخذا الصورة الدوغمائية في الجدل والحوار والنقاش ؛ فجماعة تحريم المصافحة جعلت قولـها نطقا بالحق ؛ الذي لا محيد عنه ؛ دون تحرير للمسألة الفقهية من حيث هي مسألة من مسائل الفروع ، أي هي بحث من أبحاث الفقه ، وهو علم لكل مجتهد فيه نصيب من الثواب والأجر ، أي علم من قضايا الصواب والخطأ ، وليس من قضايا الحق والباطل .
لم يحدث أنْ جرى سابقا أنْ لُزَّ بقضية مصافحة المرأة على هذه الصورة ؛ وكأنـها من قضايا الإيمان ، لقد كان مذهب الأحناف ـ بدءاً من أبي حنيفة وعلماء المذهب من بعده على طول العصور ـ يرون أنَّ لمس المرأة لا ينقض الوضوء ، بينما يرى الشافعي وأتباع مذهبه أنَّ اللمس ينقض الوضوء ، ولم يكن بحث مصافحة المرأة من أبحاث أحكام الاقتضاء [أي التكليف] بل كان بحثا من أبحاث أحكام الوضع ، فهو من ابحاث نواقض الوضوء ، ومن المعلوم لكل من له أدنى دراية في الفقه ؛ أنَّ موضوع الوضوء وكل كتاب الطهارة ؛ هو من أبحاث شروط صحة الصلاة ؛ أي ليس بحثا من أبحاث الحرام ، قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً )) (النساء:43).
وقال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) (المائدة:6).
لقد جرى انحراف البحث عن مجراه ـ الذي كان عليه طيلة الزمن السابق ـ بسبب مكايدة مقصودة أرادها الإخوان المسلمون والسلفيون لمواجهة حزب التحرير ليس إلاَّ فقام البحث فيه على مناكفة حزبية لا غير وهذا هو البيان :
حديث لا يفهمونه أو يتلاعبون به
نص الحديث
[ لأنْ يُطْعَنَ في رأس أحَدِكمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ ؛ مِنْ أنْ يَمَسَّ إمْرَأةً ؛ لا تَحلُّ لَهُ ]
" الحديث كما قالوا عنه : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح "
لن يجري البحث في سند الحديث ، وإنما سيتركز البحث على معنى متن الحديث .
معنى المتن عند الفقهاء الـجدد هو : يحرم مصافحة المرأة التي لا تحل له ، ويحصرون المرأة التي لا تحل له ، بأنـها كل أمرأة غير زوجته ، ومحارمه على التأبيد بسبب النسب أو بسبب الرضاع ، ولذلك تدخل في هذه الحرمة : امرأة العم إنْ لم تكن من المحارم ؛ ولو كان فرق العمر بينها وبينه عشرات السنين ، ومثلها امرأة الخال ، وأمرأة الأخ ، وبنت العم ، وبنت الخالة ، والجارة العجوز بغض النظر عن فرق العمر في الجميع ، ولا يمكن أنْ يسعفهم النص بطريقتهم بالفهم لأي استثناء ، وتحرم طبعا الصغيرة فوق ست سنوات . فهل هذا هو المعنى الذي يؤدي إليه المتن ؟ والمشكلة الأكثر أهمية من كل هذا ؛ أنـهم يجعلون حرمة هذه المصافحة تأخذ رأس السلم في المعاصي ، ورأس السلم في النجاة ؛ لمن التزم من النساء بالامتناع منها ، ولو مارست مثلا التقرب والمدح لأهل السلطة ، رُغم ما هو معروف عن أهل السلطة من بعد عن تطبيق الإسلام ، وربما وغالبا تمتنع هؤلاء النساء عن الخوض بالناحية الفكرية والسياسية الإسلامية ، وربما يكون للبعض منهن حساب لـها أو لزوجها في البنك بالربا ، وهي على الغالب تحمل بطاقة تأمين على حياتـها أو على سيارتـها ، وهي تسعى للحصول على جوائز القرعة : على حساب في البنك ، أو على حاجة استهلاكية ، وهذا عين الميسر .
يترتب على ما سبق أنَّ التزام الملتزمات بحرمة الـمصافحة ؛ ليس عن تقوى يقمن بذلك ، بل يقمن بـها للظهور بالتزام أحكام الإسلام ، أو أنَّ البعض منهن سمع قول الواعظات ؛ وما يحوي من ترغيب وترهيب ؛ بحيث تصبح الجنة خالصة لمن التزمن بـهاذا الحكم ، ويصبح ما عدا هذا الحكم هيناً عند الله ، وإذ مثل هذا الموقف تحريف للإسلام من جهة ؛ وتعطيل لشموليته من جهة أخرى ، فكان لا بد من الوقوف مع هذا القول وبيان الحكم وكيفية أخذه ، والقصد من ذلك إعادة بناء الوعي . لقد جرى نقاش في رابطة الأدب الإسلامي حول الموضوع ، وتبين عدم وجود رغبة في إدراك الحق ، بل لقد أظهرت الوقائع الحية من يفتي بحرمة المصافحة ويقوم بها ، ولا يمنع بناته من القيام بالمصافحة .
المأمول منكم الانتباه لما يلي :
أولا :
1. كلمة [امرأة نكرة] والنكرة هنا تفيد كل من يقع عليها اسم أمرأة مهما كانت .
2. كلمة [امرأة ] موصوفة بأنـها لا تحل له إذ الجمل بعد النكرات صفات .
3. جملة الصفة [ لا تحل له ] مبهمة لا تدل بغير تقدير إيجاز الحذف .
4. إنَّ تقدير إيجاز الحذف أمر ضروري ، إذ لا معنى لجملة [لا تحل له ] .
5. من الملاحظ أنـهم لا يتكلمون عن [امرأة] كما وردت في النص بل يتكلمون عن المرأة التي لا تحل له أي عن المرأة ب[أل] التعريف وهذا تحريف للنص يؤدي إلى انحراف متعمد في الفهم .
هل معنى ـ لا تحل له ـ أي لا تحل زوجة ؟ فعندهم من الضروري لوجود معنى إضافة كلمة [زوجة ] ، وبالتالي قدروا إيجاز حذف ، إذ أنَّ كلمة زوجة غير منصوص عليها في مبنى النص ، فإنْ قيل ذلك فإنَّ من الممنوعات من المصافحة على حد قولـهم هُنَّ المحرمات عليه تأبيدا . ويا للكارثة من هذا التقدير لإيجاز الحذف !!!!! إذ من تحرم مصافحتهن هن المحرمات على التأبيد أو على التوقيت أو بسبب المانع .
لكن المستبطن في كلام الفقهاء الجدد ـ غير المصرح به ـ هي من لا تحل له وطئاً ، ومن لا تحل له وطئاً : يشمل الـمحرمات على التأبيد ، أو على التوقيت ، أو بكونـها لا يجوز العقد عليها ؛ لكونـها في العدة ، أو لكونـها في عقد لرجل آخر ، أو ممنوع الزواج منها بسبب عقيدتـها ، أو لكونـها غير معقود عليها له ، مع ملاحظة أنَّ غير المعقود عليها قد تتحول إلى زوجة ؛ فتتغير حالـها بالنسبة لشخص معين ، وتكون امرأته حالة حيضها ونفسها ، وهكذا بقيت المشكلة فلم تخرج المحرمات من منع المصافحة ، من حيث متن النص ، بدلالة تقدير إيجاز الحذف .
ثانيا :
1. هل تقدير إيجاز الحذف هذا ضروري ؟ والجواب حتى لا يكون إيجاز حذف يجب أنْ تكون كلمة [امرأة] النكرة لا تفيد العموم لمن يصدق عليها قول امرأة .
2. معنى ذلك أنَّ جملة الصفة لا تؤدي فائدة ، فهل جملة [ لا تحل له ] يتحدد معناها دون تقدير إيجاز الحذف ؛ إلا بدخول العنصر النفسي على المتن ؟ وهل اللغة العربية تفهم بدخول العنصر النفسي عليها ؟ .
3. النص في مس امرأة ، وليس في مصافحة امرأة ، فكيف ربط القائلين بحرمة المصافحة بين الفعل [يَمَسَّ امرأة] و [يصافح امرأة] ؟ وكلمة [مس] المصدر وردت في القرآن الكريم مرتين : مرة بالتعريف قال تعالى : (( الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَس ))(البقرة: من الآية275) ومرة بدونه قال تعالى : (( ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ))(القمر: من الآية48) ولا علاقة للكلمتين بالمس [الفعل الحسي] أو اللمس فكلاهما على المس بالتوسع ، وفعل مسَّ في الماضي ورد في القرآن الكريم ست مرات في ست آيات هذه هي الآيات قال تعالى : (( إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ))(آل عمران: من الآية140) فهل القرح يباشر المس بالمعنى الحسي ؟ وقوله : (( وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ )) (الأعراف: من الآية95) فهل المقصود المس بالمعنى الحسي ؟ )وَإِذَا مَسَّ الْأِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ )(يونس: من الآية12) )وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ)(الروم: من الآية33) )وَإِذَا مَسَّ الْأِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ )(الزمر: من الآية8) )فَإِذَا مَسَّ الْأِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا)(الزمر: من الآية49) والرجاء من فقهاء هذا الزمان تناول الموضوع بالجدية ؛ إذْ المصافحة شائعة بين المسلمين ! فهل من صافح ابنة عمه ، أو ابنة عمته ، أو ابنة خاله ، أو خالته ، أو 000 أو 000 أو 000 ، ارتكب فاحشة ؟ تـهتـز منها السماء والأرض ، نصيحة للفقهاء الـجدد إعادة دراسة أمر المصافحة من جديد .
4. رتب الشافعي على لمس المرأ ة الوضوء ، أي جعل لمس المرأة من نواقض الوضوء ، ولم يجعله من الـمحرمات ، وللفقهاء الجدد استعداد تام لتخريج كل الأمور ، فسيجعلون اللمس الـمحرم ناقضا للوضوء ، ومحرما تحريما شديدا في نفس الوقت ، أو يقولون اللمس هنا خاص بزوجته والـمحرمات عليه ، والرد عليهم هو : شخص خالف ذلك وصافح أو لا مس امرأة لا تحل له ، فهل انتقض وضوءه أم لم ينتقض ، هل من جواب دون مواربة ؟ .
5. لماذا أثيرت قضية المصافحة بعد سنة 1383هـ = عام 1965م ؟ هل كان المسلمون قبل هذه السنوات لا تصافح النساء الرجال أو العكس ، كل ما كان هو منع المصافحة بسبب نقض الوضوء ، ولذلك كانت الواحدة من النساء أو الواحد من الرجال حين كون الواحد على طهارة يأبى المصافحة التزاما بالمذهب الشافعي وليس غير ذلك .
6. حرمة المصافحة ؛ والوعظ فيها ؛ لم يكونا من أدبيات دروس المساجد على يد الشيوخ والوعاظ في سالف الزمن ، لكن وتيرة الوعظ في هذا الموضوع ارتفعت وتحولت إلى قضية حارة جدا بعد عام 1970 ، وتبنى السلفيون والإخوان المسلمون وغيرهم الوعظ فيها ، ولم يكن حديث الطبراني متداولا بين المشايخ وطلبة العلم ، فلماذا جرى هذا التحول وما هي أسبابه وما هي دوافعه ؟ !!! .
7. سبب هذا التحول يعلمه أهل الاطلاع على نشرة صدرت في 17ربيع الأول 1383هـ 7/8/1963م . وتـمر سبع سنوات على صدورها ولا تثير نقاشا وفجأة يتحول النقاش فيها إلى الغليان ، ويطبع الإخوان المسلمون المرة تلو المرة ردا صغيرا على تلك النشرة لليشخ محمد الحامد ، وتدور معركة حامية الوطيس وشديدة الدوي يصحبها الاتهام في الدين حول مصافحة المرأة .
8. تعالوا نقرأ نصا من رسالة صغيرة طبعت أكثر من مرة للشيخ محمد الحامد يقول محمد الحامد : [ أما بعد فقد اطلعت على نشرة أخفى ناشرها اسمه متنكرا ، ونحا فيها نحواً غير سليم ، وسلك فيها غير الطريق المستقيم ، وبحث بحثا خرج منه بنتيجة سيئة مردودة عليه ] ألا ترون أنَّ الشيخ الحامد من عبارته السابقة يتحسس وجود خطر ماثل على الإسلام من هذه النشرة ؟ فما هو موضوع النشرة الخطيرة إلى هذا الحد ؟ هل هو دعوة لترك الإسلام ؟ موضوع النشرة هو بحث من أبحاث أصول الفقه وموضوعه هو في الظن بتعارض النصوص ؟ ومثلت النشرة على مثل هذا التعارض في نصوص المصافحة ومنع التداوي بالمحرم والأحاديث التي وردت في التداوي في المحرم فالنشرة ليست فتوى ولا هي دعوة لفعل المصافحة بل ورد الموضوع في ت.....
بسم الله الرحمن الرحيم
ضوضاء التفكير
تغيير مفهوم أم زوال حيف عن مظلوم !
كرم العرب في جاهليتهم المرأة بشكل لا مثيل له بين الأمم ، والتاريخ الجاهلي يؤكد هذه الحقيقة ، ومن الظلم أنْ يتقبل مثقفو الغربة الدعاية ـ التي أطلقها الغرب عامدا متهما العرب والمسلمين بالاعتداء على حقوق المرأة ، ويطلق إعلامه حرصا مزيفا على رغبته بالعمل لتحرير المرأة ـ منفقا الأموال الطائلة في سبيل ذلك ، جاعلا هدفه تحول العرب والمسلمين من شخصيتهم التراثية إلى قبول الشخصية التراثية الغربية ، ابتداءً من الليبرالية البشعة ، رجوعا إلى القرون الوسطى ، فإلى المسيحية اليهودية المترومة ، إلى اليونان الذين رأوا في المرأة الشيطان الذي يشارك الرجل حياته ليستولي عليه ، ومن هنا نظروا لنظرية الصراع الأبدي بين ثنائية الرجل/ المرأة ، فلم يجعلوا ألمرأة وحدة أساسية في بناء المجتمع ، بل جعلت المرأة ميدانا لزعزعة شخصية الأمة وثقتها بنفسها ، ما مر هو واقع المرأة عبر الزمان في الرؤية الغربية .
ولكن إذ جاء الإسلام ، أضاف لـها مزايا كثيرة زيادة على ما كانت تتمتع به في جاهليتها ، وأفاق الغرب على تاريخه الذي لم ينفك عن مباشرة هوان المرأة ، فأهانـها في شكل جديد وهو تحويلها إلى سلعة ، فهي للدعاية والإعلان ، وهي لحديث الأنس وليس لحديث الفكر ، وهي للعري وليس للاحتشام ، يراودها عن نفسها رئيس أكبر دولة ، فلا تبقيه طي الكتمان ، بل تتفاخر به مع بقايا من الشهوة على الفستان الأزرق ، وإذ الغرب حريص على زوال شخصيتنا حتى في هذه ، عمد إلى استئجار من يدعو بدعوته ، أي جعل المرأة في كل جزء منها أو فاعلية هي عليها للبيع والإجارة بثمن بخس ، ومن هنا كان هذا الصراع المرير .
دعاة الغربة الحضارية يزعمون أنـهم مع نوال المرأة حقوقها ، فما هي تلك الحقوق التي ضاعت منها ؟ أهو حقها في زوج تسكن إليه ، ويسكن إليها ، تظللهم المودة والرحمة ، ويشتركان معا في قسمة ملائمة لكليهما : هي لرعاية الأطفال وتدبير شؤون البيت والحفاظ على تلك المملكة الصغيرة ، وهو يضرب في الآفاق ويكدح طلبا لتأمين نفقات العيش ، فهل هذه قسمة ضيزى ؟ مع ملاحظة أنَّ هذا هو تقسيم رضائي ، فالمرأة لها أنْ تعمل خارج المملكة الصغيرة .
هل المسألة المطروحة تـهدف لتغيير مفهوم ؟ أم هي لزوال حيف عن مظلوم ؟ إن كانت الثانية فلنعم ما تـهدفون إليه أيها السادة ! لكن هيهات ! هيهات ! أنْ يكون الأمر ذلك !!! فلقد مرت القرون بما فيها حتى جاء الغزو الثقافي الغربي فزعم أنَّ المرأة حبيسة بيت وحبيسة ملابس ، لا بد إذن من أن تخرج من البيت وأن تتخفف من ملابسها ، فهل كان القصد المرأة في البدو أم المرأة في القرى ؟ كلتاهما كان عاملا في الحقل أو البيدر أو الحلب أو غير ذلك ، كلتاهما كانت تحيي الضيف الرجل مع غياب صاحب البيت.
خِطبة من خطب الزواج
الحمد لله وبه نستعين ، والصلاة والسلام على رسول الله ، نبي الهدى ، محمد بن عبدالله ، خاتم رسل الله ، وعلى آل بيته الطيبيين الطاهرين ، وعلى أصحابه الغر الميامين ، وبعد قال الله تعالى في الذكر الحكيم :(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) (( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )) (( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً )) وقال تعالى : (( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً )) وقد بدأت الخلاقة بآدم وحواء حياة رفقة وحسن عشرة ، وتحملا معا عبء الحياة هينة أو صعبة ، وليس صحيحا : أنَّ فراق جنة التكليف ، كان بسبب من حواء ، فتحميل حواء وحدها ذلك مقالة توراتية ؛ يرفضها القرآن قال تعالى : (( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ )) وفي آية أخرى (( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَان )) وعند التحمل قال القرآن (( وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى )) .
وقال رسول الله(ص): تزوجوا الولود الودود ، والعلة أو الحكمة أنَّ مقتضى إعمار الكون ، يوجب بقاء النوع ، والأخذ ببهجة الحياة ، ولا يتم هذان الأمران إلاَّ بالزواج قال تعالى : (( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً )) فالمال عصب الحياة ومع البنين تكتسب الحياة بـهجتها ، وهذه البهجة يطلبها الأنسان ذكرا وانثى ، ولقد كرم الله الأنثى فصار الرجل يبحث عنها كسكن ، ومودة ـ ورحمة ، ليقيما أسرة تربط بينهما وبين أقاربـهما ؛ فصار النسب الطيب مطلبا.
لقد بحثنا عن نسب طيب ، ووجدنا ما بحثنا عنه عندكم يا آل... ، ولتكمل حياة ابننا ... المتقن لمهنته الودود الطيب ؛ احتاج إلى ودودة طيبة من بيت كريم ، وهي عندكم يا آل... ، فلتتم فرحتنا نحن وإياكم بنسب طيب نفخر به ؛ جاء هذا الوفد ناصيا بيتكم العامر وطالبا يد ابنتكم فلانة لابننا فلان ، هذا طلبنا ورجاءنا أيها الكرام آل طمليه ، امتثالا لاستخلاف الأنسان ، واهتداءاً واقتداءاً بما بينه المصطفى صلوات الله عليه ، ونحن بانتظار كرمكم ؛ لتحقيق رغبتنا وإملنا ؛ ولنشرب قهوتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بسم الله السميع العليم
خطبة ثانية في طلب زوجة
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده ، وليس من هاد يليه ، فهو ختم الأنبياء ، وهديه نـهاية الهدايات ، توفي وقد أقام الحجة ، وجعلنا على المحجة ووضح معالم السبيل الذي نسلك ، اقتضت حكمة الله بقاء النوع الإنساني ، ليتم الاستخلاف ، فمن حكمته الزواج ، سنة الله من عهد أبينا آدم وحواء قال تعالى : (( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً )) وقد وصف الله تعالى هذا الزواج بأنه آية فقال في كتابه : (( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً )) يؤدي السكن والمودة إلى حالة من التوادد والعطف والشفقة ، فتكون بذلك عائلة مهيئة لحفظ الأبناء ، فتستقيم الحياة بلا عوج (( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )) تلك هي الحياة الطيبة التي حث عليها الإسلام ، وإذ الواحدة من النساء تنتقل من بيت أبيها إلى بيت الزوجية ، أي تخلف الجو الذي فيه نمت ، والعش الذي فيه غنت وعاشت ، إلى بيت لم تألفه ، وأليف جديد لم تكن تعلمه ، فكان البحث مهمة من يسعى إلى نقل هذا الأليف إلى بيته ، وهو بحث فيه الجدية والاهتمام ، ليلقى من يستطيع أنْ يسكن إليها ، وتسكن إليه ، فما الواحد بحال تمكنه أن يكون بلا أليف ، ولا الواحدة من النساء تستغني عن الزوج ، ولو كان من الممكن الاستغناء لما كان لكليهما وجود ، إذ لم يستغن أبويهما عن ذلك ، بذلك يصعد الإنسان في حياته علوا فيبعد عن الفاحشة ، وتلك هي الحياة الحقة وهناك في الكون من يطلب اختلالها ، لتستبدل بنمط آخر ، ندعو الله بقلب خاشع أن لا ينجح لهم سعي في الفساد (( وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ )) وعليه هذ ابن .....حيث علمتم ، وهو لا يوزن به فتى من جيله ؛ ألاَّ فاق عليه فضلا وعقلا ومجدا ونبلا ، وقد وجد ووجدنا معه من يكمل هذا النمط الفاضل ، فعندكم وجدنا مبتغاه في فاضلة ذات عقل ومجد ونبل ، وقديما قيل : وافق شن طبقة ، قيل هذا المثل في ذكاء عجيب بين آيتين في الذكاء ، وإذ تقطع هذه الوجوه مسافة في المكان لتؤم ديوانكم لتأمل منكم لنحتسي قهوتكم الطيبة أن توافقونا في مبتغانا فانتم أصل منه النبتة التي قدمنا نطلبها فهي نبتة زكية من أصل زكي في منبت زكي والسلام عليكم
قاموس النساء
1) الآدر الكريمه 762 هجري - 1361 م
إسمها الآدر الكريمة جهة صلاح والدة السلطان المجاهد الرسولي نسبة الى بني رسول في اليمن واسم ابنها عليّ بن داود المؤيد بن يوسف المظفر ، غاب ولدها المجاهد معتقلاً في مصر أربعة عشر شهراً لانه عزم على نزع سلطة مصر عن الحجاز وضمّ الحجاز الى اليمن فأسره قادة الركب المصري وفي بدء كادت الفتنة أن تثور باليمن، فتلسمت والدته مقاليد الحكم وضبطت البلاد الى أن عاد.
من مآثرها :
1- المدرسة الصلاحية في زبيد.
2- مدرسة أخرى في قرية المسلب من وادي زبيد.
3- مسجد في قرية التريبه.
4- مدرسة في قرية السلامة.
5- مسجد في تعز باليمن.
وأوقفت لكل ذلك أوقافاً كافية توفيت في حصن تعز رحمها الله .
أنظر كتاب العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية الجزء الثاني مؤلفه الشيخ علي بن الحسن الخزرجي المتوفى سنة 812 هجري،ومعنى ذلك أنه معاصر للدولة الرسولية.
جاء في صفحة 118 من الجزء الثاني من كتاب العقود اللؤلؤية وهو يؤرخ لسنة 762 هجري ما يلي :
وفي هذه السنة توفيت الآدر الكريمة جهة (الطواشي شهاب الدين صلاح) والدة السلطان الملك المجاهد وكانت وفاتها في تعز ودفنت في مشهدها المعروف هنالك. وكانت إمرأة سعيدةً عاقلةً رشيدةً حازمةً حليمةً سخيةً كريمةً ذات سياسة ورئاسة وكرم نفس ولما غاب ولدها السلطان المجاهد في مصر،وكانت غيبته عن البلاد أربعة عشر شهراً،وهي القائمة في البلاد فضبطت البلاد وجمعت العساكر ولم يكن في ذلك الوقت الحسن أحسن من تلك السنة خصباً وأماناً وعدلاً وإحساناً،ولها آثار حسنة في الدين.وكانت تحب العلماء والصلحاء وتعظمهم وكانت تدور بيوت الناس تتفقدهم بالعطايا الوافرة،وقلّ أن يأتي الزمان بمثلها وما أحقها بقول أبي الطيب المتنبي حيث يقول :
ولو كان النساء كما ذكـرنـا لـفضلت النساء على الرجال
وما التأنيث لاسم الشمس نقصٌ ومـا التـذكير فـخرٌ للهلال
2) آمنه بنت الشريد ( 50 هجري - 670 ميلادي )
آمنة بنت الشريد زوجة عمرو بن الحمق الخزاعي : فصيحة من أهل الكوفة اشتهرت بخبر لها مع معاوية ، وكان قد حبسها في سجن دمشق سنتين لفرار زوجها عمرو بن الحمق الخزاعي وهو من الصحابة ومن الثائرين على عثمان بن عفان ومن المشاركين بقتل عثمان وشهد مع علي حروبه كلها ولهذا طلبه معاوية ففرّ فحبس زوجته واذ قُتل زوجها أو مات حُمل رأسه الى معاوية فالقوة بأمر من معاوية في حجرها وهي في السجن فدعت على معاوية فطلبها وسألها فلم تنكر ما قالت فأخرجها من السجن وقال : يحمل اليها ما يقطع لسانها عني ويخف بها الى بلدها فلما أعطيت ما أمر لها به قالت : يا عجبي لمعاوية يقتل زوجي ويبعث إليّ بالجوائز . ورحلت وتريد الكوفة فماتت بالطاعون بحمص رحمها الله رحمة واسعة.
أنظر الديارات ص 114 وأعلام النساء جزء 1 ص 4 وانظر ترجمة زوجها بالاصابة رقم (5820).
3) آمنه بنت عِنان (656 هجري-1258 ميلادي)
هي آمنه بنت عنان بن حسن بن عنان العذري أم محمد فاضلة بغدادية حدثت في بغداد والموصل (أي عالمة من علماء الحديث) إستقرت بمكة وتوفيت فيها رحمها الله. أنظر علماء بغداد 241 .
4) آمنه بنت وهب (45 قبل الهجرة-575 ميلادي)
هي آمنه بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب أم النبي صلى الله عليه وسلم ربّاها عمّها وهيب بن عبد مناف وتزوجها عبد الله بن عبد المطلب امتازت بالذكاء وحسن البيان وبعد وفاة زوجها عبد الله ولدت الرسول محمداً وكانت تخرج كل عام من مكة الى المدينه لتزور قبر زوجها الذي توفي في المدينة عند أخوال أبيه بني عدي بن النجار وتعود، مرضت في إحدى رحلاتها هذه سنة 575 م فتوفيت في موضع يقال له الابواء بين مكة والمدينه ولمحمد ابنها اليتيم من العمر ست سنوات وقيل أربع سنوات .
أن الدارس لعبد الله بن المطلب ولآمنه بنت وهب دراسة تحقيق وتمحيص من النزر اليسير الذي وصلنا عن هذين الابوين لخير البشر يدرك أنهما لم يكونا من أهل الاوثان ويدرك مسيرتهما العطرة وسلوكهما المستقيم ويدرك أن الرسول صلوات الله عليه خيار من خيار فيعجب من أقوال هذه السلفية البغيضة التي تصرّ على أن والدي الرسول في النار تصحيحاً لاحاديث وضعها فبعضوا المصطفى وآله الكرام فيا لهذه السلفية من سوء النقلب يوم التناد.
أنظر طبقات بن سعد وسيرة بن هشام وتاريخ الاسلام وسفينة البحار وعيون الاثر وكتب كثيرة غيرها كتبت عن المصطفى ووالديه الكريمين المكرمين.
5) أروى بنت أحمد الصليحية (الحرة الصليحية) (444-532 هجري/1052-1138 ميلادي)
إسمها أروى بنت أحمد بن جعفر بن موسى الصليحي وتنعت بالحرة الصليحية والحرة الكاملة وبلقيس الصغرى ملكة حازمة مدبرة يمانية ولدت في حراز باليمن ونشأت في حجر أسماء بنت شهاب (أم المكرّم الصليحي أحمد بن علي) وتزوجها المكرم وأصابه الفالج ففوض الامور إليها فاتخذت لها حصناً بذي جبلة كانت تقيم به شهوراً من كل سنة وقامت بتدبير المملكة والحروب الى أن مات المكرم سنة 484 هجري وخلفه ابن عمه سبأ بن أحمد فاستمرت في الحكم، ترفع اليها الرقاع، ويجتمع عندها الوزراء، وتحكم من وراء حجاب،وكان يدعى لها على منابر اليمن فيخطب أولاً للمستنصر الفاطمي ثم للصليحي ثم للحرة فيقال : اللهم أدم أيام الحرة الكاملة السيدة كافلة المؤمنين الخ .
قال الذهبي : لما هلك المكرم الصليحي وقد عهد بالملك الى ابن عمه (سبأ) كتب الخليفة الفاطمي بمصر الى الحرة :{ قد زوجتك بأمير الامراء سبأ على مائة ألف دينار} ومات سبأ سنة 492 هجري وضعف ملك الصليحين.
تحصنت الحرة بذي جبلة،واستولت على ما حوله من البلدان والحصون وأقامت لها وزراء وعمّالاً(أي ولاة) وامتدت أيامها بعد ذلك أربعين سنة وهي التي دبرت في سنة 481 هجري أو 479 هجري قتل سعيد الاحول أحد قاتلي علي بن محمد الصليحي والد زوجها وتعدّ الحرة الصليحية من زعماء الاسماعيلين المذهب الشيعي المعروف توفيت بذي جبلة ودفنت في جامعها وهو من بنائها ولها مآثر وسبل وأوقاف وهي من أواخر ملوك الصليحين.
