تعقيب على نشره مرفقة
بسم الله الرحمن الرحيم
تعقيب على نشرة مرفقة
النشرة المرفقة وهي غير مؤرخة ، ولا تحمل توقيعا ، قام بنشرها مجموعة من السلفية ، هي مجموعة محمـود عبد الرؤوف القاسم (أبو الأمين) ، في فترة قبل عام 1995 م ، عنوانـها كما هو واضح [معاملة الحكام عند أهل السنة والجماعة] . وليس من مهمة التعقيب شرح مضمون النشرة ، ولا نقد أو نقض موضوعها ، فهي أمور متروكة للقارئ ، ولكن الذي يجب أن يفهم ، هو موضوع طاعة الحكام في فكر أهل السنة والجماعة ، كما هو ظاهر النصوص ، أو كما هو مفهوم النصوص في تصورهم ، أي كما يفهمها أحمد بن حنبل ، وابن تيمية ، وابن القيم الجوزية ، وابن كثير ، وناصر الألباني ، وابن عثيمين، مرتكزين إلى نقل محدثين أي إلى نصوص الحديث ، أو مقولات تابعين ، لا يستفاد منها ما وصلوا إليه من مفاهيم وأحكام ، وتشن النشرة حملة شعواء ظالمة على حزب التحرير ، مع أنه يتبنى عين مفاهيم الطاعة للخلفاء ، وإن كانوا ظلمة أو فسقة ، ولكنه يرفض أن تكون مفاهيم الطاعة هذه ، تشمل الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي الآن .
لقد أقام الفكر الإسلامي السني نظرته السياسية على وجوب طاعة الحكام ، وإن ظلموا أو فسقوا أو أكلوا أموال المسلمين ، والفكر السني ثلاثة توجهات هي : 1- السلفية وهم منسوبون لتقي الدين ابن تيمية وهو أحمد بن عبد الحليم ابن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر النميري الحراني الدمشقي الحنبلي المكنى أبو العباس الملقب عند اتباعه بشيخ الإسلام المتوفى عام 728 هـ وجذر أقواله هو قول أهل الحديث الحرفيين وخاصة محمد بن كرام المتوفى عام 255 هـ وإذ أنكر المجاز وقع في التجسيم الصريح وإذ أنكر التغيير على الظلمة بالسيف قال بمفهوم الطاعة وإن ظلم وأكل الحقوق وفجر في الأرض 2- والأشعرية وهم المنسوبون لأبي الحسن علي بن أبي بشر بن اسحق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري المتوفى عام 324 هـ وجذره هو عبد الله بن سعيد بن كٌّلاب المتوفى عام 245 هـ 3- الماتريدية وهم منسوبون لأبي منصور محمد بن محمد بن محمود المتوفى عام 333 هـ .
المسلمون بسبب التجهيل المتعمد ؛ لا يعلمون أئمتهم بأصول الدين ، وهم يتبعون بالفروع واحداً المذاهب الأربعة ، وقد ظن الناس أنَّ المذاهب الأربعة هي أهل السنة والجماعة ، مع أن أكثرية المعتزلة أحناف بالفروع ، وبعضهم على المذهب الشافعي ، مثل : القاضي عبد الجبار بن أحمد والماوردي ، أما علي بن عقيل وأبي الفرج الجوزي المتأثران بالمعتزلة فهما من الحنابلة .