وزارة الأوقاف وصلاة الاستسقاء
وزارة الأوقاف وصلاة الاستسقاء
حزب التحرير والدعاء
رأي الأشاعرة في الدعاء
تجتمع وزارة الأوقاف مع حزب التحرير ، أنـهما متبنيان لرأي الأشاعرة في موضوع علم الله الأزلي الشمولي : للكونيات ، والشرعيات ، فكلاهما أصول دينه قول الأشاعرة ، والأشاعرة هي : المنتمية لعلي بن إسماعيل (هو أبو الحسن سليل أبي موسى الأشعري) ولد 260هـ وكانت وفاته بعد 323هـ ويجعلان (أي وزارة الأوقاف وحزب التحرير) ، العلم والقدر شيئاً واحداً ، ويعرفانه بأن الله تعالى يعلم الأشياء قبل وقوعها ، وما يعلم أنه يقع لابد أنْ يقع ، وأنه لا يقع شيء إلاَّ مما علمه . والمفهوم من هذا التعريف أنَّ نزول المطر على الأردن ، أو على غيره ، وحتى كمية المطر معلومة لله منذ الأزل ، وصلاة الاستسقاء من قبل المصلين بالتعيين معلومة لله أيضا ، فدعوة وزارة الأوقاف لا تأثير لها البتة بجمع المصلين ، أو نزول المطر ، فلماذا هذه الدعوة ؟ ! .
يقول حزب التحرير في كتابه الفكر الإسلامي ـ وهو كتاب للشيخ المرحوم تقي الدين النبهاني تأكيداً ـ رغم أنَّ الاسم الموضوع عليه ليس الشيخ تقي : فيندب للمسلم أنْ يدعو الله في السراء والضراء ، في السر والعلن ، حتى ينال ثواب الله . والدعاء أفضل من السكوت والرضا ، لكثرة الأدلة الدالة عليه ، ولما فيه من إظهار الخضوع والافتقار إلى الله تعالى . ولكن يجب أنْ يكون واضحاً أنَّ الدعاء لا يغير ما في علم الله ، ولا يدفع قضاءاً ، ولا يسلب قدراً ، ولا يحدث شيئاً على غير سببه لأنَّ علم الله متحقق حتماً ، وقضاء الله واقع لا محالة .
أمام هذه التعريفات الأشعرية ، ما الذي تريده وزارة الأوقاف من الدعوة لصلاة الاستسقاء ؟