الصليحي فخذ من همْدان من القحطانية وهم بنو القاضي محمد بن علي الهمداني رئيس حراز من همدان وينتسبون في بني يام وكانوا القائمين بدعوة الفاطميين باليمن ولا تزال بقايا من الياميين على المذهب الاسماعيلي في شمال اليمن وجنوب المملكة السعودية.
6) أديل عازر ( 1890- 1972 ) م
واحدة من رائدات الحركة النسائية ، ولدت في مدينة يافا وقضت شبابها فيها ، وتزوجت وبقيت في يافا حتى عام 1948 م نزحت عن يافا مع أسرتـها في ذلك العام إلى مصر ، وأقامت في الإسكندرية حيث توفيت
7) أروى بنت الحارث بن عبد المطلب (50 هجري-670 ميلادي)
هي أروى بنت الحارث بن عبد المطلب الهاشمية القرشية بنت عم الرسول صلوات الله عليه عاشت الى زمن معاوية بن أبي سفيان ومقامها في المدينة وفدت الى معاوية في دمشق وهي عجوز فعاتبته على خصومته لابن عمها على بن أبي طالب وفاخرته ببني هاشم وفضلتهم على بني أمية فاعترضها عمرو بن العاص فعيرتة بنسبه وتظلم مروان فأفحمته فاعتذر لها معاوية عنهما وسألها عن حاجتها فقالت:ما لي اليك حاجة.وقامت فخرجت فقال معاوية لاصحابه: والله لو كلمها من في مجلسي جميعاً لاجابت كل واحد بغير ما تجيب به الآخر وإن نساء بني هاشم لافصح من رجال غيرهم وبعث لها قبل رحيلها فأكرمها وعادت الى المدينة فتوفيت في أيام معاوية.
أنظر طبقات ابن سعد والاصلبة ترجمة 30 من النساء والدر المنثور ص 25 وانظر خبر وفادتها على معاوية في جمهرة خطب العرب جزء 2 ص 381 رقم كلمتها 370 وأنظر أخبار أخيها الفارس الشاعر أبو سفيان بن الحارث في الاصابة ترجمة 538 جزء 4 .
7) أروى بنت عبد المطلب (نحو 15 هجري-نحو 636 ميلادي)
هي أروى بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدة من فضليات النساء في الجاهلية والاسلام راجحة الرأي تقول الشعر الجيد أدركت الاسلام فأسلمت وعمّرت الى أوائل خلافة عمر بن الخطاب وكانت زوجة لعمير بن وهب بن عبد بن قصي ،أسلم ابنها طليب وقد دافع عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما تعرض له أبو جهل إذ ضربه طليب وشجّه ومن شعر أروى في رثاء الرسول صلوات الله عليه قولها:
ألا يا رسول الله كنت رجاءنا وكنت بنا براً ولم تك جافياً
كأن على قلبي ذكر محمد وما جمعت بعد النبي المجاويا
8) أسماء بنت أبي بكر الصديق (ذات النطاقين) (73 هجري-692 ميلادي)
هي أسماء بنت عبد الله بن عثمان بن عامر (الملقب بأبي بكر الصديق) من النساء الفضليات آخر المهاجرين والمهاجرات وفاةً وهي أخت عائشة لابيها وهي أم عبد الله بن الزبير ومصعب وعروة أولاد الزبير طلقها الزبير فعاشت مع ولدها عبد الله في مكة وعميت بعد مقتله على يد الحجاج وتوفيت بمكة،عاشت مائة وهي محتفظة بعقلها وخبرها مع الحجاج بعد مقتل ابنها عبد الله مشهور سميت ذات النطاقين لانها شقّت نطاقها نصفين لتشدّ به طعام الرسول وأبي بكر في هجرتهما الى المدينة،لها 56 حديثاً.
أنظر طبقات ابن مسعد وحلبة الاولياء وصفة الصفوة والدر المنثور وغير ذلك من الكتب.
9) أسماء بنت خمارويه (قطر الندى) (217 هجري-900 ميلادي)
هي أسماء بنت خمارويه بن أحمد بن طولون من شهيرات النساء عقلاً وجمالاً وأدباً تزوجها المعتضد العباسي سنة 281 هجري وجهزها بجهاز لم يعمل مثله توفيت ببغداد ودفنت بقصر الرصافة.
انظر البداية لابن كثير جزء 11 ص 70،71،72،84 وانظر وفيات الاعيان في ترجمة أبيها.
10) أسماء بنت شهاب (الحرة الصليحية) (480 هجري-1087 ميلادي)
هي أسماء بنت شهاب الصليحية وزوجة علي بن محمد الصليحي ووالدة المكرم أحمد بن محمد الصليحي،من شهيدات النساء كان يخطب لها مع زوجها على منابر اليمن قال الخزرجي : إذا حضرت مجلساً لا تستر وجهها وقال الذهبي : كانت تركب في مائتي جارية في الحلي والحلل ومعها الجنائب بسروج الذهب. ويقول فيها الشاعر:
قُلت اذ عظموا البلقيس عرشاً دست أسما من عرش بلقيس أسمى
حجت مع زوجها سنة 459 هجري أو 458 هجري فقتله في أم الدهيم سعيد بن نجاح الحبشي المعروف بالاحول طلباً لثأر أبيه وهو أمراء الدولة النجاحية في زبيد ووقعت في الاسر وكان الاحول يقودها وهي راكبة في هودجها وأمام الهودج رأس زوجها ورأس أخ زوجها قتلا مع بعضهما وأقامت في الاسر من 8-12 شهراً والرأسان معلقان أمام طاقة الدار المأسورة فيها وأنقذها من الاسر ابنها المكرم بعد أن علم بخبرها فأنفذها وأنزل الرأسين وجعل عليهما مشهد وهي حماة السيدة أروى الصليحية.
11) أسماء بنت عميس (نحو 40 هجري-نحو 661 ميلادي)
هي أسماء بنت عميس بن معد بن تيم بن الحارث الخثعمي من قحطان تزوج أسماء هذه جعفر بن أبي طالب فولدت له عبد الله ومحمداً وعوناً واذ توفي في معركة مؤته سنة 8 هجري تزوجها أبو بكر الصديق فولدت محمد بن أبي بكر واذ مات أبو بكر الصديق تزوجها علي بن أبي طالب فولدت له يحيى بن علي بن أبي طالب توفي صغيراً قبل والده وسلمى بنت عميس زوجة حمزه بن عبد المطلب هي أخت أسماء هذه ماتت قبل قتل علي بن أبي طالب وصفها أبو نُعيم بالحلية بأنها مهاجرة الهجرتين ومصلية القبلتين.
أنظر طبقات ابن مسعد وحلية الصفوة والدر المنثور وصفة الصفوة وغير ذلك من الكتب.
12) أسماء بنت موسى ( -904 هجري -1498 ميلادي)
أسماء بنت موسى الضجاعي من فضليات النساء يمانية من أهل زبيد كانت تقرأ التفسير وكتب الحديث وتُسمع النساء وتعظهن وتؤدبهن بأدب الاسلام،توفيت في زبيد،والضجاعيون بطن باليمن.
13) أسماء بنت النعمان ( -نحو 30 هجري/ -نحو 650 ميلادي)
هي أسماء بنت النعمان بن أبي الجون الكندي من شهيرات نساء العرب شرفاً وجمالاً يرتفع نسبها الى آكل المرار ملك كنده (أي والد الشاعر المشهور أمرىء القيس) كان مقام أهلها بنجد وقدمت مع أبيها على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة فعرضها والدها فارتضاها وأمهرها ولم يدخل بها لانها تعوذت بالله منه ولتعوذها مقولة معروفة وهي أن حفصة وعائشة قلن لها أوإحداهن اذا دخل عليك الرسول فانه يعجبه أن تقولي أعوذ بالله منك فقالت ذلك فقال لقد عُدْت بمعاذ فألحقها بأهلها ومتعها بدار قتبن وبعض اهل السير لا يرون صحة هذه المقولة واختلف في أمر زواجها بعد موت الرسول وتوفيت في خلافة عثمان.
أنظر طبقات بن مسعد وانظر الاصابة جزء 4 ترجمة رقم 57 من ترجمات النساء.
14) أسماء أم سلمة ( -30 هجري/ -650 ميلادي)
هي أسماء بنت يزيد بن السكن الانصارية الاوسية الاشهلية من أخطب نساء العرب ومن ذوات الشجاعة والاقدام كان يقال لها خطيبة النساء وفدت على الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة الاولى للهجرة فبايعته وسمعت حديثه وحضرت وقعة اليرموك سنة 13 هجري فكانت تسقي الظماء وتضمد جراح الجرحى واشتدت الحرب فأخذت عمود خيمتها وانغمرت في الصفوف فصرعت به تسعة من الروم وتوفيت بعد ذلك بزمن طويل ولها في البخاري حديثان.
أنظر الاصابة ولسان الميزان والدر المنثور وحلية الاولياء.
15) اعتماد الرميكية ( -488 هجري/ -1095 ميلادي)
هي اعتماد الرميكية شاعرة أندلسية كانت جارية لرميك بن حجاج فنسبت اليه وآلت الى المعتمد بن عباد فتزوجها وولد له منها:عباد الملقب بالمأمون وعبيد الله الملقب بالرشيد ويزيد الملقب بالراضي والمؤتمن وبثينه الشاعرة وهي صاحبة (يوم الطين) اذ رأت بعض نساء البادية بإشبيلية يبعن اللبن في القِرَب وهن ماشيات في الطين،فاشتهت أن تفعل فعلهن،فأمر المعتمد بالعنبر والمسك والكافور وصيرها جميعاً طيناً في قصره وجعل لها قِرَباً وحبالاً من ابريم فخاضت هي وبناتها وجواريها في ذلك الطين،وأغار يوسف بن تاشفين على إشبيلية فأسر المعتمد والرميكية وأرسلهما الى (أغمات) من مراكش معتقلين بعد أن قتل ولديها المأمون والراضي وماتت الرميكية قي أغمات قبل المعتمد بأيام.أنظر الدر المنثور وفتاة الشرف.
16) ألكسندره أفيرنوه ( 1298-1346 هجري/1872-1927 ميلادي)
هي الكسندره بنت قسطنطين بن نعمة الله الخوري أديبة كان لها في أيامها شأن.ولدت ونشأت في بيروت،وانتقلت الى الاسكندرية مع أبيها فتعلمت في مدرسة الراهبات وتعلمت العربية على يد أستاذ بدروس خصوصية وتزوجت إيطالي يُدعى (ملتيادي دي افيرنوه) وأصدرت مجلة (جليس الانيس) شهرية لمدة عشرة أعوام وقامت برحلات الى أوروبا وتركيا وإيران وأنشأت بمصر مع مجلتها العربية مجلة (اللوتس LOTUS) بالفرنسية مدة زمنية وترجمت عن الفرنسية (شقاء الامهات) قصة مطبوعة.
تبناها أمير إيطالي من أسرة (فيزينوسكا) فأصبحت تدعى (البرنسيس الكسندره دي افيرنوه فيزينوسكا) ومُنحت أوسمة كثيرة من حكومات وجمعيات مختلفة وفتحت لها أبواب القصور السلطانية بمصر وغيرها،وكان من زوارها والمعجبين بها والمؤازرين لها في مجلتها الشعراء إسماعيل صبري،وولي الدين يكن،ونجيب حداد،ونشرت شعراً كثيراً بإمضائها،تختلف طبقته باختلاف طبقاتهم ويتشكك الزركلي في ذلك الشعر بسبب أختلافه وتباينه.
قويت صلة الكسندره بالخديوي عباس حلمي وبالانجليز فلما خُلع وانقضت الحرب العالمية الاولى وهو مقيم بسويسرا حامت شبهة الملك فؤاد في مصر حولها ففتش ببيتها وصودرت أوراقها وأُمرت بالخروج من مصر فرحلت الى إنجلترا وتوفيت في لندن.
أنظر مذكرات خير الدين الزركلي وتاريخ الصحافة العربية وأحمد محرم وولي الدين يكن في مجلة فتاة الشرق.
ملاحظة مهمة: هذا النمط من النساء يكتشف الباحثون فيما بعد مع اشتغالهم بالصحافة والثقافة والتأليف ليس إرتباطهم الفكري فقط بالغرب بل والعمل بالجاسوسية .
17) أُمامة بنت الحارث الشيبانية
هي أُمامة بنت الحارث الشيبانية من الفصيحات وهي امرأة نبيلة جاهلية كانت زوجة لعوف بن محلم الشيباني وهم من ذهل بن شيبان.لأمامة وصية تعد من أفضل ان لم تكن أفضل ما قيل بموضوعها أوصت بها ابنتها أم اياس حين زفّت الى عمرو بن آكل المرار وولدت أم اياس لعمرو (الحارث بن عمرو ملك كندة).
نص الوصية :
لما حُملت أم اياس الى زوجها قالت لها أمها أمامة بنت الحارث الشيبانية :
{ أي بنية:إنّ الوصية لو تركت لفضل أدب،تُركت لذلك منك،ولكنها تذكرة للغافل ومعونةٌ للعاقل،ولو أن امرأة اسغنت عن الزوج لغني أبويها،وشدة حاجتهما اليها،كنت أغنى الناس عنه،ولكن النساء للرجال خُلقن،ولهن خُلق الرجال.
أي بنية:إنك فارقت الجو الذي منه خرجتِ،وخُلّفْتِ العشّ الذي فيه درجت،الى وكر لم تعرفيه،وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك رقيباً ومليكاً،فكوني له أمةً يكن لك عبداً وشيكاً، يا بُنَيّة:إحملي عني عشر خصال تكن لك ذخراً وذكراً :
الصحبة بالقناعة،والمعاشرة بحسن السمع والطاعة،والتعهد لموقع عينه،والتفقد لموضع أنفه،فلا تقع عينه منك على قبيح،ولا يَشمّ منك الا أطيب ريح،والكحل أحسن الحسْنِ، والماء أطيب الطيب المفقود،والتعهد لوقت طعامه،والهدوء عنه عند منامه،فإن حرارة الجوع مَلْهَبَةٌ،وتنغيص النوم مغضبة،والاحتفاظ ببيته وماله،والارعاء على نفسه وحشمه وعياله،فإن الاحتفاظ بالمال حسنُ التقدير،والارعاء على المال والحشم جميل حسن التدبير،ولا تَعْصي له أمراً،فإنك إن أفشيت سرّه لم تأمني غدره،وإن عصيت أمره أوغرت صدره،ثم إتقي من ذلك الفرح إن كان ترحا،والاكتئاب عنده إن كان فَرِحاً،فإن الخصلة الاولى من التقصير،والثانية من التكدير،وكوني أشد ما تكوني له إعظاماً،يكن أشد ما يكون لك إكراماً،وأشدّ ما تكونين له موافقة،يكن أطول ما تكونين له مرافقة،واعلمي أنك لا تصلين الى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك،وهواه على هواك،فيما أحببت وكرهت والله يخبر لك }
مصادر الترجمة هي مجمع الامثال 143:2 وبلوغ الارب للالوسي 17:2-19 أما الوصية فهي مأخوذة من جمهرة خطب العرب الجزء الاول ص 145-146 وقد أشار صاحب جمهرة خطب العرب الى الوصية من مجمع الامثال 143:2 والعقد الفريد 223:3
ملاحظة مهمة: ربما يرى فيها دعاة الحضارة الغربية رجالاً ونساءً أنها نص يُصلح للاستشهاد به على مجتمع الذكورية! لكنها في الحقيقة هي مجتمع المودة والسكن والرحمة والألفة للطرفين والسبب أن التغريبيين لا يعرفون التفكير من خلال النص!.
18) أَمَةُ اللطيف ... - 653هـ = ... - 1255م
هي أَمَةُ اللطيف بنت الناصح ابن الحنبلي : عالمة من أهل دمشق، لها تصانيف كانت في حرمة الخاتون "ربيعة بنت أيوب" أُخت السلطان صلاح الدين الايوبي ولما ماتت الخاتون (سنة 343هـ) وقعت من اجلها في المصادرات، وحُبست ثلاث سنين في القلعة، ثم أفرج عنها، وتزوجها الاشرف صاحب حمص، وسافرت معه إلى الرحبة وتل باشر (في شمال حلب) وهناك توفيت، من اثارها مدرسة (دار الحديث) بدمشق اانظر القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية 84 والدارس والبداية والنهاية 13 وغيرها من الكتب.
19) أَمَةُ الواحد ... - 377هـ = ... - 987م
هي أمة الواحد بنت القاضي ابي عبد الله الحسين بن اسماعيل الضبي المحاملي : فاضلة عالمة بالفقه والفرائض، حاسبة، من اهل بغداد، كانت من احفظ الناس للفقه على المذهب الشافعي وكانت تُفتي، وحدثت وكتب عنها الحديث.
انظر تاريخ بغداد 422:14 وشذرات الذهب 98:3 والمنتظم 138:7 واواسمها فيه (ستيته).
20) أُميمة العبشمية ...-... = ...-...
هي أميمة بنت عبد شمس بن عبد مناف من بني أمية من قريش : شاعرة جاهلية، اشتهرت في أيام حرب الفجار بين قريش وقيس عيلان وهي حرب استمرت اربعة أعوام متتالية ولصاحبة الترجمة شعر في بعض وقائعها، منه قصيدة في رثاء من قُتل بها من قريش اورد كتاب الاغاني ما كان يتغنى به منها
انظر الاغاني طبعة الدار 52:22-75
21) أمينة بنت محمد نجيب 1304-1335هـ = 1887-1917م
هي أمينة بنت محمد نجيب : فاضلة من مصر مولدها ووفاتها في القاهرة، لها نظم رقيق اوردت مجلة فتاة الشرق نموذجاً حسناً منه. وهي اخت مصطفى نجيب صاحب كتاب حماة الإسلام.
انظر فتاة الشرق 103:23
22) أُنْيسة الشرتونية 1300-1324هـ = 1883-1906م
هي أُنيسة بنت سعيد بن عبد الله الخوري الشرتوني : أديبة من اهل سوريا. ولدت وتعلمت وتوفيت في بيروت. لها مقالات جُمعت مع مقالات اخت لها اسمها عفيفة في كتاب سُمي (نفحات الوردتين) والكتاب مطبوع (ويمكن أن يكون اسمها أَنيسة)
انظر فتاة الشرق 81:5
ملاحظة والد المترجم لها هو سعيد بن عبد الله بن مخائيل بن الياس بن الخوري شاهين الرامي والشرتوني نسبة إلى بلدة شرتون بلبنان وهو باحث ولغوي ومدرس للعربية وله اثار كثيرة.
23) أَنيسة صَبْيَعَة 1282-1363هـ = 1865-1944م
هي أنيسة بنت نقولا بن موسى بن جرجس بن انطونيوس صَبْيَعَة : طبيبة، من اهل طرابلس الشام، تعلمت الطب في مدرسة لندن النسائية ثم في جامعة ايندبرج بانكلترا واستقرت بمصر، فتولت اعمالاً بالصحة، وتُوفيت بالقاهرة، لها “قصة كورين -ط” ترجمتها عن الانجليزية. قال صاحب تراجم علماء طرابلس: هي أول فتاة في الشرق الادنى نالت الشهادة الطبية.
انظر تلااجم علماء طرابلس 239 والمقتطف 19ت713
24) باهلة بنت صعب ...-... = ...-....
هي باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة من مُذحج : أم جاهلية يمانية من كهلان نُسب إليها بنوها من زوجها مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان. كانت منازلهم باليمامة وكانت النسبة إلى باهلة حطة عند العرب ويضربون الامثال بلؤمهم.
لا تنفع الانساب من هاشم إن كانت الانفس من باهلة
من النوادر ضدهم قيل لاعرابي: اتحب أن تكون أمير المؤمنين وأنتَ من باهلة؟ فقال: لا والله! قيل اتحب أن تكون من اهل الجنة وأنتَ من باهلة؟ فقال: بشرط أن لا يعلم اهل الجنة أني باهلي!
استمرت صفتهم هذه يعبرون بها حتى ظهر فيهم قتيبة بن مسلم الباهلي الامير (أي امير الجيش) الفاتح اعتبروه من مفاخر العرب اذ كان داهية، طويل الروية رواية للشعر عالماً به فتح الكثير من البلدان في الجهة الشرقية الشمالية من الدولة الإسلامية حتى وصل إلى حدود الصين في ايام عبد الملك وابنه الوليد ولكنه قتل عندما تولى سليمان بن عبد الملك الخلافة اذ قتله وكبع بن حسان التميمي لانه جاهر بفزع الطاعة عن سليمان ولهذا صار يقال شعراً
إذا ما قريش خلا ملكها فان الخلافة في باهلة
ومن اصنام باهلة في الجاهلية العزى يعبدونها
ملاحظة مهمة هكذا يعلم القارئ أن العرب في الجاهلية تنتسب للمرأة ولا تراه امراً معيباً والعيب جاء إلى باهلة ليس بسبب الانتساب بل بسبب اللؤم.
انظر تاج العروس مادة بهل وتاريخ بغداد والالوسي في بلوغ الارب وكثير من كتب التاريخ.
25) باي خاتون ...-942هـ = ...-1535م
هي باي خاتون بنت ابراهيم بن أحمد الحلبية الشافعية القادرية : كاتبة محسنة من بيت علم وفضل قرأت على ابيها منهاج النووي وشيئاً من احياء علوم الدين وتوفيت بحلب.
انظر در الحبب مخطوط
26) مدام تقلا 1286-1343هـ = 1869-1924م
اسمها بتسي بنت تعوم كبابة : زوجة بشارة تقلا أحد مؤسسي جريدة الاهرام ومديرة الجريدة بعد وفاته أحد عشر عاماً. ولدت في بيروت من اسرة حلبية ورحلت مع اهلها إلى لندن وقرأت العربية والفرنسية والانجليزية، وتزوجها تقلا في مرسيليا سنة 1889 وتوفي 1901، فقامت بالاشراف على ادارة الجريدة وتوجيه سياستها وفي ايامها كانت شدة الصراع الاولى بين سياستي الاهرام (الفرنسية النزعة) والمقطم (البريطانية المنهج) وتخلت عن العمل إلى ابنها جبرائيل سنة 1912 وتُوفيت في فينا ودفنت في القاهرة.
انظر السوريون في مصر 164-173
27) بثينة ...-82هـ = ...-701م
هي بثينة بنت حبا بن ثعلبة العذرية : شاعرة من بني عذرة من قضاعة اشتهرت باخبارها مع جميل بن معمر العذري وهو أيضاً شاعر ومن قومها وكانت منازلهم بوادي القرى بين مكة والمدينة، في شعرها رقة ومكانة، مات جميل قبلها، فرثته، ولم تعش بعده طويلاً. لعباس العقاد كتاب جميل بثينة مطبوع.
انظر تزيين الاسواق 38:1-47 والدر المنثور 79 وجمهرة الانساب 420 والتاج 135:9
28) بجلة ...-... = ...-...
بجلة بنت هنأة بن مالك بن فهم : أم جاهلية بنوها حي من بني سُليم نسبوا اليها منهم عمرو بن عبسة من بني بجلة السُلمي من قدماء الصحابة روى عنه كبار التابعين بالشام ويقال انهم سكنوا الكوفة وبجلة من العدنانية ومالك بن فهم هو مالك بن فهم الازدي.
انظر الارب للقلقشندي وتاريخ الطبري ج4 ص192 ولسان العرب ج13 ص49 والاشتقاق لابن دريد ص302 وانظر معجم قبائل العرب لعمر رضا كحالة جزء 1 ص62 فبجلة قبيلة منسوبة للام أي لامرأة !
29) بجيلة بنت صعب ...-... = ...-...
بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة من كهلان : أم جاهلية يمانية وهي أخت باهلة التي مر ذكرها ينسب اليها البجليون وهم بنوها من وزوجها أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث من كهلان أيضا وقيل من معد استوطنوا الحجاز والبحرين قبل الإسلام وكان صنمهم (ذو الخلصة) يشتركون فيه مع خثعم وتفرقوا أيام الفتح في الآفاق فلم يبق منهم في مواطنهم الا القليل كان يُرى على حجاجهم في مكة اثر الشطف وهم بطون كثيرة هذا قول ابن خلدون وقال الاشرف الرسولي قبائل بجيلة اربع ولابي جعفر اليشكري كتاب (بجيلة واخبارها وانسابها).
انظر جمهرة الانساب والاكليل واللباب واليعفوبي ومعجم قبائل العرب لكحالة وغيرها
30) بدعة الحمدونية 250-302هـ = 864-915م
بدعة الحمدونية : مغنية أديبة شاعرة. أورد صاحب الاغاني خبرين صغيرين عنها يفهم منها أنها كانت من صواحب عريب المأمونية وذكرها ابن الاثير في الكامل ولابن الرومي ابيات فيها تشير إلى انها كانت تُغني دون أن تحتاج إلى زامر ولها خبر مع المعتضد وابيات فيه وسماها صاحب المستظرف من اخبار الجواري بدعة الكبيرة.
انظر الكامل 168:8 وجهات الائمة الخلفاء 63-66 والمستظرف من أخبار الجواري 13-15
31) بسوس بنت منقذ (البسوس) …-… = …-…
بسوس بنت منقذ التميمية : شاعرة جاهلية يضرب المثل بشؤمها بقولهم ( اشأم من البسوس) وهي خالة جسّاس بن مرة الشيباني. كانت لها (أو لجارها سعد بن شمس الجرمي) ناقة يقال لها سراب، رآها "كليب وائل" ترعى في حماة فرمى ضرعها بسهم فحزنت البسوس وقالت شعراً اثار جساس بن مرة ضد (كليب وائل) فقتل كليباً فهاجت حرب بكر وتغلب، بني وائل بسببها أربعين سنة وسميت الحرب باسمها فقيل حرب البسوس وهناك من يرى أن سبب المثل غير ما تقدم.
انظر المستعصى 176:1-178 ومجمع الامثال 154:1 وثمار القلوب 245 والتاج 108:4 وغيرها
32) بَلْسَم …-1360هـ = …-1941م
بلسم بنت عبد الملك : أديبة مصرية من أصل قبطي أصدرت في القاهرة "مجلة المرأة المصرية" لا يوجد لها ترجمة ولكنها معروفة من خلال مجلة المرأة المصرية فلماذا ليس لها ترجمة؟!
33) بلقيس
بلقيس بنت الهدهاد بن شرحبيل، من بني يعفر بن سكسك: ملكة سبأ يمانية من اهل مأرب اشار اليها القرآن الكريم عند ذكر القرآن الكريم قبيلة سبأ في سورة النحل مرة وفي سورة سبأ مرة أخرى وذكر عرشها مرتين تولت بعهد من ابيها في (مأرب) وكمع بها ذو الاذعار عمرو بن ابرهة صاحب غمدان فزحف عليها فانهزمت ورحلت مستخفية بزي اعرابي إلى الاحقاف فادراكها رجال (ذو الإذعار) فاستسلمت واصابت منه غرة في سكر فقتلته، وتولت أمر اليمن كله، وانقادت لها أَميال حمير فزحفت بالجيوش إلى بابل وفارس فخضع لها الناس، وعادت إلى اليمن فاتخذت مدينة سبأ قاعدة لها. وظهر النبي الحكيم الملك سليمان بن داود وركب الرياح إلى الحجاز واليمن معجزة من الله تعالى له وآمن أهل اليمن بدعوته إلى الله وتركوا عبادة الشمس ودخل سليمان مدينة سبأ فاستقبلته بلقيس بحاشية كبيرة وتزوجها واقامت معه سبع سنين وشهراً وتوفيت ودفنها بتدمر واكتشف تابوتها في عصر الوليد بن عبد الملك وعليه كتابة تدل على انها ماتت لاحدى وعشرين سنة خلت من ملك سليمان ورفع غطاء التابوت فاذا الجثة غضة لم يتغير فرفع الامر إلى الوليد فامر بترك التابوت في مكانه وأن يبنى عليه بالصخر (والقول في هذه الترجمة أن سليمان هو الذي ذهب اليها مخالف لسياق القرآن الكريم في سورة النمل.
انظر التيجان 137-170 وتاريخ الخميس 249:1 والنويري في نهاية الارب 134:14 وقد سماها الشريشي في شرح المقامات 230:2 "بلقيس بنت شراحبيل بن ابي سرح أبن الحارث بن قيس بن صيفي بن سبأ" وفي تاريخ ابن خلدون 79:1 طبقة الحبابي قال الطبري اسم بلقيس يلقمة بنت اليشرح بن الحارث بن قيس وانظر الدر المنثور 96.
34) بوران 191-271هـ = 807-884م
بوران بنت الحسن بن سهل، زوجة المأمون العباسي : من أكمل النساء أدباً وأخلاقاً اسمها خديجة وعرفت ببوران بنى بها المأمون في (فم الصلح) وتوفيت ببغداد. وليس في تاريخ العرب زفاف انفق فيه ما انفق في زفافها على المأمون سنة 209هـ وللشعراء في وصف تلك الليلة شعر غير قليل. وفي القاموس البُورانية بضم الباء طعام ينسب إلى بوران بنت الحسن.
