رحمه الله تعالى

المعتزلة المعاصرة

أمين نايف حسين ذياب

Get Adobe Flash player

البحث في محتوى الموقع

مقالات ذات صلة

احصائيات

عدد زيارات المحنوى : 539214

المعتزلة: لماذا الآن؟

سأقلب السؤال (المعتزلة لماذا ليس الآن؟) الامة الاسلامية في حالة التردي  والسقوط. أليس ذلك حقيقة ؟ والمحاولات العديدة لأنهاضها لم تستطع أن توقف الانحدار السريع. بدأت هذه المحاولات منذ منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، مع ذلك ظل العالم الاسلامي يتخبط في سيره ويعاني الانحطاط بل وصل الى الحضيض الاحط.

جميع المحاولات كانت تعاني من ضعف شديد في فهم الاسلام، اذ لم تستطع تغيير منظومة الافكار التي عليها تغييراً اساسياً شاملاً، كانت تعيد انتاج الخطاب الاسلامي الوعظي او البرامجي متسلحة بالاماني وانتظار تحقيق النبوءات المزعومة. فكان لا بد من اعادة النظر والوصول الى المنهج الذي يجعل الامة تعيد مشروع نهضتها، وهذا لا يتأتى بدون العقل الذي يوصل من خلال النظر (الواجب الاول) الى التوحيد والعدل أي الى منهج الاعتزال.


المعتزلة كيان فكري، يعمل لايجاد طريقة تفكير على اساس الاسلام عند المسلمين، ولتحديد منهج قويم لفهم القران الكريم، ولتوضيح معالم منهجية للتثبت من سنة الرسول صلوات الله عليه، وكيفية الاستدلال بها، وهي حركة قراءة ابداعية للتراث الاسلامي، وبالتالي فهي حركة في الامة.

توضح سمات الامة بصورة جماعية، لتقوم الامة بعملية التغيير، من حالة التردي والسقوط الاخير الى حالة النهضة والرقي، من خلال معرفة هويتها الفكرية والشعورية، وفك تبعيتها الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية عن الغرب الشديد العداء لها، واعلان رابطتها المبدأية، ووحدة اقطارها في الامة الاسلامية الفاعلة، والدولة الاسلامية المؤثرة الساعية للقوامة، قوامة الهداية والطمأنينة، وزوال الشقاء عن العالم كله، أي لتحل محل وجهة النظر الغربية في قيادة العالم، وبدون كيان المعتزلة يبقى الاسلام السياسي غائباً !