انظر وفيات الاعيان 92:1 ومروج الذهب طبعة باريس 65:7-67 وشرح المقامات للشريشي 226:2 وشرح قصيدة ابن عبدون 365 وانظر جهات الائمة الخلفاء 67-71
35) بنت الشّحْنَة 861-938هـ = 1457-1531م
هي بوران بنت محمد قاضي القضاة أثير الدين ابن الشِّحْنَة الحنفي : شاعرة فاضلة من أهل حلب. طالعت الكتب ونسختها ونظمت ونثرت وحجت مرتين في شعرها رقة توفيت بحلب وفي ترجمة محمد بن محمد بن الشحنة اربعة رجال كلهم علماء ومعنى شحنة انه رئيس شرطة اليوم وآل الشحنة ينتسبون إلى جد لهم كان اسمه محمود رئيس شرطة حلب أي شحنة حلب.
انظر در الحبب مخطوط واعلام النبلاء 491:5
36) الهَرْثَمِيّة 387-477هـ = 997-1084م
بيبى مثل كلمة (ضيزى) بنت عبد الصمد بن علي بن محمد أم الفضل الهرثمية عالمة بالحديث من أهل هراة لها جزء تفردت بروايته في عصرها قال الزبيدي وقع لنا حديثها عالياً في معجم البلدان للحافظ ابن عساكر الدمشقي لا يوجد لوالدها ترجمة وهرثم الهرثمة مُقدم الانف وهرثمة من اسماء الاسد ولذلك سُمي الرجل هرثمة وهَرَاه بالفتح مدينة عظيمة مشهورة من امهات مدن خراسان.
انظر التاج 155:1 والمورد جزء 2 العدد 4 ص134 والشذرات 354:3 والعبر 287:3
37) تُجيب …-… = …-…
تُجيب بنت ثوبان بن سليم من مذحج : أم جاهلية كانت زوجة اشرس بن شبيب إبن السكون الكندي وولدت منه عدياً وسعداً واليهما يُنسب (التجيبيون) وهم من أهل حضرَموت وكانت لهم بعد الفتح الإسلامي أمارة بها في سرقسطة ودروقة وقلعة ايوب كانت سكناهم الكسْر في وسط حضرموت وعددهم في عهد الهمذاني الف وخمسمائة فيهم اربعمائة فارس وكانت لهم خطة بمصر تُعرف باسمهم وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفدٌ من تُجيب وعدد رجاله ثلاثة عشر وقد ساقوا معهم صدقات اموالهم فسر منهم النبي صلى الله عليه وسلم واكرم منزلهم وامر بلالاً أن يحسن ضيافتهم وعند التوديع امر بلالا فاجازهم بارفع مما كان يجيز به الوفود.
انظر الإعلام بما وقع في مشتبه الذهبي من الاوهام الخ. وفيه أن الذهبي جعل تُجيب ابا القبيلة وانما هي امرأة وجمهرة الانساب 404 والمقتبس لابي حبان 20 ومعجم قبائل العرب 116:1
38) تقية بنت غيث 505-579هـ = 1111-1183م
تقية بنت غيث بن علي السُلمي الارمنازي أم علي وتلقب بست النعم : فاضلة مُتأدبة لها شعر جيد قصائد ومقاطيع جُمعت في ديوان صغير اصلها من بلدة صور وولدت في دمشق، وسكنت الاسكندرية وتوفيت بها من اخبارها: مَدَحَتْ المظفر ابن أخي السلطان صلاح الدين بقصيدة اغربت فيها بوصف الخمر فقال لعلها عرفت ذلك في صباها! فبلغها قوله فنظمت أخرى حربية وسيرت اليه تقول علمي بتلك كعلمي بهذه.
انظر ديوان الإسلام –خ- ووفيات الاعيان 96:1 وتكملة الصلة القسم الاول 138 وغربال الزمان –خ- والنجوم الزاهرة 96:6 وخِرِّيدة القصر 221:2
39) الخنساء (تُماضر) …- 24هـ = …-645م
تُماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد الرياحية السُّلمية من بني سُليم. من قيس عيلان من مُضر، اشهر شواعر العرب واشهرهن على الاطلاق من اهل نجد. عاشت اكثر عمرها في العهد الجاهلي. وادركت الإسلام فاسلمت، ووفدت على رسول الله مع قومها بني سليم. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنشدها ويعجبه شعرها فكانت تنشد وهو يقول هيه يا خناس اكثر شعرها واجوده رثاؤها لاخويها (صخر ومعاوية) وكانا قد قُتلا في الجاهلية (لها ديوان شعر – ط -) فيه ما بقي محفوظا من شعرها. وكان لها أربعة بنين شهدوا حرب القادسية مع سعد بن ابي وقاص (سنة 16هـ) وكانت تحرضهم على الثبات حتى قتلوا جميعاً فقالت الحمد لله الذي شرفني بقتلهم. وفي يقال خُناس واخبارها في اكثر كتب التاريخ والسير والادب.
انظر شرح الشواهد 89 ومعاهد 348:1 والشعر والشعراء 123 والدر المنثور 109 والشريشي 233:2 وفي اعلام النساء 305:1 طائفة من اخبارها وخرافة البغدادي 308:1
40) ثويبة …-7هـ = …-628م
ثويبة اول مرضعٍ للنبي صلى الله عليه وسلم كانت جارية ابي لهب وارضعت النبي بلبن ابنها مسروح وكانت تدخل على النبي بعد أن تزوج خديجة فكانت خديجة تكرمها واعتقها ابو لهب لمّا هاجر النبي إلى المدينة وكان صلى الله عليه وسلم يبعث اليها من المدينة بكسوة وحلة حتى ماتت بعد فتح خيبر ومات ابنها مسروح قبلها ولم يثبت اسلامها أو اسلام ابنها ومن هو زوجها.
انظر الاصابة 257:4
41) جان ديريو …-1332هـ = …-1914م
مستعربة فرنسية الأصل من الكاتبات بالعربية من أهل الجزائر كانت تُعرف في كتابها باسم "جمانة رياض" أو "فاطمة الزهراء" احرزت الجائزة الاولى في آداب اللغة العربية عام 1911م بين طلبة مدارس اللغات الشرقية الحية بباريس قال صاحب تاريخ الصحافة العربية هي منشئة باكورة المجلات العربية في عاصمة الجزائر، اصدرت مجلة الأحياء سنة 1907 ثم قال: ولدينا من آثارها رسائل شتى مكتوبة بخطها المغربي الجميل توفيت بالجزائر.
انظر تاريخ الصحافة 350:4
42) جبرة السوداء …-446هـ = …-1054م
جبرة السوداء، مولاة ابي الفتح محمد بن أحمد بن ابي الفوارس عالمة بالحديث من أهل بغداد قال الخطيب البغدادي: كتب عنها غير واحد من اصحابنا وكان سماعها صحيحاً.
انظر تاريخ بغداد 446:14
43) مِس بل 1285-1345هـ = 1868-1926م
اسمها جرترود مرجريت لوثيان بل Gertrude Margaret lowthian Bell مستشرقة رحالة انجليزية تعلمت بلندن واكسفورد وقامت برحلات واسعة في ايران وسورية والجزائر وبلاد العرب (سنة 1892-1913م) وعينتها حكومتها خلال الحرب العالمية الاولى مترجمة وخبيرة في ادارة المخابرات السرية في مصر(سنة 1915) وفي البصرة(سنة 1916) وفي بغداد(سنة 1917) وبرز نشاطها في العراق خاصة بعد الحرب حتى كانت تنعت بملكة العراق غير المتوجة. واشتهرت بلقب الخاتون حتى كاد يغلب على اسمها وكانت لولب السياسة البريطانية في العراق، وساعدت في التنقيب عن الآثار في العراق وانشأت للاثار متحفا في بغداد والفت بالانجليزية كتاب (الاخيضر- ط) والاخيضر قصر قديم في العراق بقيت اطلاله "عرب العراق- ط" و"الغامر العامر- ط" و"من مرار إلى مرار- ط" و"صور فارسية- ط" ولها تقرير(1920) سمته "استعراض الادارة الملكية في العراق" ترجمة جعفر خياط واصدره في كتاب سماه (فصول من تاريخ العراق القريب) وكانت تحسن الفرنسية والالمانية والعربية والفارسية بالاضافة إلى لغتها الاصلية وترجمت بعض قصائد الشاعر الفارسي "حافظ" إلى الانجليزية وماتت ببغداد . See The New American Encyclopedia 13b
وانظر مجلة لغة العرب ايلول 1926 ومجلة المشرق 718:24
44) جليلة تمرهان (…-1317هـ = …-1899م)
جليلة بنت صالح علي بك الملقب بالحكيم وامها الطبيبة تمرهان : قابلة فاضلة، حبشية الأصل مولدها ووفاتها بمصر اخذت فن القبالة عن امها واختيرت بعدها معلمة في مدرسة القابلات بالقاهرة لها كتاب "محكم الدلالة باعمال القبالة - ط"
انظر البعثات العلمية 564 وآداب زيدان 199:4
45) جليلة بنت مرة (…-نحو80هـ = …-نحو540م)
جليلة بنت مرة الشيبانية شاعرة فصيحة من ذوات الشأن في الجاهلية وهي أخت جساس "قاتل كليب وائل" وكانت زوجة كُليب فلما قتل اخوها جساس زوجها كليبا انصرفت إلى منازل قومها (بني مرة) فبلغها أن أُختا لكليب قالت بعد رحلتها : رحلة المعتدي وفراق الشامت فقالت جليلة أسعد الله جد أختي افلا قالت: نفرة الحياء وخوف الاعتداء! ثم انشأت قصيدتها المشهورة التي مطلعها
يا ابنة الاقوام إن لمت فلا تعجلي باللوم حتى تسألي
وبقيت في بيت اخيها جساس إلى أن قُتل ثم جعلت تنتقل مع قومها (بني شيبان) في حروبهم ضد تغلب إلى أن توفيت.
انظر سمط اللآلي 756 والدر المنثور 125 وشعراء النصرانية 252 وانظر ترجمة البسوس
46) جميلة السُّلمية (…-نحو125هـ = …-نحو743م)
جميلة السُّلمية : موسيقية مُلحنة، كانت اعلم المغنين والمغنيات في العرب بصناعة الغناء، وكان معبد (استاذ المغنيين في اواسط المائة الثانية للهجرة) يقول: اصل الغناء جميلة، ونحن فروعه، ولولا جميلة لم نكن نحن مغنيين. وهي مولاة لبني سُليم، تزوجت بمولى لبني الحارث بن الخزرج (من الأنصار) وكانت تنزل بالسنح (في عوالي المدينة) ووضعت الحانا، تهافت الناس على سماعها. واحسنت الضرب على العود ايضاً أيما احسان فكانت نابغة الغناء والتلحين والموسيقى في عصرها.
انظر الاغاني 118:7-140 والنويري 40:5
47) جميلة الحمدانية من (…-371هـ =…-981م)
جميلة بنت ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان صاحب الموصل ! احدى شهيرات النساء في الكرم والعقل والجمال لم تتزوج أنفةً مِن أن يتحكم بها الزوج. وحجت سنة 366هـ فكان معها اربعمائة جارية، ونثرت على الكعبة عشرة الاف دينار. ولمّا تغلب عضد الدولة (سلطان العراق) على اخيها "ابي تغلب" أمير الموصل سنة 369هـ، فرَّ ابو تغلب إلى الرملة، ورحلت معه جميلة في جماعة من حاشيته، فخرج عليهم اغفل بن مفرج (أمير طيئ) اركبها جملاً وشَهَّرَ بها والقاها في دجلة فماتت غرقاً.
الروضة الفيحاء للخطيب مخطوط.
48) جوليا طعمة من (1297-1373هـ = 1880-1954م)
جوليا طعمة : أديبة، من مواليد "المختارة" بلبنان، تعلمتْ بصيدا والشويفات. وتنقلت مدرسةً بين فلسطين ومصر ولبنان وانشأت في بيروت مجلة (المرأة الجديدة) شهرية سنة 1921 فاستمرت سبع سنوات، وكتبت كثيراً في المجلات النسائية وغيرها. وترأست جمعيتي تهذيب الفتاة والاتحاد النسائي. وجمعت ما قيل في تكريم ماري زيادة (مي) في كتاب سمته مي في سوريا – مطبوع - وكانت زوجة لبدر دمشقية، من اعيان بيروت فَسُمِّيتْ جوليا طعمة دمشقية.
انظر مصادر الدراسة 369:2
49) جويرية (…-56هـ = …-676م)
هي : جويرية بنت الحارث بن ابي ضرار من خزاعة، احدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها قبلهُ مسافع بن صفوان وَحُّيلَ يوم المريسيع (سنة 6هـ) وكان ابوها سيد قومها في الجاهلية فسبيت مع بني المصطلق فافتداها ابوها ثم زوجها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان اسمها برة فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وسماها جويرية وكانت من فضليات النساء أدبا وفصاحة روى لها البخاري ومسلم وغيرهما سبعة احاديث وتوفيت بالمدينة وعمرها 65 سنة(1).
(1) طبقات بن سعد 8/83 الاصابة 4 والجمع 603 وصفة الصفوة 2/26 والسمط النمين 116 وذيل المذيل 75 وغير ذلك من كتب التراجم.
50) حَبَاب (…-بعد 640هـ = …- بعد 1242م)
هي حَبَاب ام الرشيد المؤمني من دهاة النساء في المغرب، افرنجية الاصل كانت جارية لادريس بن يعقوب الملقب بالمأمون ولدت له ابنه عبد الواحد ولما هلك المأمون (سنة 630هـ) وبويع لابنها عبد الواحد( الملقب بالرشيد)كان الخليفة المبايع في مراكش يحيى بن محمد ( المعتصم ) فاتفقت حباب مع بعض القواد وبينهم (فرنسيل) قائد جيش الفرنج الذين أدخلهم المأمون إلى المغرب ، ووعدتهم بفيء مراكش ، إن استردها ابنها ، فزحفوا عليها ، وأعانوا ابنها على فتحها فدخلها ، وحاربه يحيى إلى سنة 633 فاستقر الرشيد إلى أن غرق في سنة 640 هـ وانقطع خبر حباب (1) .
(1) الاستقصا 1 :201 ، الأعلام 2 : 163 .
51 ) حبابة ( 000 _ 105 هـ = 000 _ 723 م )
حبابة : جارية يزيد بن عبد الملك .مغنية، من ألحن من رؤي في عصرها ، ومن أحسن الناس وجهاً وأكملهم عقلاً وأفضلهم أدباً . قرأت القرآن وروت الشعر وتعلمت العربية . وهي مولدة ، كانت لرجل من أهل المدينة يعرف بابن رمانة خرجها وأدبها ، فأخذت الغناء عن ابن سريج وابن محرز وطبقتهما ، فاشتراها يزيد بن عبد الملك بأربعة آلاف دينار ، فغلبت على عقله ، وشغل بها .ثم ماتت ، فحزن عليها ومات بعدها بأربعين يوماً (2) .
(2) أعلام النساء 1: 195 ، الأعلام 2: 163 .
53 )حبابة ( ... _ ... =... _ ... )
حبابة بنت الحارث بن ثعلبة من بني كهلان ، من قحطان : أم قبيلة ، جاهلية ، يقول عبد الله بن المدان في بنيها : وبنو حبابة ضاربون قبابهم _ البيت ) (1).
(1)نهاية الأرب للقلقشندي :189 ، الأعلام 2 : 163 .
54 ) حبوس الأرسلانية ( 1182 _1238 = 1768 _1822 م)
حبوس بنت بشير بن قاسم الأرسلاني (1) : أميرة ، سديدة الرأي، عالية الهمة ، كريمة النفس . ولدت في الشويفات (بلبنان)وتزوجت بأمير مقاطعة الشويفات عباس بن فخرالدين الأرسلاني . وكانت تجالس الرجال ، ويحترمون عقلها وفصاحتها . وتوفي زوجها سنة 1224 هـ ، وأولادها صغار ليس فيهم من يصلح للإمارة ، فقامت بها . وقال الشدياق مؤرخ لبنان : ( تولت على المقاطعة لذكائها وصغر أولادها ، فساست الرعية سياسة حسنة ، واشتهرت بالصفات الحسنى ، حتى كانت ملجأ وغوثاً للناس )واستمرت إلى أن عزل الأمير بشير الشهابي عن ولاية لبنان (سنة 1236 هـ _ 1820 م ) وكانت تابعة له ، ثم عاد إلى الولاية سنة 1238 هـ، فأقام أحد أبنائها أميراً على الشويفات ، وانتقلت هي إلى قرية (بشامون) من قرى ناحية الغرب فتوفيت بها ، وقيل اغتليت وهي أم الأمراء منصور وأحمد وحيدر وأمين الأرسلانيين (1 ). يضع صاحب الأعلام تعليقاً مفاده التالي : ما كادت تصدر الطبعة الأولى من هذا الكتاب ، وفيها ذكر الأميرة حبوس وأنها شهابية حتى تلقيت رسالتين : الأولى من الأمير عادل أرسلان ، من معقل الثورة على الفرنسيين _ بسورية تاريخها 7 رجب 1346 والثانية من شقيقه الأمير شكيب أرسلان ، من لوزان _ ب سويسرة _ تاريخها 21 أذار 1928 م ، ينفيان معاً نسبتها إلى أل شهاب ، ويبرهنان على أنها أرسلانية والقول ما ذهبا إليه ، أنها جدة والدهما لأمه .وفي الرسالتين فوائد للتاريخ : جاء في رسالة الأمير عادل : وحبوس هي التي غضبت على وكيل أمولها زيدان،جد جرجي زيدان الشهير ، فكانت سبب نزوحه إلى بيروت ، وكان نزوحه سبب ظهور المؤرخ الشهير وجاء في رسالة الأمير شكيب : وهي والدة الست خزما، ، وهذه جدتي أم والدي وأعمامي . وقد ذهبت زينب فواز في كتابها الدر المنثور _ وهو المصدر الذي أخذت عنه الترجمة _ إلى أنها شهابية جهلاً منها بحقيقتها ومن جملة خطأ زينب فواز في كتابها الدر المنثور قولها: إنه تزوجت بالأمير عباس المعني ، والحال أنه في زمان الست حبوس لم يكن بقي من بني معن أحد ، بل كانوا انقرضوا جميعاً. وسبب هذا الخطأ منها هو والله أعلم أن العادة بمصر أنهم يقولون لكل أمراء لبنان المراء الشهابيون ،وذلك لان الشهابيين في دور محمد علي كانت لهم الشهرة دون سواهم لتغلب الأمير بشير الشهابي مدة 54 سنة ، وقبله عدة أمراء منهم . ومنذ 38 سنة كنت بمصر فكان بعضهم يقدمني إلى بعض هكذا : الأمير شكيب أرسلان من الأمراء الشهابين ، وكنت أضحك وأقول لهم : هذا غير هذا . فأنتم نقلتم عن زينب فواز وهي امرأة فاضلة ، ولكنها معدودة مصرية لا تعرف أخبار بلادنا .
الرسالتان المذكورتان فيما سبق ، وأخبار الأعيان للشدياق 685 و686، والد ر المنثور لزينب فواز 162 وفيه وفاتها 1240 هـ..
55 ) حديلة (000_ 000 = 000 _ 000)
حديلة بنت مالك بن زيد مناة ، من الخزرج : أم جاهلية . كانت زوجة عمرو بن مالك النجاري الخزرجي . نسب إليها ابنها منه (( معاوية بن حديلة )) ومن نسل معاوية هذا ((أبي بن كعب ))الصحابي وأبناؤه يقال لهم : بنو حديلة (2).نهاية الأرب 192 ، جمهرة الأنساب 327 و328 ، الأعلام 2 : 170 .
56 ) حذام (000 _ 000 = 000 _ 000 )
حذام بنت الريان : جاهلية يمانية ، يضرب بها المثل في صدق الخبر . قالوا : إن ((عاطس بن خلاج )) زحف على أبيها في قبائل حمير وخثعم وجعفي وهمدان ،فلقيهم أبوها في أربعة عشر حياً من أحياء اليمن ، فاقتتلوا ، ثم تحاجزوا . وشعر الريان بضعف في جماعته ، فرحل بهم ليلاً. وأصبح عاطس فجد في طلبهم . فلما كان قريباً منهم ، رأت حذام أسراباً من القطا ، مقبلة عليهم ، فخرجت تقول :
ألا يا قومي ارتحلوا وسيروا فلو ترك القطا ليلاً لناما
وقام زوجها ( واسمه في إحدى الروايات : لجيم بن صعب ) ، فأنشد:
إذا قالت حذام فصدقوها فأن القول ما قالت حذام
فلجأ قومها إلى واد امتنعوا فيه من عاطس ، ونجوا. وضربت العرب بصدقها المثل . وقد تكون قصتها من مخترعات القصاص، شرحاً للمثل (2).أمثال الميداني 2: 35 ، تاج العروس : مادة ((حذم)) وفيه أنها حذام بنت العتيك بن أسلم.
57 ) أم حرام (000 _ 27 هـ = 000 _ 647م )
أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد النجارية الأنصارية : صحابية ، كانت تخرج مع الغزاة ، وتشهد الوقائع . وحضرت فتح قبرص فسقطت عن بغلتها فاندق عنقها فماتت ودفنت في الجزيرة ، قال الزبيدي :ولها مقام عظيم بظاهر الجزيرة ،ويقول صاحب الأعلام :اجتزت بها في البحر عند توجهي إلى بيت المقدس ، وأخبرت أن على مقامها أوقافاً هائلة وخدماً ، وينقلون لها كرامات . وقالت البلاد : قبرها معروف إلى الآن في جزيرة قبرص ، باسم قبر المرأة الصالحة (1) .
(1) الأصابة 8 :222 ، كشف النقاب ـ خ ـ وطبقات ابن سعد 8 : 318 والتاج4 :211 وجريدة البلاد ( بجدة )25 /1 / 1379 هـ ، الأعلام 2: 172 .
58 ) حرقة بنت النعمان (000 _ 000 = 000 _ 000 )
حرقة بنت النعمان بن المنذر بن امرئ القيس ، من بني لخم : شاعرة ، من بيت الملك في قومها بالحيرة . قال الآمدي : وهي القائلة :
وبينا نسوس الناس والأمر أمرنا إذا نحن فيهم سوقة ننتصف
فأف لدنيا لا يدوم نعيمها تقلب تارات بنا وتصرف (1)
المؤتلف والمختلف 103 ، التبريزي 3 : 109 ، خزانة البغدادي 3 : 181 _182 وفيه أخبار حرقة بنت النعمان، هذه ، قد تختلط بأخبار هند بنت النعمان ، وقال لعل حرقة يكون لقباً لهند أو هي أخت لها ؟ الأعلام 2 :173 .
59) حفصة الركونية ( 000 _ 586 هـ = 000 _ 1190 م )
حفصة بنت الحاج الركونية الأندلسية : شاعرة ، انفردت في عصرها بالتفوق بالأدب والظرف والحسن وسرعة الخاطر بالشعر . وهي من أهل غرناطة و وفاتها في مراكش ، نعتها ابن بشكوال بأستاذة وقتها . وكانت تعلم النساء في دار المنصور ولها معه أخبار (1).
(1) الإحاطة 1 : 316 _ 318 ، نفح الطيب 2: 1078 ، الدر المنثور 165 ، ولم أجد ما يركن إليه في نسبة (( الركونية )) ولعلها من (( أركون )) قال ياقوت في معجم البلدان 1 : 195 أركون بالفتح ثم السكون وضم الكاف ، حصن منيع بالأندلس من أعمال شنتمرية ، الأعلام 2 : 264 .
60 ) حفصة بنت حمدون ( 000 _ 000 = 000 _ 000 )
حفصة بنت حمدون الأندلسية : شاعرة أديبة عالمة ، من أهل وادي الحجارة Guadalajara بالأندلس ، ذكرها مؤرخو المغرب . وهي من أهل المئة الرابعة للهجرة (3 ) دائرة البستاني 7 : 117 والدر النثور 165 ، الأعلام 2 : 264.
61 ) حفصة بنت عمر : ( 18 ق هـ _ 45 هـ = 604 ـ 665 م )
حفصة بنت عمر بن الخطاب : صحابية جليلة صالحة ، من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولدت بمكة وتزوجها خنيس بن حذاقة السهمي ، فكانت عنده إلى أن ظهر الأسلام فأسلما . وهاجرت معه إلى المدينة فمات عنها ، فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيها ، فزوجه إياها ، سنة اثنتين أو ثلاث للهجرة . واستمرت بالمدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن توفيت بها . وروى لها البخاري ومسلم في الصحيحين 60 حديثاً (1) .
(1) الإصابة 4 : 273 ،طبقات ابن سعد 8 :56 وصفة الصفوة 2 : 19 ،حلية 2 : 50 وذيل المذيل 71 ،السمط الثمين 83 ، الأعلام 2 : 265 .
62 ) أم حكيم : ( 000 _ 14 هـ = 000 _ 635 م )
أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومية : صحابية باسلة . حضرت يوم أحد مع المشركين ، ثم أسلمت يوم فتح مكة . وكان زوجها (عكرمة بن أبي جهل ) قد فر إلى اليمن ، فتوجهت إليه بأذن من النبي صلى الله عليه وسلم فحضر معها وأسلم . وخرجت معه إلى غزو الروم فاستشهد. فتزوجها خالد بن سعيد ابن العاص ، قبيل وقعة (مرج الصفر) جنوبي دمشق . وأراد الدخول بها ، فقالت : لو تأخرت حتى يهزم الله هذه الجموع ؟ فقال : إن نفسي تحدثني أني أقتل قالت فدونك . فأعرس بها عند القنطرة فعرفت بها بعد ذلك ( قنطرة أم حكيم ثم أصبح فأولم ، فما فرغوا من الطعام حتى وافتهم الروم ووقع القتال . فاستشهد خالد . وشدت أم حكيم عليها ثيابها ، قال راوي الحديث : وتبدت ، وإن عليها أثر الخلوق . فاقتتلوا على النهر ، فقتلت بعمود الفسطاط الذي اعرس بها خالد فيه ، سبعة من الروم وقتلت (1) .الإصابة : كتاب النساء الرقم 1228 ، الأعلام 2 : 269 .
63 ) الواصلة ( 000 _ نحو 100 هـ = 000 _ 718 م )
أم حكيم بنت يحيى بن الحكم الأموية القرشية : أم ( عمر بن عبد العزيز ) وزوجة عبد العزيز بن مروان . كان مهرها أربعين ألف دينار . ولجرير وعدي ابن الرقاع ، الشاعرين ، شعر في زواجها . قيل :عرفت بالواصلة لأنها وصلت الشرف بالجمال(1) .ثمار القلوب: 239 ، الأعلام 2 : 269 .
64 ) حليمة بنت الحارث ( 000 _ 000 = 000 _ 000 )
حليمة بنت الحارث الأكبر ابن أبي شمر الغساني ملك عرب الشام : من بنات الملوك في الجاهلية . وهي المنسوب إليها (يوم حليمة ) من أيام العرب ، و(مرج حليمة ) ببادية الشام وكانت فيه الواقعة ، و إنما نسبا إليها لتحريضها رجال أبيها على القتال في ذلك اليوم ، بالمرج ، أو لأنها أخرجت لهم مركناً فيه طيب فطيبتهم منه ، وفيها المثل السائر (ما يوم حليمة بسر) ومن أمثالهم (أعز من حليمة) يعنونها . قال النابغة يصف أسيافاً :
تورثن من أزمان يوم حليمة إلى اليوم قد جربن كل التجارب(3).
أمثال الميداني والعسكري . خزانة البغدادي 2 : 11 ، القاموس والتاج واللسان: مادة (حلم) ويرى نولدكه _ في كتابه أمراء غسان _ أن (حليمة) أسم مكان لا أسم امرأة ، وليس بصواب، الأعلام 2 : 270 .
65 ) حليمة السعدية (000 _ بعد 8 هـ = 000 _ بعد 630 م )
حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر السعدي البكري الهوزاني : من أمهات النبي صلى الله عليه وسلم في الرضاع . كانت زوجة الحارث بن عبد العزى السعدية من بادية الحديبية وكان المرضعات يقدمن إلى مكة من البادية لإرضاع الأطفال ويفضلن من يكون أبوه حيا إلا أن محمداً كان يتيماً مات أبوه عبد الله ، فتسلمته حليمة من أمه ( آمنة ) ونشأ في بادية بني سعد في الحديبية وأطرافها ، ثم في المدينة ، وعادت به إلى أمه . وماتت آمنة وعمره ست سنين فكفله جده عبد المطلب . وقدمت حليمة على مكة بعد أن تزوج رسول الله بخديجة . وشكت إليه الجدب ، فكلم خديجة بشأنها فأعطتها أربعين شاه ، وقدمت مع زوجها بعد النبوة فأسلما . وجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين ، وهو على الجعرانة ، فقام إليها وبسط ردائه فجلست عليه ، ولها رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنها عبد الله بن جعفر (1) .
(1) ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى 259،وفيه أن لها أخباراً ذكرها مصنفه ( أحمد بن عبد الله ، المحب الطبري) في ( خلاصة سيد البشر )، انظر الإصابة 4 : 274، تاريخ أبي الفداء 1 : 112 ، الاستيعاب ، الأعلام 2 : 271 .
66 ) حمدة بنت زياد ( 000 _ نحو 600 هـ = 000 _ نحو 1204 م )
حمدة بنت زياد بن تقي الدين العوفي : شاعرة كاتبة أندلسية ، من سكان وادي آش ( guadix _ قرب غرناطة ) قال صاحب الإحاطة : إن حمدة و أختاً لها أسمها زينب كانتا شاعرتين أدبيتين من أهل الجمال والمال والمعارف والصون إلا أن حب الأدب كان يحملهما على مخالطة أهله مع صيانة مشهورة ونزاهة موثوق بها . ووصفها صاحب الفوات بأنها من المتأدبات المتصوفات المتغزلات المتعففات . ولم يذكرا وفاتها . شعرها رقيق قيل : منه الأبيات التي اولها :( وقانا لفحة الرمضاء واد) (1 ).
(1) الإحاطة 1 : 315 ، الفوات 1: 147 ، الدر المنثور : 170 ، التكملة :746 وهي فيه ( حمدة بنت زياد بن عبد الله بن باقي ) ، الأعلام 2 : 274.
67 ) حميدة ( 000 _ نحو 1087 هـ = 000 _ نحو 1676 م )
حميدة بنت محمد شريف بن شمس الدين محمد الرويدشتي الأصفهاني : فاضلة ، لها حواش وتدقيقات على بعض كتب الحديث . من أهل (رويدشت ) من نواحي أصفهان . قال صاحب رياض العلماء : رأيت نسخة من كتاب ( الاستبصار ) للشيخ الطوسي ، عليها ( حواشي حميدة ) وأظنها بخطها ، حسنة الفوائد . وكان لها معرفة بتراجم رجال الحديث بتراجم رجال الحديث (1) .أعيان الشيعة 28 : 204 ، الذريعة 2: 15 _ 6 : 18 ، الأعلام 2 : 284
68 ) حميدة بنت النعمان ( 000 _ 85 هـ = 000 _ 704 م )
حميدة بنت النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي : شاعرة دمشقية أصلها من المدينة . كان أبوها والياً على حمص . تزوجت المهاجر بن عبد الله بن خالد _ بدمشق _ لما قدم على عبد الملك بن مروان ، وطلقها ، فهجته . وتزجت الحارث بن خلدة المخزومي ثم روح بن زنباع ، ولها معهما مساجلات شعرية . وتزوجت بعدهما فيض بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي ، فأحبته ، وولدت له ابنة تزوجها الحجاج بن يوسف . وتوفيت حميدة بالشام في أواخر ولاية عبد الملك بن مروان (1) .الدر المنثور 171،أعلام النساء 1 : 253 ،سمط اللآلي 179 _ 180 ، انظر جمهرة الأنساب 345 ، الأعلام2: 284 .
69 ) خالدة بنت هاشم (000 _ 000 = 000 _ 000 )
خالدة بنت هاشم بن عبد مناف ، من قريش : شاعرة من الحكيمات في الجاهلية . كانت تسمى ( قبة الديباج ) لها رثاء في أبيها ، وأبيات في شأن أخر (1) .نسب قريش 16 ، جمهرة الأنساب 12 ، أعلام النساء 1 : 267 ، وذكرها الآلوسي في بلوغ الأرب 2 : 53 ، الأعلام 2 : 301 .
70 )أم المؤمنين ( 68 _ 3 ق هـ = 556 _ 620 م )
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى رضي الله عنه ، من قريش : زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأولى ، وكانت أسن منه بخمسة عشر سنة . ولدت بمكة، ونشأت في بيت شرف ويسار ، ومات أبوها يوم الفِجار ، وتزوجت بأبي هالة بن زرارة التميمي فمات عنها ، وكانت ذات مال كثير وتجارة تبعث بها إلى الشام ، تستأجر الرجال وتدفع المال مضاربة . فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخامسة والعشرين وخرج في تجارة لها إلى سوق بصرى( بحوران) وعاد رابحاً ، فدست له من عرض عليه الزواج بها ، فأجاب ، فأرسلت إلى عمها ( عمرو بن أسعد بن عبد العزى) فحضر وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قبل النبوة ) فولدت له القاسم ( وكان يكنى به ) وعبد الله ( وهو الطاهر والطيب ) وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة . وكان بين كل ولدين سنة . وكانت تسترضع لهم وتهيئ ذلك قبل أن تلد . ولما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم دعاها إلى الإسلام ، فكانت أول من أسلم من الرجال والنساء . ومكثا يصليان سراً إلى أن ظهرت الدعوة . كانت تكنى بأم هند ( وهند من زوجها الأول) وأولاد النبي صلى الله عليه وسلم كلهم منها ، غير إبراهيم ابن مارية . ولعبد الحميد الزهراوي كتاب في أخبارها سماه (خديجة أم المؤمنين _ ط ) ومثله لبثينة توفيق كانت وفاة خديجة رضي الله عنها بمكة .طبقات ابن سعد 8 : 7 _ 11 ، الإصابة ( قسم النساء ) ، الترجمة 333 ، المحبر 11 و77 و452 ،صفة الصفوة 2 :2 ، سير النبلاء _ خ المجلد الثاني ، وفيه أنها رضي الله عنها تزوجت بعد أبي هالة بعتيق بن عائد المخزومي . تاريخ الخميس 1 : 301 ، ذيل المذيل :65 ، السمط الثمين :17 ، الدر المنثور180 ، الأعلام 2 : 302 .
71 ) الشاهجانية ( 376 _ 460 هـ = 986 _ 1067 م )
خديجة بنت محمد بن علي بن عبد الله ، المعروفة بالشاهجانية : واعظة ، عارفة بالحديث ، من أهل بغداد . كانت تسكن قطيعة الربيع . قال الخطيب البغدادي : كتبنا عنها وكانت صالحة صادقة (1) . تاريخ بغداد 14 : 446 ، الأعلام 2 : 303 .
72 ) الخرنق ( 000 _ 50 ق هـ = 000 _ 574 م )
الخرنق بنت بدر بن هفان بن مالك ، من بني ضبيعة ، البكرية العدنانية : شاعرة ، من الشهيرات في الجاهلية . وهي أخت طرفة بن العبد لأمه. وفي المؤرخين من يسميها ( الخرنق بنت هفان بن مالك )، بإسقاط بدر . تزوجها بشر بن عمرو بن مَرْثَد (سيد بني أسد ) وقتله بني أسد يوم قلاب ( من أيام الجاهلية ) فكان أكثرشعرها في رثائه ورثاء من قتل معه ، من قومها، ورثاء أخيها طرفة ، لها( ديوان شعر _ط) صغير .خزانة البغدادي 2: 306 _307 ، سمط اللآلي : 780 وفيه إشارة إلى الخلاف في نسبها، أعلام النساء 1: 294 وفيه بعض أخبارها ، شعراء النصرانية 1: 321 ، الأعلام 2 : 303 .
73 ) خناثة (000 _ 1155 = 000 _ 1742 م)
خناثة بنت بكار بن علي بن عبد الله المغافري : أميرة ، لها علم بالفقه والأدب . كانت قرينة المولى إسماعيل بن محمد العلوي السلجماسي. تزوج بها في أحدى رحلاته إلى الصحراء حوالي سنة 1089 هـ ، وفازت بثقته فكان يعتمد على رأيها ومشورتها وهي أم ولده المولى عبد الله بن إ سماعيل . وبعد وفاة زوجها ( 1139 ) كانت لها مواقف في نصرة ابنها عبد الله وولايته بعد أبيه ، ظهرت فيها على مسرح السياسة وشاركت في الكفاح . وآذاها أحد أبناء زوجها ، المولى أبو الحسن بن إسماعيل ، فاستصفى أموالها وعذبها ، وضايقها أيضاً المستضيء بن إسماعيل ، في مالها . وعالجت عدوانهما بصبر وحكمة إلى أن تمت البيعة لولدها عبد الله . وحجت سنة 1142 هـ فعمت الناس بعطاياها . قيل : أنفقت في حجها مئة ألف دينار . وتوفيت بفاس الجديد (1) .
(1) من بحث للأستاذة آمنة اللوة الإلغية في مجلة المغرب العدد 6 ، انظر الاستقصا الطبعة الثانية 7 : 58 وسماها(خناثى) و138 ، 152 ، 154، 158 ، إتحاف أعلام الناس 3 : 338 ، الأعلام 2 : 324 .
74 ) أم الدرداء ( 000 _ نحو 30 هـ = 000 _ نحو 650 م )
خيرة بنت أبي حدود وأسمه سلامة بن عمير بن أبي سلمة الأسلمي : صحابية ، تعرف بأم الدرداء الكبرى( تمييزاً لها عن أم الدرداء الصغرى ، واسمها هجمية بنت حيي ) من فضليات الناس وذوات الرأي فيهن . حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن زوجها . وروى عنها جماعة من التابعين ، منهم ميمون بن مهران بن صفوان بن عبد الله وزيد بن أسلم . كانت إقامتها بالمدينة ، وتوفيت قبل زوجها أبي الدرداء ( عويمر بن مالك ) وكانت وفاتها بالشام في خلافة عثمان(1) .الإصابة8 : 73 _ 74 وفيه : كان لأبي الدرداء امرأتان ،كلتاهما يقال لها : أم الدرداء ، وقال أبو مسهر :هما واحدة وهم في ذلك ، التاج 2 : 333 و346 ، الأعلام 2 : 328.
75 ) الخيزران ( 000 _ 173 هـ = 000 _ 789 م )
الخيزران ، زوجة المهدي العباسي ، وأم ابنيه الهادي وهارون الرشيد : ملكة حازمة متفقهة . يمانية الأصل . أخذت الفقه عن الإمام الأوزاعي . وكانت من جواري المهدي ، وأعتقها وتزوجها . ولما مات ، وولي ابنها (الهادي) انفردت بكبار الأمور ، وأخذت المواكب تغدو وتروح إلى بابها. وحاول الهادي منعها من ذلك حتى قال لها : إذا وقف ببابك أمير ضربت عنقه ! وسعى في عزل أخيه ( الرشيد ) من ولاية العهد ، وقيل : إنها علمت عزمه على قتل الرشيد . فأرسلت إليه بعض جواريها ، وهو مريض ، فجلسن على وجهه حتى مات خنقاً. وولي بعده الرشيد (هارون) فحجت وأنفقت أموالاً كثيرة في الصدقات وأبواب البر. وتوفيت ببغداد، فمشى الرشيد في جنازتها وعليه طيلسان أزرق وقد شد وسطه بحزام ، وأخذ بقائمة التابوت ، حافياً يخب بالطين ، حتى أتى مقابر قريش فغسل رجليه وصلى عليها ودخل قبرها وتصدق عنها بمال عظيم(1) .الطبري 10 : 52 ، تاريخ بغداد 14 : 430 وفيه كانت ( جرشية ) وجرش من مخاليف اليمن ، نزهة الجليس 2 : 72 وفيه كانت أديبة وشاعرة ، النجوم الزاهرة 2 :72 ، البداية والنهاية 10 : 163 ، الدر المنثور 188 وهي فيه الخيزران بنت عطاء ، الأعلام2: 328 .
76 ) الدار شمسي ( 000 _ 695 هـ = 000 _ 1296 )
الدارالشمسي ابنة السلطان الملك المنصور عمر بن علي بن رسول : أميرة يمانية، من بيت ملك وعلم . امتازت بالعقل والحزم ، وهي أخت الملك المظفر( يوسف بن عمر) وكان يرجع إلى سياستها وتدبريها في كثير من شؤونه . من مآثرها ( المدرسة الشمسية ) بذي عدينة من مدينة تعز ، و(المدرسة الشمسية ) أيضاً ، في زبيد . توفيت في تعز (1) .السلوك للجندي 2 : 232، العقود 1 : 293 ، الأعلام 2 : 329
77 ) دختنوس ( 000 _ نحو 30 ق هـ =000 _ نحو 594 م )
دخنتوس بنت لقيط بن زرارة الدرامية ، من تميم : شاعرة جاهلية . سميت باسم بنت كسرى (دختر نوش ) أي بنت الهنيء . كانت زوجة عمرو بن عمرو بن عدس ، وحضرت يوم مولد ( شعب جبلة ) قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بتسع عشرة أو سبع عشرة سنة . وقالت فيه شعراً منها أبيات رواها لها القالي ، تعير فيه النعمان بن قهوس التيمي _ من تميم الرباب _ بفراره ، وكان حامل لواء قومه في ذلك اليوم وأورد لها النويري أبياتاً قال إنها في رثاء ( أخيها ؟) لقيط (1) .المحبر 436 ، سمط اللآلي 835 ، الأغاني طبعة الدار 11 : 144 ، الدر المنثور 190 ، النويري 15 : 353 ، التاج 4 : 147 ، الأعلام 2: 337 .
78 ) درة الهاشمية ( 000 _ نحو 20 هـ = 000 _ نحو 640 م )
درة بنت أبي لهب عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم : شاعرة ، لها أبيات في يوم الفجار . وهي ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف ، في الجاهلية ، وقتل يوم بدر ، وهو مشرك فتزوجها دحية بن خليفة الكلبي . أسلمت بمكة ، وهاجرت إلى المدينة ، ولها رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم : شكت إليه أن بعض النسوة يعيرنها بأبيها ( تبت يدا أبي لهب وتب ) فقام خطيباً، فقال : ما بال أقوام يؤذونني في نسبي وذوي رحمي _ الحديث _ وروت عنه صلى الله عليه وسلم قوله : لا يؤذى حي بميت (1) .طبقات ابن سعد 8 : 34، المحبر 65 و 450 ، الإصابة 8 :76 ، أعلام النساء 1 : 350 ، وعبارة الزبيدي في التاج 3 : 204 تخلف ما في طبقات ابن سعد والمحبر ، فهو يسمي زوجها ( الحارث بن نوفل ) الصحابي المعروف ، ويقول : لها في المسند منرواية زوجها عنها ؟ ، الأعلام 2 : 338 .
79 ) الدعجاء ( 000 _ 000 = 000 _ 000 )
الدعجاء بنت وهب بن سلمة ، الباهلية ، من قيس عيلان : شاعرة بليغة من أهل العصر الجاهلي . اشتهر من شعرها رثاؤها لأخيها المنتشر ، وكان يغير على بني الحارث بن كعب ، يقتل ويأسر ، فرصدوه حتى أخذوه ، وقطعوه إرباً إرباً ، بثار من قتل منهم (1) .خزانة الأدب للبغدادي 1 : 130 ، سمط اللآلي 75 و76 ، الأعلام 2 : 340 .
80 ) دنانير ( 000 _ نحو 205 هـ = 000 _ نحو 820 م)
دنانير، جارية الشاعر ابن كناسة ، من أهل الكوفة : شاعرة أديبة فصيحة . ولدت بالكوفة ورباها ابن كناسة( المتوفى سنة 207 هـ ) واستبعد ابن الجوزي أنها كانت تغني ، معللاً ذلك بأن ابن كناسة كان زاهداً نبيلاً ، وليس مثله من يعلم جارية له الغناء . ولكنه أورد بعد ذلك أخباراً لها في الغناء وأبياتاً من شعرها في صديق لابن كناسة يدعى ( أبا الشعثاء ) عرض لها بأنه يهواها ، فقالت :
لأبي الشعثاء حب ظاهر
ليس فيه مطعن للمتهم
يا فؤادي فازدجر ،عنه ويا
عبث الحب به فاقعد وقم
راقني منه كلام ُ فاتن
و وسيلات المحبين الكلم
قانص تأمنه غزلانه
مثل ما تأمن غزلان الحرم
وقال أبو الفرج : كان أهل الأدب وذوو المروءة يقصدونها للمذاكرة والمساجلة في الشعر ماتت في حياة ابن كناسة ورثاها ببيتين رقيقين . وهي غير دنانير الآتية ترجمتها (1) .مختار الأغاني 10 : 187 ، الجواري لابن الجوزي _ خ ، الأعلام 2 : 341 .
81 ) دنانير ( 000 _ 210 هـ = 000 _ 825 م )
دنانير: مغنية ، نسب إليها ( كتاب) في الأغاني . كانت مولاة لرجل من أهل المدينة ، خرجها وأدبها . واشتراه يحيى بن خالد البرمكي ، فنبغت في بيته . وممن أعجب بها الرشيد . فلما نكب البرامكة امتنعت عن الغناء لغيرهم ، فأملاها الرشيد بالغناء بين يديه ، فعصته ، فأمر بصفعها ، ثم رق لها فأطلقها ، وخطبت للزواج فأبت ، ولزمت حالها إلى أن توفيت (1) .أعلام النساء 1: 358 ، الدر المنثور :192 ، الأعلام 2 : 341 .
82 ) الشريفة دهماء ( 000 _ 837 هـ = 000 _ 1434 م )
دهماء بنت يحيى بن المرتضى ، أخت الأمام المهدي أحمد بن يحيى : شريفة عالمة نابغة . من أهل ثلا في اليمن . أخذت العلم عن أخيها ، وصنفت كتباً جليلة، منها (شرح الأزهار ) في فقه الزيدية ، أربع مجلدات ، و ( شرح منظومة الكوفي ) في الفقه والفرائض، و ( شرح مختصر المنتهى ) ودرست الطلبة ، وتزوجت بالسيد محمد بن أبي الفضائل ، وتوفيت في ثلا (1) .البدر الطالع : 248 ، الأعلام 3 : 5 .
83 ) رابعة العدوية (000 _ 135 هـ = 000 _ 752 م )
رابعة بنت إسماعيل العدوية ، أم الخير ، مولاة آل عتيك ، البصرية : صالحة مشهورة من أهل البصرة ، ومولدها بها ، لها اخبار في العبادة و النسك ، ولها شعر : من كلامها ( اكتموا حسناتكم كما تكتمون سيئاتكم ) توفيت بالقدس ، قال ابن خلكان : ( وقبرها يزار ، وهو بظاهر القدس من شرقيه ، على رأس جبل يسمى الطور ) وقال :( وفاتها سنة 135 كما في شذور العقود لابن الجوزي ، وقال غيره سنة 185 ) (2) .وفيات العيان 1 : 182 ن الشريشي 2 :231 ، الدر المنثور : 202 ، وفي مجلة لغة العرب أن للسيدة مرغريت سميث الأنجليزية كتاباً عن( رابعة العدوية)رجحت فيه وفاتها سنة 185 هـ ، وقالت : أنها عاشت وتوفيت ودفنت بالبصرة ، الأعلام 3 : 10.
84 ) الرباب ( 000 _ 62 هـ = 000 _ 681 م )
الرباب بنت امرئ القيس بن عدي : زوجة الحسين السبط الشهيد . كانت معه في وقعة كربلاء ، ولما قتل جيء بها مع السبايا إلى الشام . ثم عادت إلى المدينة فخطبها بعض الأشراف من قريش ، فأبت ، وبقيت بعد الحسين سنة لم يظلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمداً ، وكانت شاعرة ولها رثاء في الحسين (2) .المحبر 396 ، الكامل لابن الأثير : آخر مقتل الحسين ، أعلام النساء 1 : 378 ، الأعلام 3 : 13 .
85 ) ردينة ( 000 _ 000 = 000 _ 000 )
ردينة ، غير منسوبة : امرأة من الجاهلية ، كانت تسوي الرماح بخط هجر، تنسب إليها الرماح ( الردينية ) (2) .التاج 9 : 214 ، وفي اللباب 1 : 464 ( كانت تعمل الرماح الجيدة فنسب إليها الرمح الرديني ) ، الأعلام 3 : 19 .
86 ) رقاش بنت ضبيعة ( 000_ 000 = 000 _ 000 )
رقاش بنت ضبيعة بن قيس بن ثعلبة : أم جاهلية ، ينسب إليها بنو (رقاش) وهم بنوها من زوجها ( شيبان بن ذهل ) من بني بكر بن وائل من العدنانية (1) .نهاية الأرب : 220 واللباب 1 : 473 ، الأعلام 3 : 31 .
87 ) رقاش بنت همدان ( 000 _ 000 = 000 _ 000 )
رقاش بنت همدان بن مالك بن يزيد ، من كهلان : أم جاهلية يمانية ، ينسب إليها بنوها من زوجها عدي بن الحارث بن مرة ابن أدد ، و هم : من لخم ، وجذام ، وعاملة (1).الإكليل 10 : 11 ، وفي القاموس ، بنو رقاش ، في بكر ابن وائل ، وفي كلب ، وفي كندة ، منسوبون إلى أمهاتهم .
88 ) رقية ( 000 _ 2 هـ = 000 _ 624 م )
رقية بنت محمد النبي العربي القرشي صلوات الله عليه وسلم ، وأمها خديجة أم المؤمنين . ونشأت في الجاهلية وتزوجت عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب . ولما ظهر الأسلام ونزلت آية ( تبت يدا أبي لهب ) غضب أبو لهب فأمر ابنه بمفارقتها ، ففارقها . وأسلمت حين أسلمت أمها خديجة ، وتزوجها في الإسلام عثمان بن عفان ، وهاجرت معه إلى أرض الحبشة الهجرتين الأولى والثانية ثم استقرت بالمدينة وتوفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر (1) .ذيل المذيل 65 ، الإصابة 8 : 83 وتاريخ الخميس 1 : 274 وطبقات ابن سعد 8 : 24 ، الأعلام 3 :31 .
86 ) القشيرية ( 000 _ 741 هـ = 000 _ 1341 م )
رقية بنت محمد بن علي بن وهب ، القشيرية : عامة بالحديث . مصرية ، ولدت ونشأت بقوص ، واستوطنت بالقاهرة وتوفيت بها . سمع عليها بعض العلماء وأجازت لهم، عاشت نحو 80 عاماً (1) .الطالع السعيد :128 ، الأعلام 3 : 31 .
87 ) أم حبيبة ( 25 ق هـ _ 44 هـ = 596 م _ 664 م )
رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية : صحابية ، من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وهي أخت معاوية . كانت من فصيحات قريش ، ومن ذوات الرأي والحصافة . تزوجها أولاً عبيد الله بن جحش وهاجرت معه إلى أرض الحبشة ( في الهجرة الثانية ) ثم ارتد عبيد الله عن الإسلام ، فأعرضت عنه إلى أن مات ، فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبها وعهد النجاشي (ملك الحبشة ) بعقد نكاحه عليها ، ووكلت هي خالد بن سعيد بن العاص فأصدقها النجاشي من عنده أربع مئة دينار، وذلك سنة 7 هـ ، ولها من العمر بضع وثلاثون سنة . وكان أبوها لايزال على دين الجاهلية ، فلما بلغه ما صنع النبي صلى الله عليه وسلم عجب له وقال : ذلك الفحل لا يقرع انفه توفيت بالمدينة ، ولها في كتب الحديث 65 حديثاً (1) .طبقات ابن سعد 8 : 68 ، ذيل المذيل :72 ، والجمع بين رجال الصحيحين : 605 ، صفة الصفوة 2 :22 ، الإصابة 8 : 84 ، الأعلام 3 : 33 .
88 ) الرميصاء ( 000 _ نحو 30 هـ = 000 _نحو 650 م )
الرميصاء ( أو الغميصاء ) بنت ملحان ابن خالد بن زيد بن حرام ، من بني النجار ، وتعرف بأم سليم : صحابية، قال ابو نعيم في وصفها : ( الطاعنة بالخناجر في الوقائع والحروب ) وهي أم أنس بن مالك ، وقتل زوجها مالك بعد ظهور الإسلام ، فأسلمت ، وخطبها أبو طلحة ( زيد بن سهل ) وكان على الشرك يعبد وثناً من خشب ، فجعلت مهرها إسلامه ، وأقنعته فأسلم ، وكانت معه في غزوة حنين فشوهدت مع عائشة ، مشمرتين تنقلان القرب وتفرغانها في أفواه المسلمين ، والحرب دائرة ، وترجعان فتملآنها. وشوهدت قبل ذلك ، يوم ( أحد ) تسقي العطشى ، وتداوي الجرحى ( كما يقول ابن سعد) و معها خنجر ، وأخبارها كثيرة (1) .حلية الأولياء لأبي نعيم 2 :57 ، وفي القاموس : ( الرميصاء بنت ملحان ) صحابية ، وزاد الزبيدي في التاج 4 :399 ( كبيرة القدر ) ويقال فيها أيضا ً الغميصاء ، وفي صفة الصفوة 2 : 35 ( الغميصاء ) وقيل الرميصاء ، أو أسمها سهلة أو رميثة أو رميلة أو أنيفة،ومثله في طبقات ابن سعد 8 : 310 _ 318 ، وردت ترجمتها في الإصابة في ثلاث مواضع : الرميصاء 8 : 87 والغميصاء 8 : 153 و أم سليم 8 : 243 ، الأعلام 3 :33 .
89 ) روز حداد ( 1299 _ 1374 هـ = 1882 _ 1955 م )
روز ( rose ) بنت أنطون بن الياس انطون ، زوجة نقولا الحداد : صاحبة مجلة(السيدات والبنات ) ولدت في طرابلس الشام ، وتعلمت بمدرسة البنات الأمريكية فيها . وسافرت إلى أخيها ( فرح أنطون ) بالإسكندرية ، فكتبت مقالات في مجلته (الجامعة ) فأنشأ لها مجلة ( السيدات والبنات ) شهرية ، وكان يكتب أكثر فصولها ، ثم تزوجت نقولا الحداد ، وجعلا اسم المجلة (السيدات والرجال ) وأصدراها معاً في القاهرة نحو ربع قرن , وتوفيت بعد زوجها بنحو عام ، بالقاهرة(1) مجلة الحرية ، ببغداد : كانون الثاني 1926 ، تاريخ الصحافة العربية 4 : 328 ، الأعلام 3 : 35 .
90 ) روز شحفة ( 1307 _ 1374 هـ = 1890 _ 1955 م )
روز(rose ) بنت عطا الله شحفة : فاضلة لبنانية ، لها نشاط في خدمة الحركة النسائية ، ولدت في الشويفات ، وتعلمت في مدارس الإنجليز والأمريكان . وتزوجت بدمشق فأقامت فيها 16 عاماً وعادت إلى بيروت بعد وفاة زوجها ، فتوفيت بها . وكانت أمينة سر ( جامعة السيدات ) وألقت خطباً ومحاضرات ، وألفت ( وحي الأمومة – ط ) (1) . مصادر الدراسة 2 : 470 عن الجريدة 8 / 9 / 1955 ، الأعلام 3 : 35 .
91 ) أم رومان ( 000 _ 6 هـ = 000 _ 628 م )
أم رومان بنت عامر بن عويمر , من كنانة : الصحابية ، زوجة أبو بكر الصديق وأم عائشة . توفيت في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم فنزل في قبرها واستغفر لها ، وقال : اللهم لم يخف عليك فيما لقيت أم رومان فيك وفي رسولك ! ( 2) .طبقات ابن سعد 8 :202 والإصابة 8 : 232 ، الأعلام 3 : 36 .
92 ) ريحانة بنت زيد ( 000 _ 10 هـ = 000 _ 632 م )
ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة من بني النضير : إحدى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كانت يهودية وسبيت ، وأسلمت سنة 6 هـ ، فأعتقها النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها . وكان معجباً بأدبها وبيانها ، لا تسأله حاجة إلا قضاها, ولم تزل عنده حتى ماتت ، وهو عائد من حجة الوداع ، فدفنها في البقيع (1).طبقات ابن سعد 8 : 92 ، إمتاع الأسماع للمقريزي 1 : 249 ، وهي في الإصابة 8 : 87 (ريحانة بنت شمعون بن زيد) ، الأعلام 3 : 38 .
93 ) الزباء ( 000 _ 358 ق هـ = 000 _ 258 م )
الزباء بنت عمرو بن الظرب بن حسان ابن أذينة بن السميدع : الملكة المشهورة في العصر الجاهلي ، صاحبة تدمر وملكة الشام والجزيرة ، يسميها الإفرنج (zenobie ) وأمها يونانية من ذرية كليوبطرة ملكة مصر . كانت غزيرة المعارف ، بديعة الجمال ، مولعة بالصيد والقنص ، تحسن أكثر اللغات الشائعة في عصرها ، وكتبت تاريخاً للشرق . وليت تدمر ( وكانت تابعة للرومان ) بعد وفاة زوجها ( والعرب تقول بعد مقتل أبيها ) سنة 267 م ، ولم تلبث أن طردت الرومان وحاربتهم ، فهزمت هرقليوس القائد العام لجيش الأمبراطور غاليانوس ، واستقلت بالملك ، فامتد حكمها من الفرات إلى بحر الروم ومن صحراء العرب إلى آسية الصغرى ، أما خاتمة أمرها فمؤرخو العرب متفقون على قصة : أن الزباء قتلت جذيمة الوضاح ملك العراق فاحتال ابن أخت له أسمه عمرو بن عدي حتى دخل قصرها وهم بقتلها فامتصت سماً قاتلاً وقالت ( بيدي لابيد عمرو ) ومؤرخو الإفرنج يقولون : إنه بعد أن قهرت الأمبراطور غاليانوس قاتلها الأمبراطور أورليانوس ، فانتصر في أنطاكية ، وحاصر تدمر ، فجاع أهلها واضطروا إلى التسليم سنة 282 م ، فأرادت النجاة بنفسها فقبض عليها وحملت أسيرة إلى رومية سنة 284 م فأسكنت في تيبور ( تيفولي ) وبلغها أن تدمر قد دمرت بعدها فاشتدت آلامها وماتت غماً ، وفي الكتّاب من يقول : هما اثنتان ، الأولى اسمها نائلة ولقبها الزباء ، وهي التي قتل جذيمة الأبرش أباها ، وقتلت نفسها بالسم ، والثانية زينب المسماة عند الرومان ( زينوبيا) وهي التي تولت الحكم بعد مقتل زوجها (أذينة) وماتت في سجن أورليان الروماني (1) .الأعلام 3: 41 .
94 ) زبيدة بنت جعفر (000 _ 216 هـ = 000 _ 831 م )
زبيدة بنت جعفر بن المنصور الهاشمية العباسية ، أم جعفر : زوجة هارون الرشيد ، وبنت عمه ، من فضليات النساء وشهيراتهن ، وهي أم الأمين العباسي .اسمها ( أمة العزيز) وغلب عليها لقبها ( زبيدة ) قيل : كان جدها (المنصور ) يرقصها في طفولتها ويقول : يا زييدة أن زبيدة ! فغلب ذلك على اسمها ، وإليها تنسب (عين زبيدة )في مكة : جلبت إليها الماء من أقصى وادي نعمان ، شرقي مكة ، وأقامت له الأقنية حتى أبلغته مكة . تزوج بها الرشيد سنة 165 هـ . ولما مات ، وقتل ابنها الأمين ، اضطهدها رجال المأمون فكتبت إليه تشكو حالها ، فعطف عليها ، وجعل لها قصراً في دار الخلافة ، وأقام لها الوصائف والخدم ، وكانت لها ثروة واسعة ، قال الحريري في إحدى مقاماته ( ولو حبتك شيرين بجمالها وزبيدة بمالها ألخ ) . وخلفت آثاراً نافعة غير العين ، قال ابن تغري البردي في وصفها : ( أعظم نساء عصرها ديناً وأصلاً وجمالاً وصيانةً ومعروفاً) وقال ابن جبير في كلامه على طريق الحج : ( وهذه المصانع والبرك والآبار والمنازل التي من بغداد إلى مكة هي آثار زبيدة بنت جعفر ، انتدبت لذلك مدة حياتها، فأبقت في هذا الطريق مرافق ومنافع تعم وفد الله تعالى كل سنة من لدن وفاتها إلى الآن ولولا آثارها الكريمة في ذلك لما سلكت هذه الطريق ) توفيت بغداد (1). وفيات الأعيان 1 : 189 ، تاريخ بغداد 14 : 433 ، الشريشي 2 :225 ، النجوم الزاهرة 2 : 213 ، الدر المنثور :215 ، الديارات :101 ، رحلة ابن جبير :208 طبعة ليدن ، وفي أعلام النساء 1 : 430 بعض أخبارها ، الأعلام 3 : 42 .
95 ) زرقاء اليمامة ( 000 _ 000 = 000 _ 000 )
الزرقاء ، من بني جديس ، من أهل اليمامة : مضرب المثل حدة النظر وجودة البصر . يقال لها ( زرقاء اليمامة ) و( زرقاء جوّ) لزرقة عينيها ، وجو اسم لليمامة . قال المتنبي :((وأبصر من زرقاء جوّ لأنني متى نظرت عيناي ساواهما علمي )). قالوا : إنها كانت تبصر الشيء من مسيرة ثلاث أيام . وذكروا من اخبارها أن حسان ابن تبع الحميري لما أقبلت جموعه تريد الغزو ( جديس ) رأتهم الزرقاء وأنذرت جديساً ، فلم يصدقوها ، فاجتاحتهم حسان (1) .
ثمار القلوب : 240 ،الشريشي 2 : 406 ، خزانة البغدادي 4 : 299 _ 303 وفيه أنها إحدى الزرق الثلاث :هي ، والزباء ، البسوس ، وفي رفع الحجب المستورة 2 : 85 تسمية زرقاء اخرى ، من بني طسم هي ( يمامة بنت مرة الطسمية ) وشيء من أخبارها وشعرها ، الأعلام 3 : 44 .
96 ) الزرقاء بنت عدي ( 000 _ نحو 60 هـ = 000 _ نحو 680 م )
الزرقاء بنت عدي بن غالب بن قيس الهمدانية : خطيبة ، من ذوات الشجاعة . من أهل الكوفة . شهدت مع قومها واقعة (( صفين)) وخطبت فيها مرات تحرض الناس على قتال معاوية . ولما تم الأمر لمعاوية استدعاها ، فأحضرت إليه ، وحاورته طويلاً ، ثم عادت ، وقد أعجب بفصاحتها فبعث إليها بمال (1) .عصر المأمون 2 : 17 ، أعلام النساء 1 : 444 وانظر نظاذم الحكم 1 : 60، الأعلام 3 :44 .
7 9 )زمرد خاتون ( 000 _ 557 هـ = 000 ـ 1162 م )
زمرد خاتون ، صفوة الملوك ، بنت الأمير جاولي : حازمة عالمة ، دمشقية ، هي أخت الملك ( دقاق ) صاحب دمشق لأمه ؛ وزوجة تاج الملوك (( بوري)) وأم ولديه إسماعيل ( شمس الملوك) ومحمود . روت الحديث واستنسخت الكتب وحفظت القرآن . وبنت بدمشق المدرسة ((الخاتونية البرانية)) وهي الآن من الدوارس . ورأت ولدها (شمس الملوك اسماعيل ) قد تمادى في غيه وكثرة فساده وتواطأ مع الفرنج على بلاد المسلمين ، فأمرت غلمانها بأن يقتلوه ، فقتلوه سنة 529 هـ ، وأجلست أخاه (شهاب الدين أبا القاسم محمود بن بوري ) مكانه، ثم قتل هذا سنة 533 هـ . وتقلبت بها الأحوال ، فتوجهت إلى بغداد ، ثم إلى مكة ، وجاورت بالمدينة . وقل ما بيدها ، فكانت تغربل القمح والشعير ، وتطحن ، وتتقوت بأجرة ذلك ، إلى أن توفيت . ودفنت بالبقيع .(1)الدارس 1 : 502 وشذرات الذهب 4 : 90 و103 و178 وأعلام النساء : 1 : 449 والأعلام3 : 49.
98 ) زينب الرفاعية ( 000 _ 630 هـ = 000 _1233 م )
زينب بنت أحمد الإمام الرفاعي : فاضلة صالحة . سلكت طريق أبيها في التصوف ، وحفظت القرآن ، وتفقهت ، وأخذ عنها أولادها . توفيت في أم عبيدة (بين واسط والبصرة ) .(1) روضة الناظرين :117 و الأعلام3 :65 .
99 ) بنت الكمال (646 _ 740 هـ = 1248 _ 1339م )
زينب بنت أحمد بن عبد الرحيم المقدسية المعروفة ببنت الكمال : شيخة عالمة بالحديث . من أهل بيت المقدس . قال ابن حجر : روت الكثير ، وتزاحم عليها الطلبة ، وقرأوا عليها الكتب الكبار . وقال الذهبي تفردت بقدر وقر بعير من الأجزاء بالإجازة . وقال الكتاني عندي جزءٌ خرجه لها الحافظ علم الدين االبرزالي من مروياتها . فيه 31 حديثاً ، وهي عن شيخين بالسماع وعن خمسة بالإجازة وعليه عدة سماعات لعدة من الأئمة . اصيبت عينها برمد في صغرها ولم تتزوج . وهي آخر من روى بالدنيا عن سبط السلفي وجماعة بالأجازة .(2) الدرر الكامنة 2 : 117 وفهرس الفهارس 1 : 345 والأعلام 3 : 65 .
100 ) النفزاوية ( 000 _ 464 هـ = 000 _ 1072م )
زينب بنت إسحاق النفزاوية : من شهيرات النساء في المغرب . قال ابن خلدون: كانت إحدى نساء العالم المشهورات بالجمال والرياسة . وهي من قبيلة نفزة ، من بربر طرابلس الغرب . تزوجت وانتقلت إلى أغمات ، وطلقت ، فتزوجها يوسف بن تاشيفين اللمتوني سنة 454 هـ ، وقال صاحب الاستقصا : فكانت عنوان سعده ، والقائمة بملكه ، والمدبرة لأمره ، والفاتحة عليه بحسن سياساتها لأكثر بلاد المغرب . ونقل عن ابن الأثير في الكامل : كانت من احسن النساء ولها الحكم في بلاد زوجها ابن تاشفين. وأورد بعض أخبارها .(1) الاستقصا ، الطبعة الثانية 2 : 14 ، 19 ، 20 ، 21 والأعلام3 :65_66 .
101 ) زينب الأسدية (33 ق هـ _ 20 هـ = 590 _ 641 م )
زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية ، من أسد خزيمة : أم المؤمنين ، وإحدى شهيرات النساء في صدر الإسلام ، كانت زوجة زيد بن حارثة ، واسمها (برة) وطلقها زيد ، فتزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم وسماها (زينب) وكانت من أجمل النساء ، وبسبها نزلت آية الحجاب. روت 11 حديثاً وهي أول من حمل بالنعش من موتى العرب ، وكانت الحبشة تحمل به ، فلما رآه عمر قال : نعم خباء الظعينة! (1) طبقات ابن سعد 8 : 71 _ 82 وذيل المذيل 74 والجمع 606 وصفة الصفوة 2: 24 وحلية الأولياء 2 : 51 والسمط الثمين 105 والأعلاق النفيسة 193 والأعلام 3 : 66 .
102 ) زينب بنت خزيمة ( 000 _ 4 هـ = 000 _ 625 م )
زينب بنت خزيمة بن الحارث الهلالية : من أزو اج النبي صلى الله عليه وسلم كانت تدعى في الجاهلية ( أم المساكين ) تزوجها عبيدة بن الحارث ، وقتل عنها ببدر . فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة 3 هـ ، ولبثت عنده ثمانية أشهر أو أقل وماتت بالمدينة وعمرها نحو 30 سنة (1) تاريخ الخميس 1 : 463 وطبقات ابن سعد 8 : 82 والأعلام 3 :66 .
103 ) بنت الطثرية ( 000 _ نحو 135 هـ = 000 _ نحو 752 م )
زينب بنت سلمة بن سمرة بن سلمة الخير القشيرية ، المعروفة ببنت الطثرية ، وهي أمها : شاعرة . لها في ديوان ( الحماسة) قصيدة من عيون الشعر ، في رثاء أخيها يزيد ابن الطثرية . وكان مقتله ببعض نواحي اليمامة سنة 126 هـ ، أولها :
(( أرى الأثل من وادي العقيق مجاوري مقيماً وقد غالت يزيد غوائله )) (1)
(1) التبريزي 3 : 46 والمرزوقي 1046 وأعلام النساء 1 :481 والدر المنثور 235 والتاج : مادة طثر والأعلام 3 :66 .
104 ) زينب بنت سليمان (000 _ بعد 204 هـ = 000 _ بعد 820م )
زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله ابن العباس بن عبد المطلب : أميرة عباسية . من ذوات الرأي والفصاحة . كان أبوها أمير البصرة.وتزوجها إبرا هيم الإمام، وبعض أحفاده يعرفون بالزينبين نسبة إليها . وطالت حياتها، وكانت أقامتها في بغداد . وكان الخلفاء يجلونها ويقدمونها . قال المسعودي : كان المهدي قد تقد إلى الخيزران بأن تلزم زينب ، وقال لها : اقتبسي من آدابها وخذي من أخلاقها فأنها عجوزنا وقد أدركت أوائلنا . ويرى المسعودي أنها هي التي كلمت المأمون في تغييره الخضرة ورجوعه إلى السواد ( 204هـ) وابن الأثير يذكر أن الذي كلم المأمون في ذلك هو طاهر بن الحسين.ولا يبعد أن يكون الذي كلم المأمون في هذا أكثر من واحد أو أثنين (1) المسعودي ، طبعة باريس ، 6 : 234 _ 239 ثم 8 : 333 _ 335 وابن الأثير في اللباب1 : 518 وفي الكامل 6 : 122 والأعلام3 :66 .
105) الأسعردية ( 000 _ 705 هـ = 000 _ 1306 م )
زينب بنت سليمان بن أحمد الأسعردية : عالمة بالحديث ، تفردت بأشياء منه . وكانت وفاتها بالقاهرة ، عن بضع وثمانين سنة (1)حسن المحاضرة 1 : 219 والدرر الكامنة 2 : 119 وشذرات الذهب 6 : 12 ومرآة الجنان 4 : 241 وهي فيه بنت سليمان بن ( رحمة ) مكان ( أحمد ) والأعلام 3 :66 .
106 ) أم المؤيد الشعرية ( 524 _ 615 هـ = 1130 _ 1218م )
زينب بنت عبد الرحمن بن الحسن الجرجاني الشعري ، أم المؤيد : فقيهة ، لها اشتغال بالحديث . أخذت عن جماعة من كبار العلماء ، رواية وإجازة . ولدت وتوفيت بنيسابور ، وانقطع بموتها أسنادٌ عال في الحديث (1)وفيات الأعيان 1 :197 وفيه : (( الشعري : نسبة إلى الشعر وعمله وبيعه . وشذرات الذهب 5 :63 والنجوم الزاهرة 5 : 92 ثم 6 : 181 والأعلام 3 :66 .
107 ) زينب المخزومية ( 000 _ 73 هـ = 000 _ 692 م )
زينب بنت عبد الله ( أبي سلمة) بن عبد الأسد المخزومية : ربيبة رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهي ابنة أم المؤمنين أم سلمة . ولدتها أمها في الحبشة . وكان ا سمها (برة ) ، فسماها النبي صلى الله عليه وسلم زينب . وكانت من أفقه أهل زمانها . روت سبعة أحاديث ، وتوفيت بالمدينة (1) كشف النقاب – خ . ونسب قريش 338 والأصابة 8 _ 338 والاستيعاب ، بهامش الإصابة 4 : 319 وقيل وفاتها في رجب 63 والأعلام 3 : 66 .
108 ) أم المساكين ( 867 _ 846 هـ = 1367 _1442م )
زينب بنت عبد الله بن أسعد ، أم المساكين ابنة عفيف االدين اليافعي اليماني ثم المكي : فاضلة عارفة بالحديث . ولدت بالمدينة وتوفيت بمكة . خرج لها نجم الدين ابن فهد ( مشيخة ) كانت تحدث بها وبغيرها (1) التبر المسبوك 51 والأعلام 3 :66.
109 ) السيدة زينب ( 000 _ 62 هـ =000 _ 682 م )
زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهما : شقيقة الحسن والحسين رضي الله عنهما . تزوجها ابن عمها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب . فولدت له بنتاً تزوجها الحجاج بن يوسف . وحضرت زينب مع أخيها الحسين وقعة كربلاء ، وحملت مع السبايا إلى الكوفة ، ثم إلى الشام . وكانت ثابتة الجنان ، رفيعة القدر ، خطيبة، فصيحة ، لها أخبار (1) .
(1)الإصابة 8 : 100 ونسب قريش 41 وعرفها بزينب الكبرى . وطبقات ابن سعد 8 : 341 والدر المنثور 233 وجمهرة الأنساب 33 وليس في هذه المصادر ما يشير إلى مكان وفاتها أو دفنها ، ويقول علي مبارك في الخطط التوفيقية 5 :9 تعليقاً على المتدوال أن صاحبة الترجمة مدفونة في الحي المعرووف الآن باسمها بالقاهرة : ((لم أر في كتب التواريخ أن السيدة زينب بنت علي رضي الله عنهما ، جاءت إلى مصر في الحياة أو بعد الممات ))[ وكذلك القبر المشهور جنوبي دمشق ، وكانت القرية تسمى راوية ].( زهير الشاويش ) والأعلام 3 :66 و67 .
110 ) زينب فواز ( 1276 _ 1332 هـ = 1860 _ 1914 م )
زينب بنت علي بن حين بن عبيد الله ابن حسن بن ابراهيم بن محمد بن يوسف فواز العاملي : أديبة ، مؤرخة ، من شيهيرات الكاتبات . ولدت في (تبنين) من قرى جبل عامل ، ببلاد الشام ، وتعلمت بالإسكندرية ، وتتلمذت فيها للاعر حسن حسني الطويراني (وكان يصدر جريدة النيل) وكتبت واشتهرت. وانتقلت إلى القاهرة . وزارات دمشق ، فتزوجت بأديب نظمي الدمشقي . وافترقا بعد قليل ، فعادت إلى القاهرة وتوفيت بها . لها ( الدر المنثور في طبقات ربات الخدور _ ط ) مجلد كبير ، من أفضل ما صنف في بابه ، و ( الرسائل الزينبية _ ط ) مجموع من مقالاتها ، و (مدراك الكمال في تراجم الرجال) و( الجوهر النضيد في مآثر الملك الحميد)و(ديوان شعر) جمعت فيه منظومات لها ، وثلاث (روايات) أدبيّة، هي ( حسن العواقب _ ط) و(الهوى والوفاء _ ط) و( الملك قورش _ ط) وكانت جميلة المنظر ، عذبة الحديث ، من خيرة ربات البيوت تربية وعلماً (1)مجلة العرفان . وآداب زيدان 4 :295 والمشرق 19 : 555 وفيه تحقيق خبر وفاتها في 20 صفر 1332 _ 19 كانون الثاني 1914 والأعلام 3 : 67 .
111) زينب بنت العوام ( 000 _ نحو 40 هـ = 000 _ نحو 660 م )
زينب بنت العوام بن خويلد، الأسدية القرشية : شاعرة ، صحابية . هي أخت الزبير بن العوام ، وزوجة حكيم بن حرام . أدركت الإسلام ، وأسلمت . وعاشت إلى أن قتل أبنها عبدالله بن حكيم ، فرثته وذكرت أخاها بأبيات(1)الإصابة 8 : 97 و الأعلام 3 : 67 .
112) زينب ( 000 _ 8 هـ = 000 _ 630م )
زينب بنت سيد البشر محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم ، القرشية الهاشمية : كبرى بناته . تزوج بها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع ، وولدت لها علياً وأمامة، فمات علي صغيراً ، وبقيت أمامة فتزوجها أميرالمؤمنين علي ين أبي طالب كرم الله وجهه، بعد موت فاطمة الزهراء رضي الله عنها(1)الإصابة ، كتاب النساء الترجمة 464 وذيل المذيل 66 وتاريخ الخميس 1 : 273 والسمط الثمين 157 وطبقات ابن سعد 8 : 20 والأعلام 3 : 67 .
113) زينب الغزّ يّة ( 910 _ 980 هـ = 1505 _ 1572م )
زينب بنت محمد بن محمد بن أحمد الغزي : شاعرة ، فاضلة ، من أ هل العلم والصلاح .قرأت على أبيها وأخيها ، وقالت الشعر الحسن ، وأكثره في العظات والرقائق . مولدها ووفاتها في دمشق (1)الكواكب السائرة _ خ . وشذرات 8 : 391 والأعلام 3 : 67 .
114) زينب الشّهارية ( 000 _ 1114 هـ = 000 _ 1702م )
زينب بنت محمد بن أحمد بن الإمام الناصر ، اليمنية الشهارية : شاعرة نابغة ، من بيت الإمامة . مولدها ووفاتها في شهارة ( من بلاد الأهنوم ، في شمالي صنعاء ) قرأت علوم العربية والمنطق والأصول ، وبرعت في الأدب ، وتزوجت علي بن المتوكل على الله إسماعيل ، وطلقت . وارتاضت في آخر أيامها . في شعرها ما يدل على أنها كانت لها يد في سياسة الدولة ، تثبت لهذا استحقاقه في الخلافة ، وتحرض ذاك على غزو الروم ( الترك) وشعرها مليء بالمعاني ، ولاتكلف فيه (1)نبلاء اليمن 1 :709 والبدر الطالع 1 : 258 ونزهة الجليس 2 : 41 والأعلام 3 : 67 .
115) زينب بنت مكي ( 594 _ 688هـ = 1198 _ 1289م )
زينب بنت مكي بن علي الحراني : فقيهة ، ازدحم عليها الطلبة يأخذون عنها علوم الدين ، فاشتهرت . وهي من الصالحات توفيت في دمشق (1)ديوان الإسلام _ خ والأعلام 3 :67 .
116) زينب بنت يحيى ( 000 _ 240هـ = 000 _ 854م )
زينب بنت يحيى بن زيد بن علي بن الحسين : شريفة علوية ، كانت عابدة صالحة ، يتبرك بها الناس . توفيت بمصر ، ودفنت في المشهد المجاور لقبر عمرو بن العاص . وكان الظافر الفاطمي يأتي لزيارتها ماشياً (1)رحلة ابن جبير 47 طبعة ليدن . وفي الخطط والمزارات للسخاوي 214 أنها (( زينب بنت يحيى المتوج بن الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن السبط ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم )) وأن (( تاريخ وفاتها مكتوب بالرخامة التي عند رأسها )) والأعلام 3 : 67 .
117) سارة الحلبية ( 000 _ نحو 700 هـ = 000 _ نحو 1300 م )
سارة بنت أحمد بن عثمان بن الصلاح الحلبية : قال ابن القاضي في ترجمة ابن سلمون : ولقي بفاس الشيخة الأستاذة الأديبة الشاعرة سارة الحلبية، وأجازته ، وألبسته خرقة التصوف ، وأنشدته قصيدة من شعرها ( أوردها ابن القاضي) ثم أفرد لها ترجمة طويلة ، قال فيها : أنها دخلت الأندلس ومدحت أمراءها ، وقدمت على سبتة في أواخر المئة السبعة ، فمدحت رؤساءها وخاطبت كتابها وشعراءها . وأورد طائفة حسنة من شعرها . ولم يذكر وفاتها (1) جذوة الاقتباس لابن القاضي 5 من الكراس 31 والصفحة 324 _ 331 والأعلام 3 : 69 .
118) ست الملوك ( 359 _ 415 هـ = 970 _ 1024م )
ست الملوك بنت العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله ، الفاطمية العلوية : أميرة ، من الفضليات الحازمات المدبرت . وهي أخت الحاكم بأمر الله الفاطمي ( صاحب مصر ) كان الحاكم يستشيرها في معضلاته ، ثم تغير عليها وهم بقتلها . وساءت سيرته ، بما هو معروف من إحراقه بعض القاهرة وغير ذلك. فاتفقت ست الملوك ( كما في الكامل لابن الأثير ومصادر أخرى ) مع حسين بن دواس ( من كبار القواد) ووعدته بتوليته إدارة الملك ، فاغتيل الحاكم (سنة411هـ) وبويع لابنه علي وهو صبي، وجاءها بن دواس يستنجزها وعدها، فأوعزت إلى خادم لها فقتله وصاح : يالثار الحاكم ! ثم قامت بإدارة الدولة مدة أربع سنوات ، أظهرت فيها من المقدرة والعدل ما حببها إلى رعيتها . وتوفيت بمصر وفي المؤرخين من ينقض خبر قتلها لأخيها ، ومنهم المقريزي في الخطط (1)النجوم الزاهرة 4 : راجع فهرسته والكامل لابن الأثير 9 : 109 و110 والدر المنثور 240 وتراجم إسلامية 35 وخطط المقريزي 2 :289 و الأعلام 3 : 78 وفيه (سبقت للكتاب كلمة عنها في ترجمة ابن دواس ) .
119) ست الوزراء ( 624 _ 716 هـ = 1227 _ 1316م)
ست الوزراء بنت عمر بن أسعد ابن المنجى لتنوخية الحنبلية ، أم محمد ، وتدعى بوزيرة : فقيهة محدثة . دمشقية المولد والوفاة . أخذت صحيح البخاري عن أبي عبد الله الزبيدي ، وحدثت به ،وبمسند الشافعي ، في دمشق ، ثم بمصر 705هـ عدة مرات . عرفها المقريزي بالمسندة المعمرة . وقال ابن تغري بردي : صارت رحلة زمانها ورحل إليها من الأقطار . وقال ابن العماد مسندة الوقت ، كانت على خير عظيم (2)القلاد الجوهرية _خ ،والسلوك للمقريزي 2 :169 والنجوم الزاهرة 9 : 237 والبداية والنهاية 14: 79 وشذرات الذهب 6 :40 والدر الكامنة 2 :129 والدارس 1 :298 وفي ثبت النذرومي _خ ((ست الوزراء ، وزيرة ، مولدها أواخر سنة 623 )) والأعلام 3: 78 .
120) ستيتة بنت عبد الواحد (000 _ 447هـ = 000 _ 1055م)
ستيتة بنت عبد الواحد بن محمد بن عثمان البجلي: فاضلة، من أهل بغداد .كانت تنزل بالجانب الشرقي من حريم دارالخلافة. كتب عنها بعض رجال الحديث (2)تاريخ بغداد 14 :446 و الأعلام 3 :78 .
121) سجاح (000 _نحو55هـ = 000 _675م )
سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان ،التميمية ، من بني يربوع ، أم صادر : متنبئة مشهورة . كانت شاعرة أديبة عارفة بالأخبار ، رفيعة الشأن في قومها . نبغت في عهد الردة ( أيام أبي بكر ) وادعت النبوة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وكانت في بني تغلب في الجزيرة ، وكان لها علم بالكتاب أخذته عن نصارى تغلب ، فتبعها جمع من عشيرتها بينهم بعض كبار تميم : كالزبرقان بن بدر ، وعطارد بن حاجب ، وشبث بن ربعي الرياحي ، وعمرو بن الأهتم ، فأقبلت بهم من الجزيرة تريد غزو أبي بكر، فنزلت باليمامة ، فبلغ خبرها مسيلمة ( المتنبئ أيضاً ) وقيل له: إن معها أربيعين ألفاً ، فخافها ، و أقبل عليها في جماعة من قومه ، وتزوج بها فأقامت معه قليلاً ، وأدركت صعوبة الأقدام على قتال المسلمين ، فانصرفت راجعة إلى أخوالها بالجزيرة . ثم بلغها مقتل مسيلمة ، فأسلمت وهاجرت إلى البصرة وتوفيت فيها ، وصلى عليها سمرة بن جندب والي البصرة لمعاوية . أم خبر حوارها مع مسيلمة حين اجتماعهما ، فمن مجون القصاصين ، للتشنيع عليهما (1) الطبري 3 :236 والدر المنثور 240 والشريشي 2: 222 وتاريخ الخميس 2 :159 وفيه (( قيل : توجهت إلى مسيلمة مستجيرة به لمل وطئ خالد العرب )) والبدء والتاريخ 5 : 164 وفيه (( كن زوجها أبا كحيلة كاهن اليمامة )) وهي في جمهرة الأنساب 215 (( سجاح بنت أوس بن جوير بن أسامة بن يربوع )) والأعلام 3 :78 .
122 ) سحمة بنت كعب ( 000 _ 000 = 000 _ 000 )
سحمة بنت كعب بن عمرو ، من قضاعة ، من قحطان : أم جاهلية . ينسب إليها بنوها من زوجها عوف بن عامر بن عوف الأكبر ، من بني عذرة بن زيد الات ، من قضاعة (2).
(2)التاج : سحم . ونهاية الأرب 232 والأعلام 3 : 79 .
123 ) السيدة سكينة ( 000 _ 117 هـ = 000 _ 735 م )
سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب : نبيلة شاعرة كريمة ، من أجمل النساء وأطيبهن نفساً . كانت سيدة نساء عصرها ، تجالس الأجلة من قريش ، وتجمع إليها الشعراء فيجلسون بحيث تراهم ولا يرونها ، وتسمع كلامهم فتفاضل بينهم وتناقشهم وتجيزهم . دخلت على هشام ( الخليفة ) وسألته عمامته ومطرفه ومنطقته ، فأعطاها ذلك . وقال أحد معاصريها : أتيتها وإذا ببابها جرير والفرزدق وجميل وكثير ، فأمرت لكل واحد بألف درهم . تزوجها مصعب بن الزبير ، وقتل ، فتزوجها عبد الله بن عثمان بن عبدالله ، فمات عنها ، وتزوجها زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان ، فأمره سليمان بن عبد الملك بطلاقها ، تشاؤما ً من موت أزواجها ، ففعل . أخبارها كثيرة . وكانت أقامتها بالمدينة ووفاتها بالمدينة . وكانت أجمل الناس شعراً ، تصفف جمتها تصيفيفاً لم ير أحسن منه ، والطرة السكينية منسوبة إليها . ولعبد الرزاق المقرم كتاب (السيدة سكينة _ ط )ولأمين عبد الحسيب سالم (مناقب السيدة سكينة _ ط ) (1).
(1) وفيات الأعيان 1 : 211 وفيه : (( قيل اسمها آمنة ، وقيل أمينة ، وقيل أميمة ، وسكينة لقب لقبتها به أمها الرباب أبنة امرىء القيس بن عدي )) . وسير النبلاء _ خ . المجلد الرابع . ونسب قريش 59 وطبقات ابن سعد 8 : 348 وامحبر 438 ومصارع العشاق 272 وخطط مبارك 2 : 60 والدر المنثور 244 وفهرس دار الكتب 8 : 8 252 والأعلام 3 : 106 .
124 ) سلمى ( 000 _ 000 = 000 _ 000 )
سلمى : أم جاهلية . نسب إليها بنوها من زوجها ثعلبة بن دودان بن أسد . وهم بطن من أسد بن خزيمة ، من عدنان . وفيهم يقول عمرو بن شأس :
(( أن بني سلمى رجال جلّة شم الأنوف لم يذوقوا الذلة )) (1) .
(1) نهاية الأرب 241 والأعلام 3: 114 .
125 ) سلمى صائغ ( 1306 _ 1373 هـ = 1889 _ 1953م )
سلمى بنت جبران الصائغ : كاتبة خطيبة أديبة ، من أهل بيروت مولداً ووفاة . قرأت العربية على أبراهيم منذر وحبيب اسطفان ، وأجادت الفرنسيو كأهلها . وتزوجها الدكتور فريد كساب ، وافترقا بعد بعد بضع سنين . واستكتبها الفرنسيون أيام احتلالهم لبنان . فانصدعت نزعتها العربية برهة من الزمن . ثم انقطعت إلى الكتابة بشؤون المرأة فأبدعت . وكان على أكثر ما تكتب في السياسة والأدب (سلوى) . وعانت التعليم . وأسست جمعيات نسائية . ورحلت إلى البرازيل سنة 1939 فأقامت ثماني سنوات ، نشرت فيه كتابها ( صور وذكريات _ ط ) ولها (مذكرات شرقية _ ط) و (النسمات _ط ) مجموعوة من مقالاتها . وترجكت عن الفرنسية رواية (فتاة الفرس ) نشرتها متسلسلة في مجلة ( المرأة الجديدة ) ولها (بعض أعمال الرحمة في لبنان _ ط ) وصفت فيه معاهد الخير اللبنانية ، بالعربية والفرنسية . وقامت بتحرير (مجلة صوت المرأة ) في بيروت ، مدة . وكانت في خطبها ومحاضراتهاومجالسها ومقالاتها تفيض رقة (1) .
(1) جرجي نقولا باز ، في جريدة الحياة ببيروت _ 23 محرم 1373 والصحف اللبنانية29/9 / 1953 ومذكرات المؤلف والأعلام 3 :114 .
126 ) سلمى بنت خصفة ( 000 _ نحو 60 هـ = 000 _ نحو680 م )
سلمى بنت خصفة : زوجة المثنى بن حارثة الشيباني . أقامت معه إلى أن مات ، فتزوجها سعد بن أبي وقاص ، فشهدت معه المعارك ، في القادسية وغيرها . وهي التي أطلقت أبا محجن الثقفي يوم القادسية في خبرمشهور (2).
(2) الإصابة : جزء النساء ، الترجمة 557 وهي فيه : سلمى بنت (حفصة) خطأ والأعلام 3 :114 .
127) بنت القساطلي ( 1287 _ 1335 هـ = 1870 _ 1917 م)
سلمى بنت عبده بن يوسف بن نقولا القساطلي: طبيبة ، كاتبة أرثودكسية، من أهل دمشق . ولدت وتعلمت بها ،وتلقت مبادئ الطب في بيروت ، وانتقلت إلى مصر ، فدخلت مدرسة قصر العيني ، فنالت شهادة شهادتها في أمراض النساء والتوليد ، سنة 1903 م . وتنقلت بين القاهرة ودمشق ، وتوفيت في القاهرة . لها ( نصيحة والدة _ ط ) رسالة ، ترجمتها عن الفرنسية . ونشرت في مجلة ( الطبيب ) وغيرها مقالات مفيدة (1) .
(1) مجلة فتاة الشرق 14 : 241 _ 244 عن كتاب نوابغ النساء _ خ .لعيسى اسكندر المعلوف والأعلام 3 : 114 .
128 ) أم زمل ( 000 _ 11 هـ = 000 _ 632 م )
سلمى بنت مالك بن حذيفة بن بدر الفزارية : منذوات الزعامة في النساء.كانت على دين الجاهلية . وسبيت في صدر الإسلام ، فأعتقتها عائشة ، فرجعت إلى قومها ، ودعت إلى الردة عن الإسلام . فاجتمعت حولها فلول غطفان وطيىءوسليم وهوزان ، وعظمت شوكتها فسار إليها خالد بن الوليد في أيام أبي بكر، فقاتل جموعها قتالاً شديداً ، وهي واقفة على جمل ، فاجتمع على الجمل فوارس من المسلمين ، فعقروه وقتلوها . وقتل حول جملها نحو مئة رجل (1).
(1)ابن الأثير في الكامل : حوداث سنة 11والإصابة: جزء النساء ، الترجمة 565 وكناها بأم قرفة الصغرى والأعلام 3 : 114 _115 .
129 ) سلول بنت ذهل ( 000 _000 = 000 _000 )
سلول بنت ذهل بن شيبان : أم جاهلية . ينسب إليها بنوها من زوجها مرة بن صعصعة . من هوزان ، من العدنانية . وهم المعنيون بقول السموأل :
(( وأنّا لقوم ما نرى القتل سبة إذا ما رأته عامر وسلول ))
قال عرام : من منازل سلول جبال السراة ( بين الحجاز واليمن ) وقال ابن حزم : وجدت من بني سلول جماعة بالموسطة ، من عمل لبلة ( بالأندلس ) (1) .
(1)نهاية الأرب 243 وجمهرة الأنساب 260 واللباب 1 : 556 وعرام 41 و48 والتبريزي 1 : 58 والأعلام 3 :115 .
129 ) سلوى نصار ( 1331 _ 1386 = 1913 _ 1967م )
سلوى بنت شكري نصار ، من طائفة الروم الأرثودكس : دكتورة في العلوم . تعد أول امرأة لبنانية عالجت علم الذرة . ولدت في ظهور الشوير وتعلمت في الجامعة الأمريكية ببيروت ثم بجامعة شميت في أمريكا . وحملت شهادات عالية في الرياضيات والفيزياء . وعلمت وألقت محاضرات في عدة جامعات . وتولت رئاسة قسم الأبحاث العلمية في جامعة ( آن أربر ) في الولايات المتحدة . ومثلت لبنان في مؤتمرات علمية عالمية . وكانت أول عربية رأست كلية بيروت للبنات . توفيت في مستشفى الجامعة الأمريكية ببيروت ونقل جثمانها إلى مسقط رأسها (1) .
(1) الحياة 8 ذي القعدة 1386 والأعلام 3 : 115 .
130 ) بنت المحمصاني ( 000 _ 1377 هـ = 000 _ 1957 م )
سلوى بنت المحمصاني : أديبة ، بيروتية المولد والوفاة .لها (مع الحياة _ط) مجموعة قصص ، و( نفثات _ ط ) (1) .
(1)الأديب : السنة 17 العدد 1 ص 102 والأعلام 3 :115 .
131 ) أم عمار ( 000 _ نحو 70 هـ = 000 _ نحو 615 م )
سمية بنت خباط : صحابية . كانت من أوائل الذين أظهروا الأسلام بمكة ( قيل : هم : رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم _ وأبو بكر ، وبلال ، وخباب ، وصهيب وياسر ، وزوجته سمية ، وابنهما عمار بن ياسر ) وكانت في الجاهلية مولاة لأبي حذيفة ابن المغيرة ( عم ابي جهل ) وكان أبو حذيفة حليفاً لياسر بن عامر الكناني المذحجي ، فزوجه بها ، فولدت له عماراً ، على الرق ، فأعتقه ياسر . ولما كان بدء الدعوة إلى الإسلام ، كانت سمية عجوزاً كبيرة ، فأسلمت سراً ، هي وزوجها وابنها ، ثم جاهروا بإسلامهم ، ولم يكن لهم من يحميهم ، فعذبهم مشركو قريش ، بأن ألبسوهم دراع حديد وأقاموهم في الشمس . وجاء أبو جهل ، فطعن سمية بحربة ، فقتلها ، فكانت أول شهيد في الإسلام (1) .
(1) الإصابة : كتاب النساء ، الترجمة 582 والروض الأنف 1 : 203 وانظر ترجمة ياسر بن عامر والأعلام 3 :141 .
132 ) سودة بنت زمعة ( 000 _ 54 هـ = 000 _ 674 م )
سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس ، من لؤي ، من قريش : إحدى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كانت في الجاهلية زوجة السكران بن عمرو بن عبد شمس ، وأسلمت ، ثم أسلم زوجها . وهاجرا إلى الحبشة في الهجرة الثانية .ثم عادا إلى مكة ، فتوفي السكران ، فتزوجها انبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة . وتوفيت في المدينة (1) .
(1)ذيل المذيل للطبري 69 وطبقات ابن سعد 8 : 35 والسمط الثمين 101 والجمع بين رجال الصحيحين 607 والإصابة : كتاب النساء ، وفيه : ( توفيت في آخر زمان عمر بن الخطاب ، ويقال ماتت سنة 54 ورجحه الواقدي ) والأعلام3: 145.
133 ) شجرة الدر ( 000 _ 655 = 000 _ 1257 م )
شجرة الدر الصالحية ، أم خليل ، الملقبة بعصمة الدين : ملكة مصر ، أصلها من جواري الملك الصالح نجم الدين أيوب . اشتراها في أيام أبيه ، وحظيت عنده ، وولدت له ابنه خليلاً ، فاعتقها وتزوجها ، فكانت معه في البلاد الشامية ، لما كان مستولياً على الشام ، مدة طويلة . ثم لما انتقل إلى مصر وتولى السلطنة ، كانت في بعض الأحيان تدير أمور الدولة عند غيابه في الغزوات . وكانت كما يقول ابن أياس : ذات عقل وحزم ، كاتبة قارئة ، لها معرفة تامة بأحوال المملكة ، وقد نالت من العز والرفعة ما لم تنله امرأة قبلها ولا بعدها ) ويسميها سبط ابن الجوزي (شجر الدر ) ويقول :( كانت تكتب خطاً يشبه خط الملك الصالح ، فكانت تعلّم على التواقيع ) ولما توفي الملك الصالح ( سنة 647 هـ ) بالمنصورة ، والمعارك ناشبة بين جيشه والإفرنج ، كانت عنده ، فأخفت خبر موته ، واستمر كل شيءكما كان : السماط يمد كل يوم ، والأمراء في الخدمة ، وهي تقول : السلطان مريض ما يصل أحد إليه . وأرسلت بعض رجالها إلى ابنه ( تورانشاه ) وكان في حصن كيفا ، فحضر . وحين علمت بوصوله إلى القدس _ في طريقه _ انتقلت هي إلى القاهرة ، فبعث يهددها ، ويطلب المال والجواهر ، فخافت شره . واستوحش منه بعض المماليك فقتلوه . وتقدمت للملك ، فخطب لها على المنابر ، وضربت السكة باسمها، وأقامت عز الدين أيبك الصالحي ، وزير زوجها ، وزيراً لها . وكانت علامتها على المراسيم ( أم خليل) وعلى السكة ( المستعصمية الصالحية ، ملكة المسلمين ، والدة الملك المنصور خليل أمير المؤمنين ) ولم يستقر أمرها غير ثمانين يوماً ، وخرجت الشام عن طاعتها ، فتزوجت بوزيرها ( عز الدين ) ونزلت له عن السلطنة ، واحتفظت بالسيطرة عليه . فطلق زوجته الأولى ( أم علي ) وتلقب بالملك المعز . ثم أراد أن يتزوج عليها ، فأمرت مماليكها فقتلوه خنقاً بالحمام . وعلم ابنه (علي) بالأمر ، فقبض عليها ، وسلمها إلى أمه ، فأمرت جواريها أن يقتلنها بالقباقيب والنعال ، فضربنها حتى ماتت (1) .
(1) المقريزي 1 : 236 _ 238 ودول الإسلام 2 : 122 وابن إياس 1 : 89 و92 و93 وخطط مبارك 5 : 32 والسلوك للمقريزي 1 : 361 ومواضع أخرى متعددة ، وهو يسميها ( شجر الدر ) وتراجم إسلامية 61 والدر المنثور 255 ومرآة الزمان 8 : 774 و775 و782 و783 وشذرات الذهب 5 : 268 والأعلام 3 : 158 .
134 ) أم المقتدر ( 000 _ 321 هـ = 000 _ 933 م )
شغب ، أم جعفر ( المقتدر بالله ) العباسي : مدبرة حازمة ، كانت من جواري المعتضد بالله أبي جعفر ، وأعتقها وتزوجها . ولما آلت الخلافة إلى ابنها (المقتدر) سنة 259 هـ ، وعمره ثلاثة عشر سنة ، قامت بتوجيهه ، واستولت على أمور الخلافة . وأمرت (سنة 306) قهرمانة لها اسمها (ثمل ) أن تجلس للنظر في عرائض الناس ، يوماً في كل جمعة ، فكانت تجلس ويحضر الفقهاء والقضاة والأعيان وتبرز التواقيع ، وعليها خطها . ولما ثار عبد الله بن حمدان على المقتدر ، وناصره بعض رجال المقتدر ، وخلعوه (سنة 317) استتر عند أمه ( وقيل : حمل هو أمه إلى دار مؤنس المظفر ) وكان لها ستمائة ألف دينار في الرصافة ، فأخذت . ثم لم تلبث أن عادت إلى تدبير الشؤون بعد قمع الثورة ( في السنة نفسها ) وظلت إلى أن قتل ابنها سنة 320 وولي (القاهر ) فضربها وعذبها . ثم نقلها الحاجب علي بن بليق ، إلى داره وجعلها عند والدته ، وأكرمهها ورفهها ، إلا أن علتها من ضرب القاهر اشتدت عليها ، فتوفيت، ودفنت بتربتها بالرصافة . قال ابن تغري بردي : كان لها الأمر وانهي في دولة ابنها، وكانت صالحة ، وكان متحصلها في السنة ألف ألف دينار ، فتتصدق بها وتخرج من عندها مثلها . من آثارها بيمارستان ( مستشفى ) أنشأته ببغداد ، كان طبيبه سنان بن ثابت ، وكان مبلغ النفقة فيه بالعام سبعة آلاف دينار (1) .
(1)النجوم الزاهرة 3 : 164 و193 و 204 و 223 و 239 والكامل لأبن الأثير 8 : 4 وأول الصفحة 77 وآخر 78 والأعلام3 : 168 .
135 ) الشفاء ( 000 _ نحو 20 هـ = 000 _ نحو 640 م )
الشفاء بنت عبدالله بن عبد شمس العوية القرشية ، أم سليمان : صحابية من فضليات النساء ز كانت تكتب في الجاهلية ، وأسلمت قبل الهجرة ، فعلمت حفصة ( أم المؤمنين ) الكتابة . وكان انبي صلى الله عليه وسلم يزورها ،ويقيل عندها. وأقطعها داراً بالمدينة . وكان عمر يقدمها بالرأي ويرعاها ويفضلها ، وربما ولاها شيئاً من أمر السوق . روت 12 حديثاً . قيل: اسمها ليلى ، والشفاء لقبٌ لها (1) .
(1) الإصابة ، كتاب النساء ، ت 619 وتذهيب الكمال 424 وتهذيب التهذيب 12 : 428 وطبقات ابن سعد 8 : 196 والتاج 10 : 201 والأعلام 3 :168.
136 ) شمس الملوك ( 000 _ 803 هـ = 000 _ 1401 م )
شمس الملوك بنت ناصر الدين محمد ابن إبراهيم حفيد الملك العادل بن أيوب : فاضلة من العالمات بالحديث . دمشقية . عاشت نحو 70 سنة . قال ابن حجر : ولي منها إجازة (1) .
(1) المجموعة التاجية _ خ والضوء اللامع 12 : 69 والأعلام 3 : 177 .
137 ) شهدة الكاتبة ( 482 _ 574 هـ = 1089 _ 1178 م )
شهدة بنت أبي نصر احمد بن الفرج ابن عمر الإبري : فقيهة ، من العلماء في عصرها . أصلها من الدينور ، ومولدها ووفاتها ببغداد . روت الحديث وسمع عليها خلقٌ كثير . وطار صيتها ، وتزوج بها ثقة الدولة ابن الأنباري ( وكان من أخصاء المقتفي العباسي ) وتوفي عنها ( سنة 549 هـ ) . وعرفت بالكاتبة لجودة خطها (1) .
(1)وفيات الأعيان 1 : 226 ومرآة الزمان 8 : 352 والدر المنثور 256 والأعلام 3 : 178 .
138) الشيماء السعدية ( 000 _ بعد 8 هـ = 000 _ بعد 630 م )
الشيماء _ ويقال الشماء _ بنت الحارث بن عبد العزى بن رفاعة ، من بني سعد بن بكر ، من هوزان ، وقيل اسمها حذافة وغلب عليها اسم الشيماء : أخت النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاع . وهي بنت مرضعته حليمة السعدية . كانت ترقصه في طفولته ، وتغنيه برجز من شعرها . ولما ظهر الإسلام وأغارت خيل من المسلمين على ( هوزان ) فأخذوها فيمن أخذوا من السبي ، فقالت : أنا أخت صاحبكم ! فقدموا بها عليها صلى الله عليه وسلم فعرفته بنفسها ، فرحب بها ، وبسط لها رداءه ، فأجلسها عليه ، ودمعت عيناه ، وقال لها : إن احببت فأقيمي مكرمة محببة وإن احببت أن ترجعي إلى قومك أوصلتك . فقالت : بل أرجع إلى قومي . فأعطاها نعماً وشاءاً ، وأسلمت وعادت (1) .
(1)حسن الصحابة 290 وجمهرة الأنساب 253 والتاج : مادة شيم ، وفيه : تدعى أم النبي صلى الله عليه وسلم ، ذكرها أبو نعيم في الصحابة . والإصابة ، كتاب النساء ن الترجمة 630 والأعلام 3 : 184 .
139 ) صفية بنت حيي ( 000 _ 50 هـ = 000 _ 670 م )
صفية بنت حيي بن أخطب ، من الخزرج : من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كانت في الجاهلية من ذوات الشرف . تدين باليهودية ، من أهل المدينة . تزوجها سلام بن مشكم القرظي ، ثم فارقها فتزوجها كنانة ابن الربيع النضري ، وقتل عنها يوم خيبر . وأسلمت ، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم . لها في كتب الحديث 10 أحاديث . توفيت في المدينة (1) .
(1)الأصابة ، كتاب النساء ، ت 647 وطبقات ابن سعد 8 :85 وصفة الصفوة 2: 27 وحلية الأولياء 2 :54 وذيل المذيل 76 والسمط الثمين 118 وغربال الزمان _ خ . واجمع بين رجال الصحيحين 608 والدر المنثور 263 و الأعلام 3 : 206.
140 ) صفية القرشية ( 000 _ 20 هـ = 000 _ 641 م )
صفية بنت عبد المطلب بن هاشم : سيدة قرشية ، شاعرة باسلة ، وهي عمة النبي صلى الله عليه وسلم . أسلمت قبل الهجرة ، وهاجرت إلى المدينة . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج لقتال عدوه من المدينة ، يرفع أزواجهونساءه في حصن حسان بن ثابت ، فلما كان يوم (أحد) صعدت صفية معهن ، وتخلف عندهن حسان ، فجاء يهودي فلصق بالحصن يتجسس ، فقالت صفية لحسان : انزل إليه فاقتله . فتوانى حسان ، فأخذت عموداً ونزلت ، ففتحت الباب بهدوء ، وحملت على الجاسوس فقتلته . ورأت المسلمين يتراجعون (يوم أحد) فتقدمت ، وبيدها رمح ، تضرب في وجوه الناس وتقول : أانهزمتم عن رسول الله ! فأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى الزبير بن العوام أن يبعدها عن أخيها الحمزة ( وكان قد بقر بطنهفكره رسول الله أن تراه ) فناداها الزبير أن تتنحى ، فزجرته ، واقبلت حتى رأت أخاها . لها مراثٍ رقيقة . وفي شعرها جودة . ماتت في المدينة (1).
(1) الإصابة : كتاب النساء ت651، التبريزي 4: 147 وطبقات ابن سعد 8: 27 وذيل المذيل 69 وفيه أنها قتلت رجلاً مبارزة . والمحبر 172 وسمط اللآلي118 ورغبة الآمل7: 96 والدرالمنثور 261 والأعلام3:
141) صفية بنت المرتضى (000_771هـ = 000_1370م)
صفية بنت المرتضى بن المفضل : شريفة عالمة لها مؤلفات . من أهل اليمن . كانت زوجةالسيد محمد بن يحيى القاسمي (1) .
(1)ملحق البدر 104 والأعلام3 :206 .
142) ضباعة بنت عامر (000 _ نحو10هـ = 000_ نحو631م )
ضباعة بنت عامر بن قرط بن سلمة الخير ، من بني قشير : شاعرة صحابية. كانت زوجةهشام بن المغيرة ، في الجاهلية ، ولها قصيدة في رثائه . وأسلمت بمكة ، في أوائل ظهور الدعوة . وأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج بها ، وهي أكبر منه سناً بنحو عشرة أعوام ، فقيل له : إنها كثرت غضون وجهها وسقطت أسنانها ؛ فسكت عنها. وكانت في صباها من الشهيرات في الجمال (1).
(1) بلاغات النساء لابن أبي طاهر 178 والتاج 5 : 426 والإصابة :كتاب النساء ت670 وفيه خبر عجيب ، خلاصته إنها كانت في الجاهلية ، زوجة عبد الله بن جدعان ، ورغب فيها هشام بن المغيرة المخزومي ، فطلبت من ابن جدعان أن يطلقها ، فقال : لست مطلقك حتى تحلفي لي أنك إن تزوجت أن تنحري مائة ناقة ، بين أساف ونائلة ، وأن تغزلي خيطاً يمد بين أخشبي مكة ، وأن تطوفي بالبيت عريانة ! فأخبرت هشاماً بذلك، فقال : أما نحر مائة ناقة فأنا انحرها عنك ، وأما الغزل فأنا آمر نساء بني المغيرة يغزلن لك ، وأما طوفك بالبيت عريانة فأنا أسأل قريشاً أن يخلو لك البيت ساعة . فعادت إلى زوجها فحلفت له ، وطلقها ، فتزوجها هشام ، قال المطلب بن أبي وداعة السهمي ، وكان لدة رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما اخلت قريش لضباعة البيت ، وخرجت أنا ومحمد ، ونحن غلامان ، فاستصغرونا فلم نمنع ، فنظرنا إليها لما جاءت ، فجعلت تخلع ثوباً ثوباً ، وهي تقول :
اليوم يبدو بعضه أو كله فما بدا منه فلا أحله
حتى نزعت ثيابها ، ثم نشرت شعرها فغطى بطنها وظهرها ، حتى صار في خلخالها ، فما استبان من جسدها شيء ، وأقبلت تطوف وهي تقول هذا الشعر ، الأعلام 3: 213 .
143) أم الضحاك ( 000 _ 000 = 000 _ 000)
أم الضحاك المحاربية : شاعرة . كانت زوجة لأحد بني ضباب وطلقها وهي تحبه ، فقالت فيه شعراً أورده أبو تمام في الحماسة الصغرى ( الوحشيات ) وروى لها ابن الشجري مقطوعتين في حماسته . وفي سمط اللآلي أنها كانت تحب الضبابي ولم يتزوجها(1).
(1) الوحشيات الرقم 311 و ابن الشجري 277 والسمط 641، 692 ، 719 ، 735 والأعلام 3 :214.
144 ) ضيفة خاتون (581 _ 640 هـ = 1185 _ 1242 م)
ضيفة خاتون بنت الملك العادل أبي بكر بن أيوب صاحب حلب : أميرة عاقلة حازمة . تصرفت في حلب ، بعد وفاة ابنها (الملك العزيز) وولاية حفيدها الناصر ( وهو طفل ) تصرف السلاطين ، نحو ست سنين . مولدها ووفاتها بقلعة حلب (1).
(1) ابن الوردي 2: 172 وإعلام النبلاء 2: 261 وروض المناظر لابن الشحنة : حوداث سنة 643 وسماها (صفية ) خطأ ، قال أبو الفداء3: 171 لما ولدت كان عند أبيها الملك العادل، ضيف ، فسماها ضيفة والأعلام 3 :216 .
145 ) طريفة الكاهنة (000 _ 000 =000 _000)
طريفة بنت الخير الحميرية : كاهنة يمانية ، من الفصيحات البليغات . كانت زوجة للملك عمرو بن مزيقياء ابن ماء السماء الأزدي الكهلاني . قيل أنها تنبأت له بانهيار (السد ) فاستعد ، هو وقومه، للهجرة (1) .
(1) ابن خلدون 2 : 253 والأعلام 3 : 226 .
146) طفاوة بنت جرم (000_ 000= 000 _000)
طفاوة بنت جرم بن ريان : أم جاهلية . ينسب إليها (الطفاويون ) وهم أبناؤها من زو جها أعصر بن سعد بن قيس عيلان (1).
(1) اللباب 2 : 88 والتاج 10 :226 والأعلام 3 : 227 .
147 ) طهية (000 _ 000 = 000 _ 000)
طهية بنت عبد شمس بن سعد بن زيد مناة ، من تميم ، من العدنانية : أم جاهلية ، نسب إليها بنوها من زوجها مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة ، من تميم أيضاً ؛ يقال لهم (( بنو طهية )) والنسبة إليها ((طهوي)) بضم الطاء وإسكان الهاء أو فتحها (1) .
(1) سبائك الذهب واللباب والأعلام 3 : 233 .
148 ) ظبية ( 604 _ 642 هـ = 1207 _ 1244م )
ظبية بنت جبارة ، أم عثمان : عارفة بالحديث . من أهل الأسكندرية ، ووفاتها بها . كانت مملوكة لعبد الوهاب بن رواج وأعتقها . روت الحديث وروي عنها . قال ابن الصابوني : وسماعها صحيح سمع منها جماعة من أصحابنا (1).
(1) تكملة إكمال الإكمال 252 والأعلام 3: 238 .
149 ) عائشة القرطبية (000_ 400 هـ= 000_ 1010 م )
عائشة بنت أحمد بن محمد بن قادم : أديبة ، شاعرة ، من أهل قرطبة . لم يكن في زمانها من حرائر الأندلس من يعادلها فهماً وعلماً وأدباً وفصاحةً وشعراً . كانت تمدح ملوك الأندلس وتخاطبهم بما يعرض لها منحاجة ، ولا ترد لها شفاعة عندهم . وكانت حسنة الخط ، تكتب المصاحف . وعنيت بجمع الكتب ، فكانت لها خزانة كبيرة وماتت عذراء لم تتزوج (1) .
(1) الدر المنثور 292 والمغرب والصلة 630 والأعلام 3 : 240 .
150 ) عائشة بنت سعد ( 33 _ 117 هـ= 653 _ 735 م )
عائشة بنت سعد بن أبي وقاص : من ثقات راويات الحديث . من بني زهرة . كانت إقامتها في المدينة . رأت ستاً من أمهات المؤمنين . وأخذ عنها عدد من العلماء(1) .
(1) تاريخ الإسلام 4 :262 والأعلام 3: 240.
151 ) عائشة بنت طلحة ( 000 _101 هـ= 000 _ 719م)
عائشة بنت طلحة بن عبيد الله : من بني تيم بن مرة : أديبة ، عالمة بأخبار العرب ، فصيحة . أمها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق . وخالتها عائشة أم المؤمنين ، وكانت أشبه الناس بها . كانت لاتستر وجهها ، فعاتبها زوجها (مصعب بن الزبير ) في ذلك ، فقالت : إن الله قد وسمني بميسم جمال أحببت أن يراه الناس فما كنت لأستره ، ووالله مافي وصمة يقدر أن يذكرني بها أحد . وقتل مصعب عنها ، فتزوجها عمر بن عبيد الله التيمي ، ومات عنها (سنة 82 هـ) فتأيمت بعده ، وخطبها جماعة فردتهم . وكانت تقيم بمكة سنة ، وبالمدينة سنة ، ولها فيه قصر . ووفدت على هشام بن عبد الملك ، فبعث إلى مشايخ بني أمية أن يسمروا عنده ، فما تذاكروا شيئاً من أخبار العرب وأشعارهم إلا أفاضت معهم فيه ، وما طلع نجم ولاغار إلا سمته . أخذت ذلك عن خالتها عائشة . وأخبارها مع الشعراء كثيرة ولعمر بن أبي ربيعة غزل بها (1) .
(1) الأغاني 10 : 51 _58 والعقد : طبعة لجنة التأليف 6 :109 _ 110 و140 والدر المنثور 283 وفي أعلام النساء 2 : 885 جملة من أخبارها والأعلام 3: 240.
152 ) عائشة أم المؤمنين ( 9ق هـ _ 58 هـ = 613 _ 678م)
عائشة بنت أبي بكر الصديق عبدالله بن عثمان ، من قريش : أفقه نساء المسلمين وأعلمهن بالدين والأدب . كانت تكنى بأم عبد الله . تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية بعد الهجرة ، فكانت أحب نسائه إليه ، وأكثرهن رواية للحديث عنه . ولها خطب ومواقف . ما كان يحدث لها أمر إلا أنشدت فيه شعراً . وكان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض فتجيبهم . وكان (مسروق) إذا روى عنها يقول : حدثتني الصدّيقة بنت الصدّيق . وكانت ممن نقم على ((عثمان)) عمله في حياته، ثم غضبت له بعد مقتله ، فكان لها في هودجها ، بوقعة الجمل ، موقفها المعروف . وتوفيت في المدينة . روي عنها 2210 أحاديث . ولبد الدين الزركشي كتاب (( الإجابة لما استدركته عائشة على الصحابة _ ط )) ولسعيد الأفغاني (عائشة والسياسة _ ط ) ولزاهية مصطفى قدورة ( عائشة أم المؤمنين _ ط ) (2) .
(2) الإصابة :كتاب التساء ت701 وكشف النقاب _ خ . والسمط الثمين 29 وطبقات ابن سعد 8 :39 والطبري 3: 67 وفيه تفصيل حديث الإفك . وذيل المذيل 70 وأعلام النساء 2 :760 وحلية الأولياء 2 :43 وتاريخ الخميس 1 : 475 والدر المنثور 280 وصبح الأعشى 5 : 435 ومنهاج السنة 2 : 182 _ 186 و192 _198 والأعلام 3: 240.
153 ) عائشة التيمورية ( 1256 _ 1320 هـ = 1840 _ 1902م )
عائشة عصمة بنت إسماعيل (باشا) ابن محمد كاشف تيمور : شاعرة ، أديبة ، من نوابغ مصر . كانت تنظم الشعر بالعربية والتركية والفارسية . مولدها ووفاتها في القاهرة .تزوجت بمحمد توفيق (بك ) الإسلامبولي ، فانتقلت معه إلى الآستانة سنة 1271 هـ . وتوفي والدها سنة 1289 هـ ، وبعده زوجها سنة 1292 هـ .وعادت إلى مصر ، فعكفت على الأدب ، ونشرت مقالات في الصحف ، وعلت شهرتها . لها ( حلية الطراز _ط ) وهو ديوان شعرها العربي ، و(نتائج الأحوال _ط ) في الأدب ، و(كشوفة_ ط) ديوان شعرها التركي . وهي شقيقة أحمد تيمور باشا(1) .
(1) تاريخ الأسرة التيمورية 85 والدر المنثور 203 وبلاغة النساء 86 ومشاهير الكرد 2: 239 ومعجم المطبوعات 1256( و724 : 2 . s . Brock ) والأعلام 3: 240.
154 ) عائشة بنت علي (000 _ 739 هـ= 000 _ 1338م)
عائشة بنت علي بن عمر بن شبل الصنهاجي الحميري : عالمة بالحديث . روته، وحدثت بالكثير . قال ابن حجر العسقلاني حدثنا عنها بالسماع أبو المعالي الأزهري وغيره . توفيت بمصر (1) .
(1) الدر الكامنة 2 : 237 والأعلام 3: 240.
155 ) الصالحية ( 000 _ 697 هـ = 000 _ 1298م)
عائشة بنت عيسى بن عبد الله بن أحمد ابن محمد بن قدامة : مسندة ، عابدة.من أهل ((الصالحية)) في دمشق ، وإليها نسبتها . اشتهرت بعلم الحديث (1) .
(1) القلائد الجوهرية 310 والأعلام 3 : 241 .
156 ) عائشة بنت محمد بن عبد الهادي المقدسي ، (723-816 هـ 1323-1413م)
أم محمد : سيدة المحدثين في عصرها ، بدمشق . وبها مولدها ووفاتها . قرأت صحيح البخاري على الحافظ الحجار . وروي عنها ابن حجر ، وقرأ عليها كتباً عديدة . وانفردت في آخر عمرها بعلم الحديث . وكانت سهلة الأسلوب في التعليم والأقراء ، قال الصفدي : كانت أسند أهل الأرض في عصرها(1) .
(1) الضوء اللامع12 : 81 والقلائد الجوهرية 287 والسحب الوابلة _خ والأعلام 3 : 241 .
157 ) عائشة الباعونية ( 000 _ 922 هـ =000 _ 1516م)
عائشة بنت يوسف بن أحمد بن ناصر الباعوني ، أم عبد الوهاب : شاعرة أديبة فقيهة ، نسبتها إلى باعون ( من قرى عجلون ، في شرقي الأردن ) ومولدها ووفاتها في دمشق . تلقت اللغة والأدب . ورحلت إلى مصر سنة 919 هـ فمدحت المقر الأشرفي بقصيدة ، وعادت . وزارت حلب بالسنة التي توفيت بآخرها (922هـ) . لها (بديعية _ ط) شرحتها شرحاً حسناً ، و( الفتح الحقي من منح التلقي ) يشتمل على كلمات نحت بها منحى الصوفية ، و(الملامح الشريفة في الآثار اللطيفة ) إشارات صوفية ، و( در الغائص في بحر الخصائص _خ ) منظومة رائية ، و( الإشارات الخفية في المنازل العلية) أرجوزة في التصوف ، و ( فيض الفضل _ خ ) بخطها في التيمرية ، بدار الكتب ، ديوان ، و( المورد الأهنى في المولد الأسنى _ ط ) باسم ( مولد النبي للباعونية ) (1).
(1) المجموعة التاجية . در الحبب مخطوطان . ومجلة المجمع العلمي العربي 16 : 66 والكواكب السائرة 1 : 287 وفيه : أنها ( حملت إلى القاهرة ، فتالت من العلوم حظاً وافراً ، وأجيزت بالإفتاء والتدريس ) وشذرات الذهب 8 : 111 والدر المنثور 293 والأعلام 3 : 241 .
158 ) عاتكة بنت زيد ( 000 _ نحو 40 هـ = 000 _ نحو 660 م)
عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل القرشية العدوية : شاعرة صحابية حسناء ، من المهاجرات إلى المدينة . تزوجها عبد الله بن أبي بكر الصدّيق . ومات ، فرثته بأبيات ، منها :
( فآليت لاتنفك عيني حزينة عليك ولاينفك خدي أغبرا )
وتزوجها عمر بن الخطاب ، وهو ابن عمها ، فاستشهد ورثته ، فتزوجها الزبير بن العوام، وقتل ، فرثته . وخطبها علي بن أبي طالب فأرسلت إليه : إني لأضن بك عن القتل . وبقيت أيماً إلى أن توفيت (1) .
(1) الاستيعاب . والإصابة : كتاب النساء :ت695 والتبريزي 3 : 70 و72 وحسن الصحابة 104 و294 و295 وخزانة البغدادي 4 : 351 والعيني 2: 278 ويلاحظ أن أكثر الروايات في قولها : ( خدي أغبرا ) هو ( جلدي أغبرا ) والأعلام 3 : 242 .
159 ) عاتكة بنت عبد المطلب ( 000 _ 000 = 000 _000)
عاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم : شاعرة ، لها في ديوان ( الحماسة ) أبيات مختارة . وهي من عمات النبي صلى الله عليه وسلم . اختلف في إسلامها ، والثابت أنها كانت يوم وقعة بدر ( سنة 2هـ _ 624م) بمكة ، مع مشركي قريش . وقال ابن سعد : اسلمت بمكة وهاجرت إلى المدينة (1).
(1) التبريزي 2 :130 والمحبر 166 و406 والإصابة : كتاب النساء ت695 والدر المنثور 319 وطبقات ابن سعد 8 : 29 والعيني 3 : 11 والأعلام 3 : 242
160 ) عاتكة (000 _ 000 = 000 _ 000)
عاتكة بنت هلال بن فالج بن ذكوان ابن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور : أم عبد مناف . من جدات النبي صلى الله عليه وسلم من بني سليم . وفي الحديث يوم حنين : أنا ابن العواتك من سليم قلت : والعواتك من سليم ، ثلاث _ كما في القاموس _ إحداهن هذه ، والثانية ( عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان أم هاشم بن عبد مناف ) . والثالثة : عاتكة بنت الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج : أم وهب بن عبد مناف بن زهرة أبي آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم فالأولى من العواتك ، عمة الوسطى ، والوسطى عمة الثالثة ، قال شارح القاموس : وبنو سليم تفتخر بهذه الولادة . قلت : والعواتك من جدات النبي صلى الله عليه وسلم تسع وقيل اثنتا عشرة . منهن الثلاث المتقدم ذكرهن (1) .
(1) انظر التاج 7: 159 والأعلام 3 : 242 .
161 ) عبلة (000 _000 = 000 _ 000)
عبلة بنت عبيد بن نافل بن قيس ، من بني زيد مناة ، من تميم : أم جاهلية . كانت زوجة عبد شمس بن عبدمناف القرشي . وبنوه منها يقال لهم العبلات (بفتح الباء) وكانوا من أهل مكة . وهم ثلاث بطون : أمية : وعبد أمية ، ونوفل (1) .
(1) نهاية الأرب 126 والباب 2 : 116 والأعلام 4: 188 .
162 ) العروضية ( 000 _ 450هـ= 000 _ 1058م )
العروضية ، مولاة أبي المطرف عبد الرحمن ابن غلبون الكاتب : أديبة أندلسية . غلب عليها لقب العروضية لبراعتها في العروض ، حتى نسي اسمها . وكانت تحفظ أمالي القالي والكامل للمبرد وتشرحهما . سكنت بلنسية وتوفيت في دانية (1).
(1) الدر المنثور 331 ونفح الطيب ، طبعة بولاق 2 : 1078 والأعلام 4: 226 .
163 ) عريب المأمونية ( 181 _ 277 هـ = 797 _ 890 م)
عريب المأمونية : شاعرة ، مغنية ، أديبة ، من أعلام العارفات بصنعة الغناء والضرب على العود . قيل : هي بنت جعفر بن يحيى البرمكي . ولدت ببغداد ونِشأت في قصور الخلفاء من بني العباس ، وأعجب بها المأمون فقربها حتى نسبت إليه وقيل : سرقت لما نكب البرامكة ، وهي صغيرة فاشتراها الأمين ، ثم اشتراها المأمون . قال ابن وكيع : ما رأيت امرأة أضرب من عريب ولا أحسن صنعة ولا أحسن وجهاً ولا أخف روحاً ولا أحسن خطاباً ولا أسرع جواباً ولا ألعب بالشطرنج والنرد ولا أجمع لخصلةً حسنة . يقال: إنها صنعت ألف صوتفي الغناء . ماتت بسامراء . وأخبارها في الأغاني وغيره كثيرة. ولغنائها ( ديوان ) مفرد (1) .الأغاني 18 : 175 وابن الأثير : حوداث سنة 277 هـ والدر المنثور 331 ونزهة الجليس 1 : 300 والمستطرف من أخبار الجواري 37 والأعلام 4 : 227 و 228 .
164 ) عزة (000 _ 85هـ= 000 _ 704 م)
عزة بنت حميل ( بالحاء ، مصغراً) بن حفص بن أياس الحاجبية الغفارية الضمرية : صاحبة الأخبار مع (كثير) الشاعر . كانت غزيرة الأدب ، رقيقة الحديث ، من أهل المدينة . انتقلت إلى مصر ، في أيام عبد الملك بن مروان ، فأمر بإدخالها على حرمه ليتعلمن من أدبها . يقال : إنها دخلت على أم البنين ( أخت عمر بن عبد العزيز ، وزوجة الوليد بن عبد الملك ) فقالت لها أم البنين : أرأيت قول كثير :
(قضى كل ذي دين فوفى غريمه وعزة ممطول معنى غريمها )
ما كان ذلك الدين ؟ قالت وعدته قبلة وتحرجت منها . فقالت أم البنين : أنجزيها وعلي أثمها ! وماتت في مصر في أيام عبد العزيز بن مروان (1) .
(1) سمط الآلي 698 وابن خلكان ، في ترجمة كثير . والتاج 7: 290 في مادة (حمل) والأعلام4: 229 و230.
165) عزة الميلاء (000_نحو 115 هـ = 000 _ نحو 733م)
عزة الميلاء : أقدم من غنى غناءاً موقعاً في الحجاز . كانت تضرب بالعيدان والمعازف . إقامتها بالمدينة ، وهي مولاة للأنصار . وكانت وافرة السمن ، جميلة الوجه ، لقبت بالميلاء لتمايلها في مشيتها . سمعها معبد المغني وحسان بن ثابت الشاعر . وزارها النعمان بن بشير الأنصاري في بيتها ، وسمع غناءها في أيام يزيد بن معاوية وابن الزبير ، وقال فيها :( إنها لمن يزيد النفس طيباً والعقل شحذاً ) وكان عبد الله بن جعفر ةابن أبي عتيق وعمر ابن أبي ربيعة يزورونها في منزلها فتغنيهم . وويقال إن ابن سريج كان في حداثة سنه يأتي المدينة ليسمعها ويتعلم غناءها . وسئل من أحسن الناس غناءاً؟ فقال : مولاة الأنصار . قال طويس : ( هي سيدة من غنى من النساء مع جمال بارع وخلق كريم وإسلام لايشوبه دنس ، تأمر بالخير وهي من أهله وتنهى عن السوء وهي مجانبة له ) وكانت من أظرف الناس وأعلمهم بأمور النساء ، ولها في ذلك أخبار (1) .
(1) الأغاني طبعة الدار 1: 378 ثم 3 : 13 ثم 6: 202 ثم 11: 17 وأعلام النساء 2: 1013 والطرب عند العرب لعبد الكريم العلاف 19 والدر المنثور 341 ولم يوجد من ذكر تاريخ وفاتها ، غير أن القول بزيارة (معبد) لها وقد أسنت ، وهو المتوفى سنة 126هـ ، والقول بأن ( ابن محرز) تعلم الضرب منها ، وهو النتوفي سنة 140هـ يرجح أنها مات في العشر الثاني من المئة الثانية والأعلام 4 :230
166 )عصمت محسن ( 1316 _ 1393 هـ= 1898 _ 1973م)
عصمت بنت حسن محسن بن حسن الإسكندراني : أديبة ، رحالة ، محسنة . من أهل الإسكندرية استشهد جدها حسن في واقعة القرم بين تركياو روسيا (1854 وكان جنرالاً بحرياً في الأسطول المصري . ونشأت هي محبة للبحرية وللأسفار فقامت برحلات متتابعة في خلال 18 عاماً استقرت بعدها مدة في باريس . ولقبت ببنت بطوطة وبأم البحرية وكتبت مقالات كثيرة بأمضاءات مستعارة في مجلة (الثقافة) بالقاهرة (1946 _1947) ونشرت من تأليفها ( أحاديث تاريخية ) طبع سنة 1940 و( من تاريخ هارون الرشيد والبرامكة) 1943 و ( فينيقيا) 1945 و ( صفحات من تاريخ البحرية المصرية في عهد محمد علي ) 1947 و (بطولة قرصان) 1952 و( معركة نفارين) 60 ولها كتابان آخران لم يطبعا ، هما (مذكرات تكميلية) و (سيف الدولة) وكانت تحسن عدة لغات ، منها الفرنسية ، ولها فيها مؤلفات ومقالات ، وقبل وفاتها أوصت بما تملك للقوات البحرية كما أهدت إلى الأسطول المصري السفينة الحربية (مصر) التي اشتركت عام 1948 في حرب فلسطين (1) .
(1) من بحث ممتع للأستاذ نقولا يوسف في مجلة الأديب يناير 1975 والأعلام 4 :234.
167) عفيفة الأصبهانية (516 _ 606 هـ= 1122_1209م)
عفيفة بنت أحمد بن عبد الله ، الفارقنية الأصبهانية : فاضلة ، كانت لها شهرة في الحديث و الفقه . وهي آخر من روى عن عبد الواحد صاحب أبي نعيم . قال الحافظ المنذري : لها إجازات عالية من أهل أصبهان وبغداد ، يقال : إنه أكثر من خمسمئة شيخ (1) .
(1) شذرات الذهب 5 : 19 والتكملة لوفيات النقلة _خ الجزء الثلث والعشرون و الأعلام 4: 239 .
168 ) الشرتونية (1303 _ 1323هـ = 1886 _1906م)
عفيفة بنت سعيد بن عبد الله الخوري الشرتوني : كاتبة ، لها معرفة بالأدب .ولدت وتعلمت في بيروت . ثم تزوجت وقامت مع زوجها برحلة إلى مدينة(بارا) من أعمال البرازيل ، فتوفيت فيها وقد جمعت مقالانها ومقالات أخت لها اسمها أنيسة في كتاب سمي (نفحات الوردتين _ ط (1) .
(1) مجلة فتاة الشرق 5: 83 والأعلام 4: 239 .
169 ) عفيفة كرم (1300 _1342هـ= 1833_1924م)
عفيفة بنت يوسف كرم : كاتبة. ولدت بعمشيت (لبنان) وتعلمت عند الراهبات ، وتزوجت بكرم حنا صالح سنة 1897م ، وسافرت معه إلى لويزيانا (في الولايات المتحدة) واغتنيا. وأولعت بكتابة المقالات ، فكان صاحب جريدة (الهدى) النيوركية يصلح لها ما تكتب . ثم أصدرت مجلة (العالم الجديد ) سنة 1912م، فاستمرت سنتين . وهي أول ما ظهر من المجلات العربية النسائية في الأقطار الأمريكية . وألفت روايات ، منها (غادة عمشيت_ ط) وترجمة إلىالعربية (ملكة اليوم_ ط) (1).
(1) نثار الأفكار2: 5 وأعلام النساء 1043 ووالنبوغ اللبناني1: 335 وفيه أنها من (كفر شيما) والأعلام 4: 239 .
170) علم الآمرية (000 _ نحو 353هـ=000_نحو1140م)
علم ، جهة مكنون ، زوجة الخليفة الآمر بأحكام الله : محسنة ، من سكان مصر . من آثارها ( مسجد الأندلس ) شرقي القرافة الصغرى بالقاهرة ، جددت عمارته سنة 526 هـ ؛ و(رباط الأندلس) بجانب مسجد الأندلس ، جعلته برسم العجائز والأرامل . وكانت ترسل الصلات والعطايا إلى أرباب البيوت والمستورين . وعرفت بجهة مكنونلاختصاص مكنون الملقب بالقاضي بخدمتها (1).
(1) المقريزي 2: 446 و454 والأعلام 4 : 248 .
171) الحرة علم ( 000 _545هـ=000_1150م)
علم ، أم فاتك بن منصور بن فاتك ابن جياش بن نجاح، الملقبة بالملكة الحرة: ملكة يمانية. كانت جارية مغنية ، اشتراها منصور بن فاتك سنة 517هـ، وهو يومئذ ملك زبيد وما حولها . فولدت له فاتكاً ، وحظيت عنده . وكانت عاقلة حكيمة كثيرة الحج، موفقةللخير ، فجعل لها تدبير مملكته ، لايبرم أمراً دونها ، فنهضت بها ، وعوجلت بمقتل زوجها بالسم ، وولي الملك ابنها فاتك ، وهو طفل ، واستبد بها قاتل زوجها ، فقتل بالسم أيضاً ( سنة 524هـ) فعادت إليها أمور الدولة . واستوزرت قائداً اسمه زريق الفاتكي ( نسبه إلى فاتك بن جياش ) فلم تحمد سياسته ، فاستقال ، فاستوزرت آخر اسمه مفلح الفاتكي ويلقب بأبي منصور ، وكان من القواد وفيه حزم وشجاعة ، فضبط الأمر مدة ، ثم حسده بعض أقرانه من عبيد الحرة ، فقاتلوه وقاتلهم إلى أن مات ( سنة 529 هـ) وتولى الوزارة قائد من العبيد اسمه سرور . واحتال أحدهم على ابنها السلطان فقتله بالسم ( سنة 531 هـ) واستمرت تملك ولاتحكم إلى أن توفيت في زبيد ، وهي آخر من ولي ملكاً في اليمن من دولة آل نجاح (1).
(1) العسجد المسبوك _ خ . وقرة العين في أخبار اليمن الميمون _خ وفيه : كانت من أهل العقل والدين ، تجل الفقهاء والعباد ، تحج بأهل اليمن براً وبحراً فيامنون بخفارتها من الأخطار والمكوس والأعلام 4: 248 .
172) أم خارجة ( 000 _ 000=000_000)
عمرة بنت سعد بن عبد الله بن قداد بن ثعلبة البجلية : من شريفات النساء في الجاهلية يضرب بها المثل في سرعة الزواج . ذكرها ابن حبيب في باب ( النسوة اللواتي كانت إحداهن إذا اصبحت عند زوجها كان أمرها إليها إن شاءت أقامت وأن شاءت تركته وذلك لشرفهن وقدرهن) ثم أورد أسماء ثمانية من الأزواج اغلذين تعاقبوا عليها . وقال الميداني : كانت ( ذواقة) تتطلق الرجل إذا جربته وتتزوج آخر ، فتزوجت نيفاً وأربعين زوجاً . من نسلها بطون كثيرة ، سمى بعضها ، وقال المبرد : ولدت في العرب ، في نيف وعشرين حياً . وقال حمزة : كانت علامة ارتضائها الزوج أن تصنع له طعاماً في صباح ليلة الزواج (1) .
(1) المحبر لابن حبيب 398 و436 ومجمع الأمثال 1 : 235 والأعلام5: 71 .
173) عمرة النجارية ( 21 _ 98هـ=642 _ 716م)
عمرة بنت عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة بن عدس ، من بني النجار : سيدة نساء التابعين . فقهية ، عالمة بالحديث ثقة . من أهل المدينة . صحبت عائشة أم المؤمنين ، وأخذت الحديث عنها . كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن محمد : انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سنة ماضية أو حديث عمرة ، فاكتبه ، فأني خشيت دروس العلم وذهاب أهله (1) .
(1) تهذيب التهذيب 12 : 438 ودول الإسلام 1 :50 وخلاصة تهذيب الكمال 425 وطبقات ابن سعد 8 353 والأعلام 5: 72 .
174) عمرة بنت الخنساء (000 _ 48هـ= 000_668م)
عمرة بنت مرداس بن أبي عامر السلمي . أمها الخنساء : شاعرة كأمها . كان لها أخوان ( يزيد ، و العباس) فقتل يزيد بثأر قيس بن الأسلت ، ومات العباس في الشام (سنة16هـ) فجعلت ترثيهما وتندبهما ، فأشبه حديثها حديث أمها من قبلها . وقد اختار أبو تمام بعض شعر عمرة في ديوان الحماسة (1) .
(1) التبريزي 3: 69والدر المنثور 352 والأعلام 5: 72 .
175 ) عمرة بنت النعمان (000_ 67هـ = 000_ 687م)
عمرة بنت النعمان بن بشير الأنصارية : امرأة المختار الثقفي . كانت من ذوات الأدب والحسب والنسب . ولما قتل (المختار ) جيء بها إلى مصعب بن الزبير ، فسألها عما تقول في زوجها ، فأثنت عليه ، فحبسها مصعب وكتب إلى أخيه أنها تزعم نبّوة المختار ، فأمره بقتلها ، فقتلها ليلاً ، بين الكوفة والحيرة . وللشعراء في قتلها كلام (1) .
(1) ابن الأثير : حوداث سنة 67هـ . والطبري 7: 158 والدر المنثور 353 والأعلام 5: 72 .وفيهما أبيات لعمر بن أبي ربيعة في مقتلها ، آخرها البيت السائر :
(كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جر الذيول )
175) عنان الناطفية (000_226هـ=000_841م)
عنان الناطفية : شاعرة مستهترة، من أذكى النساء وأشعرهن . كانت جارية لرجل يدعى (الناطفي) من أهل بغداد . وهي من مولدات اليمامة ، وقيل المدينة ، اشهترت ببغداد . وكان العباس بن الأحنف يهواها ، لها أخبار معه ومع أبي نواس وغيرهما. ماتت بخراسان . قال أبو علي القالي: عنان الشاعرة اليمامية ، كانت بارعة الأدب ، سريعة البديهة ، وكان فحول الشعراء يساجلونها فتنتصف منهم . وأخبارها مدونة . وفي المستطرف من أخبار النساء (38_47 ) أنها خرجت إلى مصر حين (أعتقت) وماتت (1) .
(1) أخبار أبي نواس لابن منظور1: 34 و 35 و137 و212 والأغاني : طبعة الدار 11: و286و 287 والنجوم الزاهرة 2: 247 وفيه : ( بيعت بعد موت الناطفي بمئة وخمسين ألف درهم ) وكتاب الورقة 39 وفيه ( اشتراها عبد الملك بن صالح الهاشمي من الناطفي ) والنويري 5 : 75 _79 وفيه ما خلاصته أن رجلاً اشتراها بعد موت الناطفي بمئتين وخمسين ألف درهم ، وأولدها ولدين وخرج بها إلى خراسان ، فمات هناك وماتت بعده . وفي الكنز المدفون 46 (كتبت عنان على عصابتها بالذهب : ( ليس في العشق مشورة) وفي سمط اللآلي 500 ( اشتراها الرشيد ، بعد موت الناطفي ، في سوق من يزيد، وعليها رداء رشيدي ، ومسرور الخادم يتزايد فيها مع الناس، بمائتي ألف وخمسين الفاً ، وأولدها الرشيد ولدين ماتا صغيرين ) والأعلام5 : 72 .
176) غالية الوهابية (000_1229هـ=000_1814م)
غالية ، من عرب البقوم : سيدة من بادية مابين الحجاز ونجد ، اشتهرت بالشجاعة ، ونعتت بالأميرة . كانت أرملة رجل من أغنياء (البقوم) من سكان (تربة ) على مقربة من الطائف ، من جهة نجد . وكان أهل تربة أسبق أهل الحجاز إلى موالاة نجد، واتبعوا مذهب (الحنابلة) الذين سماهم الترك ثم الإفرنج بالوهابية . ولأهل تربة مواقف معروفة فيما كان من الحروب بين النجديين والترك والهاشميين . قال محمود فهمي المهندس في كتابه( البحر الزاخر) واصفاً بطولة امرأة عربية في حرب (الوهابيين) سنة 1812م(1227هـ) ما خلاصته : ( لم يحصل من قبائل العرب القاطنين بقرب مكة مقاومة أشد مما أجراه عرب البقوم (1) في تربة ، وكان قد لجأ إليها معظم عسكر الشريف غالب ، وقائد العربان في ذلك الوقت امرأة أرملة ، اسمها غالية كان زوجها أشهر رجال هذه الجهة وكانت هي على غاية من الغنى ، ففرقت جميع أموالها على فقراء العشائر الذين يرغبون في محاربة الترك واعتقد المصريون أنها ساحرة ! وأن لها قدرة على اخفاء رؤساء الوهابيين عن أعين المصريين . ففي أوائل نوفمبر 1813م( ذي الحجة 1228هـ) سافر طوسون من الطائف و معه 2000 نفس للغارة علىتربة وأمر عساكره بالهجوم ، وكان العرب محافظين على أسوار المدينة بشجاعة ، ومستبشرين بوجود غالية معهم ، وهي المقدمة عليهم ، فصدوا طوسون وعساكره ، واضطر هؤلاء إلى ترك خيامهم وسلاحهم ، وقتل منهم في ارتدادهم نحو سبعمائة نفس ، ومات كثيرون جوعاً وعطشاً ، وكانت النتيجة النتظرة لهذا الفشل أن يموت جميع العساكر لولا أن توماس كيث مع شرذمة من الخيالة استردوا مدفعاً وحفظوا به خط الرجعة . وتعطلت بعد ذلك الإجراءات الحربية ثمانية عشر شهراً ) . وقال مؤرخ مصر ( الجبرتي ) في حوداث صفر 1229هـ : ( وفي ثانيه وثل مصطفى بك أمير ركب الحجاج إلى مصر ، وسبب حضوره أنه ذهب بعساكره وعساكر الشريف من الطائف إلى ناحية تربة ، والمتأمر عليها امرأة ، فحاربتهم ، وانهزم منها شر هزيمة ، فحنق عليه الباشا وأمره بالذهاب إلى مصر مع المحمل ) وقال أيضاً في حوداث جمادى الأولى 1229هـ : ( في رابعه وصلت هجانة من ناحية الحجاز ، وأخبر المخبرون أن طوسون باشا وعابدين بيك ركبا بعساكرهما على ناحية تربة التي بها المرأة التي يقال لها غالية ، فوقعت بينهم حروب ، ثمانية أيام ، ثم رجعوا منهزمين لم يظفروا بطائل (1) .
(1) مجلة الزهراء 1: 118 والبحر الزاخر1: 183 والجبرتي 4: 202 و206 ولم يوجد في مؤرخي كتب نجد والحجاز ذكر لصاحبة الترجمة والأعلام 5: 116 .
177 ) غزالة (000_77هـ=000_696م)
غزالة ، امرأة شبيب بن يزيد بن نعيم الشيباني الحروري: من شهيرات النساء في الشجاعة والفروسية . ولدت في الموصل ، وخرجت مع زوجها على عبد الملك بن مروان سنة 76هـ ، أيام ولاية الحجاج في العراق ، فكانت تقاتل في الحروب قتال الأبطال . قال أيمن بن خريم :
( أقامت غزالة سوق الضراب لأهل العراقين شهراً قميطاً )
أي شهراً كاملاً . وأشهر أخبارها فرار الحجاج منها في إحدى الوقائع أو تحصنه منها حين أرادت دخول الكوفة. وقد عيره بذلك الشعراء ، قال عمران بن حطان ، يخاطبه :
( أسد علي ّ وفي الحروب نعامة ربداء تجفل من صفير الصافر
هلا برزت إلى غزالة في الوغى بل كان قلبك في جناحي طائر )
قتلها خالد بن عتاب الرياحي في معركة على أبواب الكوفة قبيل غرق زوجها شبيب (1).
(1) رغبة الآمل من كتاب الكامل للمبرد 6:154 والنقائض ، طبعة ليدن 74 وابن خلكان 1 :223 في ترجمة شبيب . والكامل لابن الأثير 4: 165 والنجوم الزاهرة 1: 195 و 196 وفي خطط المقريزي 2 : 355 انفرد (الشبيبة) أتباع شبيب بن يزيد عن غيرهم ، بجواز إمامة المرأة وخلافتها ، واستخلف شبيب ( غزالة) فدخلت الكوفة وقامت خطيبة ، وصلت الصبح بالمسجد الجامع فقرأت في الركعة الأولى بالبقرة ، وفي الثانية بآل عمران والأعلام 5: 118 .
178) الغيطلة (000_000=000_000)
الغيطلة بنت مالك بن الحارث بن عمرو بن الصعق ، من بني مرة ، من كنانة : كاهنة ، عرفت في الحجاز قبيل الإسلام . ونقلت عنها سجعات فسرت بأنها تنبأت بما أصاب بنيس كعب بن لؤي ، بالشعب، في وقعتي بدر وأحد . وهي زوجة سهم بن عمرو بن هصيص ، يقال لبنيها منه ( الغياطل ) وقيل : هي من بني سهم (1) .
(1) الروض الأنف 1: 137 وسيرة ابن هشام ، في هامش الروض الأنف . وتاج العروس: في مستدركاته على مادة (غطل) والأعلام5: 124 .
179 ) أم هانئ (000_ بعد 40 هـ=000_ بعد 661م)
فاختة بنت أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمية القرشية ، المشهورة بأم هانئ : أخت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وبنت عم النبي صلى الله عليه وسلم اختلف المؤرخون في اسمها : فاختة ، أو عاتكة ، أو فاطمة ؛ والأشهر الأول . وكنى عنها زوجها هبيرة ابن أبي وهب المخزومي ، في أبيات له ، بـ ( هند ) وأول الأبيات :
( أشاقتك ( هند ) أم نآك سؤالها كذاك النوى أسبابها وانفتالها )
فسماها بعض مترجميها هنداً . أسلمت عام الفتح بمكة ، هرب زوجها إلى نجران ، ففرق الإسلام بينهما ، فعاشت أيماً . وماتت بعد أخيها (علي) . وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم 46 حديثاً (1).
(1) الإصابة : كتاب النساء : ت1102 و 1532 والاستيعاب : بهامش الإصابة 4: 479 وخلاصة تذهيب الكمال 430 ونسب قريش 39 وأعلام النساء 3: 1122 والأعلام 5: 126 .
180 ) بنت طريف ( 000_ نحو 200هـ= 000_ نحو 815م)
الفارعة ( أو فاطمة ، وقيل ليلى) بنت طريف بن الصلت ، التغلبية الشيبانية: شاعرة ، من الفوارس . كانت تركب الخيل وتقاتل ، وعليها الدرع والمغفر . وهي أخت (الوليد بن طريف) الخارجي . اشتهرت بقصيدة لها في رثائه ، وتقول فيها :
(أيا شجر الخابور مالك مورقاً كأنك لم تجزع على ابن طريف!)
قال ابن خلكان : كانت تسلك سبيل الخنساء في مراثيها لأخيها صخر(1) .
(1) النجوم الزاهرة 2: 95 وجمهرة الأنساب 289 والوفيات ، في ترجمة الوليد 2: 179 وفي مجلة لغة العرب 8: 92 مقال في ما ورد بقصيدتها من الأعلام والأعلام 5: 128 .
181) بنت البطائحي ( 625 _ 711هـ=1228_1311م)
فاطمة بنت إبراهيم بن محمود بن جوهر البعلبكي المعروف بالبطائحي : محدثة دمشقية . سمعت صحيح البخاري من ابن الزبيدي مرات ، وسمعت صحيح مسلم من ابن الحصيري . وأخذ عنها السبكي وغيره . وكانت صالحة مسندة . توفيت ودفنت بقاسيون (1) .
(1) شذرات6: 28 والدرر3: 220 وفيه (البطائيحي) والتصحيح من خطها . والدارس 2: 90 وسماها (فاطمة بنت جوهر) نسبة إلىجدها والأعلام 5: 129 .
182) أم كلثوم ( 1316 _ 1395هـ = 1898 _ 1975م)
فاطمة ( أم كلثوم) بنت إبراهيم السيد البلتاجي : أعظم مغنية في نصف قرن من الزمن ، ولعلها لم يجئ مثلها من زمن بعيد . ولدت في قرية ( طماي الزهايرة ) التابعة للسنبلاوين في الدقهلية ، بمصر وكان أبوها أمام القرية، ومنشد التواشيح في أعراسها . وتعلمت فيها المبادئ وحفظت القرآن . وصحبت أباها في أمسياته . وعرفتها القرى المجاورة واعتمرت بكوفية وعقال ورحلت إلى القاهرة ( 1920م) مع أبيها وأخ لها أكبر سناً منها اسمه خالد . وأعجب بصوتها الشيخ أبو العلا محمد ( من كبار الملحنين في أيامه) ولحن لها نحو 30 لحناً ، وبعده محمد القصبجي ( الملحن العواد) وفي 6/11 / 1922م ، أقامت أول حفل غنائي ، في حي الحسين . وكثيراً ما سمعت الناس ( سنة 1923م) يصيحون إذا لم يصل إليهم صوتها في أواخر القاعات : الأسطوانة فرغت ، أملأها يا عم إبراهيم ! وكان طرب الناس يومئذعلى الأسطوانات وتملأ بادارة نابضها ( زنبركها) باليد . وكانت جوقتها تتألف من خمسة أشخاص ، يسمونهم ( الأسماء الخمسة ) وأقبل الجمهور على سماعها وأدركت حجاتها إلى درس الفن فتتلمذت لأبي العلاء محمد وقرأت وحفظت كثيراً من الشعر العربي ولم تبعد عنها دواوين مهيار وابن الرومي والبحتري ، وتعلمت الفرنسية ، وتعرفت برامي ( سنة 1924م) وخليل مطران واسماعيل صبري وشوقي وبيرم التونسي ثم بمحمد عبد الوهاب (1925م) وتخلت عن العقال (1926م) وتناست موسيقى الموالد وموشحات المساجد وبلغت فرقتها 25 عازفاً ومساعداً بينهم القصبجي والشوا . ودخل المذياع القاهرة (1932م) وعمت شهرتها العالم العربي وامتدت إلى الغرب الأوربي . واقتيدت إلى المسرح فبرعت في فيلم وداد (1935م) وتزوجت (عام 1954م) بالدكتور حسن الحفناوي . وتلاقى تلحين محمد عبد الوهاب مع صوتها في أغنية أنت عمري (1963م) فكانت قمة الإبداع . قالت الممثلة الأمريكية فينيان وقد سمعتها في القاهرة : إنها معجزة من معجزات الدنيا . وكانت ( ليلة حب ) آخر ما غنت به أم كلثوم يوم 7/11/1972م ، وكان من مزاياها أنها قلما تلحَن ولا تحفظ من الشعر ما في كلماته ثقل على السمع أو تبذّل ، قال سعيد فريحة ، وكانت صلته وثيقة بها : إنها تحفظ عشرة آلاف بيت من الشعر . وكانت شدية المناقشة للزجالين والشعراء فيما يعرضون عليها للغناء به . أغانيها المسجلة نحو 400 طويلة وقصير . وأفلامها المسجلة ستة(1) .
(1) الصحف العالمية ، والحياة 19_22 محرم 1395هـ والأعلام5: 129 و130.
183) فاطمة بنت أحمد ( 597 _ 678هـ= 1200_ 1280م)
فاطمة بنت أحمد ابن السلطان صلاح الدين الأيوبي : من فضليات النساء . روت الفقه وشيئاً من الحديث ، واشتهرت في عصرها (1) .
(1) شذرات الذهب 5: 362 والأعلام 5: 130 .
184 ) فاطمة بنت أسد (000_ نحو5هـ= 000_ نحو 626م)
فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية : أول هاشمية ولدت خليفة . وهي أم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وإخوته. نشأت في الجاهلية بمكة . وتزوجت بأبي طالب (عبد مناف ابن عبد المطلب) وأسلمت بعد وفاته فكان النبي صلى الله عليه وسلم يزورها ويقيل في بيتها . ثم هاجرت مع أبنائها إلى المدينة وماتت بها فكفنها النبي صلى الله عليه وسلم بقميصه واضطجع في قبرها ، وقال : لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها وقبرها في البقيع ، كان تحت قبة عثمان*ابن عفان (1) .
(1) الاستيعاب ، بهامش الإصابة 4: 381 والإصابة : الرقم 731 قسم النساء ، ورحلة ابن رشيد في مجلة العرب 3: 510 والأعلام 5: 130 .
* وقد أزيلت هذه القبب والحمد لله[( زهير الشاويش)].
185) فاطمة الكاتبة ( 000_ 480هـ=000_ 1087م)
فاطمة بنت الحسن بن علي الأقرع ، أم الفضل : فاضلة ، اشتهرت بجودة الخط ، على طريقة ابن البواب . وكان خطها مما يجَّود عليه. قال الذهبي : وبكتابتها يضرب المثل ، وهي التي ندبت لكتابة (كتابة الهدنة ) إلى طاغية الروم من جهة الخلافة . وكانت تقول : كتبت ورقة لعميد الملك الكنري فأعطاني ألف دينار . وكان أبوها عطاراً من أهل بغداد . وتوفيت بها (1).
(1) الروضة الفيحاء _ خ. وسير النبلاء _خ . المجلد الخامس عشر . وشذرات الذهب 3: 365 والبداية والنهاية 12:134 وهي فيه ( فاطمة بنت علي ) والأعلام5: 130.
186) الشريفة فاطمة( 000_ بعد 860هـ=000_بعد 1456م)
فاطمة بنت الحسن ابن الأمام الزيدي الناصر لدين الله صلاح الدين محمد بن علي : من ملكات العرب والإسلام . يمانية . قامت بدعوة آبائها أئمة الزيديين ، فملكت صنعاء وأعمالها وانتقلت إلى ظفار ، فملكتها ، واستولت على صعدة ونجران . وتزوجها الإمام صلاح الدين ابن علي بن أبي القاسم ، واستقرت بصعدة . قال المؤرخ الضمدي في حوداث سنة 857 هـ : ( وفي هذه السنة أمرت الشريفة فاطمة بنت الحسن بقتل حسن ابن محمد مداعس ، خلف باب سويدان ، فقام أخوه عبد الله بثأره ، وجاء الإمام (الناصر ) فحاصر صعدة مدة ، وقبضها في شوال سنة 860 هـ ، واستولى الناصر على ممالك الشريفة ووزرائها وقيدهم وأرسلهم إلى صنعاء . ومن ذلك الوقت انتهت مملكة الشريفة المذكورة ، وقال في موضع آخر: ( ونقلها الناصر إلى صنعاء فماتت فيها ، وقبرها هناك (1) .
(1) العقيق اليماني للضمدي _ خ والأعلام 5: 130 .
187) فاطمة بنت الحسين ( 40_110هـ=660_728م)
فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : تابعية، من راويات الحديث . روت عن جدتها فاطمة مرسلاً ، وعن أبيها وغيرهما . ولما قتل أبوها حملت إلى الشام مع أختها سكينة ، وعمتها أم كلثوم بنت علي ، وزينب العقيلية ؛ فأدخلن على يزيد ، فقالت : يا يزيد أبنات رسول الله سبايا ؟! قال : بل حرائر كرام ، أدخلن على بنات عمك ، فدخلت على أهل بيته ، فما وجدت فيهن (سفيانية) إلانادبة تبكي . وعادت إلى المدينة فتزوجها ابن عمها ( الحسن بن الحسن ابن علي) ومات عنها ، فتزوجها عبد الله بن عمرو بن عثمان* ومات ، فأبت الزواج من بعده إلى أن توفيت . من كلامها:( ما نال أحد من أهل السفه بسفههم شيئاً ولاأدركوا من لذاتهم شيئاً إلا وقد ناله أهل المروآت فاستتروا بجميل ستر الله ) (1).
(1) طبقات ابن سعد 8: 347 وفيه خبر لها مع عبد الرحمن ابن الضحاك . ومقاتل الطالبيين 119 و120 و202 و237 وأعلام النساء3: 1144 والدر المنثور 361 والأعلام 5: 130 . * ابن عفان (زهير الشاويش) .
188) فاطمة بنت الخرشب (000_000= 000_000)
فاطمة بنت الخرشب الأنمارية ، من غطفان : منجبة جاهلية يضرب بها المثل : ( أنجب من فاطمة !) كانت امرأة زياد بن سفيان العبسي، وولدت له أربعة أبناء يوصفون بالكملة ، وهم : الربيع الكامل وقيس الحفاظ وعمارة الوهاب وأنس الفوارس (1).
(1) المحبر 398 و458 ومجمع الأمثال 2 : 205 وخزانة الأدب للبغدادي 3: 364 ورغبة الآمل 3: 44 وفيه : (الخرشب )، بضم الخاء والشين ، واسمه عمرو بن النضر بن حارثة بن طريف بن أنمار والأعلام 5: 130 و131 .
189 ) فاطمة بنت الخطاب (000_000=000_000)
فاطمة بنت الخطاب بن نفيل القرشية : صحابية ، من السابقات إلى الإسلام أسلمت قبل أخيها عمر ، وأخفت إسلامها عنه ، فدخل عليها فسمعها تتلو آيات من القرآن ، فضربها وشجها . والخبر معروف في إسلام عمر . وكانت زوجة لسعيد ابن زيد بن عمرو بن نفيل (1).
(1) ابن سعد 8: 195 والسيرة النبوية 1: 271 و367 و368 واسمها في جمهرة الأنساب 142 ( أميمة) وفي الإصابة :باب النساء ت837 (كان اسمها فاطمة ولقبها أميمة ، وكنيتها أم جميل) والأعلام 5: 131.
190) الكنانية( 000_ 838هـ= 000_ 1434م)
فاطمة بنت خليل بن أحمد الكنانية الحنبلية: عالمة بالحديث . من أهل القاهرة ، مولداً ووفاة . أصلها من عسقلان . تزوجها الشهاب غازي الحنبلي . وعاشت نحو تسعين عاماً . أجازها بعض علماء عصرها ، وتفردت بالرواية عن كثير منهم . وخرَّج لها القبابي(مشيخة)(1).
(1) الضوء اللامع 12:91 والأعلام 5: 131.
191) أم قرفة (000_ 6هـ = 000_ 627م)
فاطمة بنت ربيعة بن بدر الفزارية ، أم قرفة : شاعرة من بني فزارة ، من سكان وادي القرى ( شمالي المدينة) كان لها أثنا عشر ولداً من زوجها مالك بن حذيفة بن بدر الفزاري . وكان يعلق في بيتها خمسون سيفاً لخمسين رجلاً ، كلهم من محارمها . وضرب بها المثل في الجاهليةفقيل "أعز من أم قرفة" و( أمنع من أم قرفة ) ولما ظهر الإسلام سبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثرت ، وجهزت ثلاثين راكباً من ولدها وولد ولدها ، وقالت : أغزوا المدينة واقتلوا محمداً . ووجه إليهم النبي صلى الله سرية مع زيد بن حارثة فظفر بهم وأسر أم قرفة ، فتولى قتلها قيس بن المحسر اليعمري . ويقال لها ( أم قرفة الكبرى ) للتمييز بينها وبين ابنتها سلمى بنت مالك الفزارية ، وكانت كنيتها ( أم قرفة ) أيضاً (1) .
(1) ثمار القلوب 248 والإصابة : كتاب النساء ت 568 ومجمع الأمثال 1: 331 وإمتاع الأسماع 1: 269 و 270 والأعلام 5: 131 .
192) بنت سعد الخير ( 522_ 600هـ = 1128 _ 1203م)
فاطمة بنت سعد الخير بن محمد بن سهل ، الإنصارية ، أم عبد الكريم : فقهية . ولدت بأصبهان وروت الحديث . ورحلت مع أبيها إلى بغداد ، ثم إلى دمشق . وتزوجت أبا الحسن ابن نجا الواعظ ، وسكنت مصر فتوفيت فيها (1) .
(1) شذرات الذهب 4: 347 والإعلام بتاريخ الإسلام _ خ . حوداث سنة 600 والأعلام 5: 131.
193) فاطمة بنت سليمان ( 620 _ 708 هـ= 1233 _ 1308م)
فاطمة بنت سليمان بن عبد الكريم الأنصاري : عالمة بالحديث ، دمشقية ، أخذت عن أبيها وغيره . وأجازها معظم علماء الشام والعراق والحجاز وفارس في عصرها. وكانت لها ثروة واسعة فبنت عدة مدارس وتكايا ووقفت لها أوقافاً . وتوفيت في دمشق (1) .
(1) الدرر الكامنة 3: 222 والدر المنثور 366 والأعلام 5: 131.
194) بنت قريمزان ( 878_ 966هـ= 1473_ 1558م)
فاطمة بنت عبد القادر بن محمد بن عثمان الحلبية الشهيرة ببنت قريمزان. شيخة الخانقتين العادلية والرواحية معاً . انتهت إليها رياسة نساء زمانها بحلب ، لما لها من الخط الجيد ، والعبارة الفصيحة ، والتعفف والتقشف ، والنسخ الكثير لكتب كثيرة . تزوجها الشيخ كمال الدين محمد بن جمال الدين الأردبيلي وأخذت العلم عنه (1) .
(1) درر الحبب _خ . وشذرات الذهب 8: 347 والأعلام 5: 131.
195) فاطمة الجوزدانَّية (434 _ 524هـ = 1042_ 1130م)
فاطمة بنت عبد الله الجوزدانَّية : عالمة بالحديث . كان لها شأن رفيع بأصبهان حتى نعتها الذهبي بمسندة أصبهان (1) .
(1) دول الإسلام 2: 32 وفي معجم البلدان 3: 167 ( جوزدان : قرية كبيرة على باب أصبهان ) والأعلام 5: 131 .
196 ) فاطمة الصغرى ( 000_ 117 هـ= 000_ 735م)
فاطمة بنت علي بن أبي طالب : من فضليات النساء . روت الحديث، وروي عنها (1) .
(1) تهذيب التهذيب 12: 443 وخلاصة تهذيب الكمال 425 والأعلام 5: 131.
197 ) ست الملوك (000_710هـ= 000_1310م)
فاطمة بنت علي بن الحسين بن حمزة الملقبة بست الملوك : فقيهة حنبلية . روت الحديث وحدثت . وقرئ عليها مسند الدارمي ومصنفات البغوي . وأجازت بعض معاصريها . أصلها من واسط وسكنها ووفاتها ببغداد(1).
(1) علماء بغداد 242والأعلام5: 131.
198) فاطمة بنت قيس ( 000_ نحو 50هـ= 000_ نحو 670م)
فاطمة بنت قيس بن خالد القرشية الفهرية ، أخت الضحاك بن قيس الأمير: صحابية من المهاجرات الأوائل . لها رواية للحديث . كانت ذات جمال وعقل ، وفي بيتها اجتمع أصحاب الشورى عند قتل عمر (1).
(1) تهذيب التهذيب 12: 443 وطبقات ابن سعد 8: 200_202 والجمع بين رجال الصحيحين 2: 611 والأعلام 5: 132 .
199) فاطمة الزهراء ( 18ق هـ _ 11هـ = 605 _ 632م)
فاطمة بنت رسول الله محمد ابن عبد الله بن عبد المطلب ، الهاشمية القرشية ، وأمها خديجة بنت خويلد : من نابهات قريش . وإحدى الفصيحات العاقلات . تزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( كرم الله وجهه) في الثامنة عشرة من عمرها ، وولدت له الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب . وعاشت بعد أبيها ستة أشهر . وهي أول من جعل له النعش في الإسلام ، عملته لها أسماء بنت عميس ، وكانت قد رأته يصنع في بلاد الحبشة . ولفاطمة 18 حديثاً . وللسيوطي ( الثغور الباسمة في مناقب السيدة فاطمة _خ ) في 53 ورقة . ولعمر أبي النصر ( فاطمة بنت محمد _ ط) ولأبي الحسن الرندي النجفي ( مجمع النورين _ط) في سيرتها ومناقبها (1).
(1) طبقات ابن سعد 8: 11_ 20 والإصابة، كتاب النساء ، ت 830 والجمع 611 وصفة الصفوة 2: 3 والدر المنثور 359 وحلية الأولياء 2: 39 وذيل المذيل 68 والسمط الثمين 146 وأعلام النساء 3: 1199 وتاريخ الخميس 1: 277 ودار الكتب 8 : 107 وإمتاع الأسماع 1: 547 والأعلام 5: 132 .
200) أم البنين ( 000_ نحو 265 هـ = 000_ نحو880م)
فاطمة بنت محمد بن عبد الله الفهرية القيروانية ، أم البنين : المنشئة الأولى لجامع (القرويين) بفاس . انتقلت إليها من القيروان ، أيام يحيى بن محمد بن أدريس ، وسكنت مع أبيها وأخوات لها في عدوة القرويين ، قرب أرض بيضاء كان يصنع بها الجص . ثم ورثت من أبيها أو من زوجها وأخت لها مالاً ، فاشترت هذه الأرض لبناء مسجد ( جامع القرويين) عليها وشرعت في حفر أساسه يوم السيت أول رمضان سنة 245 هـ ( 859 م) وحفرت فيه بئراً لا تزال إلى الآن . وكان طول المسجد من حائطه الغربي إلى الحائط الشرقي 150 شبراً ( نحو 35متراً ) ويظهر أنه زيد في بنائه بأمر داود بن إدريس ، فتتم في أيامه ( سنة 263هـ) ووسع بعد ذلك ، ابتداء من سنة 345هـ ، وليس لدينا عن فاطمة * إلا ما تقدم ، وأنها ظلت صائمة طول المدة التي قضتها في بناء الجامع (1) .
(1) * صاحب الترجمة في كتاب الأعلام ، انظر الأنيس المطرب بروض القرطاس ، طبعة الرباط 1: 76 ونخب تاريخية 22 والاستقصا طبعة الدار البيضاء 1: 175 وراجع على الخصوص ما كتبه عبدالهادي التازي في مجلة التربية الوطنية _ بالرباط_ العدد الرابع : يناير 1960 والأعلام 5: 132 .
201 ) فاطمة التنوخية ( 710_ 778هـ = 1310_ 1376م)
فاطمة بنت محمد بن أحمد التنوخية : خاتمة المسندين في دمشق . كانت عالمة بالحديث . أخذ عنها جماعة ، منهم الحافظ ابن حجر (1) .
(1) السحب الوابلة _ خ والأعلام 5: 132 .
202 ) المقدسية ( 719_ 803هـ = 1319_ 1401م )
فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي المقدسية الصالحية ، أم يوسف : عالمة بالحديث . أصلها من بيت المقدس ، اشتهرت في صالحية دمشق ، وتوفيت بها ، حدثت بالكثير ، وأجاز لها علماء من دمشق ومصر وحلب وحمص وغيرها (1).
(1)القلائد الجوهرية . والضوء اللامع 12: 103 وشذرات الذهب 7: 33 والأعلام5: 132 .
203) فاطمة بنت محمود ( 855_ 941 هـ = 1451 _ 1534م )
فاطمة بنت محمود بن سيرين : شاعرة لبيبة ، من أهل مصر ، كان لقبها (ستيتة) ولدت ونشأت وتعلمت في القاهرة ، وبرعت في النظم . وتزوجت الناصري محمد بن طنبغا ، ومات عنها ، فتزوجها العلاء بن علي بن محمد بن بيبرس . وجاورت بمكة سنين عديدة . وجمعت نظمها في (كراريس ) متعددة وعادت إلى القاهرة وتوفيت فيها (1) .
(1)النور السافر _خ . والبدر الطالع 2: 25 وفيه اسم جدها ( شيريز ) مكان (سيرين). والضوء اللامع 12: 107_ 112 واسم جدها فيه(شيرين) وأورد نماذج من شعرها . وقال : ( ولدت كما كتبته لي بخطها في في سادس المحرم سنة خمس وعشرين وثمانمائةبالقاهرة ، ويظهر أنه قبل ذلك ، والأعلام 5: 132 .
204 ) فاطمة بنت مر ( 000_ 000 = 000_ 000 )
فاطمة بنت مر الخثعمية : شاعرة كاهنة جاهلية ، من أهل مكة . قرأت الكتب واشتهرت . من شعرها قولها :
( وما كل ما نال الفتى من نصيبه بحزم ، ولا ما فاته بتوان )
وكانت معاصرة لعبدالله بن عبد المطلب (والد الرسول صلى الله عليه وسلم قيل : عرضت عليه نفسها للزواج قبل أن يتزوج بآمنة (1) .
(1) أمثال الميداني 2: 34 والأعلام 5: 132 .
205 ) فريدة عطية( 1284 _ 1335هـ = 1867_ 1917م )
فريدة بنت يوسف بن ديب عطية : متأدبة من أهل طرابلس الشام. وأصل آل عطية من أذرع _ في حوران _ وهم من طائفة الروم الأرثودكس . تعلمت في المدرسة الأمريكية ببيروت ، وترجمت عن الأنجليزية كتاب ( أيام بومباي الأخيرة ) وألفت ( رواية بين عرشين _ ط ) في حوداث الانقلاب العثماني (1) .
(1) تراجم علماء طرابلس 223 وفيه ذكر بعض من اشتهر من آل عطية والأعلام5: 145 .
206 ) فضل ( 000 _ 257هـ = 000 _ 871 م)
فضل، جارية المتوكل العباسي : شاعرة ، من مولدات البصرة ( وأمها من مولدات اليمامة ) لم يكن في زمانها امرأة أفصح منها ولا أشعر . نشأت في دار رجل من بني عبد القيس ، فاشتراها محمد بن الفرج الرخجي . وأهداها إلى المتوكل ، فحظيت عنده وأعتقها . وعرفت بعد ذلك بفضل العبدية ( نسبة إلى عبد القيس ) وكان من معاصريها أبو دلف العجلي ، وعي بن الجهم ، ولهما معها مساجلات في شعرها إجادة وإبداع ، ولها بداهة وسرعة خاطر . قال ابن المعتز : كانت تهاجي الشعراء ، ويجتمع عندها الأدباء ، ولها في الخلفاء والملوك مدائح كثيرة ، وكانت تتشيع وتتعصب لأهل مذهبها وتقضي حوائجهم بجاهها عند الملوك والأشراف . توفيت ببغداد . وهي القائلة من أبيات :
( أني أعوذ بحرمتي بك بالهوى من أن يطاع لديك في َّحسود ) (1) .
(1) الأغاني طبعة ليدن 21: 176 _ 185 وسمط اللآلي655 والمنتظم ، القسم الثاني من الجزء الخامس 6 والنجوم الزاهرة 3: 28 وفيه وفاتها سنة 258هـ وأنها ( من مولدات اليمامة ، وكذا أمها ) ومثله في فوات الوفيات 2: 126 وأرخ وفاتها سنة 260هـ وانظر المستظرف من أخبار الجواري ، للسيوطي 50_ 56 وجهات الأئمة الخلفاء 84 _ 90 والجواري ، لابن الجوزي _ خ والأعلام5 : 147 .
207 ) فكيهة بنت قتادة (000_ 000= 000_000)
فكيهة بنت قتادة بن مشنوء، من بني مالك بن ضبيعة ، من قيس بن ثعلبة : جاهلية اشتهرت بخبر لها مع ((السليك بن السلكة )) العداء الشاعر وكان فتاكاً ، من شياطين العرب . دخل بيوت بني بكر بن وائل وشعروا به ، فطلبوه فدخل بيت فكيهة مستجيراً فأجارته . ولحقوا به ، فحاولت دفعهم عنه ، فلم تستطع . وانتزعوا خمارها ، فصاحت . وأقبل إخونها وأبناؤها ، فأنقذوه ، فقال من أبيات :
( فما عجزت فكيهة يوم قامت بنصل السيف ، وانتشلوا الخمارا
من الخفرات لم تفضح أباها ولم ترفع لإخوتها شنارا )(1).
(1) المحبر 433 والأعلام 5 : 155 .
208) قتيلة بنت النضر ( 000_ نحو20 هـ = 000_ نحو 640م)
قتيلة بنت النضر بن الحارث بن علقمة ، من بني عبد الدار ، من قريش : شاعرة ، من الطبقة الأولى في النساء . أدركت الجاهلية والإسلام . وأسر أبوها النضر في وقعة بدر ، فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فقتل ، فرثته بقصيدة أنشدتها بين يدي رسول الله ، تقول فيها :
( ظلت سيوف بني أبيه تنوشه لله أرحام هناك تشقق)
فنهى رسول الله عن قتل أسرى قريش بعد النضر . وأسلمت بعد مقتله ، وروت الحديث . وتوفيت في خلافة عمر . وقصديتها مما اختاره أبو تمام في الحماسة (1).
(1)الروض الأنف 2: 119 وطبقات ابن سعد 8 : 105 والدر المنثور 450 والتبريزي 3: 13 ونسبها فيه : قتيلة بنت النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة ابن هاشم بن عبد مناف والأعلام 5: 190 .
209 ) كبشة بنت رافع (000_ بعد5 هـ = 000_ بعد 626م )
كبشة بنت رافع بن عبيد بن ثعلبة بن الأبجر ، الأنصارية الخدرية : صحابية شاعرة . وهي أم (سعد بن معاذ ) عاشت في الجاهلية وصدر الإسلام . ومات ابنها (سعد) سنة 5هـ ، فندبته بقولها :
(ويل أم سعد ٍ سعد صرامة وجدا ) وسمع النبي بذلك ، فقال : كل نادبة تكذب إلا نادبة سعد ! (1).
(1) الإصابة : كتاب النساء ، ت912 والأعلام 5 : 218 .
210 ) كبشة ( 000_ نحو20هـ = 000 _نحو 640م )
كبشة بنت معدي كرب الزبيدي : شاعرة صحابية . أورد لها أبو تمام( في الحماسة ) أبياتاً ترثي بها أخاً لها اسمه (عبد الله) وتحرض أخاها الثاني (عمرو بن معدي كرب ) على الأخذ بثأره . وقيل أراد عمرو أخذ الدية في أخيه عبد الله فقالت كبشة قصيدة منها قولها :
(وأرسل عبد الله إذ حان يومه إلى قومه لا تعقلوا لهم دمي
ولا تأخذوا منهم إفالاً وأبكراً وأترك في قبر بصعدة مظلم)
-----------------------
كتاب غير مكتمل ......................